زيارة حمدتي إلى اثيوبيا هل تطوي الخلافات؟

آبي أحمد: علاقات السودان وإثيوبيا راسخة
سفير السودان بإثيوبيا: لن نسمح بالتدخل في علاقاتنا
تقرير الخواص عبد الفضيل
رحب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد بزيارة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو، مشدداً على أن العلاقات بين البلدين راسخة.
وأعرب آبي في تغريدة على “تويتر”، السبت، عن تقديره للأواصر التاريخية التي تربط بين الشعبين السوداني والإثيوبي، قائلا:” يسعدني أرحب بالجنرال محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة في جمهورية السودان بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الشعب الإثيوبي عن زيارته لبلده الثاني إثيوبيا”.
وأضاف: “أعرب من جديد عن تقديري للأواصر التاريخية العميقة التي تربط بين الشعبين، مشيرا إلى أنه سنسعى لبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها ولتعزيزها بما فيه الخير لبلدينا ولأبناء شعبينا”.
ووصل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول محمد حمدان دقلو، اليوم السبت، إلى إثيوبيا في زيارة رسمية تستغرق يومين.
وتعد هذه أول زيارة لمسؤول سوداني رفيع منذ توتر العلاقات بين البلدين بسبب الخلافات الحدودية في منطقة الفشقة المتنازع عليها بينهما.
ومن المقرر أن يبحث دقلو، مع المسؤولين الإثيوبيين، العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين في المجالات كافة.
وقبل أسبوعين، اختتم وفد سوداني من ولاية النيل الأزرق السودانية الحدودية، زيارة لإقليم بني شنقول جومز الإثيوبي، بتوقيع مذكرة تفاهم أمنية واقتصادية، وذلك في أول زيارة من نوعها بعد توترات حدودية بين البلدين.
فلاش باك
وتاتي هذه الزيارة بعد توتر في العلاقات الثنايئة ما بين البلدين السودان واثيوبيا وشهدت تلك الفتر ة عبور مياه تحت الجسر و تبادل اتهامات مابين الجانبين ادي الي استد عا الخرطوم سفيرها من اديس ابابا .ولم تفلح كل المبادرات والوساطات الي راب الصدع مابين البلدين ابرزها المبادرة الاماراتية . وكانت نقاط الخلاف في توتر هذه العلاقة كا ن يتمثل في ملفي سد النهضة اامتمثل في الملء الثاني لبحيرة سدالنهضة بالاضافة الي التوتر علي الحدود السودانية الاثيوبية واعادة انتشار الجيش السوداني في منطقة الفشقة . وتعتبر هذه زيارة محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الاولي من نوعها لمسوول سوداني رفيع الي اديس ابابا بعد طوال قطيعة قاربت الي العام ونصف العام .هذا الانقطاع مابين الدولتين صاحبتها ازمات داخلية خاصة اثيوبيا التي شهدت حرب اهلية بين المركز واقليم تقراي كذلك السودان ماذال يعاني من ازمة سياسية ماذالت مستمرة وبحسب مراقبين ان لم يتم التواقف قد تودي الي انزلاق البلاد.
تصريحات ابي احمد
ويبدو ان متغيرات السياسة التي لا تعرف صديق دائم ولا عدو دائم بل المصالح لعبت دورا كبير في يبدو انه تحول جديد من قبل اثيوبيا في تغيير نهجها لطئ الملفات المختصة بسد النهضة التي من الممكن ان تكون من اولويات زيارة حمدتي الي اديس ابابا التب تدعمها تصريحات ابي احمد الايجابية لملف سد النهضة حيث قال ، في بيان عبر “تويتر”، إنّ بإمكان الدول المشاطئة الاستفادة من مياه النيل “بشكل معقول ومنصف دون التسبب بضرر كبير”، معتبراً أنّ “سد النهضة يحمل فوائد متعددة لدولتي المصب السودان ومصر وكذلك لشرق أفريقيا بشكل عام”.
