بعض العفو ضعف

إن ما يحزن في حال بلادنا أكثر من تردى الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية، هو أن يتولى أمر السودان أراذله وبغاث أهله، وإن أشد ما يحز في القلب، ويقطعه وجعاً، هو أن يكون البشير وأعوانه في عصابة تجار الدين ولصوص آخر الزمان وسفهاء السودان حكاماً على مصائر شعبه الأبي.
فقدت بلادنا عزتها ومنعتها يوم باعوا واشتروا وتاجروا بحق الله وعهده ودينه في أهلنا وبهم في البلدان، وتشتت مجتمعنا وتفرق شمله يوم نصبوا أنفسهم خلائف لله على أهلنا وأرضنا، فدمروا حرثها ونسلها، وبعثروا طيبة أهلها، وعمدوا إلى طمس هويتها وسمعتها.
تمثلوا أكل أموال الناس بالباطل حنكةً، وأخذوا ظلم الأبرياء فطنةً، ورأوا قتل النفس التي حرم الله شجاعةً، أنهم أشرار أهل السودان وأجهل بنيه، يقودون البلاد وأهلها بنفوسهم المريضة وفكرهم المتخلف إلى هاوية سحيقة، ومصير مجهول.
يأكلون حق الضعيف ويستنسرون على المريض والعاجز، لا يعرفون مروءة ولا حياءً، ولا يحكمون ضميراً، يكنزون ما ليس لهم وتكتنز بطونهم وأجسامهم سحتاً، والسرج المذهب لا يجعل الحمار حصاناً، وأكل أموال الناس بالباطل لا يصنع سلطاناً ولا يؤتي غنىً ولا يبني جاهاً.
فمن كان في نفسه رجاء وأمل في أن ينصلح حال بلادنا أو يتبدل، فليحكم قلبه، وينظر لحاله، ومستقبل عياله، فإنما يرجى الخير من صاحب الأصل الطيب، والنفس السمحة الزكية، فالرجاء في مثل هؤلاء المجرمين واللصوص الفاسدين والخونة خائب وعاقبته إثم.
الجزع عند المصيبة مصيبة، ومن لم يعجبه حاله وجب عليه تغييره، وإذا لم يكن إلا الأسنة مركباً فلا رأي للمضطر إلا ركوبها، وبعض العفو ضعف، وفي حالتنا هذه، كله ضعف.

محمد العمري
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..