مولانا سيف الدولة: جلد الذات بدلاً عن ضرب أصحاب الذوات

مولانا سيف الدولة: جلد الذات بدلاً عن ضرب أصحاب الذوات.

أسامة أحمد خالد
[email protected]

مولانا سيف الدولة: جلد الذات بدلاً عن ضرب أصحاب الذوات أسامة أحمد خالد
في مصر حكاية رائجة تحكي عن الذل والهوان الذي وصل إليه الشعب أيام مبارك مفادها أن الرئيس نادى كبير مستشاريه مستغرباً عدم احتجاج الناس على الأوضاع وعدم خروجهم إلى الشارع رغم التنكيل والتضييق. طلب الرئيس من المستشار التفكير في طريقة يثير بها الشعب للقيام باحتجاج محدود حتى يحس العالم بأن هنالك ديمقراطية في البلد. فكر المستشار برهة ثم قال للرئيس نفرض ضريبة جديدة يدفعها كل من يصعد الكبري فدفع الناس الضريبة عن يد وهم صاغرون ولم يحتج أحد، فقال المستشار نفرض ضريبة على النزول من الكبري فدفع الناس الضريبة دون أي تذمر. أشتاط المستشار غضباً وخشي من رد فعل الرئيس فأمر بتخصيص رجل أمن يقف عن نهاية الكبري ليضرب المارة على قفاهم بعد الدفع. وقف الناس صفوفاً طويلة يصفعون ثم يغادرون دون أن ينبسوا ببنت شفاه والمستشار يشاهد كل ذلك. وفجأة صاح رجل وسط الصفوف: إيه الكلام دة يا جماعة؟ إيه البتعمل فينا دة يا جماعة؟ سر المستشار من الرجل المتذمر وظن أن خطته قد أتت أكلها, فأمر بالرجل فجئ به ولما وقف بين يديه سأله قائلاً: لماذا تحتج؟ فقال الرجل: لماذا تتركون أمر الضرب على القفا لرجل أمن واحد من المفترض زيادة عدد رجال الأمن حتى لا تتعطل مصالح الناس بالوقوف في الصف.
وفي علم النفس النظري يعرف جلد الذات على أنه شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم و الإحباطات بسبب مناخ الهزيمة الذي يخيم على الأجواء فتتوارى النجاحات (و التي غالبا ما تكون قليلة أو باهتة) و يتصدر الفشل واجهة الصدارة . و الشعور السلبي المتمثل في جلد الذات ينبع من رغبة دفينة بالتغلب على الفشل و لكن ليس عن طريق مواجهته و إنما بالهروب منه (أو ما يعرف بالهروب إلى الداخل حيث ينزوي الإنسان و يتقوقع داخل هذا الحيز الضيق من الشعور بالعجز و الفشل) و ذلك لعجز الفرد (أو الأمة) عن إدراك مواطن قوته و مواطن ضعفه و أيضاً مواطن قوة و ضعف أعدائه (أو تحدياته) و يسرف بدلاً من ذلك في تهميش كل قوة له ويعطى لعدوه أو تحدياته قوة أكثر بكثير مما هي عليه في الحقيقة .
يحاول الكثيرون، ولكل إمرءٍ فيما يحاول مذهب، إنزال التعريفات النظرية على الواقع للتحقق من مدى مطابقتها له فمنهم من يدفعه عدم الإيمان بصدق النظريات حتى يرى الشواهد من الواقع جهرا و منهم من هو مؤمن ولكن ليطمئن قلبه ويزداد يقيناً. رأيت ثم رأيت ولكني لم أرى من شواهد التطابق بين التنظير والواقع مثلما رأيت بين مفهوم “جلد الذات” ومقال مولانا سيف الدولة حمدنا الله المنشور في صبيحة يوم الانفصال.