تقديم حلول
يقول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ابوبكر ادم عبد الكريم تاتي زيارة الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الي اثيوبيا في اطار المشاورات المتعددة للحكومة السودانية لحل الازمة السودانية وتعتبر الجارة اثيوبيا من اكثر الدول الصديقة والشقيقة صدقا في النوايا لتقديم حلول منطقية يمكن ان تكون مقبولة للشعب السوداني خاصة وان اثيوبيا لعبت دورا مهم ومقدر عبر رئيسها ابي احمد ووزير خارجيتها في توقيع الاتفاق مابين المكون العسكري والمدني خلال ثورة ديسمبر.مضيفا ان هي ايضا خرجت من ازمة مماثلة للازمة السودانية قبيل اسابيع بالتالي يمكن ان يستعين السودان عبر ممثله الفريق اول حمدتي من الحل الداخلي الاثيوبي اثيوبي الذي طوي صحفة الحرب مابين التقراي والحكومة المركزية في ادس ابابا مركدا بانه تاتي هذه الزيارة للتشاوور والتحاور لاحتواء الازمة السودانية من خلال الاعتماد علي الحل الاثيوبي اثيوبي واسقاطه علي السودان واضاف الي ان تصريحات ابي احمد ومخاطبة دولتي السودان ومصر بخصوص سد النهضة تعتبر تصريحات ايجابية خالية من الاجندات واضاف بان السودان ومصر يستفيدان استفادة قصوي من سد النهضة اذا صدقت النوايا بين الدول الثلاث وتتكاملت الجهود بينهم من اجل طيء صفحة الملفات الخلافية والبدء في حوار حاد من اجل الوصول الي اتفاق يرضي كل الاطراف مستصحبين في ذلك تصريحات ابي احمد الايجابية .
استعادة الدفء
ويري الخبير الاستراتيجي الدكتور الفاتح محجوب عثمان ان زيارة الفريق أول محمد حمدان دقلو لإثيوبيا جاءت في أعقاب تصريحات مثيرة لابي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي وصف بها أنشطة القوي السياسيه السودانية المضادة للمكون العسكري بأنها تصرفات اطفال ثم تصريحات أخري أشاد فيها بكل من مصر والسودان وبالتالي فتح فيها الباب واسعا لاستعادة الدفء للعلاقات بين البلدين الجارين والتنسيق في المواقف السياسية علي الصعيد الأفريقى وايضا لترتيب الاوضاع علي حدود الدولتين
كما أن دعم إثيوبيا للسودان يفتح الباب أمام استعادة الحكومة السودانية لعلاقاتها مع الاتحاد الافريقي وهو أمر مهم أيضا لاستعادة العلاقات مع الغرب لاحقا .
إثيوبيا بحاجة ماسة للسودان لضمان أمنها في ظل توتر الأوضاع الداخلية في إثيوبيا والحكومة السودانية محتاجة للدعم السياسي الاثيوبي كما أن الإمارات تمثل الان الحليف المشترك للدولتين وهو أمر له تأثيره السياسي علي الحكومتين الإثيوبية والسودانية.
سفير السودان بإثيوبيا: لن نسمح بالتدخل في علاقاتنا
أكد سفير السودان في إثيوبيا جمال الشيخ أن الخرطوم لن تسمح بالتدخل في علاقاتها مع أديس أبابا مشددا على العلاقات التاريخية بين الجانبين.
جاء ذلك في مقابلة أجراها السفير السوداني مع “العين الإخبارية”، تطرق خلالها إلى العديد من القضايا الراهنة، بينها الخلافات الحدودية والاتهامات الموجهة للخرطوم بدعم المعارضة الإثيوبية، نافيا وجود أي طرف آخر في التوترات الأخيرة.
وقال إن “السودان يحترم علاقاته مع إثيوبيا، وله علاقات مع دول أخرى نطلب فيها احترام هذه العلاقات، وهذا موضوع سيادي”، مضيفا: “نتبنى هذه المقاربة في علاقاتنا مع إثيوبيا ولا يوجد طرف ثالث يتدخل فيها”.
وتابع أن “العلاقات السودانية الإثيوبية قديمة شعبيا ورسميا، وهي قوية رغم ما قد يعتريها من وقت لآخر من بعض المواقف والطوارئ، لكن تظل هذه العلاقات استراتيجية والسودان حريص جدا على علاقاته مع إثيوبيا كدولة جارة يتأثر بما يحدث فيها والعكس صحيح”.
أزمة الحدود
وفي معرض حديثه عن الخلافات الحدودية مع إثيوبيا، قال الشيخ إن الملف “لا يزال من الموضوعات العالقة، ولا يوجد حل تفاوضي سوى السياسي والدبلوماسي، وهذا هو موقف الخرطوم”.
واعتبر أنه “رغم تباين الموقفين، لكن السودان يرى أن هذه المناطق المتنازع عليها سودانية، وأن المفاوضات في ذلك قطعت شوطا كبيرا جدا، وتبقى فقط تأكيد وضع العلامات لهذه المناطق وفق موقفنا”.
ودعا السفير إلى أن لا تكون الحدود عقبة تؤدي لتوتر في علاقات البلدين، مؤكدا أن السودان يعمل ويسعى لتبني حل تفاوضي وسياسي نظرا لما تربطه من علاقات ثنائية قوية مع إثيوبيا.
