تحقيق لـ(الراكوبة) يكشف ان مستشفي بحري مهدد بالسقوط بسبب مياه الصرف الصحي
انعدام السماعات الطبية وموازين الضغط وقلة في الكوادر الطبية في المستشفي

تقرير: الراكوبة
كشفت جولة لـ( الراكوبة) بمستشفى بحرى التعليمى مدى خطورة وكارثية الاوضاع التى تحاول ادارة المستشفى ووزارة الصحة الاتحادية والولائية نسيانها ، وسنكتبها لكم بكل شفافية ان المستشفى ككل غير صالح لأى استخدام كما قال احد شباب( مبادرة شبابك تشابك) بالتعاون مع لجان مقاومة بحرى الذين يعملون جاهدين على تحسين وضع المشفى ، حيث طالب احد الشباب بترحيل المرضى والعاملين بالمشفى الى مكان اكثر امانا على حياتهم وهدم مبنى المشفى بالكامل .
واضاف اخر من شباب المبادرة أن وزير الصحة الولائى والاتحادى على علم بوضع المستشفي ، وجاء الاول ووقف على الاوضاع هناك واعطى وعود فقط ولم ينفذ ما وعد به الى اليوم ، وقال أن المسؤولين السودانيين لايتحركوا فى القضية الا بعد حدوث الكارثة.
اهمال ادارى
ومن خلال جولة ( الراكوبة) داخل المستشفى برفقة احد شباب المبادرة ادخلنا الى المكان المخصص لايقاف السيارات فى الطابق السفلي لمبنى المستشفى (الباركن) وجدنا مياه الصرف الصحى الطافحة بسبب عدم توفر ( عربات الشفط) وهم فى الاصل خمس سيارات والان تعمل واحدة فقط وتقوم بنقل المياه من بئر وتصب به فى اخر الامر الذى جعلها تطفح وتدخل الى موقف السيارات وتصل الى نصف جدران الموقف ، لها مدة طويلة وهى على هذه الحالة ، وارتوى اساس المبنى بسبب ركودها لفترات طويلة وقد يؤدى الى هدم المشفى بمرضاه ، حيث تكمن فى هذا المبنى تحديدا باعتباره اكبر مبنى داخل المستشفى وبه الكثير من الاقسام المهمة ، وايضا الانابيب التى توصل المياه الى الحمامات هى الاخرى تسرب المياه على الجدران – وتوضح الصور مدى ارتوائها بالمياه – وان فى كل ارضية المشفى تجد طفح لمياه الصرف الصحى توضحه الصور وهذا يوضح أن المبنى محاط بالمياه من كل النواحى.
اهمال صحى
ويعاني مستشفي الخرطوم بحري من إهمال صحي وإداري مريع، في وقت يتوافد إليها نحو (900 -1500) مريض يوميًا، فهي تعاني من تعطل عدد من المعدات الطبية ونقص في الكودار الطبية والأدوية المنقذة للحياة، فيضطر الأطباء إلى حث مرافقي المرضى ليبحثوا عن أماكن اخري ليتلقوا فيها العلاج .
ويوجد في المستشفي ثلاثة أقسام رئيسية: الطوارئ، النساء والتوليد والمجمع الجراحي.و يقول أطباء في قسم الطوارئ أن مركز الأوكسجين المركزي متعطل من الخميس الفائت وتنعدم في القسم موازين الضغط والسماعات الطبية ولا يوجد أطباء تروما، إضافة إلى قلة الكادر الطبي إلى أن وصل القسم لعدم وجود طبيب في الفترة المسائية .
مشاكل متعددة
كذلك يعاني القسم من عدم النظافة، فالنقابات الطبية تتواجد في غرف المرضى فترة طويلة والحمامات غير قابلة للاستخدام. ويقول عاملين في القسم إن إدارة المستشفي تعاقدت مع شركة تعهدت بتوفير (32) عامل نظافة في اليوم، بواقع (16) عامل في كل وردية، لكن في الواقع توجد ثلاثة عمال فقط بالنهار وعاملين بالمساء.
