تنازل عن الطموح ويا روح ما بعدك روح

زاوية حادة
تنازل عن الطموح ويا روح ما بعدك روح

جعفر عباس

وقائع الربيع العربي جعلتني أصرف النظر نهائيا عن طموحاتي بالترشح لرئاسة البلاد، أو حتى نادي بدين في الدناقلة شمال في الخرطوم بحري.. لماذا أعرض نفسي لمصير مماثل لمصير معمر القذافي؟ وفي اليمن وسوريا صار الهتاف: الشعب يريد إعدام الرئيس!! بدأوا بالمطالبة بالاصلاح ثم التغيير الشامل ثم «الإعدام»!! تخيلت أبو الجعافر رئيسا (لا قدر الله) والمتظاهرون يهتفون: السحل والبتر مصير جعفر..الشعب جاع وفر، يا جعفر.. إلى المقابر أبو الجعافر!! ما بدهاش، وأعرف ان المقابر مصير كل حي ولكن يزعجني أن يذكرني الناس بذلك المصير وهم في حالة غضب.. وبعيدا عن الهذر أعرف أنني لست مؤهلا لمنصب «الرئاسة»، فتبعات ومسؤوليات أن أكون زوجا وأباً لأربعة من العيال هدت حيلي، فما بالك بأن تكون مسؤولا عن كذا مليون شخص؟
قبل سنوات قيل إن زعيما خليجيا قرأ في الصحف أن 180 ألف من الأجانب العاملين في الأجهزة الحكومية غادروا البلاد في إجازاتهم الصيفية، فقال: هل تعطلت الحياة بغياب هؤلاء ال180 ألفا؟ لماذا لا نفنشهم ? ننهي خدماتهم- ونوفر على الدولة مئات الملايين؟ وتداول الناس هذه الرواية وجعلوا منها مادة للتندر، رغم أن ما قاله الزعيم لم يكن يخلو من حكمة، فغياب تلك الآلاف المؤلفة لم يعطل الخدمات وبالتالي كان دليلا عنده على ترهل أجهزة الخدمة العامة.. في مولدافيا أثبتت الوقائع أن الأمور ممكن تمشي دون الحاجة الى رئيس للبلاد، فمنذ إبريل من عام 2009 وكرسي الرئاسة شاغر، وفي 18 أكتوبر المنصرم عقد البرلمان جلسة لانتخاب رئيس للبلاد، ولكن لم يترشح للمنصب أحد.. كذا مليون مواطن عايشين في أمان الله والبلاد ليس فيها رئيس.. مش وزير.. بل رئيس جمهورية!! ونحن حالنا واقف بسبب الخلاف حول من هو الأجدر بوزارة الثروة التمر هندية ومن يكون والي الحاج يوسف (الابداع السوداني الجديد هو أن الحزب الاتحادي جعل الجامعات في معادلة قسمة السلطة وطالب بمنصب المدير في 3 من الجامعات العريقة و10 من الجامعات البروس.. ولو كنت ضمن الوفد الاتحادي المفاوض على كعكة السلطة لطالبت برئاسة نادي المريخ او الهلال لأن شاغل هذا المنصب يضمن حب الملايين ولو إلى حين، وحتى بعد ان يفشل لا تخرج المظاهرات للتشهير به)
من الناحية الحسابية البحتة فإن المواطن السويسري هو أعلى أهل الأرض دخلا (67000 دولار في السنة)، كل هذا وسويسرا ليس فيها قوات مسلحة، ولا يوجد شيء اسمه الشعب السويسري، فالبلاد تتألف من ثلاثة أعراق (ألمانية وفرنسية وإيطالية) و26 كانتونا- أي هيئة حكومة محلية، ومبادئ الانتماء في سويسرا هي: احترام الديمقراطية والحياد والنظام الفيدرالي، ومنذ عام 1815 لم تكن سويسرا طرفا في أي حرب، بل انضمت للأمم المتحدة على مضض قبل تسع سنوات، وحلفت بالطلاق ألا تنضم الى الاتحاد الأوربي.. ومع هذا فإن ايراداتها من الشوكولاتة في سنة أعلى من إيرادات نفط الشؤم السوداني في سنة وقيمة مبيعاتها من الساعات في شهر أعلى من عائدات بلادنا من القطن في سنة.. وفوق هذا فكل الحرامية الكبار في العالم يتخذون منها دارا آمنة للفلوس المنهوبة بالحرام
المهم الحاضر يبلغ الغائب: ده طرفي من منصب رئاسة أي شي، وهناك وظيفة تمنيت الفوز بها، فقد أعلنت أستراليا قبل سنة عن حاجتها الى شخص يعيش في جزيرة صغيرة غير مأهولة تابعة لها نظير 20 ألف دولار سنويا.. والمطلوب من شاغل الوظيفة هو أن يأكل ويشرب وينام في بيت صغير في الجزيرة دون أن يفعل شيئا آخر.. وبوجود موظف كهذا تابع لها تضمن استراليا أن الجزيرة تابعة لها ولن تطالب بها إحدى الدول المطلة على المحيط الهادي.. حتى الأكل والماء توفره لك البحرية الاسترالية .. وأجمل ما في الموضوع أنه لا توجد بالجزيرة كهرباء وبالتالي لا تلفزيون ولا إنترنت.. طارت مني الوظيفة بسبب شرط تعسفي وهو أن يكون عمر مقدم الطلب ما بين 25 و35 سنة.. فرق 4 سنوات أضاع مني فرصة العمر.. ربما يطرح الإعلان عن الوظيفة مجددا مع بعض المرونة في هامش العمر.

