لا يلام الأخوان المسلمين على ديكتاتوريتهم، فمنهجهم معاد للديمقراطيه!

لا يلام الأخوان المسلمين على ديكتاتوريتهم، فمنهجهم معاد للديمقراطيه!
تاج السر حسين
[email][email protected][/email]
كل من يثق فى الأخوان المسلمين ويصدق قولهم أو تعهداتهم ويتحالف معهم ولو ليوم واحد، حتى لو وضعوا يدهم فوق الكتاب واقسموا بالله، فعليه أن يلوم نفسه ولا يلوم انسانا آخر، لأنهم سوف يستفيدون منه لفترة من الوقت ويستغلونه كمغفل نافع لفترة محدده، مهما بلغ علمه وبلغت خبرته ووطنيته، ثم يرمون به بعد أن يستنفذ غرضه فى قارعة الطريق، ولا توجد لديهم مشكلة فما اسهل صيام ثلاثه ايام أو اطعام ستين مسيكنا ، طالما اصبح غير متوفر عتق رقبة مؤمنة .. واذا تجرأ ذلك (الحليف) المغفل النافع وأبتعد عنهم بعد أن أكتشف حفبفتهم وعدم مصداقيتهم ونقضهم للعهود فسوف يخرجون له اتفاقه معهم ويذكرونه به خاصة اذا كان مكتوبا، حتى لو وقعه بحسن نية، ولم يكتشف وقتها خبثهم ومكرهم ودسيستهم وسوف يتجهون للأساءة اليه بالحق أو الباطل، فى الجانب الأيدولوجى أو الشخصى، فالفكر الذى يؤمنون به هو (الميكافيليه) أى الغايه تبرر الوسيله ، ومن أجل تحقيق أى غاية وفى مقدمتها كراسى السلطه فمن حقهم أن يفعلوا كل شئ أخلاقى أو غير اخلاقى، ولذلك أفتى احدهم بجواز (التزوير) فى الأنتخابات، بالطبع لكى يصل للحكم (خليفة) من خلفاء الله فى الأرض، ويمنع وصول ليبرالى أو علمانى (كافر) ابن ستين (…)، فيدخل بتزويره ذاك الجنة ويطفئ ظمأه من لبنها وعسلها ويملأ بطنه من تفاحها ورمانها وينكح أحدى بنات حورها بكرة عذراء لم يمسسها بشر من قبله.
الشاهد فى الأمر أن مصيبه (الأخوان) فى (المنهج) كما اكدنا دائما ويغتاظ بسبب ذلك القول (احفاد ابو جهل) ، أهل الغرة بالله، المصيبة هى (المنهج) الذى يتبعونه وهو (شريعة) القرن السابع التى لا تصلح لأنسانية خذا العصر، وهى لا تعترف بالديمقراطيه بل تكفرها وتعتبرها رجس من عمل الشيطان، لكنهم يتركون هذا الدور لكى يقوم به حلفائهم مؤقتا (السلفيون) الذين يستخدمونهم كذلك كمغفلين نافعين، لمواجهة التيارات الليبراليه والعلمانية ويستغلون عداوتهم الشديده لهذه التيارات التى يكفرونها، لكى يتفرغوا (للتمكين) ولترسيخ اقدامهم وتثبيتها فى السلطه.
والأخوان المسلمين الذين هم أكثر التيارات الأسلامويه التى تستغل الدين فى السياسة، (اعتدالا) كما يريدون أن يظهروا أو أن يقال عنهم، مقارنة بباقى التيارات (الأسلاموية) الأخرى التى كانت تنتهج الأرهاب الفكرى والعنف اللفظى والجسدى فى حسم خلافاتها، والتى قتلت الرئيس (السادات) والمفكر (فرج فوده) وسعت لأغتيال الأديب (نجيب محفوظ) والتى لم تتراجع أو تراجع نفسها فى مصر الا بعد أن مارست عليهم الأجهزه الأمنيه عنفا شديدا، لذلك أمتنعوا فى بداية الثوره المصريه من النزول للميادين ولم يشاركوا مع الثوار الا بعد تأكدهم من نجاح تلك الثوره، وكان شيوخهم يبررون ذلك بعدم مشروعية الخروج على الحاكم المسلم مهما أخطأ وأفسد وظلم، وهذ الفتاوى مأخوذه للاسف من (شريعة) القرن السابع.
ومن ذات (الشريعة) وفتاوى كبار فقهائها، ياخذ (الأخوان المسلمون) منهجهم (بتصرف) حضارى، فيظهرون متحررين من (اللحاء) الطويلة والسراويل القصيره ويرتدون البنطال الغربى والكرفتات أى (البدع)، ويتخيرون كلماتهم والفاظهم ويحاولون قدر المستطاع أن يظهروا بالمظهر المهذب والسمت المتواضع، لكن المكر والخبث واللؤم بائن فى وجوههم ، لا يخفى على من كانت حاسته السادسه متقده، أو كان يمتلك قدرا من الفراسة.
ومن خلف ذلك المظهر يحملون فى دواخلهم فكرا متناقضا ، فهم يتحدثون عن (الديمقراطيه) فى الأعلام ويستخدمونها سلما للوصول للسلطه، لكنهم يعملون (للشورى) ويتعاملون بها داخل مجتمعهم (الأخواني) الذى لا يسمح للغرباء من الأقتراب منه، مثلما لا يسمحوا بنعرفة مصادر اموالهم.
ولا يستطيع رئيس أو مسوؤل ينتمى (للجماعة) أن يتصرف أى تصرف أو أن يتخذ قرارا دون أن يمر على مجلس الشورى وقبل أن يبصم عليه (المرشد)، ويعتبر اى سلوك مخالف لذلك (كفر) وخروج على الشريعه ونفض للبيعة ومبدأ السمع والطاعة على المنشط والمكره.
وأكثر من ورطهم فى هذا (اليم) وهذه الصحراء القاحله، هو المرحوم (سيد قطب)، الذى أتى بمفهوم (الحاكمية لله)، وهذا يعنى أن القرار الذى يتخده الحاكم أو الأمام أو المرشد طالما كان مأخوذا من الشريعة و(القرآن)، فأنه صادر من (الله) لا من الشخص الذى صدر منه، لذلك يقولون أن حكمهم هو حكم (الله) وأن شريعتهم هى (شريعة) الله وبذلك يسئيون للخالق، لأن حكمهم دائما ما يكون فاسدا وفاشلا وفيه كثير من التناقضات.
ومن قبل شرحت مفهوم (الشورى) الذى يخدع فيه الكثيرون ويظنونه بالمعنى البلدى الشائع مجرد (مشاورة) وتبادل رأى بين الحاكم والمحكوم، ولا باس من اعادة شرح ذلك الفهم حتى يعلم من لا يعلم بأن (الشورى) التى يروجون لها ويريدون أن يلزموا بها الآخرين والشعب الذى يحكمونه غصبا عن أنفه، كانت أفضل وسيلة للحكم فى وقتها وفى بداية الأسلام وهو خارج لتوه من مجتمع جاهلى وقبلى وعنصرى غير مؤهل أو مهيأ للديمقراطية وخقوق الأنسان ومفاهيم مثل المسماواة والعدالة الأجتماعية.
والية الشورى كما ذكرنا من قبل مأخوذه من الآيه (وشاورهم فى الأمر فاذا عزمت فتوكل) وكان ذلك غاية ما يطمحون اليه، والعمل بالشورى يقوم على مجلس واحد يسمون (أهل الحل والعقد) وهم مجموعة يشاورهم الرسول (ص) فى الأمور التى لا ينزل فيها وحى، ومن حقه أن يأخذ برأيهم ومن حقه كذلك أن يرفض ذلك الرأى ويعمل بما يراه بحسب نص الآيه (فاذا عزمت فتوكل).
رغم ذلك كله ومكانة الرسول (ص) والصدق المعروف به قبل الأسلام وبعده ، ورغم بعده عن (الهوى)، قيل أن الوحى راجعه فى أكثر من حاله مثل حالة ابن ابى مكتوم وفى بعض الروايات انها بلغت حوالى 16 موقفا ، فاذا كان هذا نبى كريم (معصوم)، فكيف يكون الأمر ما بشر عادى وكيف نسلم لرجل عادى من أهل هذا الزمان يحب ويكره فنأتمنه على أمورنا ونمنحه مثل تلك المكانة التى كانت من حق الرسول، اذا كان رئيسا أو اماما أو مرشدا؟
وهل افضل لهذا العصر ولأنسانه المرهف الأحساس والمتسلح بالعلم ولبناء اللدول الحديثه، (الديمقراطية) الليبراليه التى افضل صورها ما يمارس الآن فى الغرب على الرغم من قصورها، أم النهج الذى يتقاطع معها ويعمل به الأخوان والسلفيون والمأخوذ من أحكام الشريعه التى فرضت قبل 1400 سنة والمعروف بالشورى؟
أحد قادة التنظيم السلفى اتصل به مقدم برنامج لكى يوضح وجهة نظره ويرد على سلفى آخر متشدد أكثر منه قال أن (الدستور) المصرى الذى لم تقبل به التيارات المدنيه، (كفرى) لأنه ينص على أن الشعب مصدر السلطات، والمفروض أن يقال ? حسب رايه – (الله) هو مصدر السلطات، وقال ان الدستور يدعو (للكفر) لأنه لا ينص صراحة على أن الشريعة هى الدستور.