وأعرب الشيخ عن أمله في حل هذا الملف وأن يكون مدخلا لاستثمار وتعاون اقتصادي ثنائي، لافتا إلى وجود لجنة عليا بين البلدين مختصة لمعالجة هذا الملف.
كما أعرب عن أمله في أن “تتواصل اجتماعات هذه اللجنة لحسم هذا الملف على أسس قانونية تعطي الحق وتكون المقاربة الأساسية مقاربة استثمار مربحة للطرفين”.
وأكد الشيخ على استقرار الحدود بين البلدين في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه جرت مؤخرا عدة اجتماعات لولايات سودانية بنظيرتها بالأقاليم الإثيوبية، في إشارة إلى منتدى السلام والتنمية المنعقد قبل أسبوعين بين ولاية النيل الأزرق السودانية وإقليم بني شنقول جموز الإثيوبي، واجتماعا آخر بين ولاية القضارف السودانية وإقليم أمهرة الإثيوبي قبل أسبوع.
ووصف السفير السوداني لدى إثيوبيا تلك الاجتماعات بـ”المثمرة”، موضحا أنها ناقشت مختلف المواضيع الأمنية والاقتصادية والتعاون الإعلامي، فيما أسفر اجتماع ولاية القضارف وإقليم أمهرة عن تفاهمات، دون أن يقدم السفير تفاصيل أكثر حول الجزئية الأخيرة.
وبالنسبة للسفير، فإن ما يعتري هذا الملف في بعض الأحيان قد يرتبط بالأوضاع الداخلية في البلدين، مجددا حرص بلاده في كل الأحوال على استقرار الحدود وتأمينها لمنع ما يعكر صفو العلاقات مع إثيوبيا.
ولفت إلى أن الحدود لم تفتح بعد وأن آخر اجتماع بين ولاية القضارف وإقليم أمهرة تطرق لهذا الموضوع، مضيفا أن “الحدود في نهاية الأمر ستفتح قريبا جدا، لكن نحن بحاجة لإجراءات بحيث يكون فتحها في حدود للتعاون والاستثمار. نحتاج لإجراءات تدفع بهذا الاتجاه لمعالجة أي أمر قد يعكر هذا التعاون”.
سد النهضة
بالمقابلة نفسها، تحدث الشيخ عن ملف سد النهضة، قائلا إنه متوقف حاليا ولا توجد اجتماعات، مشيرا إلى أن آخر اجتماع عقد بكنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية في أبريل/ نيسان الماضي.
وأضاف أن الخرطوم ترى أنه “من حق إثيوبيا بناء السدود وأن تقوم بالتنمية المستقبلية لكن بما لا يضر السودان خاصة أنه لدينا سد الرصيرص وهو سد صغير ونصف سكان السودان يسكنون خلف هذا السد ونحتاج تأمينه”.
وأوضح الشيخ أن “موقف السودان هو الدعوة للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملئ وتشغيل سد النهضة وهو ما نسعى إليه”، معبرا عن أمله بأن يكون السد مدخلا للتعاون بين الدول الثلاث (السودان وإثيوبيا ومصر) بدلا من أن يكون مدخلا لتعكير علاقات الدول”.
المعارضة
بخصوص اتهامات موجهة إلى الخرطوم بدعم المعارضة الإثيوبية، نفى السفير السوداني الاتهامات قائلا إنه لا أساس لها من الصحة وإن موقف الخرطوم الرسمي لن يدخل في دعم معارضة لأي دولة وعلى رأسها إثيوبيا.
وقال إن “موضوع الحرب بالوكالة ودعم معارضات الدول يضر بالجميع ونحن موقفنا هو أن ما يجري في إثيوبيا شأن داخلي”.
وأعرب عن أمانيه لإثيوبيا بـ”الاستقرار والنماء ولا نسعى لما يعكر الداخل الإثيوبي فعدم الاستقرار بأحد البلدين يؤثر على الآخر وبلادنا لا تتبنى أي جهة تعارض أديس أباب أو تعكر صفو العلاقات معها”.
ولفت إلى أن السودان سبق أن تقدم بمبادرة لحل الأزمة في إثيوبيا باعتبار أن الخرطوم تترأس الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد) ولما تربطها من علاقات حميمة مع أديس أبابا فضلا عن أن الأخيرة ساعدت السودان خلال الفترة الانتقالية.
وختم بالقول إن “الإثيوبيين فضلوا أن يتم حل هذه الأمر داخليا والسودان احترم رغبتهم، مشددا على استعداد الخرطوم للمساهمة حين يرى الإثيوبيين ذلك نظرا لما يربط من علاقات بين البلدين”.
اليوم التالي
ان يتفاوض مثل هذا الشخص باسم السودان فهذا يعبر عن الانحدار الذي وصلنا اليه