ثورة على الأغنيات الملطخة بالوحل

٭ أصدرت محكمة الملكية الفكرية أمس الأول حكماً بالجلد والغرامة معاً على أحد المطربين، بعد أن تأكد قيامه بآداء أغنية هابطة غير جديرة بالإحترام، وقد أفاد مصدر مسؤول في مجلس المهن الموسيقية إنها البداية وأنهم سيعملون بكل ما لديهم من امكانيات في القبض على كل أغنية تمشي كاشفة عن صدرها، وإحالة من يتغنى بها للمحكمة لينال جزاءه، ومن هنا التحية للإخوة في مجلس نقابة المهن الموسيقية والتمثيلية وهم يقودون ثورة تصحيحية على الأغنيات الملطخة بالوحل، ومنعها من تساقط ذبابها على عسل أغنياتنا عظيمة المعاني.
٭ لم يجد الألمان هدية تقدم للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، أعظم من اسطوانة لبيتهوفن، كان ذلك أثناء زيارة قام بها إلي برلين، لم يكن صعباً على هذه الدولة التي كادت أن تحكم العالم أن تقدم له الشمس بخيوط من ظلال، إلا أنها رأت أن اسطوانة بيتهوفن هي الأعظم من بين كل الهدايا، والجدير بالذكر أن الفنان البريطاني (جون لينون) أثناء إقامته لحفل غنائي في برلين رأى أن الألمان لا يرقصون على إيقاع الأغنيات ولكنهم يحلقون.
٭ حينما أتأمل فراشاً يتجه بجناحيه الأخضرين إلى نار تشتعل، يموت فيها منتحراً، يتمزق قلبي، فقد عرفت هذا الفراش في زمن مضى، يجالس البرتقال فتمنحه إبتسامتها، ويناجي الموجة فتسقيه من يدها، ويذهب إلى الياسمين فتسمح له بالمؤانسة، إلا أنه أصبح هذه الأيام يلملم أنفاسه القصيرة، ثم يهبها للنار محترقاً، قال لي أحدهم: أعتقد أن هذا الفراش لاحظ أن البساتين التي تربى بين أحضانها أصبح عطرها متاحاً للعابرين فاختار أن ينتحر.
٭ قام عدد من طلاب إحدى الجامعات في المملكة العربية السعودية بزيارة لمعلمهم السوداني المريض للاطمئنان على صحته، فوجدوا أمامهم الشاعر الراحل صديق مدثر يستقبلهم على عتبة الباب، فسألوا عن معلمهم فقال لهم بسخريته المعهودة إنه نسبة لسفر عائلته في إجازة دلف إلى المطبخ قبل لحظات ليعد لنا وجبة الغداء، ثم نادى الشاعر الكبير على المعلم، الذي خرج عليهم من المطبخ ولسانه يلهج بالشكر لأبنائه الطلاب، وفي الطريق أخذ كل طالب يقول للآخر: ما أعظم تواضع السودانيين.
٭ في ماليزيا يصاب الأب بحزن شديد إذا علم أنه رزق ولداً، أما إذا كانت المولودة بنتاً صفق طرباً بقدومها، رحت أسأل نفسي ما الذي يجعل الأب الماليزي يصفق طرباً إن رزق بنتاً ويحترق حزناً إن رزق ولداً؟، ولن أخفي عليكم أحبابي الأعزاء أن ملاحظتي الشخصية كأب أكدت لي أن البنات ما أن يغادرن المنزل للزواج أو للدراسة في الخارج أو لأي سبب كان، تظل دواخلهن مترعة بالحنين إلى أيام كانت لهن بين أحضان الوالدين، على عكس الأولاد الذين غالباً ما تكون درجة الاشتياق عندهم منخفضة ولكن ليس إلى درجة البرودة.
٭ هدية البستان:
راح الميعاد وزماني راح
والجرح لا نام .. لا استراح
لكني متكتم عليه
كم من جراح أحيت جراح
اخر لحظة
وما هو رأيك في:
انا ورندا ،،،، قفلنا البرندة..