و يؤكد إداريين ان إدارة المستشفي خصمت من شركة النظافة الشهر الفائت (33) ألف من أصل (120) ألف نتيجة تقصيرها، لكنها لم توف بتعهداتها، لتخصم منها هذا الشهر (15%) من مستحقاتها. ويشكك إداريين في صحة العاملين المتعاقدة معهم الشركة، فبعضهم يأتي “سكرانًا” إلى العمل، نظرًا لعدم وجود مشرف يشرف عليهم
ويقول إداري في قسم الطوارئ أن شبكة الهاتف الخاصة بالقسم متوقفة عن العمل من فترة، ويشتكي من عدم انضباط عناصر الشرطة المكلفين بحراسة القسم، حيث لا يتواجد العنصر في مكانه المحدد له، بجانب عدم التزامهم بالعمل طوال اليوم بحجة حاجتهم إلى أخذ راحة، إذ أنهم يعاملون طوال اليوم وعددهم (10) عناصر، يكلفون إدارة المستشفي (90) ألف شهريًا للفرد الواحد .
ويتواجد عناصر الشرطة في قسم الطوارئ فقط، لرفض إدارة الشرطة توفير عناصر إضافية بدعوى افتقارها لهم، مما حدي بإدارة المستشفي إلى التعاقد مع (12) شخص لتأمين ذاتي ليعملوا كخفراء، بمنحهم راتب (1.200) جنيه فقط، ويشكك إداري في نوايا قبولهم هذا الراتب الضعيف للعمل، خاصة وأنهم كانوا منتسبين للشرطة الشعبية التي حُلت مؤخرًا. ويوضح شكوكه بأن مرافقي المرضى يشتكون من تكرار سرقة متعلقاتهم الشخصية خاصة الهواتف ،ويؤكد إداري آخر إن بعض العاملين في المستشفي يرفض العمل في قسم الطوارئ حال احتاجه، ويشترط العمل منحه حافز مالي .
وجبات تسبب امراض
ويشتكي أطباء من الوجبات التي يوفرها متعهد المستشفي للمرضى، حيث يأكلون المرضى في وجبات الفطور يومي السبت والاثنين فول وبقية الأيام عدس، فيما يكون الغذاء قرع أو بطاطس أو فاصوليا، ولا يوفر وجبة العشاء.
ويقول طبيب أن من يجهز الأكل لا يملك كرت صحي مما يسهم في نقل العدوى حال كان مريض بمرض مزمن، بجانب إن المرضى يحتاجون إلى غذاء كل على حسب مرضه، لكن المتعهد يوفر وجبة موحدة لجميع المرضي والعاملين. يرجع إداري هذا الخلل إلى عدم التزام المستشفي تجاه المتعهد، حيث عليها مديونية تصل إلى مليوني جنيه، ومع ذلك ظل مستمر في تقديم الواجبات لنحو (700) عامل والمرضى في كل الأقسام.
تعاني المستشفي أيضًا من عدم وجود صرف صحي، وبعد تعطل سيارتي شفط من أصل ثلاثة وإيقاف مكب الصرف الصحي لهم، أصبحت السيارة الوحيدة تنقل المخلفات من (14) بئر صرف صحي إلى (3) آبار رئيسية ينتظرون ساعات إلى تتصفي لمستوى المياه الجوفية. ويشكك عاملون في أن اختلاط هذه مخلفات الصرف الصحي في الآبار الرئيسية بالمياه الجوفية تحت الأرض، مما يتسبب في إمراض أناس اصحياء. بجانب ذلك، تعمل سيارتي إسعاف فقط من أصل (5) سيارات، فالبقية معطلة إضافة إلى ذلك، يوجد خلل إداري واضح بعدم وجود تنسيق بين المشرفين الإداريين في الأقسام، حيث يحاول كل إداري تقريب أناس له وفقًا لحديث إداري في قسم النساء والتوليد، الذي يشتكي من تماطل الشئون المالية في تأخر صرف الرواتب ومنح المبالغ المصدقة لاحتياجات المستشفي
و يعاني المستشفي من ضعف في كادر التمريض، حيث متوفر له (30) كادر فقط فيما الحاجة الكلية تبلغ (50) كادر، وعملت الإدارة على تقليص الفارق بتعاقدات مع (9) ممرضين، بواقع (1500) جنيه للشهر، وقال متعاقد إن الإدارة أبلغتهم برفعه إلى ثلاثة ألف في الشهر. ويشتكي ذات الكادر من شح معينات العمل الواقية من نقل الأمراض كالقفازات والشاش والمرايل الواقية .
كل ذلك، ويعتبر مستشفي الخرطوم بحرى المستشفي الوحيد في البلاد المتوفر فيه جراحة أطفال وجراحة التجميل من الحروق ، وايضا المستشفى الوحيد الذى يوجد به قسم طوارئ الكلى .