فقد كتب مولانا ضمن ما كتب “لا يجوز لنا في مثل هذا اليوم (9/7/2011) أن نكتب مقال، فقد كتبنا – وغيرنا – من المقالات ما يكفي، واذا كان لنا ثمة ما يمكن أن نضيفه هنا، فهو أن نقدم كشف حساب بأعمالنا، ونواجه ذاتنا بحقيقة أنفسنا، فلم يعد هناك ما نخشى عليه بعد الذي حدث فينا، فنحن لم نعد شعب بطل !! بل نحن شعب من ورق، فالحقيقة أن شعبنا قد تحول من نمر كاسر إلى قطة منزلية !! شعب كسير وكسيح وبلا نخوة، وللبشير ألف حق في أن يتصرف فينا وفي الوطن كجزء من تركة والده الذي يبني له في المساجد، فقد استطاع – وهو رجل واحد – أن يمرٌغ بنا ونحن (44) مليون مواطن في بركة من الذل والهوان دون أن نتمكن من الثورة في وجهه أو نخرج على طاعته”.
فمولانا سيف الدولة صاحب القلم الشجاع الذي طالما صوبه لضرب أصحاب الذوات بالغاً ما بلغ شأوهم وشأنهم قد نجد له العذر في بعض ما ذهب إليه نتيجة الشعور بالإحباط من فشلنا في الحفاظ على وحدة التراب. ونحن إذ نؤيده في أنه لا بأس، بل إنه من الواجب الوطني، أن نقف في هذا اليوم المشهود لنجرد حساباتنا الوطنية ونقيم مسيرتنا العاثرة وننتقد سلوكنا المعيب ونلوم أنفسنا ولكن ينبغي أن لا نترك حبل النقد الذاتي على غارب عواطفنا فيذهب بنا إعمال مبدأ المحاسبة والوقوف مع النفس مذاهب تورثنا الإحباط وتوصلنا إلى مرحلة جلد الذات. فجلد الذات إن كان مبتداه النقد الذاتي القاسي فمنتهاه بلا شك هو الانحسار والانهزام وفقدان الأمل بالتغيير بل الركون والرضاء بالأمر الواقع. ينبغي علينا أن نلتقط الإشارات الموجبة مهما تضاءلت من وسط الركام السالب مهما تعاظم وننفخ فيها الروح لتكون واقعاً سويا نواجه به التحديات الماثلة والمرتقبة ونستنهض به الهمم. وقد هالني قوله (لم يعد هناك ما نخشى عليه بعد الذي حدث فينا) فإن تملكنا هذا الشعور السلبي فتلك هي الطامة الكبرى التي ستقصم ظهر الأمل في التغيير وتأتي على ما تبقى من عزيمة وصلابة، فالشعب السوداني لا يزال لديه الكثير الذي يخشى عليه فلا ينبغي أن نهن فيسهل الهوان علينا.
نعم قام أهل الإنقاذ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً باسم الإسلام، بذبح الكثير من الرجال بدم بارد لدرجة أن نافعهم تبجح في لندن بأنه (ذبحاً حلالاً) فقد حسبوه ذبح على الطريقة الإسلامية ضمن ما حسبوا ونسبوا كثيراً من أفعالهم المشينة إلى الإسلام. نعم ذبحوا الرجال يا مولانا ولكنهم لن يستطيعوا ذبح الرجولة في الشعب السوداني.
فشعوب مصر وتونس التي لم يعرف تاريخها الحديث الخروج لإسقاط الأنظمة الحاكمة كما هو الحال لدينا خرجت يوم أن أرادت الحياة فاستجاب لها القدر فاندكت عروش الطغاة وزلزلت أركان الجبابرة وحاشا أن نقول إن أهل السودان قد كره الله انبعاثهم فثبطهم أو نقول إن نفوسهم قد جبنت فقالت أقعدوا مع القاعدين ولكننا شعب به أناة كما وصفنا القامة المرحوم الطيب صالح صاحب التساؤل النابه من أين أتى هؤلاء والذي عجزنا جميعاً كما عجز هو من قبل في الإجابة عليه ولكن الذي نعلمه يقيناً إنهم سيذهبون من حيث أتوا وما ذلك على شعب السودان ببعيد.