الراي العام

تعليق واحد

  1. طارت مني الوظيفة بسبب شرط تعسفي وهو أن يكون عمر مقدم الطلب ما بين 25 و35 سنة.. فرق 4 سنوات أضاع مني فرصة العمر.. ربما يطرح الإعلان عن الوظيفة مجددا مع بعض المرونة في هامش العمر.

    4 سنوات بس ،،، ياراجل خليك صادق شوية ، دة كله خوف من ام الجعافر ،، على العموم رشح نفسك و ما تخاف ، عمك مبارك نايم في سرير في المستشفى يشيلو فيه من حته لى حتة بي سريره و لسه حاكم البلد . الى الامام زنقة زنقة

  2. ما شدنى فى هذا المقال جزئية بسيطه .. لكنها شدتنى فى النهاية !! ما هى ؟
    حيث ورد الأتى :
    (( طارت مني الوظيفة بسبب شرط تعسفي وهو أن يكون عمر مقدم الطلب ما بين 25 و35 سنة … فرق 4 سنوات أضاع مني فرصة العمر ))
    معنى هذا أن أبو الجعافر عمره الأن هو ( 39 ) سنة بالتمام و الكمال !!
    يا أخى إنت بتكتب من زمن أنا فى الإبتدائى ، و أنا عمرى الأن عمرى أكثر من 40 سنه ، دى نفهما إزاى يا جعفر باشا ؟؟
    ده شكلو تسويق للترشح للرئاسة !! ها هـــا

  3. ياخي انا قاعد اقرا كتاباتك وما قاعد اعلق عليها ( ما بقدر أعلق ولا بقدر اقول ) ومن شدة لذاذتها عامل ليك فايل خاص بقص فيهو من النيت والصق… المهم ما اطول عليك لكن عندي ليك :-
    بخصوص سير العمل بشكل لا يحتاج لكثير (عمالة) قالو – والعهدة على من قالو لي- انو عمنا المرحوم ….. رجل الاعمال السوداني العصامي الراحل كان عنده مهندس في مصنعه في بورتسودان … المهندس جاء الخرطوم في إجازته، عمك سألو : خليت المصنع وجيت في إجازة ؟ قال ليهو : كل حاجة ماشة تمام التمام. عمك قال ليهو : كان كدي ياولدي إنت مافي داعي ليك وكتين كل حاجة ماشة تمام التمام. وفصله من العمل !!!!
    الحاجة التانية بخصوص مسألة العمر : وعشان ما الناس يعلقوا ليك على حكاية الأربعة سنين دي ( وما ليهم حق) كان تاخد بنصيحة واحدة من الممثلات الفرنسيات سمعتها زماااان ( يعني قبل كم شهر ) وقالو كل ما يسألوها عمرك كم؟ اصلها ما بتزح من ( عمري 28 سنة وكم شهر) وطبعاً كم شهر دي ممكن تجر لحدي 200 أو 250 شهر ، يعني لو قلت الحكاية فرقت معاك ( كم شهر كدي يعني ) كان أخير ليك.
    مع ودي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..