حلنقي : كب حرجل.
القانون الجنائي يعامل الشعب كله كالبهائم حيث العقوبة إما جلد و إما قطع و إما ذبح و إما صلب، فما بقت على المغنيين! بس الواحد بيحك راسو لما يقولوا ليك دا شاعر مرهف الأحاسيس و بيشمت في المجلودين و يللا يا رندا نقفل البرندا
بمناسبة راي الاب الماليزي في الاولاد هل دا رايك انت ولا الماليزي وبالمناسبة دي وين عيالك هل هم معك في السودان؟
أهلا أستاذنا الكبير و أنت تنفحنا بهذه الورود الشذية من بستانك العامر بالجمال و العطر و الشذى .. دعني أوؤمن أولا على أنه لا جدال على الإرتقاء بذوق المستمع إن لم يكن على الأقل المحافظة عليه و أن أحد الجهات المنوط بها إنجاز هذه المهمة المقدسة هو مجلس المهن الموسيقية .. و من المفهوم أن يكون مجلس المهن الموسيقية و لجنة النصوص و وزارة الثقافة هي الجهات المسئولة من المحافظة على الذوق الفني العام .. و من المفهوم أن نضع هذه الحهات الضوابط و اللوائح التي تنظم و تضبط ايقاع حركة الانتاج الفني من أي نشاز .. لكن من غير المفهوم أن يحاكم المتجاوزون للضوابط الفنية (و هي حالات تصنف تحت إطار القانون المدني) و يعاقبوا بعقوبات جنائية كالغرامة و الجلد .. أم الغرامة فمفهومة حيث أنها تقع تحت تصنيفات العقوبات المدنية و الجنائية .. و أما الجلد فهو بالاضافة الى تصنيفه كعقوبة جنائية بحتة فإنها عقوبة وحشية متخلفة مذلة تنال من كرامة الإنسان و تهين كبريائه .. إنها عقوبة تنتمي للماضي و لا تناسب مستوى التحضر الإنساني لعالم اليوم .. فإذا أردنا تحضرا يلحقنا بركب الأمم التي تسبقنا بآلاف السنين الضوئية فعلينا كبداية أن نتخلص من هذه العقوبة الفاسدة التي لا تناسب أي جرم مدنيا كان أم جنائيا .. و قبل ذلك علينا أن نتخلص من هذا النظام الفاسد المستبد الجاتم على أنفاس شعبنا و على أنفاس الأبداع و الجمال .. فهو في النهاية من خلق البيئة العطنة التي أنتجت مثل هذا الغثاء الذي يسمى فنا ..
سعادة حلنقي ، أين تقف من الذل الذي لحق بالسودان ، وهوان المواطن السوداني ، وأين تقف عندما تسمع دكتور فلان يختلس مبلغا من المال وبروف فلان بنى قصرا في ماليزيا ، والوزير فلان ( بدون دكتور ) اشترى منزلا بـ 2 ملون دولار . ألا تحن للفضيلة ، ألا تحزن على سلب الأبرياء حقوقهم. ألا تشتاق لترى رجلا أمينا شهما.
ما أظنك تحب هؤلاء – كل حبك هو فراشة وبرتقالة وبستان ، وقد انعدمت في السودان العدل وطل علينا المرض والجوع والقتل والاغتصاب .
أين أنت من هذا الظلم ، ألا يحرك مشاعرك وينادي فيك الشجاعة.
استغرب من الناس الذين يريدون ان يحملوا الحلنقي كل مشاكل البلد ببعض الاسئلة الممزوجة بالسخرية وكأن الحلنقي هو المسئول عن ذلك بينما هم لا يجرؤن بسؤال من كان السبب في ذلك … اختشوا يا ناس عينكم في الفيل وتطعنوا في ضلوا .. الحلنقي انسان مبدع وشاعر ومرهف الاحاسيس وليس وزير …34