أخبار السياسة الدولية

ماكرون: تصريحاتي عن الرسومات المسيئة فهمت خطأ وليس لدينا أي مشكلة مع الإسلام

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تعرضت لـ 3 ضربات إرهابية قام بها متطرفون عنيفون فعلوا ذلك بتحريف الإسلام وبأعمال صدمت الشعب الفرنسي، مؤكدا أن فرنسا تحت صدمة العمليات الإرهابية، وهناك شعور بالحزن والوحدة والغضب.

وأضاف ماكرون – في مقابلة خاصة مع “الجزيرة” بثتها مساء اليوم السبت، أن هناك ردود فعل قوية جداً على الساحة الدولية للهجوم على فرنسا على أساس الكثير من سوء الفهم ولذلك أردت إزالة سوء الفهم خلال مقابلتي مع “الجزيرة”.

وأكد ماكرون أن فرنسا ليس لديها أية مشكلة مع أي ديانة في العالم، وأضاف: أقول للمسلمين أن فرنسا يمارس فيها الإسلام بحرية ونحن بلد حريص على السلام والعيش مهما كان دين المرء.

الرسوم الكاريكاتورية

وحول الرسول المسيئة للرسول (ص)، قال ماكرون نبدأ بسوء الفهم الخاص بالكاريكاتيرات، في بلدنا يمكن لأي صحفي أن يعبر عن رأيه بحرية التعبير وإمكانية الرسم والرسم الساخر والكاريكاتير وهو قانون من القرن التاسع عشر، وهذا القانون أدى للكاريكاتورات في الصحف وهي سخرت من الزعماء وأنا على رأسهم وسخرت من كل الديانات .. و”شارلي ابيدو” قامت رسومات ساخرة عن المسيحين واليهود إلى آخره وأنا أفهم المشاعر التي يثيرها ذلك واحترمها.

ودعا ماكرون المسلمين إلى تفهم أن هذه الصحف ليست رسمية وهي حرة والحكومة الفرنسية لا ترسم الكاريكاتورات، وبالنسبة لي لا أتفق مع الهدف من هذه الكاريكاتورات لكن علي أن أحمي من يرسمها.

وقال الرئيس الفرنسي: هذه الكاريكاتورات يمكن أن ندينها، وهناك أناس في فرنسا ودول أخرى حريصة على حرية التعبير يردون على هذه الرسومات ويقولون لا نوافق عليها .. لكن لا نقبل الخلط التي قامت بها وسائل الإعلام والقادة السياسيين والدينين الذي يوحي بأن هذه الكاريكاتورات هي مشروع الحكومة الفرنسية أو رئيس الجمهورية أو منبثقة عنهما.. أقول لهم: لا ..أنا هنا لأحافظ على هذا الحق وسوف أحافظ عليه دوماً .

وأضاف: لم أفهم أبداً أن الإسلام لا يعطي طابعا سياسيا للجوء للعنف، واحترم الصدمة من هذه الكاريكاتيرات ولا أقبل العنف السياسي بهذه الكاريكاتورات ولا أدعم شخصيا كل ما يقال وكل ما يفكر به أو يرسم .

تصريحاتي غير دقيقة

وأكد الرئيس الفرنسي أن الترجمات التي وصلت للعالم العربي ومفادها أنني أدعم الكاريكاتيرات المسيئة للرسول، غير صحيحة وهذا الكلام لم أقله أبداً، إنما قلت إن هذه الكاريكاتيرات تطال كل الديانات وكل الزعماء وليست موجهة ضد دين، وقلت إنني أحمي هذا الحق وليس لي كرئيس جمهورية أن أقلل من هذا الحق وهذا ما أريد أن تفهموه .

وقال: “أعتقد أن ردود الفعل كان مردها أكاذيب وتحريف كلامي ولأن الناس فهموا أنني مؤيد لهذه الرسوم. وأريد أن أقول أنني مؤيد أن المرء يفكر أو يرسم في بلدي .. والحل ليس في أن نبرر العنف بصدمة البعض”.

وأضاف: الكاثوليك واليهود في بلدنا صدموا من الرسومات، عندما يمسسك الأمر قد لا يروقك ذلك (هذه الرسومات) لكن هذا لا يبرر العنف.. وأشدد على أن حرية التعبير أكبر بكثير من مجرد كاريكاتير وهي أمر واقع ولا يجب أن نقع في دائرة الاستفزاز والاستفزاز المضاد، وهذه الرسومات رسمت في فرنسا وفق قانون فرنسي من القرن الـ 19 فمن أنا لأقول لهم إن ديناً يواجه مشكلة مع هذا الرسم لأمنعه.. لا يمكنني فعل ذلك وليس هذا دوري .