تعليق واحد

  1. نص المقال

    لا يجوز لنا في مثل هذا اليوم (9/7/2011) أن نكتب مقال ، فقد كتبنا – وغيرنا – من المقالات ما يكفي ، واذا كان لنا ثمة ما يمكن أن نضيفه هنا ، فهو أن نقدم كشف حساب بأعمالنا ، ونواجه ذاتنا بحقيقة أنفسنا ، فلم يعد هناك ما نخشى عليه بعد الذي حدث فينا ، فنحن لم نعد شعب بطل !! بل نحن شعب من ورق ، فالحقيقة أن شعبنا قد تحول من نمر كاسر الى قطة منزلية !! شعب كسير وكسيح وبلا نخوة ، وللبشير الف حق في أن يتصرف فينا وفي الوطن كجزء من تركة والده الذي يبني له في المساجد ، فقد استطاع – وهو رجل واحد – أن يمرٌغ بنا ونحن (44) مليون مواطن في بركة من الذل والهوان دون أن نتمكن من الثورة في وجهه أو نخرج على طاعته.
    لقد أصبنا – نحن شعب السودان- بمرض عضال اسمه المتعة في تعذيب الذات، ويقال له بالفرنجة (المازوخية) ، فحين يشتمنا (أولاد الانقاذ) في الميادين العامة ، نهرع لاجترار شتيمتنا في اليوم التالي من الصحف ، حتى بتنا لا ننام الا بشتيمة ولا نصحو الا عليها ، فأدمنٌا المهانة ، وأصبحنا نتلذذ من قصص فساد حكامنا ، ونقضي بها ما يزين جلسات الامسيات ، ثلثنا يكتب وثلثنا يقرأ والبقية يقهقون.
    يوم قام (البشير) بتسلم السلطة، ذبح رجولتنا كما يذبح الرجل المتسلط (القطة) لزوجته في ليلة الزفاف ، فاحال صلابتنا الى رخوة ، وعودنا الغليظ الى بسطونة ، فخنع الشعب وصمت ، شرٌد نصف رجاله من وظائفهم واحالهم الى عطالى ومعسرين ولم نثور ، حقولنا بالجزيرة والنيل الابيض والرهد تغطيها اشجار الحسكنيت فيما انفتل مزارعونا باعة متجولين ولم نثور ، وسككنا الحديدية اصبحت سقوفاً للمنازل ولم نثور ، ومصانعنا بيعت كحديد خردة ولم نثور ، وبناتنا ينتجن مولوداً بكل مرحاض ولم نثور ولم نتكلم. الم يقتل هذا النظام ابنائنا في طرقات بورتسودان وهم يحملون غصون (النيم) !!! الم يقتل ابنائنا في أمري !!! الم يرسل الألف من ابنائنا ليقاتلوا اخوانهم في جنوب السودان بلا هدف ولا قضية فمات نصفهم واحال النصف الباقي لجرحى حرب ومعوقين !!
    ما الذي يمنع البشير من أن (يحتفي) بانزال علم السودان من أرض الجنوب ، كما أنزل السير (نوكس هلم) العلم البريطاني من أرض السودان ، وما الذي يمنعه من تجريد حملة ابادة شعب النوبة ، بعد أن اباد مثلهم في اراضي دارفور ، ومن قال أن البشير لا يملك الحق في أن يجعلنا نستضيف (10) مليون فلاح مصري (ربع سكان السودان الجديد) ليقيموا بيننا ، لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، ويعوض بهم فاقد تلك الحروب .

    من قال أننا شعب يعشق الديمقراطية ، ومن قال أن لدينا تجربة في دنيا الديمقراطية !! بل من قال أن لدينا أحزاب سياسية من الاساس !! الم تحكمنا تلك الاحزاب بذات جلادي الانقاذ !! اليس فيهم الدقير والوسيلة والبلال والزهاوي والصادق الصديق والبنا و… حتى الوزير حضرة !!! الم يقل مولانا الميرغني للبشير (سلٌم تسلم؟) ، ألم نفرح ونصفق – نحن الرعايا- حين اعتقدنا أن (مولانا) يقصد تسليم السلطة ؟ ألم (يسلم) البشير بعد أن (سلٌم) مولانا التعويضات المليارية !! ألم يقبض مثلها الصادق المهدي !! ألم يصبح مبارك الفاضل مساعداً للبشير في منصبه !! هل شهدت القوات المسلحة عودة مفصول واحد بخلاف العقيد ركن رياضي عبدالرحمن الصادق المهدي !! اليس شقيقه البشرى ضمن قوات عطا المولى برتبة نقيب ؟