فبماذا رد عليه (السلفى) المعتدل، وهو ينظر بعين لتحالفه السياسى مع الأخوان المسلمين وبالعين الأخرى لما قاله رفيقه السلفي؟
قال: ((لقد قبلنا بهذا الدستور على هذا الشكل لأنه (المتاح) فى الوقت الحاضر))، واضاف : (( أنه لا يريد أن يتحدث عن موضوع (الشريعة) لأن شريعة الله لا يستفتى عليها ويجب الا يناقش امرها، لأنها حكم الهح وتكليفه))، سبحان الله، اين لكى تتفكرون وتتعقلون؟
على كل حال لم يتركه مقدم البرنامج، وقال له (كونك تقول انه المتاح، فهذا يعنى انك غير راض عن الدستور على شكله الحالى)؟
فرد على مقدم البرنامج بانفعال وحدة شديده، ((لا تقولنى ما لم اقله، المهم انا قلت لك أن (شريعة) الله، يجب الا يستفتى عليها والا يناقش امرها)).
هذا سلفى تعامل على هذا النحو بعد أن اقحم الدين فى السياسة، فلماذا نلوم الأخوان المسلمين الأشد من السلفيين مكرا وخبثا ودهاء ومتاجرة بالدين، وهم يتحدثون عن الديمقراطيه، لكنهم لا يلتزمون بها كما تابعناهم وهم يعتدون على القانون ويرون من حقهم تحصين المؤسسات التى اسست على باطل باعلان دستورى، وهم الذين تعمدوا تأسيسها مخالفة للقانون ثم يرفضون حل تلك المؤسسات حتى تستقر البلد وتسير نحو الأمام.
ثم يتعمدون تشكيل جمعية تأسيسية يسيطر عليها تيار واحد هو تيار الأخوان المتحالف مع السلفيين، ويريدون أن يفرضوا مواد الدستور على الجميع بمبرر يقول انها سوف تعرض على الشعب فى استفتاء ومن حقه أن يؤيدها أو يرفضها .. فهل يقبلون اذا فرض عليهم الليبراليون على نفس طريقتهم، دستور خال من اى مادة تشير الى (الشريعة الأسلاميه)، وأن يستفتى عليه الشعب فاما أن قبله أو رفضه؟ اين هؤلاء الناس من حب لأخيك ما تحبه لنفسك؟
وهل يعقل أن يستفتى معلم عاقل تلاميده على نتيجة عملية حسابيه قال لهم فيها أن واحد زائد واحد يساوى ثلاثه؟ واذا اجاب اغلب الطلاب (بنعم)، فهل تعتبر تلك النتيجه صحيحه؟
حقيقة الأمر (ألأخوان المسلمون) يتاجرون بالدين ولا يعترفون بالديمقراطيه ولا يفهمون معنى الآيه التى ترددها السنتهم: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتفوى) ولا يفهمون معنى الآيه (واذا حكمتم بين الناس فلتحكموا بالعدل)، لذلك يحاصرون المحاكم ويمنعون القضاة من القيام بدورهم، لأن (المنهج) الذى كان مناسبا قبل 1400 سنه، اذا طبق اليوم فأنه يدعو لشريعة (الغابه) لا شريعة الله.
وأخيرا .. كنا نلتقى ببعض كوادر الأخوان المسلمين فى ندوات ثقافية وسياسية بالقاهره خاصة فى نقابة الأطباء ومن بينهم قادة الآن، وكنا نعلم علاقتهم بنظام البشير ودفاعهم عنه وعدم قبول انتقاده بشده رغم انهم كانوا غير راضين على نحو ما عن تلك التجربه السودانيه (الأسلامويه) وكنا ندرك بأنهم اذا حكموامصر قلن يختلفوا كثيرا عن رفاقهم أخوان السودان ، (فالمنهج) واحد والمنبع واحد وهو (شريعة) القرن السابع، لذلك لم يختلفوا عنهم وبدأوا فى تمزيق المتمع المصرى وهدم المؤسسات قبل أن يكملوا عاما واحد، وكان عليهم عدم مس المؤسسه القضائيه وعدم التعرض للقضاء، مهما كانت أخطاؤها، لكنهم لن يستطيعوا، فالمنهج ، يعتمد فى بقائه على صنع اعداء وعلى الهدم أكثر من اعتماده على البناء وعلى التوافق والتصالح.
آخر كلام :
? هل يعقل أن يكون صالحا منهجا كان يعمل به قبل 1400 سنه مأخوذ من آيات يوجد (خير) منها تقول (الحر بالحر والعبد بالعبد)؟
? الديمقراطية هى الحل .. والدوله المدنيه الحديثه التى اساسها المواطنه والتى تحترم حقوق الأنسان وسيادة القانون هى الحل.
? والدوله العادله التى ينصرها الله، هى التى تقف مسافة واحده من كآفة الأديان سماوية وغير مساوية، بل تحترم حقوق المواطن الذى لا دين له، الأنسانية والمدنيه والقانونيه.
ماذا تعني الديمقراطيه اليست الديمقراطيه تعني اختيار الشعب فاذا اختار الشعب الاسلاميون فيجب عليكم ان تسلموا باختيار الشعب لان الشعوب المسلمه لا ترضي بغير الاسلام الذي ترفضه انت وتريد ان تحكمنا بافكاركم النتنه التي لا تصلح الا في مواطن الزباله وموائد الخمور. وعلي موقع الراكوبه ان يحارب كل من يطعن في الاسلام والا فهو موقع ماجور لاجندات يعرفها هو ولا يمكن ان ننخدع بمعارضته لنظام الانقاذ الذي نختلف معه وانتم ليست لكم حيله ولا منطق ولستم علي الحق لانكم لم تستطيعوا ان تقنعوا الناس بافكاركم ولو كانت افكاركم صحيحه لاستجاب الناس لكم او انكم عاجزين عن كل ذلك فاذا انتم جاهلون، اظنك من اتباع لينين هيهات هيهات ان تجتمع الثري والثرياء
ايها العالم النحرير تاج السر!
لقد كررت احاديثك كثيرا لدرجة الملل و نلاحظ انك عندما تتحدث عن الجماعات الاسلامية مثل الاخوان او السلفيين او حتى عندما تتحدث عن الشريعة السمحاء يكون هدفك اللمز و التبشيع و ليس الاصلاح و التهذيب!
نريد منك شيئا واحدا ان تكتب لنا فقط خمسة مقالات عن منهج شيخك و تاج راسك ابن عربي في الحكم و السياسة و عن شيخك المباشر محمود محمد طه كذلك و لو سمحت يجب ان تكون الكتابة معتمدة على مراجع موثقة و الا تكون مجرد كلاااام.
و ان شئت اسعن بالمعلق “سرحان” فلقد قرأت له تعليقا اليوم في مقال اخر يصف فيه شيخه محمود محمد طه بانه سيده ومولاه!
إذا سَلَّمْنَا أن الشريعة قد أدَّتْ دَوْرها إبَّانَ البعثة، وفيما تلا ذلك من القرون الأولى في صيانة المجتمع، والوفاءِ بحاجاته البسيطةِ يَوْمَئِذٍ، فهل تصلح اليوم للوفاء بحاجات مجتمعاتنا المعاصرة على تشابُكها وتنوُّعِها، وبُلوغها الغايةَ في التعقيد والتطوُّر؟!
إنَّ جوهر الإنسان هو التغيُّر، وجوهر الشريعة هو الثبات، فكيف للقوالب التشريعية الثابتة التي لبَّتْ حاجاتِ القرون الأولى أن تلبِّيَ حاجاتِ هذا القرن الذي فَجَّرَ الذَّرَّةَ، وغزا الفضاء؟! إنَّ النّصوصَ التَّشريعيةَ محدودةٌ ومتناهيةٌ، وحاجاتِ الإنسان متجدِّدَةٌ وغيرُ متناهية، فأنَّى للمحدود المتناهي أن يلبِّي حاجاتِ اللامحدود وأن يفِيَ بحاجاته؟! أليس منَ الأحفظ للشريعة أن نصونَها تراثًا مقدَّسًا نَذْكُرُه بكل الإكبار والإجلال؛ كظاهرة تاريخية فذَّة، ثم ننطلق نحن نُقيم بناءنا التشريعيَّ المعاصِرَ من وحي حاجاتنا المعاصرة، بعيدًا عنِ التقيُّد بهذه الظاهرة التاريخيَّة؛ فنصون بذلك تراثنا منَ العَبَث، ونحرِّر مسيرة تقدُّمِنا منَ الجُمُود والأَسْر؟! ألا تزال مَقولةُ صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان تفرض وِصايَتَها على عُقولنا المعاصرة، وتَحُول بيننا وبين الانعتاق التشريعيِّ، والانطلاقة الحرة نحو ما نصبو إليه من منجزات وطموحات؟!:
– صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان من المعلوم بالضرورة من الدين، وقدِ انعقد عليها إجماع السابقين واللاحقين منَ المسلمين، وهي تعتمد على أنَّ هذه الشريعة هي الشريعة الخاتمة، التي نسخ الله بها ما قبلها منَ الشرائع، وأوجب الحكم بها والتحاكُمَ إليها إلى أن يَرِثَ الله الأرض ومَن عليها، وتَوَجَّهَ الخطابُ بها إلى أهل الأرض كافَّةً، مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر، فلا بد إذًا أن تكون منَ الصلاحية بحيث تُلَبِّي حاجاتِ البشرية في مختلِف أعصارها وأمصارها، وتُحَقِّقَ مصالحها في كل زمان ومكان.
وإنِّي أَعِظُكُمْ بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفُرَادَى، ثم تتدبروا في هذه الأسئلة:
– هل خُتِمَتِ الرسالات حقًّا بمحمد؟
لقد تَوَلَّى اللهُ الإجابة على ذلك بنفسه فقال: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
– هل أوجب الله الحكم بشريعته، وحذَّر منَ العُدُولِ عنها أوِ التحاكم إلى غيرها؟
لقد تولى الله سبحانه الإجابةَ على ذلك؛ فقال: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [المائدة: 49]، {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18]، {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، {وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [النور: 47].