وقال الرئيس الفرنسي: أقول للمسلمين أن هناك في بلدانكم أمور لا تعجب مواطني بلدي فهل يهاجمونك ؟ .. يجب أن نتعرف على بعضنا البعض ونعرف من أين جاءت قوانيننا.

معاداة السامية

وحول منع معاداة السامية، قال ماكرون: فرنسا تكافح معاداة السامية والعنصرية بكل أشكالها وهي أمور يمنعها القانون بل كل أشكال العنصرية مدانة وممنوعة قانونياً، لكن كما يمكن للمرء أن يرسم الكاريكاتير وينتقد الديانة اليهودية كما ينتقد كل الديانات .. إذن ليس هناك كيل بمكيالين.

وأضاف: نحن نعترف بجرائم النازية، وكل الأمور بما فيها الجرائم التي ارتكبناها، والعبودية والاستعمار، والحكومة الفرنسية ليست هي من تكتب التاريخ بل هم المؤرخون..

حملة المقاطعة

وحول حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، قال: هذا شيء غير لائق وأدينه .. لكن هذه الحملة هي من فعل المجموعات الخاصة لأنهم لم يفهموا واستندوا للأكاذيب حول الكاريكاتورات وأحياناً من فعل بعض الزعماء وهو أمر غير مقبول، وصدرت عني تصريحات لتهدئة الأوضاع..
وأضاف: أقول للكثير من الزعماء أن الصحافة حرة في فرنسا وفي الكثير من الدول المقاطعة لم تعد صحافة حرة.. كما أنه عندما تقول صحيفة ما شيئاً فهذا ليس موقف الحكومة واتخاذ قرار مقاطعة بلد هذا جنوني ولا يصح في بلدنا ولا يصح في العالم الحر.

وقال الرئيس الفرنسي : كل الزعماء السياسيين والدينيين الذين لا يدينون بوضوح تام أي شكل من أشكال العنف بحق فرنسا إنما يتحملون مسؤولية بشكل مباشر أو غير مباشر عن العنف ضد الرعايا الفرنسيين في الداخل والخارج .. وأوجه نداء للمسؤولين أنه في الأيام الأخيرة رأيت الكثير من الأناس تقول أشياء غير مسؤولة عن فرنسا ويؤكدون أكاذيب ويصبحون متواطئين مع الأسوأ .

المسلمون ضحايا

وقال الرئيس الفرنسي : عندما ننظر في الأرقام فإن أكثر من 80% من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين وهم أول ضحايا الإرهاب التي ترتكب باسم الإسلام، وأقصد بـ “الإسلام المتطرف” بالمتطرفين الذين يحولون الدين إلى ارتكاب العنف وفرنسا بها ملايين المسلمين وهم مواطنون كاملو المواطنة ولكن المتطرفين العنيفين هم من يحرفون الإسلام ويبررون العنف على أرضنا في فرنسا، وهو ما أعدت التأكيد عليه  .

أضاف: ليس لدينا أية مشكلة مع الإسلام، ونحن إحدى الدول التي ترجمت القرآن في جامعة السوربون ونحن إحدى أول الدول التي فتحت مسجدا كبيراً وهو مسجد باريس، وبالتالي معركتنا هي ضد الإرهاب والتطرف العنيف والتي تبرر بالعنف باسم الإسلام .

وعن تصريحه بأن “الإسلام دين يعيش اليوم أزمة عميقة في كل أنحاء العالم”، قال ماكرون “ما أردت أن أقوله واضح جدا، وهو أن هناك عنفا يمارس اليوم من قبل بعض المجموعات وأفراد متطرفين باسم الإسلام، طبعا هذه مشكلة للإسلام لأن المسلمين هم أول الضحايا، وكنت ذكرت بالأرقام أكثر من 80% من الضحايا من المسلمين، وهذه مشكلة لنا جميعا، وبالتالي كل الديانات مرت بمثل هذه الأزمة في تاريخها”.

وأضاف “الأزمة داخل مجتمعنا، لأن هناك في أماكن كثيرة أفرادا يشعرون بأنهم غير مفهومين ويرتكبون الأسوأ باسم الدين، وغالبا من لا يعرفون هذا الدين جيدا بتواطؤ من الذين يعرفون هذا الدين أفضل منهم أو بالأحرى يدعون معرفته”.

وأطلق ماكرون رسالة طمأنة لمسلمي فرنسا قائلا “مشروعي أو مشروعنا والذي على أساسه انتخبني الفرنسيون، والذي هو نفسه مشروع فرنسا التاريخي، مهمته الأساسية تحمل رسالة سلام بين الأديان، لأنها رسالة معرفة وبناء العقل”.
الشرق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..