الخيار الصفري

من حق السودانيين جميعا ان يديروا ساعات يومهم وما تحتويه جيبوهم من نقود قليلة لا تسد رمقهم بطريقة لا تفضي بهم كل يوم الى مزيد من الهلاك والعدم. من حقهم جميعا او ابعاضا ان يتعاونوا ويتعاضدوا على دفع هذا العدم وهذا الهلاك بالطريقة التي يرون دون انتظار اي اذن من اية سلطة لم تحمل لهم في يوم من الايام الا مزيدا من الرهق والدمار والعنت والموت معجلا كان او بطيئا من حقهم ان يفغلوا ذلك دون انتظار اذن من اية سلطة هي على الاقل لم تشعر في يوم من الايام بهم ولم يكن تخفيف الامهم وعذاباتهم يوما من اهتماماتها واختصاصاتها ناهيك عن اولوياتها. من حقهم فرز عيشتهم عن الحكومة او النظام او النخبة الحاكمة سمها ما شئت ولكن لا تقل لي انها لم تكن في الثلاثين عاما المنصرمة تتفنن في تجويعهم لتسمن وفي افقارهم لتكدس الاموال والارصدة السرية في شرق العالم وغربه وفي قتلهم وابادتهم وتدمير مواردهم لتبقى ما الذي ينتظره السودانيون من البشير وممن يخلفه سوى مزيد من القهر والتشريد والابادة والتقسيم اذا كان النهج هو ذاته والعقلية هي نفسها والسلبية التي “تضرب” قوى المقاومة الوطنية والمدنية والسياسية هي نفس الملامح والشبه والخيبة ذاتا وسكتتو من حق السودانيين جميعا ان يتوقفوا عن دفع تكلفة الكرابيج التي يجلدون بها ليل نهار واثمان الرصاص والانتنوف الذي يقتلون به صباح مساء وقيمة وجبات العسس الدسمة التي يتقوون بها على كبت ابنائهم وقهرهم وقتلهم في المعسكرات والقرى والشوارع والجامعات وكل مكان ان الانتصار لاي دعوة تهيب بالسودانيين ان يستانفوا عصيان العام الماضي يعني بالمقام الاول اننا نعتذر لانفسنا اولا واخيرا ولكل طفلة وطفل تقاعسنا طيلة ما مضى عن التماس الطريق الواضح لرفع الغبن الحكومي عنهم وهذاالافتئات المنهجي المنظم على حاضرهم ومستقبلهم لا يهمنا ان نعرف من دعا الى هذا العصيان فلطالما ايدنا وناصرنا الفعاليات التي جاءت الدعوة اليها من مصادر معلومة لدينا وغير معلومة وموثوقة وغير موثوقة لان الاهم هو فحوى الفعل دون سواه وغير صحيح ان الامر يمضي بلا تخطيط لان فعل العصيان بطبيعته يتطلب اللامركزية وان يكون كل فرد مشارك فيه مركزا للفعل بحد ذاته وافضل للعصيان الف مرة ان يكون فعلا مفعما باقصى درجات الاستعداد للتضحية والمخاطرة وانكار الذوات الفانية من ان يكون “مصابا” باي درجة من درجات عكس ذلك وياليت “بعض” قومي يعلمون وان كان الذي يكتب هذا لم يجد بدا من وضع توقيعه مع المؤيدين لعصيان 27 نوفمبر القادم واي عصيان اخر رديف له وليس بديلا عنه فذلك لان هذا كان هو الخيار الصفري الوحيد الذي لم يجد احجاما ولا اقداما يليق بهذه اللحظة الوطنية اكثر ولا اقل منه والله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل.
[email][email protected][/email]