– هل نُسختْ هذه النصوص التي تُلزِم بهذه الشريعة، وتوجِب الحكمَ بها، وتَنْفِي الإيمان عمَّن خالفها؟
لا شكَّ أن الجواب على ذلك هو النفيُ القاطِعُ؛ فإن النسخ لا يكون إلا في زمن البَّعْثَةِ؛ لأن هذا الحق ليس لأحد من دون الله، ولا سبيل إليه إلا بالوحي المعصوم، وقد أكمل الله لنا الدين، وأتم علينا النعمة، وأحكم آياته، وتعبَّدَنا بها إلى قيام الساعة، قال ? صلى الله عليه وسلم -: ((تركتُ فيكم ما إن تَمَسَّكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا؛ كتاب الله وسُنَّتي)).
– هل يُعَنِّتُ الله عبادَهُ بتكليفِهم ما لا يُطِيقون؟ أو يُلْزِمُهم بما تضطَرِبُ به أمورهم؛ فيُفْتَنُون؟ أو يتعبَّدُهم بما يحول بينهم وبين التَّمكين في الأرض؛ فيُغْلَبون على أمرهم ويُقهَرون؟ أَيَلِيقُ بالحكيم أن يُلزِم أولياءه بما يَشْقَوْنَ به في دنياهم، ويقعُدُ عنِ الوفاء بمصالحهم، ويَهْوِي بهم إلى أغوارٍ قَصِيَّةٍ منَ التخلُّف والتَّبَعِيَّةِ؟! وهو الذي أخبر عن نفسه بأنه أرحم بهم منَ الوالدة بولدها؛ كما أخبر المعصوم؟!
– إن الجواب على ذلك كلِّه هو النفيُ القاطع، الذي يجزم به كل مَن عرف ربه، وهُدِيَ إلى تَدَبُّر آياته، وفَقِهَ عن الله قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123].
وعن نبينا قوله: ((إنِّي تركت فيكم ما إنِ اعتصمت به فلن تضلِّوا بعدي أبدًا؛ كتاب الله وسُنَّة نبيه))[1].
فإذا استقرَّ ذلك كلُّه، فقدِ استَقَرَّ خُلُود الشريعة وصلاحِيَتُها لكلِّ زمان ومكان، وأن الإيمان بهذه الحقيقة من جنس الإيمان بالله ورسله.
وإنَّ مِمَّا يُؤْسَى له أن يتواصى العَلْمَانِيُّون في لقاءاتهم ومنتدياتهم بما سَمَّوْهُ (بالحلِّ الإيجابي الهجومي)، والذي تتمثل أبرزُ عناصرِهِ في ضرب هذه الثوابت الإسلاميَّة؛ للتأثير فيما سَمَّوْهُ بالأغلبية الصامتة، غافلينَ أو متغافلين عن أن هذه الضربات إنما تنال منَ الإسلام قبل أن تنال من الجماعات الإسلامية!
ففي الندوة التي عقدها هؤلاء تحت عنوان (التطرُّف السياسيُّ الدينيُّ) صرَّح أحدهم بأن: أحد المرتكزات الرئيسة للتأثير في الأغلبية الصامتة (الجماهير) هو ضرب المرتكزات الأساسية التي تنطلق منها هذه الاتجاهات الدينية، وأهم هذه المرتكزات قولهم: إن هناك نصوصًا ثابتةً، صالحةً للتَّطبيق في كل زمان ومكان، فإذا ألقينا الضوء على هذه النصوص، وبيَّنا أنَّها متغيِّرَة، تتغير باختلاف الزمان والمكان؛ سنكون قد خطونا خطوة كبيرة[2].
ويُعَلِّقُ عليه آخَرُ بقوله: من أهم عناصر الحلِّ، إزالةُ حاجز الخوف، الذي لا يجعلنا نُفْصِح بوضوح عن مواقفنا بكاملها تجاه هذا التيار المتطرف، إن بعضنا يخشى استخدام كلمة عَلْمَانِيَّة، وهي ليست مُخِيفَةً… يجب أن نكتب بوضوح مثلاً في صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان؛ أي: أنْ نقول: إنه ليس هناك في أمور البشر قاعدة من هذا النوع[3]:
ولا نملِكُ أمام هذه الاستفزازات إلا أن نصبر على ما يقولون، وندعو الله لهم بالهداية! كما قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الجاثية: 14].
– ولكنك لم تُجِبْ عنِ الإشكالية التي يطرحها ما ذكرتُهُ لك من أنَّ الشريعة جَوْهَرُها الثبات، والإنسان جَوْهَرُهُ التغيُّر، فضلاً عن محدودية النصوص وعدم محدودية الحوادث التي يفترض أن تحكمها هذه النصوص؟
– ما تذكر من أن الشريعة جوهرُها الثباتُ والإنسان جوهرُه التغيُّر، يُعَدُّ في الواقع تغافُلاً عن حقيقة الشريعة وحقيقة الإنسان؛ فلا الشريعة ثابتة في كل أحوالها، ولا الإنسان متغيِّر في كل شؤونه، فالشريعة منها ما هو ثابت محكَم، وهو القطعيات ومواضِعُ الإجماع، ومنها ما هو متغيِّر نِسْبِيٌّ، وهو الظنيَّات وموارد الاجتهاد؛ بل إن منها منطقة العفو التي أحالت فيها إلى التجربة والمصلحة، في إطار من قواعد الشرع الكلية ومقاصده العامة.
ولقد كان منهجُ الشريعة في ذلك كلِّه إجمالَ ما يتغيَّر وتفصيلَ ما لا يتغير، ولهذا فصَّلَتِ القول في باب العقائد، وباب العبادات، وأحكام الأسرة ونحوه، وأجملَتِ القول في كثير من المعاملات التي تتجدد فيها الحاجات، وتكثر فيها المتغيرات، واكتفت فيها بإيراد المبادئ العامة والأُطُر الكليَّة، تاركةً للخبرة البشرية أن تتصرف في حدود هذه الأُطُر بما يحقق المصلحة ويدفع الحاجة، ولهذا جعلت الأصل في العقود والشروط هو الإباحةَ إلا أن يأتي نصٌّ بالتحريم، في الوقت الذي قررتْ فيه أن العباداتِ توقيفيَّةٌ، وجعلتِ الأصل فيها هو المنعَ، حتَّى يأتيَ دليلٌ يدل على المشروعية.
لقد أمرتِ الشريعة مَثَلاً بالشُّورَى وأكَّدت عليها، ولكنَّها أحالت في أساليبها إلى الخبرة والتجربة، لأن هذه الأساليب مِمَّا يتجدَّدُ بتجدد الزمان وتطوُّر الحاجات.
ولقد جعلتِ الشريعة السلطة للأُمَّة، تُمارس بها حقَّها في تَوْلِيَة حُكَّامِها، وفي الرَّقَابة عليهم؛ بل وفي عَزْلِهِم عندَ الاقتضاء، وأحالت في وسائل ذلك إلى الخبرة والتجربة، ولم تُلزِم بشكل معيَّن قد تتجاوزه ظروف الزمان والمكان، فلا يَفِي بالحاجة ولا يحقِّقُ الغَرَضَ وهكذا، ولكنَّها لمَّا أمرت بالصلاة أوِ الحجَّ فصَّلتِ القول في ذلك تفصيلاً دقيقًا، فصلَّى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: ((صلُّوا كما رأيْتُمونِي أُصَلِّي))، وحجَّ أمام أصحابه وقال: ((خذوا عني مَنَاسِكَكُمْ))، وجعل كلَّ مُحْدَثَةٍ في ذلك بِدْعَةً، وكلَّ بدعَةٍ ضَلالَةً، وكلَّ ضلالةٍ في النار!
أما ما ذكرتَ من تغيُّر الإنسان، فإن ذلك ليس على إطلاقه؛ لأن من شؤون الإنسان ما هو ثابت، ومنها ما هو متغيِّر متجدِّدٌ؛ فالغرائز الفطرية والحاجات الأساسية للإنسان ثابتة مُحْكَمَة، وسيَظَلُّ الإنسان ما بَقِيَ الليلُ والنهار، ومهما تغيَّر الزمان والمكان في حاجة إلى عقيدة يعرف بها سِرَّ وجودِهِ واتصاله بخالقه، وإلى عبادات تُزَكِّي رُوحَه وتُطَهِّرُ قلبه، وإلى أخلاق تُقَوِّم سُلوكه وتُهَذِّبُ نفسَه، وإلى شرائعَ تُقِيمُ مَوَازِينَ القِسط بينه وبين غيره؛ فالَّذي يتغيَّر من الإنسان هو العَرَض لا الجوهر، الصورة لا الحقيقة، ولقد تعاملتْ نصوص الشريعة مع الإنسان على هذا الأساس؛ ففَصَّلَتْ له القول في الثابت الذي لا يتغير من حياته، وسكتتْ أو أجملتْ فيما من شأنه التغيُّر والتجدُّد، صُنْع الله الذي أَتْقَنَ كلَّ شيءٍ، ألا يَعلم مَن خَلَقَ وهو اللطيف الخبير؟!