    كم يبلغ عدد أبنائنا من ضحايا سرطانات الاطفال والفشل الكلوي يواجهون الموت بلا علاج ولا أمل ، ألم ينشر بالمستندات كم تكلفت الخزينة العامة ترقيع طبلة أذن ابن وزير المالية بمستشفيات الولايات المتحدة ؟؟
    ماذا دهى هذا الشعب الذي ثار في وجه عبود بلا سبب وثار في وجه النميري لأن لسانه (فلت) مرة وقال من يأكل ثلاث وجبات فليجعلهما اثنتان، الا يصاب هذا الشعب بالغيرة ، الا يرى كيف تخرج الحرائر في سوريا تبحث عن نسيم الحرية وتفرد صدورها للذخيرة الحية في بلاد لم تمزق اطرافها ولا يعاني أهلها مثل فقرنا وعوذنا وفساد حكامنا ، وأهلنا يتزاحمون في مواقف الحافلات !!!
    كم رجلاً في مقابل النساء خرج في مظاهرة ؟؟ كم مناضلاً قبضت عليه قوات الامن في مقابل المعتقلات من النساء ؟؟ ألم تجلد النساء في الطرقات ؟ ألم يغتصبن ؟؟ فماذا فعلنا نحن الرجال !! لا بد لنا ان ندرك أن قلوبنا قد ماتت وعقولنا اهترأت ، فأسناننا التي كانت تقرض الحديد ما عادت قادرة على طحن قطعة من الجبن.

    واذا كان الجنوب قد مضى اليوم ، وتقف اجزاء أخرى من وطننا في الطريق ، فذلك … لأننا شعب من كرتون .. لا بل … شعب من ورق.

    سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر
    [email protected]

  2. يا مولانا لا تحبط

    وكانى ارى شياطسن الانقاذ يضحكون من مقالك هذا

    الصراع بين الخير والشر والنور والظلام والجهل والعلم مايزال انها معركة لتدمير الانسان السودانى
    يجب ان لا تحبطوا فانتم من يعول عليكم- المعطين لهذا الشعب قبلة الحياة ان مات

    مثلما ذكرت لك من قبل الشعب السودانى شعب اصابته عقده ويريد العلاج منها

    قد كتبت سابقا عن الشعب السودانى الشجاع الصابر اتلمقال ادناه فانا ليس لدى شك فى انه سيصنع الثورة التى ستزيح خؤلاء الجرذان والجراثيم من على صدورنا

    القلب الشجاع السودانى

    سيف الحق حسن
    [email protected]

    القلب الشجاع (بالإنجليزى Brave Heart ‏) فيلم أمريكي صدر في 1995 يروى كيف قاوم البطل الأسكتلندى وليام والاس سنة 1280 ملك إنجلترا إدوارد الأول المعروف بمطرقة الاسكتلنديين و بقوانينه التعسفية و القاسية. كان والاس فلاحا ويتجنب الدخول في أعمال الشغب بالرغم من قتل الانجليز لابيه واخيه من قبل. ولكن ثورته أتت بعدما حاول ثلة من الجنود الإنجليزيين اغتصاب زوجته ثم قتلها. قاد والاس الثورة ضد الظلم والاستبداد والقهر وانضم اليه كثير من المتطوعين الأسكتلنديين. فاز فى كثير من المعارك ولكن خانه أشراف الأسكتلنديين وهُزم في معركة فالكيرك.
    وقام بعدها بالاختفاء، وقتل إثنين من أشراف الأسكتلنديين الذين خانوه. وفي اعتقاده أنه لا يزال هناك خير في أشراف بلده، قبل والاس الالتقاء بأحدهم ولكن كان قد نصب له فخا فقبض عليه. وفي المحكمة رفض الاعتراف بالنظام الحاكم وانه لن يقبل ادوارد ملكا أبدا فحكم عليه بالخيانة العظمى والعذاب حتى الموت. وفى جمع من الناس فى لندن صلب وبدأ تعذيبه ليرضخ: فبقر بطنه، وقطعت أطرافه اربا ولم يستسلم. وخوفا من شجاعة والاس وتأثر الجمع به أمر القاضي بموته سريعا. قام الجمهور بالهتاف بالرحمة ولكن والاس أشار للقاضي أنه يريد أن يقول كلمة أخيرة مستعملا في ذلك ما تبقى من قواه الجسمية، فاستبشروا بأن يقول الرحمة او (الروووووب) ولكنه صاح بصوت عال وصرخ (الحريييييييييية).
    بعد موت والاس استأنف صديقه النضال وهو يهتف باسم والاس وبالحرية.

