حكومة الظل .. جيلنا الأفضل.. ؟!

فكرة الإعلان عن حكومة الظل السودانية من قبل الشباب الناشطين سياسياً من دعاة التغيير بزعامة وائل عابدين.. فكرة جيدة وسبقت الأحزاب السياسية التي تتطلع إلى الحكم في تنفيذ الفكرة وإنزالها إلى أرض الواقع، بإعلان وزرائها أمس الأول..
قطعاً أراد الشباب بهذا التشكيل ترتيباً يتسع للأحداث ليملأ جزءاً من الفراغ في مواعين التغيير خاصة وأن الواقع بالنسبة للبعض لا يميل إلى إفراز المزيد من الشرور غير المحتملة في ظل غياب تكافؤ القوى بين حكومة تملك كل مواعين قوة السلطان، وشباب أعزل لا يملك إلا العزم على التغيير وترديد الشعارات المتطلعة إلى اليقظة من الشتاء الداكن المبهم للانتقال إلى الدفء الساطع للديمقراطية أسوة بمن يعيشون دفئ شمسها.. نعم الشباب بحاجة إلى من يسندهم من قوى المجتمع السوداني بمختلف مكوناته.. ما بين الخوف من القادم المجهول والأمل في غدٍ أفضل نجد أنفسنا اتكأنا على التناقض لأن الديمقراطية الحرة التي نتطلع إليها عادة تفرض على الشعوب دفع مستحقاتها، ولا يمكن أن يبدأ دوران عقارب الساعة ما لم نواجه الوضع السياسي بخطوة تعيد الطاقة المتحركة لمؤشراتها نحو حكومات ديمقراطية ناجحة تنهي حالة الاستبداد في الحكم النابع من الاعتقاد الخاطئ في إمكانية الاستمرار بالقوة متجاهلة أن غياب الشرعية يقحمها في أزمة عدم القبول على مستوى الصفوة والقاعدة الشعبية التي تبحث عن حقها في العدالة والإنصاف والمساواة والحرية، والعيش الكريم .
في إطار الواقع السياسي والحركة المضطردة للشأن السوداني يمكن للبعض أن يفسر العديد من الأحداث مثل (تشكيل حكومة الظل) برؤية ناقدة توصمها بالخطوة المتجهة نحو تهشيم الآمال والتوقعات المتفائلة بشكل حاد وعنيف، لأنها أحدثت تراجعاً في خطوات التغيير داخل مواعين الشباب ولم تأتِ متزامنة مع أي حراك مدني سلمي للتغيير، بل اكتفت بوضع أهداف منها مراقبة أداء الحكومة القائمة وتوضيح الأخطاء، وجذب الشعب إلى المشاركة السياسية، وتغيير قواعد اللعبة السياسية ومسرحها.. والنقد الآخر هو أن حكومة الظل خالية من الآليات وبطرحها لا تختلف كثيراً عن ما تقوم به بعض الأحزاب السودانية التي ظلت تقدم أطروحات ومعالجات لأخطاء الإنقاذ حتى تحولوا إلى مستشارين لها.. أي أن عددهم تضاعف بوزراء الظل.
المرجو من الذين شكلوا حكومة الظل أن يمنحوا هذا الجيل حق التنبؤ بعبارة الجندي الشاب (بول) بطل رواية (إيك ماريا يمارك) الشهيرة (كل شيء هادئ على الجبهة الغربية) حينما قال أي (بول): إن جيلنا كان ولابد أن يوثق به أكثر من جيلهم).. إلا أن غياب حكومات الظل الولائية يطرح تساؤلات تفرض نفسها.. هل نحن قادرون على أن نصبح أفضل من جيلهم؟، وهل نظرة المركز للهامش لم تخرج من العقل الباطن لهؤلاء الشباب؟ مع معرفتهم الكاملة بأن أزمة المركز والهامش هي القاسم المشترك في دالة الحروبات في ما يقارب الـ(50%) من مساحة السودان بعد الانفصال (ولايات دارفور الخمس، ولايتا شمال وجنوب كردفان، النيل الأزرق.. وهل تبرير وائل بأن غياب الهامش من حكومة الظل يعود إلى استمرار المشاورات في الولايات تبريراً منطقياً؟.. ولو كان ذلك كذلك ما هو الشيء العاجل جداً الذي جعلهم يعلنون عن حكومة ظل غير مكتملة الأركان؟، وإذا كان الهدف تحريك الرأي العام السوداني، هل مقصود به الرأي العام في العاصمة فحسب؟.. جمعيها تساؤلات تتطلب الإجابة من برلمان حكومة الظل. الذي لم نتعرف بعد على كيفية تشكيله.
الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. التحية للأخت/ فاطمة …
    بالفعل الفكرة وثابة ومؤيدة لهؤلاء الشباب،ولكن كان لابد لها أن تولد مكتملة، والحاجة للتطور مطلوبة ، وحتى لا تأخذالفكرة شكل تعبيرى فقط ومناهض ، دون أهداف عملية على ارض الواقع ، فيصبح المجال رحب لتكون الفكرة لبنة ، والجميع تواق للتغيير لجماعات وطنية منفتحة وغير منغلقة ، خصوصا أن تجربة الجماعات السودانية الشبابية المنتشرة فى الآونة الآخيرة فقدت رواجها بسبب الإحتكار لأشكال التغيير، والإنغلاق على نفسها، وهذا كان اول عيب لبداية الفشل ، وحتى لا تكرر جماعات سياسية بدون قواعد او تكاتف فيما بينها ، ففكرة حكومة الظل تحتاج إلى التمدد والتوسع والبناء على اسس وطنية شاملة وسليمة…

  2. يا فاطمة فعلا هى ملاحظة مهمة لكن العمل يصب فى تحريك البركة الساكنة والانتفاضة التى همدت مزيد من التحركات لاسقاط النظام

  3. بكل أسف حتى في هذه الفكرة انبرى كتاب للحديث عن الهامش والمركز لتثبيط همم الشباب ومن يقودون روح المبادرة،، ياخ أعقلوا،، واحد اسمو كانتونا في سودنيز أو لاين قال بكلام مضحك عن التهميش وعدم توزير أبناء الهامش بحكومة الظل،، ياخي لو كان توزيع المناصب بهذه الطريقة في حكومة الأمر الواقع أو حكومة الظل فعلى الشعب السوداني أن لا يحلم بأي نجاة مما هو فيه،، فياناس مركز وهامش الكلام ليس عن مناصب وإن كان عن مناصب فحكومة المؤتمر الوثني فعلت ما تنادون به ووزرت المئات وصنعت الألاف من الوظائف السياسية للترضيات على حسب القبائل والجهويات وشراء الولاءات وكلو على حساب محمد أحمد ومستقبل أطفال السودان،، الحديث عند ذكر المركز والهامش يجب أن يكون على البرامج ومشاريع التنمية والتعليم والصحة والخدمات بميزات تفضيلية للأماكن الأكثر تهميشاً،، والسلام،،

  4. الفكرة جيدة وممتازة وكان لابد من توسيع دائرة المشاركة وإعطاء نموذج للتعددية والديموقراطية والتمثيل في تكوين حكومة الظل
    ولكن اعتقد انه اجتهاد طيب وارجو انو الناس تصحح مابه من اخطاء..

    أصبحنا لانقبل اي فكرة من الآخر ولانثق بأحد..لابد من المحاولة والدعم

    ارجو انو الناس تبتعد عن حالة الإحباط والتخاذل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..