ولماذا نُجهِد أنفسنا في إثبات هذه البَدَهِيَّة، وبين أيدينا شهادة الواقع العمليِّ ناطقة بما نقول؟ ألم تطبق هذه الشريعة زُهاءَ ثلاثةَ عَشَرَ قَرْنًا منَ الزمان، وحقَّقَتْ لهذه الأمَّة في ظِلها أقصى ما تصبو إليه أمَّةٌ من الأُمم في هذه الدنيا من العِزَّة والتمكين؟! ألم تصبح تركيا بالإسلام، وفي ظل تطبيق الشريعة هي الدولةَ التي تملأ عين الدنيا وسَمْعَها، وباتت تُخِيفُ جارَتها روسيا؛ بل وظلت عِدَّةَ قرون تُدِيرُ رَحَى الحرب داخلَ الأراضي الرُّوسيَّة نفسها، ثم تَنَكَّرَتْ للإسلام فأصبحتْ دُوَيْلَةً تعيش مرعوبةً فِي أقلَّ من 1 % من حدودها الأُولَى، وأقصى ما تتطلع إليه أن تُصبِحَ عضوًا في السوق الأوروبيَّة المشتركة، وأوروبا تَضِنُّ عليها بذلك!
والعجيب أن تُتهم الشريعة بالجمود وعدم الصلاحية من قِبَل فريق من جِلْدَتِنا ويتكلمون بأَلْسِنَتِنا، في الوقت الذي نرى فيه من فلاسفة الغرب وأصحاب الرأي فيه مَن يُشيد بهذه الشريعة، ويشهد لها بالخلود والحيوية والتفوق!:
ففي أسبوع الفقه الإسلامي الذي عقد بباريس، وقدمت فيه بعض البحوث الفقهية لم يلبث أحد الحضور وكان نقيبًا للمحامين أن أعلن دَهْشَتَهُ وعجَبَهُ قائلاً: “أنا لا أعرف كيف أُوَفِّق بين ما كان يُحكى لنا عن جمود الفقه الإسلامي، وعدم صلاحيته أساسًا تشريعيًّا يَفِي بحاجات المجتمع العصري المتطوِّر، وبين ما نسمعه الآن في المحاضرات ومناقشاتها، مما يثبت خلاف ذلك تمامًا ببراهين النصوص والمبادئ!”[4].
وفي مؤتمر القانون الدوليِّ الذي عُقِدَ بلاهاي 1948 وقدمت فيه بعض البحوث الفقهية، أصدر المؤتمر قرارًا باعتبار (أن الشريعة الإسلامية حية مرنة، تصلح للتطوُّر مع الزمن، وتُعتَبَرُ مصدرًا من مصادر القانون المقارن، وأن اللغة العربية قد دخلت من الآن فصاعدًا في عداد اللغات التي يجب أن تسمع في المؤتمر)[5].
ولقد تفرَّدَتْ هذه الشريعةُ بعِلم أصول الفقه الذي دَوَّنَ قواعِدَهُ الشافعيُّ – رحمه الله – وأنضجه الأئمةُ من بعده، وهو عِلم يضبط عملية استنباط الأحكام منَ الأدلة، ويحول بين الأُمَّة وبين الجمود من ناحية، كما يحول بينها وبين التحلُّل وخلع الرِّبْقَة من ناحية أخرى.
ومن القواعد المقرَّرَة في هذا العلم، والتي تمثل عوامل السَّعَةِ والمرونة في هذه الشريعة، وتَكْفُلُ وفاءها بمختلِف الحاجات المتجدِّدَة – ما ذكره أهل العلم من:
– أدِلَّة التشريع فيما لا نصَّ فيه؛ كالاستحسان، والاستصحاب والعُرف ونحوِهِ.
– ورعاية الضَّرورات والأعذار والظروف الاستثنائية، وتَغَيُّر الفتوى بتغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والأعراف إلى غير ذلك من قواعد الرُّشْد والحَيَوِيَّة في هذه الشريعة الخالدة، على أن يتِمَّ ذلك في إطارٍ مُنْضَبِط منَ الاجتهاد الشرعيِّ المُعْتَبَر، وليس بإطلاق العِنان للأهواء، والاسترسال مع دعوات التغريب تحت شِعار التقدُّم والتجديد والاستِنارة؛ حتَّى لا يُستباح حَرَمُ الشريعة أمام كل دَعِيٍّ جَهول![6]
===============================================
الولايات القومية السودانية المتحدة
http://tigerssudan.blogspot.com/
ليس التحلل من القيم الدينية والأخلاقية هو الذي أدى إلى الإنجازات العلمية والتكنولوجية وهذه الأشياء، بالعكس، بعض الفلاسفة الغربيين الآن الذين ينقدون الحضارة الغربية، هناك نقاد للحضارة الغربية من الغربيون أنفسهم مثل (شيفنجلر) ومثل (كولن ويلسن) ومثل (ليوبولد فايس) وكثيرون ومثل (جارودي) أخيراً، وهؤلاء ينقدون الحضارة الغربية ويقولون عليها أن الرجال الأوائل الذين بنوها كانت عندهم دوافع دينية قوية، ولذلك بعضهم يقول نحن نعيش على ظل الظل فعلام يعيش من بعدنا، يعني الأولين كانوا ظل الإيمان ونحن نعيش على ظل ظلهم فعلام يعيش من بعدنا، وهم يعتبرون أن الإيمان أمر ضروري، الذي حدث أن الغربيين تحللوا من عقدة الكنيسة، رجال الكنيسة فهمهم للدين ولبعض الأشياء أضفوا عليه قداسة دينية مثلاً علم الفلك اليوناني القديم أو الجغرافية المقدسة وما يتعلق بالشمس وبالأرض، فعندما يأتي أحدهم بغير هذا فيقولون عنه أنه هرطق وألحد وخرج عن الدين وهو لم يخرج عن الدين فدوران الأرض وكروية الأرض ليس خروجاً عن الدين، المسلمين كانوا منذ قرون يدرسون هذا في كتبهم حتى في كتب التفسير والتوحيد يتكلمون عن كروية الأرض ويسوقون الأدلة عليها، فهم عندما خرجوا عن دين الكنيسة هذا الذي وقف مع الجمود ضد التحرك ومع الجهل ضد العلم ومع الظلم ضد العدل ومع الملوك ضد الشعوب، ومع الإقطاعيين ضد الفلاحين والزراع ومع الرجعية ضد التقدم، فلما وقفت الكنيسة ضد هذا، ثاروا على الكنيسة وتخلصوا منها، ولكنه لم يكن تحرر من قيود الإيمان الديني ولكن تحرروا من قيود الكنيسة، إنما لا يمكن أن ينهض مجتمع إلا بأخلاق، حتى بعض الفلاسفة يقولون أن أي مجتمع حتى ولو كان مجتمع من اللصوص لا يمكن أن ينجحوا في مهمتهم إلا بمجموعة من القيم الأخلاقية، مثل أن يتعهدوا بالشرف فيما بينهم وعلى الكتمان، على أن من يسقط منهم لا يرشد عن إخوانه، وأن الذي يسقط لابد أن يتكفلوا بأسرته ولابد أن يدافعوا عنه، مجموعة من القيم وإلاّ لا تسير الحياة، فالأخلاق ضرورة لأي مجموعة بشرية حتى تسير وتنهض وتؤدي مهمتها في الحياة.
تصحيح الاية التي اوردها الكاتب هو ” وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ”
على الكاتب الدقة في نقل ايات القرءان الكريم
لماذا لا تكون في طرحك، ورغم أنني لست من مؤيدي الاخوان المسلمين ولكن لماذا يكون إحتجاجهم امام المحكمة الدستورية هو إرهاب وشريعة غابة بينما يكون إحتجاج الليبراليين أمام القصر ومنع رئيس الجمهورية المنتخب من الخروج منه هو ديمقراطية وتحضر؟!!
وبالنسبة للشورى التي تنتقدها، ماذا تسمي ما يحدث بالبرلمان من نقاش أعضاؤه وتشاورهم في أمور الدولة ومن ثم إتخاذ القرارات بعد التشاور؟ إن هذا هو نفسه ما يمثله مبداء الشورى.
وللرد مقدماً على كل مغالط سيقول بأن أعضاء البرلمان يتم إنتخابهم بواسطة الشعب عبر آليات (ديمقراطية) وإنتخابات، فأقول له إرحم نفسك وأرحمنا من المغالطة حيث أن الاليات التي تتيح الانتخابات بشكلها الحالي لم تكن متوفرة بالسابق، ولكن هذا لا ينفي أن مبداء الديمقراطية هذا (و إن إختلفت الآليات) قد وجد على مر العصور بتاريخ الدولة الاسلامية حيث أن الكثير من الولاة أو الحكام أو القضاة أو غيرهم من المسؤولين بمستويات الحكم المختلفة قد تم عزلهم وفقاً لرغبات الناس عندما زادت الشكوى منهم لأسباب مختلفة!
وكما ذكرت أنت نفسك أنه حتى أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام ومن بعده الخلفاء الراشدين كانوا في بعض الاحيان يغيروا قراراتهم بناء على آراء ونصح الآخرين إذا ظهر فيه ما هو أفضل.
وحتى الآن وفي أنظمتك الليبرالية فإن للرئيس مساحة يتحرك فيها بحرية تماثل (فإذا عزمت فتوكل على الله) التي سيقفز لنا بها مغالط آخر، وفي نفس الوقت فإن هذا الرئيس نفسه محكوم بدستور أو برلمان أو مجلس شيوخ في أشياء أخرى.
ونفس الأمر هو في الشريعة فالحاكم أو الرئيس له مساحة معينة يتحرك فيها وينفذ الامر (إذا عزم متوكلاً على الله) ولكن هذا لا يمنع مبداء التشاور قبل إتخاذه القرار (مثلما يحدث في ليبراليتكم). وبالمقابل فإن الحاكم حسب الشريعة له أيضاً حدود أخرى تحكمه مثل شرع الله أو العهد الذي بينه وبين الناس (ما يسمى بالدستور الآن)، فلا يحق له أن يحيد عنها وإن حاد عنها فلا طاعة له، وكان قول جميع الخلفاء الراشدين عندما تولوا الخلافة يدور حول المعنى (أطيعوني ما أطعت الله فيكم) أو (فإن لم أطعه فقوموني) وقد تم الرد على عمر بأن تقويمه سيكون بالسيف إن حاد ورغم ذلك لم يغضب!