    فى هذه الأيام نشاهد الشعوب العربية تناضل بشجاعة وتنادى بالحرية وهى تقاوم صلف الحكومات المستبدة القاهرة لشعوبها وهم يستخدمون أقصى الات التعذيب والترهيب. شاهدنا فى الأخبار صورة الطفل السورى الشهيد باذن الله حمزة الخطيب الذى قتل وعذب حتى الموت على أرجح الأقوال بيد عناصر نظام الأمن السورى أو ما يعرف بالشبيحة. فقد كانت مؤثرة جدا حيث أظهرت الصور ثقبا فى صدره يقال أنه ثقب (دربكين) و عذب بسلخ جلد رجليه و قص عضوه الذكرى ظنا منهم ان هذه رسالة لكى يخاف الجميع ويمسكوا اولادهم عن الخروج للشوارع فيرهبوا من أن ينال أولادهم نفس المصير. ولكن هيهات هيهات الراحة لكل جبان رعديد.
    بالمناسبة فى شريط الأخبار بالأمس فى قناتنا الفضائية وقناة الشروق لم أجد أى شى يلمح لما يجرى فى ثورة سورية!!
    فالتخويف والإرهاب لم و لن يكونا لهما طريق ولا قدرة لشق جبل فطرة وإرادة الإنسان التواقه للحرية والكرامة والعدالة. وإن حدث فستتحطم سفينة التخويف والإرهاب على مشارف جبال الحرية والكرامة والعدالة الرواسى الشامخات. فلن نخاف من صياح وصراخ ونعيق وتجعير أولئك النفر بعبارات الراجل يطلع الشارع؛ او الحسوا اكواعكم) أوبأى وعيد للعذاب أو السحق بالكتائب الفارغة و محشوة فقط بورق المال لكى تقف فى رياح التغيير… فستطير كالورق لأنها ورق ولن تستطيع المواجهة. فمهما ما يلقوا من مال الشعب المنهوب عليها لتعبئتها أحسن تعبئة فستطير و ستحترق من بطونها بلهيب الناس الثائرة ومن تخمتهم بسرقة أموالهم التى أكلوها ظلما و بالباطل.

    فالشعب السودانى شعب شجاع وعظيم ومن أشجع شعوب العالم خرج من قبل فى 64 و 85 من القرن الماضى حين كانت كل الشعوب ترزح تحت أنظمتها القمعية. فمن دون غطاء ولا مجلس أمن ولا حقوق إنسان ولا مراقبة دولية خرج وخلع الظلم والقهر والإستبداد. فمن دون شك ومن أبسط الأمور عليه أن يخرج الآن و العالم أصبح قرية تنادى بالديمقراطية والحرية والكرامة. ولكن الشعب صابر مترقب بشجاعة لأسوأ نظام مغتصب لحكمه مر عليه. إستخدم أخبث الأساليب لتشتيته وتفرقته من أن يكون على قلب وفى قالب واحد لأن هذه جذوة الثورة. ولكن التضحية والإيثار ودوام العطاء والتفكير فى الآخرين وحقوقهم هى التى ستهزم مكرهم البائر. فإنى موقن تماما و مؤمن بأن الثورة آتية بإذن الله عندما تحين لحظة تجمع القلوب وتحتك ببعضها فستصدر شررا متطايرا كالقصر كأنه جمالات صفر فى حينها سيصبح هذا الشعب على قلب شجاع واحد وإن قطعت اطرافه فسينال بالتأكيد و ينعم بشرف تلك اللحظة التاريخية
    نشر بتاريخ 01-06-20

  3. يعنى قصدك نحن شعب باطل ساى ؟ وماقادرين على الظلم ومادين قفانا للرجال يخبتو فينا

    ؟؟؟؟؟ اظنك على حق

    ولعلك قد تسمع اذا ناديت حيا ………

    لا حياة لنا …( ) ( ) ( ) ( )

  4. مقال رصين أرجو أن يعيد للناس توازنهم بعد مقال سيف الدولة المحبط والذي لا يشبه كتابات سيف المعهودة.

  5. حضرة الاستاذ اسامة احمد خالد……………..تحية طيبه…..

