وليد الخريج

وليد الخريج

ابراهيم حسن فرج الله
[email protected]

لقد بدأ هؤلاء الأطفال يثيرون حفيظتي ، يجب أن أعاقبهم هذه المره عقاباً صارماً، كان يقول ذلك دوماً و لكنه لا يفعل، و كان هذه المرة واقفاً أمام الجدار ينظر إلى تلك الخطوط الكبيره و الرسومات بالفحم و الطباشير و أقلام الألوان المدرسية ثم أسرع الخطى و دفع ذلك الباب الثقيل المصنوع من خشب السنط بعد أن دس يده في تلك الفجوة و حرك ذلك المزلاج الخشبي المهتري ، دخل و الشرر يتطاير من عينيه ماراً في ذلك البهو الرطب و لكن ما هذا من الذي أضاء هذا الممر في هذا الوقت من النهار ثم وقف و إشتط غضباً ، لا ليس إلى هذا الحد لقد نالوا أيضاً من جدران هذا الممر و هذه هي الجدران التي قد قمت بطلائها مؤخراً ! لا ، لا يجب أن ينجون بفعلتهم هذه المره،
كان يتحدث إلى نفسه و هو يسرع الخطى يهمهم همهمات غير مفهومة تعلو تارة و تخفت تارة أخرى ،
هاهو الآن تتسارع أنفاسه غيظاً و لكن ما هذا الهدوء الذي يلف البيت فدائماً في هذه الساعة من النهار ليس هناك إلا الضوضاء و العويل الصراخ ، و لكن مهلاً لم هذه الغرف مغلقة ؟ لا بد أنهم ذهبوا إلى غرفتهم في نهاية الرواق سوف أفاجئهم هناك و لكن يجب أن ، نعم يجب أن لا يكون حديثاً ودياً هذه المره نظر يساراً صوب تلك الشجرة في و سط باحة المنزل و لكنه لم يأنس فيها إلى فرع مناسب يؤدي المهمة ثم صرف النظر عن الحصول على تلك العصا ، وقف فجأةً و ما لبث أن تحرك بحذر و تلصص و هذه المرة على أطراف أصابع قدميه محاولاً أن لا يحدث صوتاً ، إقترب من باب الغرفة ثم إسترق السمع قليلاً ، ليس هناك من أصوات في الداخل لابد أنهم ناموا بعد أن تعبوا من اللعب طوال الصباح ،
تقدم خطوة إلى الباب الذي كان موارباً فدفعه في هدوء و لكن ما هذا فإن الأسرة في غاية الترتيب و الغرفة خاليه تماماً و لكن لن تنطلي علي هذه الحيلة و صرخ قائلاً هيا أخرجوا من تحت الأسًره لتنالوا ما تستحقون و انحنى يرفع أطراف تلك الأسرة و ينظر تحتها الواحد تلو الآخر و لكنهم ليسوا هنا لابد أنهم في المطبخ خرج مسرعاً صوب المطبخ نعم لابد أنهم هناك ،
ما أن دفع باب المطبخ حتى قفز ذلك الهر الضخم إلى النافذة فزعاً ينظر إليه في استياء و ما أن أدرك القط أنه قادم إلى تلك النافذة حتى قفز إلى الشارع الخلفي و توارى ،
أسكتي أسكتي يا آمال أنظري من الذي يطل من تلك النافذة أليس هذا وليد إبن جارتكم الخالة بتول متى خرج من المستشفى ؟ و ماذا يفعل هنا في هذا البيت المهجور الخرب المسكون بالأشباح ؟
ردت آمال و الخوف يملؤها و شحنة من القشعريرة سرت في جسدها النحيل و ذلك حينما رأته يحدق تجاههما قالت و هي تحاول أن تتماسك مرتعشة ، نعم نعم إنه هو يا وداد هيا بنا بسرعة هيا بنا نذهب إلى والدته و نخبرها عن مكانه فهي بالتأكيد لا تعلم أين هو الآن و إياك أن تلتفتي للوراء ،
لا حول و لا قوة إلا بالله إنه لم يكن هكذا يا وداد قبل أن تعتقله السلطات و تزج به في المعتقل قبل أن يتخرج في بيوت الأشباح بكالوريوس جنون بدرجة شرف ،،،

ابراهيم حسن فرج الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..