روي أن عمر رضي الله عنه خرج من المسجد ومعه الجارود العبدي رضي الله عنه، فإذا امرأة برزة (بمعنى كهلة أو عجوز) على ظهر الطريق، فسلم عليها، فردت عليه السلام، فقالت: هيها يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميراً تصارع الصبيان في سوق عكاظ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت، فبكى عمر رضي الله عنه، فقال الجارود: هيه فقد اجترأت على أمير المؤمنين وأبكيته، فقال عمر رضي الله عنه: أما تعرف هذه؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله عز وجل قولها من فوق سمواته، فعمر أحرى أن يسمع لها.
وتقولي أن في إتباع هؤلاء السلف التخلف وأنه يجب علينا النظر للغرب (القبلة الجديدة) حتى نتعلم اليبرالية!!
الحقوق الأساسية لا يستفتى عليها و ليس فيها أغلبية و أقلية … يكيل القوم بمكيالين فغدا لو انتعشت الأحزاب الدينية في العالم ــ كما هو متوقع ــ و كل حزب قرر أن يعمل بشرع الله (شريعته) فسيرجع العالم لحقبة الحروب الصليبية و الدينية … التعصب يولد التعصب ، ماذا لو انتعش حزب بهارتيا جناتا في الهند و رأى (هندوسية الدولة) … لم يعد بوسع أحد الحكم الديني لأسباب كثيرة ، فالزمن تغير بحيث إن النصوص الدينية لم تعد تشبه العصر ، أو فلنقل إن الزمن لم يعد صالحا لحكم النصوص ، فقد قضت البشرية على الرق فلم يعد الزمن فيه (الحر بالحر و العبد بالعبد ) و لا ( إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم …) لا و لا (أيما عبد أبق عن مواليه فهو كافر ) … في رأيي لتحكيم شرع الله لا بد من أن نعيد الناس للقرون الأولى الخيرة تلك التي كانت خير القرون و التي كان فيها العبيد عبيد و السأدة سأدة و فيها الجواري و السبايا و الجزية و الغنائم و الخراج … تلك كانت خير القرون و لا داعي للمعاهدات الدولية و القيم الإنسانية و حقوق الإنسان … هيا بنا نسير نحو خير القرون و لنستنسخ تلك المجتمعات في تلك الأزمنة … أليس الرجوع لأفضل القرون هو الخير بعينه ما دام مقتضى النصوص لا نحتاج إليه اليوم كما قال أحدهم متحذلقا . لا تغضبوا يا دعاة الدولة الدينية فلأنه لا يمكن تطبيق الجزية و الرق و تقسيم الغنائم و إعطاء الناس ثلاث خيارات : إما الإسلام أو الجزية أو الحرب … و بما أن آية (إن جنحوا للسلم فاجنح لها ) لم تنفع مع أهل مكة رغم توسل أبو سفيان عند قدومه للمدينة و لا المصريين الذين لم يجهزوا جيشا لمحاربة المسلمين لأنهم كانوا جانحين للسلم حتى أتاهم عمرو بن العاص ، إذا فتغيير الزمن أولى لأننا إن لم نفعل سنضطر للولوة و التبرير و الرضوخ لأحكام و مواثيق الأمم المتحدة و حقوق الإنسان .
لا ادري من اين اتى هاج الثور بهذه المعلومة :”والعمل بالشورى يقوم على مجلس واحد يسمون (أهل الحل والعقد) وهم مجموعة يشاورهم الرسول (ص) فى الأمور التى لا ينزل فيها وحى، ”
فمن قال من اهل العلم بانه كان يوجد مجلس “جماعة محددة” يسمى أهل الحل و العقد في عهد النبوة ,حيث من المعروف ان النبي صلى الله عليه و سلم كان له اصحاب مقربين و سابقين و لكن لم ما يتخذ ما يشبه هذه المجالس بل كان ياخذ بالرأي الصائب من اي كان من الصحابة رضوان الله عليهم.
ثم ان فكرة الكونغرس او البرلمان هل تختلف كثيرا عن ما عرف باهل الحل و العقد .
كما ان العملية الانتخابية و هي الوسيلة المتبعة في تطبيق الديموقراطية تخضع للكثير من التساؤلات فمن يملك المال و الاعلام يستطيع ان يرفع اسهم بعض المرشحين و يخفض اسهم ءاخرين
ارجع الي ما قاله الاستاذ محمود محمد طه عن انكشاف الاخوان حال استلامهم للحكم وكما قال الاستاذ لابد ان نمر بتجربة حكم المتأسلمين لندرك انهم يفوقون سوء الظن العريض ولما كان السودانيون اشد انصياعآ لرجال الدين =وكل من ادعي التدين = وذلك نتاج لما عانه السودانيون نتيجة لاتفاقية البقط المجحفه وهي اتفاقية لا يوجد لها مثيل في تاريخ الامم منذ ادم والي الان نتيجة لكل ذلك فقد استغرقنا وقتآ طويل نسبيآ حتي نتحرر من ربقة المتأسلمين ونبدأ في مقاومة مشروعهم وهو بالضد مع نهضة السودان ومشروع السودان الجديد اما مصر فقد تصدت لمشروعهم الهادف لسرقة الثوره وكما قال ثوار ميدان التحرير للثوره شعب يحميها
المعلق سرحان
طلبنا منك مراراً أن تذكر لنا مثالاً واحداً (من قبلاتكم بالغرب أو غيره) يطبق ديمقراطيتك بالصورة التي تتحدث عنها، ولنبداء بعدها بدراسة هذا النموذج (المثالي) ونعقد المقارانات بينه وبين شريعتنا المتخلفة!
وبالنسبة للديمقراطية فتعريفها الأصلي يختلف عن تعريفها الليبرالي وواضح أنك تركز على المفهوم الليبرالي لأنكم لا تعترفون بغير ليبراليتكم هذه مما يوضح مدى ديمقراطيتكم، وعموماً فالفرق بين التعريفين يمكن تلخيصه في:
1- تعريف الديمقراطية الأصلي هو حكم الشعب لنفسه وفيه تكون الديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم السياسي قائم بالإجمال على التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثرية، وهي تسمى أيضاً بـ(الديمقراطية اللا ليبرالية).
– بينما التعريف الليبرالي يركز على حماية حقوق الأفراد والأقليات وهو أمر غير مرفوض ولكنه الغلو فيه يؤدي الى النظر الى مصالح الاقلية على حساب الاغلبية.
ودعك من موضوع الملابس الداخلية هذا قليلاً والذي أوردته في ردك على (أبو علي) وكررته من قبل كثيراً، فنحن لا نتحدث عن التقدم العلمي للغرب ولا نرفضه، ولكننا نرفض ما سيترتب على التخلي عن ديننا من إنحلال أخلاقي يبدوا أنه لا يساوي في موازينكم شيئاً، حيث أن كل إهتماماتكم هي أن تصلوا لإنتاج أدويتكم أو ملابسكم الداخلية بأنفسكم، وبقيتوا لينا ذي ناس (نأكل مما نصنع) ديك!!
وبالمناسبة إقراء تعليق الأخ (نبيل شريف) قراءة من يريد أن يفهم وربما تجد الرد على حجوة أم ضبيبينة التي حيرتك هذه بخصوص ملابسنا الداخلية المستوردة!!
وعموماً حتى لا تدير لنا أسطوانة المنتجات المادية للغرب مثل ملابسنا الداخلية مرة أخرى، فأنني أقول لك بأننا سنتمسك بتعاليم ديننا حتى ولو إفترضنا جدلاً أننا سنظل نستورد ملابسنا الداخلية. ولكن الواقع الذي يعرفه أي عاقل (غير مكابر) هو أن التمسك بالدين لن يعيق تطورنا علمياً إن أخذنا بأسباب هذا التطور!! وبهذه المناسبة ما هي ميزانية البحث العلمي بالدول الاسلامية؟ وهل الشريعة هي من أمر بتدني هذه الميزانية وعدم الاهتمام بها؟ وكيف سنتطور علمياً إذا كان هذا هو تقييمنا للبحث العلمي؟
وقد ذكرت لك لتعليق سابق بعد أن أتحفتنا بأحد مقالاتك الإنشائية هذه عن وجود الكثير من الجمعيات التي تصرخ الآن عن مشاكل المجتمعات بالغرب مثل الإنحلال الأخلاقي والتفكك الأسري وتفشي الجريمة (وذكرت لك الرابط وإن أردت أعيده لك)، وذكرت لك كيف أنها توصلت لأن التمسك بالدين هو أحد أهم سبل النجاة لهم من هذا التردي والانحطاط الذي يعيشونه حسب تعبيرهم هم بأنفسهم وحسب تشخيصهم لحالتهم، فهل أنت تعرف وضعهم ومشاكلهم أكثر منهم، وهل أنت ملكي أكثر من الملك يا سيدي.
هذا الانحطاط الاخلاقي والتفكك الأسري هو ما لا نرضاه لأسرنا إذا كنتم ترضونه لأسركم! وحتى لا تبداء بالمغالطة كالعادة عن زيادة تفشي الفساد أو اللقطاء في السودان فأرجو أن تسأل نفسك هل فعلاً سبب ذلك هو تمسك الناس بدينهم، أم إبتعاد الناس عن دينهم؟ ورغم ذلك يريد البعض أن يزيدوا من هذه الفجوة بين الناس ودينهم (!!تقول القصة ناقصاهم!!)