    شكرا على هذا المقال الجميل و المؤثر جدا بموضوعيته لانه يجرى مع تيار استنهاض اخينا الحبيب صاحب القلم الرشيق و الفكر النافذ الاستاذ مولانا سيف الدولة حمد نالله حفظه الله من حزنه العميق جدا و كان ان راى ان يعبر عنه بذلك المقال و الذى احتوى على حقائق ماثلة لنا جميعا و لكن لا ننكسر تحت وطئتها و لا ننهزم و لا يجوز ان نخضع للاحباط و لجلد الذات و نصف انفسنا باننا شعب من ورق!!!!! حاشا و كلا ( و الدليل الحى على اننا لم نخنع و لانرضى بالهوان -اراد الله لنا ليكون مثلا لنلك الممانعة و عدم الرضا بالاذلال – حادثة السفارة فى لندن و التى جاءت متزامنة مع هذه الاحداث )و الحقيقة كان ذلك اليوم حالك السواد و قد حاول كل انسان ذو ضمير حى ان يعبر عن ما جاشت به النفس فهناك من لم يستطع التعبير الا بدموع الرجال و بعضهم بالشعر ( راجع قصيدة محجوب شريف مرت الاشجار ) وبعضهم برفع العلم الاسود على بيوتهم و بعضهم بالصمت وصديقنا الاستاذ سيف وصلت به حالة الياس اكثر من الجميع لانو شخص مرهف كما يظهر من كتاباتو و عبر عن ذلك و لا اشك ابد انه و بعد انقشاع الغبار الكثيف ذلك قد راجع عواطفه لانو نحن حارين منو الكثير…………. وقد كنت قد ساهمت بتعليق على مقالته تلك اورد نصها..لو سمحت لى….

    (((إنـه ليـوم أسـود فـى عـيـونـنـا …….و حـزيـن فـي قـلـوبـنـا……… ان تـراب الـوطـن عـزيـز…. و غـالـي… و أن تـفـتـيـت الـبـلاد هـو الـهـوان بعينه ، بـل هـى جـريـمـة و وصـمـة عـار عـلى جـبـيـن كـل مـواطـن مـن هـذا الـشـعـب الـمـغـلـوب عـلـى أمـره بـفـعـل مـن تـسـلـطـو عـلى مـقـاديـره فـى 30.6.1989 و لـ22سنة سوداء من حياتنا بـإخـفـاقـات سـيـاسـاتـهم الـخـرقـاء و الـفـاشـله الذى سـمـح لـجـزء أصـيل مـنـه بالإنـفـصال. "أنه يوم حزين حقا في قلوبنا"……………………..

    و لكن أخى الحبيب سيف الدولة هذا الامر لا يمكن ان يجبرنا على ان نصل الى هذه الدرجة من الاحباط وجلد الذات لاننا ندرك فداحة ما آلت اليه البلاد ………………..دعنا نستلهم تجارب الشعوب الاخرى و ما عانوه من التسلط الدكتاتورى الغـاشم ……… استرجع اخى تاريخ الشعب الالمانى وما عاناه من النازية و الشعب الايطالى و ما عاناه من الفاشستية بل انظر شعوب الاتحاد السوفيتى السابق و استذكر الشعب الرومانى وكل شعوب المعسكر الشرقى ……بل كوبا الذى قهر شعبها أفظع دكتاتورية (الباتستيا) و تذكر نضال كل الشعوب الافريقية التى قهرت الالة الاستعمارية و لا اتحدث عن التاريخ البعيد للشعوب التى ناضلت اعتى الدكتاتوريات وانتصرت ………………….الشعب السودانى يا سيف الدولة ليس ابدا شعب من ورق…. بل شعب باسل ……و قد انتفض مرتين من قبل فى فترة زمنية وجيزة فى 22 سنه كنّـا شهودها و مشاركين فيها الشئ الذى لم يحدث لاى شعب اخر و لكن اجهض انتفاضته ابناءه بالاطماع الشخصية و الجهل السياسى ………….

    و النظام الـفـاشى الذى يجسم على صدره الان و بكل فظاعاته وصلفه وتـجـبـره انشاء الله الى زوال و ما الدائم الا الله فالايام حبلى كما نحس و الثورة كامنة فى النفوس وفى انتظار ساعة الصفر الذى نراه قريبا باذن الله , لذا اخى راجع هذه المقالة ارجوك……. لانها لا تعكس فقط درجة احباطك بل انها تحبط الناس و تؤدى الى اليأس و إذا أمثالك يصل بهم الاحباط لهذه الدرجة من الاستسلام فمن سينفخ الروح فى هذه اللحظات بالذات فى نار الثورة المعتملة فى النفوس ؟؟؟…………. ادعوك إلى ان تسن يراعك و تواصل و تكتب لان كتاباتك هى وقود الثورة القادمة باذن الله ..)))

    و ارجو مخلصا من استاذنا الكبير ان يستجيب فالثورة آتية لا شك و شكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..