خلاصة القول يا سيدي: لا علاقة للشريعة أو الإسلام بالتخلف العلمي الذي أصابنا، فنحن قوم نفلح فقط في التنظير والكلام الإنشائي وسيظل بعضنا في تيهم يغالطون ويغالطون و …. يغالطون!!
يقول صاحبنا :هل يعقل أن يكون صالحا منهجا كان يعمل به قبل 1400 سنه مأخوذ من آيات يوجد (خير) منها تقول (الحر بالحر والعبد بالعبد)؟
ويقول : لمصيبة هي (المنهج) الذي يتبعونه وهو (شريعة) القرن السابع التي لا تصلح لإنسانية خذا العصر
ويطعن صاحبنا في الشورى ويتهم القرآن بالقصور ويطعن في الآيات وهو بذلك يتعرض لله سبحانه وتعالى حين يطعن في أحكام الدين وآيات القرآن، وكذلك حين يشكك في صلاحية شريعة الاسلام الخاتمة للتطبيق في هذا العصر.
كثير من معرضي الانقاذ يتهمونهم بالبعد عن الدين وعدم تطبيق الشريعة الاسلامية التي بها العدل والمساواة وقيم الحرية والاخاء والشورى. ولكن صاحبنا يشكك في الشريعة نفسها حتى لو جاءت مبرأة من العيوب في التطبيق, وحتى لو تم تطبيقها بالنحو الذي طبقت به في عهد الرسول (ص ) والخلفاء الراشدين.
وهنا تكمن مشكلة صاحبنا ومن هنا يقع في الضلال البعيد.
ونقول له ولغيره من العلمانيين والشيوعيين وكل من يحملون هذا الفكر الضال:
من يرى عدم صلاحية الشريعة ونادى بعدم تطبيقها فهو كافر. وارجعوا إلى كل العلماء في هذا الأمر لأن الاعتقاد بصلاحية الشريعة للتطبيق في كل زمان ومكان من الضروريات التي لا يسوغ جحدها , من منطلق أنها الشريعة الناسخة للشرائع السابقة, والخاتمة لكل الشرائع السابقة, وأنها شاملة لكل جوانب الحياة, وعامة لكل بني آدم, والكاملة بالنص والتطبيق, ومعلوم أن من جحد معلوماً من الدين يكفر , فإن كان جاهلاً بما جحد علّم وفهِّم ورفع عنه ما اشتبه عليه بالدليل, فإن أصر حكم بردته.
كشف عدة الشغل الماكرة لعقلية الإسلام السياسي (حتى لو تبرأ المدعي من الإسلام السياسي) ما الذي يفعله هؤلاء ؟ لكي ينتصروا لرأيهم يقوموا بما يلي مع مخالفي رأيهم :
1 ? مهاجمة شخص المحاور عوضا عن حجته و السخرية منه و محاولة الإيحاء بجهله و التعالم عليه .
2- الحجة بالجهل: أي المحاججة بأن كل ما لا يمكن إثبات خطأه فهو صحيح، أو بالعكس كل ما لا يمكن إثبات صحته فهو خطأ.
3 – التحذير من العواقب الوخيمة بلا دليل: أمثلة:
– إذا لم يعتقد الناس بصحة الإسلام السياسي ( كل له تصوره) فسينعدم كل رادع وتعم الفوضى المجتمع.
– إذا لم تطبق الحدود الإسلامية فلن يتم ردع اللصوص والعابثين وستعم الجريمة.
– إذا لم نمنع الفكر “الكافر و هو المخالف لرؤيتهم و يسمونه كثيرا بالعلماني ” فسيغوى الناس عن دينهم ويعم الفساد.
– إذا فارق الناس رؤيتهم للأخلاق مثلا لو خلعت النساء الحجاب سيعم الفساد والدعارة وتتفكك الأسرة.
يمكن ملاحظة الآتي للرد على هذه الحجج المتهافتة :
– المجتمعات الأوروبية التي تحوي أعلى نسب ملحدين في العالم (تتجاوز 50% في بعض دول شمال أورويا) هي أرقى مجتمعات العالم وأكثرها تنظيما وإنسانية وحضارة.بل و أكثر المجتمعات الحاملة لهموم البشرية و يظهر ذلك في نسب ما ينفقونه من تبرعات لضحايا الكوارث و الحروب و المجاعات و لتنمية المجتمعات المحتاجة ، و من أقل المجتمعات في نسبة الجرائم .
– لم يستطيع أحد الربط بين تطبيق حكم الإعدام وانخفاض معدلات الجريمة، فأمريكا التي تطبقه فيها معدلات جريمة أضعاف مضاعفة عن أوروبا التي لا تطبقه. الجريمة في أمريكا لها عواملها وشدة العقوبة ليست هي الحل وإنما هي فقط إشباع الرغبة البدائية في الانتقام. وتطبيق قطع الرأس تعزيرا في السعودية عقابا على تهريب المخدرات لم يوقف التهريب بأي شكل من الأشكال.
– أمريكا التي تسمح بكل أنواع الفكر من مختلف التيارات فيها أكبر نسبة مؤمنين في العالم المتقدم ولم يؤثر فيهم “الفكر الكافر العلماني أو الملحد ” الذي يسهل الوصول إليه .
– تفكك الأسرة لا علاقة له بتعاليم دينية و لا بالحجاب من قريب أو بعيد، فالأسرة لم تتفكك في الصين واليابان والهند بالرغم من عدم وجود الحجاب هناك … في الحقيقة الفكر الذي ينتج الحرب و الفقر هو العامل الأكبر في تفكك الأسرة …الحجاب و الجلد و كل القهر القانوني عندنا لم يمنع ازدياد الانهيار في الأخلاق … و لو قارنت نسبة التدين و امتلاء المساجد و غيره ، بين اليوم و الستينات و السبعينات لرأيت عجبا : زاد التدين و زادت الأخلاق انهيارا …
(بتصرف من أحد الملاحظين لعمليات اللولوة في الفكر الملولو … و سنعيده كلما احتجنا إليه)
قال ود الحاجة (المقابل فان المنهج العلمي التجريبي (الذي يتبناه الغرب الان نقلا عن المسلمين)كان نتاج تطبيق المسلمين للشريعة الاسلامية السمحاء و عدم معارضة ثوابت الاسلام للقوانين او النظريات العلمية من جهة و لاعتماد الشريعة على مبدأ التثبت و الدليل و عدم التسليم لقول الرجال من دون حجة واضحة من جهة اخرى…) انتهى … نرجو من ود الحاجة أن يمدنا بأسماء العلماء المسلمين الذين كانت أعمالهم نتاج تطبيق الشريعة الإسلامية حسبما يفهمها هو … و كما نرجو أن ينورنا بأهل المنهج العلمي من العلماء المسلمين ، إن لم يكن في هذا المقال ففي مقال آخر … رجاء لا تنسانا من التنوير فنحن في الانتظار أما مسلم أنا فقال في حقي (وسبق ان اتيتنا بكذبتك عن الدول التي بها أعلى نسبة ملحدين ورددنا عليك بالاحصائيات أن بها أعلى معدلات إنتحار وبها أيضاً معدلات إغتصاب عالية!) و قد رددنا عليه و لكن نسي ، المواقع التي يتكلم عنها فاقدة المصداقية و الإحصائيات عن بعض الجرائم لا تعطي الحقيقة مثل إحصائيات الاغتصاب لأن المسكوت عنه منها في مجتمعات أكثر بكثير من المبلغ عنها … و قد وردت إحصائيات حديثة عن الأيدز تجعل السودان الثاني بعد جيبوتي في الإصابة بالايدز … سأتناول العلاقة بين الأخلاق و التدين بشيء من التفصيل و بالرجوع لمراجع معتمدة … المسألة واضحة فلا تقدم بلا أخلاق و التخلف قرين الأخلاق الفاسدة لكن العمي لا يبصرون … ننتظر رد ود الحاجة … لا يعجزنا وصفكم بالكذب و لا يعجزنا الشتم و لكن لخصنا ردنا على مثل هذا الأمر في (كشف عدة الشغل) فاقرأوه .
يا سرحان
أحاول إختصار تعليقاتي ولكن يبدوا انك تنسى أو تتناسى!
أولاً: دعك من اسلوب التباكي وادعاء الرقة هذا، وارجع الى اسلوبك بتعليقاتك بجميع المقالات السابقة وستفهم ما أعني، فأنت تمارس ما تسمية “شتم” سواء أن كان مباشراً أو بأسلوب الغمز الذي لا أعتقد أن له صلة بالأحترام!!
ويا سرحان الفاشية هي مشكلتك انت وامثالك لانكم انتم من تدعون المعرفة وتفرضون الوصاية حتى بلغ بكم المرض الى ان تتنكروا لإحصائيات الغرب التي تصدر عبر مؤسساتهم الحكومية المختصة والتي تعكس واقعهم الاجتماعي والتي يبنون عليها دراساتهم وخططهم، وتريدون اقناعنا بان ما نشاهده وما نسمعه وما نقراءه حتى من مؤسساتهم هو مجرد (فيلم خيال علمي)، وعموماً لا ادري ماذا تقصد بخصوص المصادر الغير موثوقة ولكن دعني اذكرك ببعض الاحصائيات بمناسبة حديثك عن الاخلاق وهي من مواقع حكومية أو من مؤسسات معروفة وتشير الى مصادر إحصائياتها (وبها أيضاً بعض الحقائق عن وضع النساء الذي تكثرون الحديث عنه):
– في أمريكا وحدها يقتل بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنويا !! والمصدر : المراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض:
http://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/ss5511a1.htm
– وفي أمريكا وحدها 1320 امرأة تقتل سنويا أي حوالي أربع نساء يقتلن يوميا بواسطة أزواجهن أو أصدقائهن، والعنف في تزايد سنوياً. والمصدر : تقرير لوزارة العدل الأمريكية:
http://www.ncjrs.gov/pdffiles1/nij/199701_sectionI.pdf
– واحدة من بين كل ستة نساء في أمريكا يتعرضن لاعتداء جنسي و 65% منهن يتعرضن للإعتداء قبل سن الثامنة عشر، هذا مع العلم أن 15% من حوادث الاعتداء الجنسي يتم الابلاغ عنها حسب مصادر الشرطة الفيدرالية بأمريكا. المصدر: الموقع الرسمي الحكومي لولاية نيوجرسي الأمريكية:
http://www.state.nj.us/health/fhs/owh/sexual_assault.shtml
– وبحجة المساواة والتحرر عملت المرأة الغربية واختلطت بالرجال في أماكن لا تناسبها فتعرضت للاضطهاد والابتزاز والتحرش الجنسي بمعدلات هائلة. وقد أكدت دراسة قامت بها وزارة الدفاع الأمريكية أن 78% من النساء في القوّات المسلّحة تعرضن للتحرش الجنسي من قبل الموظّفين العسكريّين. المصدر: الوزارة الأمريكية (Veterans Affairs):
http://www.rehab.research.va.gov/jour/08/45/3/pdf/Street.pdf
– انتشرت في أمريكا (وأوروبا) مطاعم تقدم الطعام على أجساد النساء العاريات المصدر: (نيويورك تايمز عدد 18 -4- 2007، وعدد 24 -8- 2008 وأعداد أخرى)
– ظهرت في أمريكا ظاهرة إستخدام نساء عاريات لغسيل السيارات.والمصدر هو تقرير نشر في بي بي سي:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/england/leicestershire/4889570.stm
– حجم تجارة الجنس والافلام الاباحية التي تتاجر بالقاصرات والنساء ذوي الحوجة في العام 2006 بلغ حوالي 10 مليار دولار (وهو في تزايد مستمر). المصدر رويترز:
http://www.reuters.com/article/2012/08/28/uk-usa-campaign-porn-idUSLNE87R00520120828
– وأما تجارة الجنس بالأطفال في اليابان التي تتفاخرون بها وبنسبة ملحديها فيبلغ 758 مليون دولار سنوياً، ولا يوجد قانون واضح لتجريمها، وعندما تم فرض عقوبات خفيفة أو غرامات مالية عليها في منطقتين فقط من مناطق اليابان بداء دعاة الحرية والليبرالية بالصراخ بأن هذا حجر على الحريات!!! المصدر: رويترز
http://www.reuters.com/article/2012/09/19/us-japan-pornography-idUSBRE88I07H20120919
– هذا بالاضافة الى عدة إحصائيات موثقة بموقع (nationmaster) والذي يجمع معلوماته من مصادر موثوقة ويمكنك الضغط على رابط (Source) بكل إحصائية لبيان مصدرها، ومن هذه الاحصائيات:
– عدد حالات الإغتصاب في العالم وتجد فيها أن الدول (الليبرالية) المتحررة من الزي المحتشم هي من أكثر الدول التي يحدث فيها حالات الإغتصاب بداية من فرنسا ثم ألمانيا وكذلك السويد واليابان، بينما الدول التي ينتشر فيها اللبس المحتشم مثل السعودية واليمن وباكستان هي في أسفل القائمة. وستلاحظ أن السودان يحتل مركز لا بأس به في الصدارة (مباشرة بعد إسرائيل) وأعتقد أنك تعرف حال اللبس عندنا ويمكنك ملاحظته بسهولة في الجامعات أو السوق العربي أو شارع عبيد !!ختف!! حيث أننا نتوجه بفضلكم الى تحقيق حلم الليبرالية. والمصدر للاحصائية عن حالات الاغتصاب بالعالم هو:
http://www.nationmaster.com/graph/cri_rap-crime-rapes
– وبالنسبة لمعدلات الطلاق حيث تتصدر أمريكا وبريطانيا القائمة، فيمكنك الاطلاع على الاحصائية:
http://www.nationmaster.com/graph/peo_div_rat-people-divorce-rate
– وأما معدلات الجريمة عموماً فتتصدر أمريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وكذلك اليابان القائمة، والاحصائية بالمصدر:
http://www.nationmaster.com/graph/cri_tot_cri-crime
– ومعدلات الانتحار للاعمار (15-24) هو الأعلى بالدول ذات نسب الالحاد (التي تتفاخرون بها) مثل السويد والدول الاسكندنافية، ويمكنك الاطلاع على الإحصائية بالمصدر (توجد إحصائيات للفئات العمرية الاخرى والتي تتصدرها نفس الدول):
http://www.nationmaster.com/graph/cri_sui_rat_in_age_15_24-suicide-rates-ages-15-24
– وهناك إحصائيات أخرى عن إرتفاع معدلات الشذوذ الجنسي بالدول التي يكثر بها الإلحاد، والكثير الكثير من الاحصائيات التي لا ينكرها إلا مغالط حيث أن مصدرها هم أصحاب الشأن أنفسهم، وبالتأكيد لن يعرف المستغربين (المستعمرين فكرياً من الغرب) أحوال الغرب أكثر من أهل الغرب أنفسهم، ولو إدّعوا الثقافة والاطلاع أو حتى ولو عاشوا هناك!!
ولاحظ صغر نسبة التبليغ عن الجرائم المذكورة أعلاه بأمريكا حسب الشرطة الفيدرالية حتى لا تأتي وتكرر لنا بأن المخفي في مجتمعاتنا كثير، فهذا حالهم كما هو حالنا يا عزيزي!!
لا أدري يا سرحان عن أي رقي وتقدم تتحدث؟ وهل الامر بالنسبة لك هو مجرد صنع ملابسنا الداخلية أو غيره من إحتياجاتنا كما تكرر دائماً؟ و رغم أننا لاننكر أهميتها ولكن هل هي فعلاً أولوياتك؟ وهل تستحق التضحية بكل ما ذكر أعلاه لتحقيقها؟ أليس من الاجدى البحث عن طريق آخر لتحقيقها دون الوقوع بهذه المصائب؟!
وعموماً وللمرة المليون: ليس غرضنا هو مهاجمة الغرب، وفعلاً هم لديهم الشجاعة للتعامل مع واقعهم ومحاولة علاجه ويعترفون بمشاكلهم التي تريد أنت إنكارها. ولا أحد ينكر أن لدينا مشاكل أيضاً ولكن ما نتناقش فيه هو: هل من الحكمة أن نسلك هذا الطريق الذي سلكوه كما هو حتى ننتهي لما إنتهوا إليه؟ أم أن الحكمة تقتضي محاولة تجنب ما تسبب في مشاكلهم ومحاولة أخذ المفيد فقط؟ وهل نحن فعلاً نطبق الشريعة حتى نرمي مشاكلنا عليها؟ أم أننا إبتعدنا عنها وكان ما كان؟ وإذا لم يكن لهؤلاء بأديانهم مرجعية (شريعة) واضحة تحمي مجتمعاتهم، فهل هذا هو الحال بديننا الاسلام؟ ولماذا نريد أن نلصق بديننا مشاكل لا توجد فيه فقط لأن هذه المشاكل موجودة بأديان الآخرين وقد فشلت تجاربهم معها؟!!!
وفعلاً كما قلت بتعليقك “فلا تقدم بلا أخلاق و التخلف قرين الأخلاق الفاسدة لكن العمي لا يبصرون”، ولكن ما هو التقدم الذي تبحث عنه، ولماذا تعتقد أن ديننا سيمنعه؟ وما هي تلك الاخلاق التي تتحدث عنها بعد ما ذكر أعلاه من واقع لدى أهل القبلة خاصتكم؟!
ويا سرحان لكل مقام مقال كما يقولون، والمادية و (العلم التجريبي) له مجاله المعروف القائم على مباديء معروفة، وهناك من العلوم ما يصلح فيه العلوم التجريبية البحتة .. ولكن إن تغير مجال البحث فوجب تغيير منهج البحث أيضا ً!!!!
فالبحث في الطبيعة واكتشاف السنن والقوانين الإلهية في الظواهر الطبيعية يلائمه المنهج التجريبي، والذي يتم بعد عملية افتراضات أولية واستدلالات واستقراءات تتبعها الترجيحات والنتائج.
ولكن للبحث في استنباط الأحكام والضوابط الشرعية من الدين، فذلك يلائمه المنهج الاستدلالي، حيث أن لدينا مراجع نستدل منها ونستنبط للوصول الى الصواب، وليس الامر مجرد إفتراضات ولا هو مجرد إتباع للأهواء!
و كذلك فللبحث في إثبات الأخبار والمرويات، فذلك يلائمه المنهج التاريخي والذي من ثمرته علم الحديث والإسناد إلخ …
وهكذا الامر لباقي المعارف والعلوم على نفس الوتيرة …
وأما عدم مراعاة التناسب بين المنهج المستخدم وبين موضوع البحث الذي سيبحث فيه فهو يؤدي حتما ًإلى فساد كبير في مختلف العلوم والمعارف البشرية !!!وهو من تخليط الشيطان للإفساد!!!
وهذا هو ما قد وقع فيه الفكر المادي (أو الإلحادي) الغربي الحديث الذي يتقافز بين هذه المناهج لاغياً لأحداها تماماً ومغلباً الآخر فقط من فترة الى أخرى دون محاولة تحقيق التوازن المذكور!!!..
أجمل ملاحظاتي في النقاط الآتية :
1 – الكلام عن بن باز جاء عن كروية الأرض و دورانها و ليس عن النزول على سطح القمر و نؤكد ما أوردناه عنه و نحيلك للمصدر و هو : ( “كتاب الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس و سكون الأرض و إمكان الصعود إلى الكواكب” ، الشيخ بن باز ، مكتبة الرياض الحديثة ، البطحاء-الرياض 1982م-1402هـ). ستجد فيه ما قلناه .
2 – لم يتم الرد على مطالبتنا بإيراد اسماء العلماء المسلمين الذين نشروا المنهج التجريبي في أوربا و كان غرضنا من السؤال البرهنة على أن العلماء الذين قاموا بدراسة التراث اليوناني و نشروه (أضافوا القليل) جاءوا في وقت ارتخت فيه قبضة الشريعة ، لم يزدهروا في ظل قبضتها ، و عندما اشتدت قبضة الشريعة تم تكفيرهم جملة ، إذا فهم يضافوا إلى قائمة من يسميهم (مسلم أنا) و (ود الحاجة) بالعلمانيين و سأورد قريبا ما ورد عنهم من الفقهاء المعتمدين كعلماء عند أهل السنة و الجماعة فقد قالوا في الرازي ، إبن سينا ، إبن المقفّع ، جابر بن حيّان ، الخوارزمي ، الجاحظ ، الفارابي و غيرهم أقوالا تكفرهم … الذين تم استثناءهم قليلون كالزهراوي …
3 – المجتمعات الغربية ليست مجتمعات مقدسة أو كاملة و نحن نتتقد أخطاءها و لا نراها نموذجا كاملا لكن نطلب الاستفادة من تجربتها كما نرجو الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي تسمي نفسها علمانية مثل الهند و اليابان و دول أمريكا اللاتينية …
3- الكلام الكثير عن حالات الخلل في المجتمعات الغربية منشور على مواقعها و السؤال : هل تخطو تلك المجتمعات إلى الأمام و تعالج مشاكلها أم لا ؟ قارن العنصرية بالأمس و اليوم ، و الجريمة بالأمس و اليوم ، و لكي تستقيم الصورة لاحظ إن جماعات الإسلام السياسي لا تدين الرق و السبي الماضوي و لكنها تتلولو .
اقرأ معي قول علماء أهل السنة و الجماعة نبدأ هذه المرة بابن باز في كتابه :( الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس و سكون الأرض و إمكان الصعود إلى الكواكب ) : قال ابن باز في كتابه المذكور (
في الصفحات التالية : (ص23) و كما أن هذا القول الباطل – يقصد ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص -(يقصد مخالف للنصوص الإسلامية : الكاتب)- ، فهو مخالف للمشاهد المحسوس و مكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس بسلميهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة و غاربة …!
… ثم الناس كلهم يشاهدون الشمس كل يوم تأتي من المشرق ثم لا تزال في سير و صعود حتى تتوسط السماء ، ثم لا تزال في سير ، وانخفاض حتى تغرب في مدارات مختلفة بحسب اختلاف المنازل و يعلمون ذلك علما قطعيا بناء على مشاهدتـهم (و ذلك مطابق لما دل عليه هذا الحديث الصريح ?حديث سجود الشمس- والآيات القرآنية) ، ولا ينكر هذا إلا مكابر للمشاهد المحسوس و مخالف لصريح المنقول ،
-(بالطبع ما يهمنا هنا تأكيده على مخالفة المسألة لصريح المنقول و النصوص الإسلامية ، و هو ما تكرر فى كلامة كثيراً : الكاتب)–(و فى تأكيد صريح منه فى (صفحة 23) يقول صراحة : الكاتب)- :
… “فمن زعم خلاف ذلك وقال إن الشمس ثابتة لا جارية فقد كذب الله و كذّب كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد”.
ومن قال هذا القول فقد قال كفرا و ضلالا لأنه تكذيب لله ، وتكذيب للقرآن و تكذيب للرسول (ص) لأنه عليه الصلاة والسلام قد صرح في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية -(يقصد جارية حول الأرض و ليس المجرة * : الكاتب)- ، وأنها إذا غربت تذهب و تسجد بين يدي ربها تحت العرش كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي ذر -رضي الله عنه -وكل من كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام فهو كافر ضال مُضل يستتاب فإن تاب ، وإلا قتل كافرا مرتدا و يكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم)…. انظر لإنكار المنكرين … يا لله … هؤلاء هم علماؤهم .
يا سرحان
شكلك رجل مثقف وهذا الاسلوب مستغرب منك فالموضوع ليس غلاط، ومعظم ما جئت به قد تم الرد عليه مسبقاً بتعليقي السابق!
وعموماً اليك الرد على تساؤلاتك (بنفس ترقيم نقاطك) وأرجو أن يأتي اليوم الذي ترد فيه على تساؤلاتنا!
1- رد بن باز الذي أوردته لك بتعليقي يشمل عدم تكفير من قال بدوران الارض او كرويتها، ورغم تأكدي بأنك قرأت تعليقي بالاسفل الذي يثبت ما يقوله بن باز ولكن اليك إقتباساً لجزء منه مرة أخرى و وضعت بين الاقواس قوله بعدم التكفير من ذكرتهم وأنه مجرد كذب وإفتراء عليه:
” أما ما نشرته عني مجلة السياسة نقلا عن البيان الذي كتبه كتاب وأدباء التجمع التقدمي في مصر من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك، ((أو قال إن الأرض كروية، أو تدور، فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة)) …الخ”
وأما قوله بالكتاب الذي ذكرته أنت فهو أنه (بن باز) ليس لديه دليل شرعي على كروية الارض أو دورانها ولكنه رغم ذلك قال بأنه لا يكفر من قال بالكروية او الدوران بل قال بأن من لديه المعرفة بالموضوع فليتحدث عنه ومن ليس له معرفة فليكف عنه.
وما قاله بن باز بالمناسبة وتخلطون فيه أنتم (بعضكم عن جهل وبعضكم عمداً) هو تكفير من أنكر جريان الشمس لأن هناك دليل ونص على ذلك (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) وبالتالي من ينكره فكأنما ينكر هذا النص!
2- يعتبر مؤسس العلم التجريبي الحديث بالنسبة للغربيين (والمستغربين) هو روجر بيكون، ولو قرأت سيرة الرجل لعرفت أنه تأثر بالحضارة الاسلامية وكان من الذين أهتموا بنقل علومها، مثل علوم إبن الهيثم والذي توفي قبل حوالي 170 سنة من ولادة روجر بيكون هذا.
ويعتبر إبن الهيثم رائدا في الفيزياء التجريبية وقد وضع أسس التطور في المنهج العلمي عبر استخدامه التجريب والقياس الكمي للتمييز بين مجموعة من النظريات العلمية المتكافئة في إطار توجه تجريبي،
وقام بتأليف كتاب “البصريات” والذي صحح فيه الكثير في مجال علم البصريات، وأثبت (تجريبيا) أن الرؤية تتم بسبب أشعة الضوء التي تدخل العين. كما اخترع أيضاً أول جهاز يشبه الكاميرا وكانوا يسمونه(القمرة) وأستخدم للتدليل على الطبيعة الفيزيائية للأشعة الضوئية.
وقد تم وصف ابن الهيثم بأنه العالم الأول لابتكاره المنهج العلمي. بالاضافة الى أن عمله الرائد في مجال علم نفس الإدراك البصري يعتبر مقدمة لعلم النفس الطبيعي وعلم النفس التجريبي!
وأما بالنسبة لتكفير العلماء الذين ذكرتهم (وكنت أعرف أن ما قلته هو غرضك من السؤال) فإن تكفيرهم لا يؤخذ على الاسلام ولا على الشريعة، والخطاء على من كفرهم وليس على الشريعة طالما أنه ليس هناك دليل على صحة ما يقولونه، ولإجابة سؤالك (المتوقع) عن أنهم قد كفروهم بحجة الشريعة والاسلام، فكما نقول لكم دائماً أن مرجعنا هو القرآن والسنة وأن كل من يأتي بقول فعليه بالدليل منهما، وأنه كل يؤخذ ويرد من قوله إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
3- بتعليقي السابق قلت لك بأننا مقتنعون بأن الغرب ليس كله أخطاء ولنأخذ منه ما يفيد ونترك ما يضر، وبالتأكيد فإن كل ما يخالف ديننا فلا نفع فيه وكل من له عقل يعرف بأنه سبب مشاكلهم!
وبالمناسبة فإن كثير من الجرائم تزيد معدلاتها اليوم عن ما كانت عليه بالأمس، وإرجع الى الاحصائيات التي ذكرتها لك نفسها!
المشكلة هي أننا نقول بأن مرجعنا هو مصادر الشريعة (القرآن والسنة)، وعندما نسألكم ما هو مرجعكم تأتوننا بمواضيع إنشائية عن التجربة البشرية وتتحدثون عن نهضة الغرب ونعيمه وجنته الموعودة، وعندما نأتيكم بإحصائيات عن حال الغرب تقولون بأن الغرب ليس المرجع وأنكم تعرفون طريقكم!
فيا سيدي ما هو مرجع فكركم الذي تعرفون به طريقكم هذا؟ أين يوجد هذا المرجع يا سيدي حتى نختصر هذا الجدل ونستطيع أن ندير نقاشاً واضحاً وبمرجعية بدلاً عن التقافز من نقطة الى أخرى؟
لماذا تتهربون من إجابة هذا السؤال (إن كان له إجابة)؟!