أخبار السودان

صحيفة لندنية: استخبارات الجيش تستعين بالجنجويد لتشويه صورة “الدعم السريع”

مرتزقة يرتدون زي قوات الدعم يقومون بأعمال عنف ونهب.

الخرطوم – العرب اللندنية

تتعرض قوات الدعم السريع منذ تفجر الصراع في أبريل الماضي لحملة تشويه ممنهجة تقودها استخبارات الجيش السوداني، التي استعانت بعناصر من قوات حرس الحدود، التي تعرف في السابق بميليشيا الجنجويد، ومنحتها زي قوات الدعم لارتكاب أعمال عنف ونهب وسرقة، طالت المدنيين وممتلكاتهم والمقرات الأجنبية في العاصمة الخرطوم.

ويهدف الجيش السوداني من وراء ذلك إلى تأليب سكان الخرطوم والمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، فضلا عن إشاعة صورة سلبية عن الأخيرة في الخارج، من خلال استهداف مقرات دبلوماسية أجنبية، وأخرى تابعة لمنظمات إنسانية.

وقالت مصادر مطلعة إنه ومن اليوم الأول للحرب، كانت توجد قوة من حرس الحدود داخل مدينة الخرطوم ويرتدي أفرادها زي الدعم السريع وغالبيتهم من إقليم دارفور، ومن ذات المكون الاجتماعي الذي ينتمي إليه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

منذ اليوم الأول للحرب، كانت توجد قوة من حرس الحدود داخل الخرطوم ويرتدي أفرادها زي الدعم السريع

وقوات حرس الحدود هي ميليشيا أسسها وزير الدفاع الأسبق عوض بن عوف في عام 2003، وتشكلت نواتها الأولى ممن عرفوا بـ”التائبين” ومعظمهم صادرة بحقهم بلاغات قتل ونهب مسلح وتمتعوا لاحقا بعفو شامل مقابل القتال في صفوف الجيش.

وكان ابن عوف وقتها قائدا لاستخبارات الجيش وأطلق عليهم اسم استخبارات حرس الحدود، وقد توسعت تلك القوة بعد إخراج زعيمها السابق موسى هلال من سجن بورتسودان في العام 2021 والاتفاق معه على أن يعمل على تجنيد شباب القبائل العربية للقتال في صف الجيش بمقابل مادي.

ويبلغ سعر المجند 500 جنيه سوداني، وبذلك أسس هلال وكلاء في كل دارفور للتجنيد، لكن قيادة تلك القوات ظلت تحت إدارة ضباط استخبارات الجيش، بينما يتم تقديم هلال في أجهزة الإعلام كقائد لتلك القوات لإعطاء الحرب صبغة قبلية واستغلال رمزيته كرجل إدارة أهلية ليرمز لانحياز القبائل لصف الجيش.

وتوضح المصادر أن منذ ما يقرب من سبعة أشهر كلف قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وبإشراف ومتابعة من رئيس هيئة استخبارات الجيش اللواء محمد أحمد صبير، المقدم بحرس الحدود قوني علي عسيل من منطقة صولبا والعقيد محمد صالح يونس من منطقة دوماية، بتجميع قوة قوامها 30 ألفا من أبناء القبائل العربية، والهدف الظاهر منها كان التدخل في أفريقيا الوسطى. وبالفعل بدأ هؤلاء عمليات تجنيد واسعة ووفرت لهم الاستخبارات العسكرية إمكانيات بما في ذلك طائرة هليكوبتر للتحرك في ولايات دارفور.

وبدأ هؤلاء في عبور الحدود إلى داخل أفريقيا الوسطى واستطاع نحو أربعة آلاف مرتزق من هذه القوة الوصول إلى شمال شرق أفريقيا الوسطى، وقد أثار قائد الدعم السريع هذه القضية في اجتماع قيادة الجيش لكنهم أنكروا ذلك، حينها تحركت قوات الدعم السريع وأغلقت الحدود مع أفريقيا الوسطى ومنعت تسللهم.

وتحدث قائد الدعم السريع عن ذلك علنا مشددا على رفضه تحويل مواطنين سودانيين إلى مرتزقة. وظل المقدم عسيل والعقيد يونس يعملان في بناء قواتهما بغرب دارفور وشرقها، والهدف هو إعادة قوات حرس الحدود وتبعيتها للقوات البرية، وهو ما صدر في قرار من البرهان في اليوم الثاني للحرب في السادس عشر من أبريل الماضي.

وقبل انطلاق الصراع بثلاثة أسابيع تم استدعاء المقدم عسيل والعقيد يونس ومعهم 270 عنصرا وظلوا متواجدين بالخرطوم حتى تم إدخالهم إلى القيادة العامة يوم الرابع عشر من أبريل مساء، وبإشراف مباشر من قائد الحرس الرئاسي اللواء نادر، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن هم متواجدون بالقيادة العامة ضمن حراسات، بالإضافة إلى قوات الحرس الرئاسي والقوات الأخرى.

وبعد تفجر الحرب بأقل من أسبوع، أشرفت استخبارات الجيش على إحضار 3100 فرد يتبعون للمقدم عسيل والعقيد يونس إلى الخرطوم بملابس الدعم السريع وسيارات عليها لوحات “ق.د.س” وترمز لقوات الدعم السريع، وكان الهدف الأول اختراق الأخيرة لأن جميع هذه القوات من ذات المكون الاجتماعي لقائد قوات الدعم السريع.

وكان اختلاط هذه القوات بقوات الدعم السريع سهلا وتم توزيع أفرادها للعبور بارتكازات الدعم السريع دون إثارة أي شكوك، ووسطهم ضباط من الاستخبارات العسكرية، وحين سيطرت قوات الدعم السريع على معظم مدن العاصمة انتشر هؤلاء وبتوجيهات من ضباط الاستخبارات وبدأوا في إثارة الهلع وترويع المواطنين وأيضا سرقة السيارات المدنية، وتحول الأمر لاحقا إلى نهب البنوك والمؤسسات المالية وإشاعة الفوضى، وربط كل ذلك بقوات الدعم السريع لتشويه صورتها وإحداث قطيعة بينها والمواطنين.

قوات الدعم السريع ليس من مصلحتها الانخراط في أعمال نهب أو سلب أو مهاجمة مستشفيات، حيث تدرك أن ذلك سيفقدها الحاضنة الشعبية، لاسيما وهي المسيطرة حاليا على الأرض في الخرطوم

ونصب هؤلاء ارتكازات وهمية داخل الأحياء يتم فيها إذلال ونهب المواطنين، مستغلين في ذلك انشغال ضباط وجنود الدعم السريع بالمعارك والمواجهات.

ومنذ اليوم الأول قام هؤلاء باستهداف السفارات الأجنبية، وحين تم تبليغ قوات الدعم السريع بذلك قامت بمواجهتهم واشتبكت معهم في عدد من المواقع وقتل عدد منهم، وقامت بتأمين السفارات الأجنبية بوضع حراسات مسلحة لحمايتها. وتحولت هذه المجموعات إلى مهاجمة المنظمات الأجنبية بما في ذلك مقر الصليب الأحمر وأيضا قامت قوات الدعم السريع بالتصدي لها، وقبضت على بعض أفرادها أمام مقر المنظمة بعد أن استولوا على عرباتها.

وواصلت هذه المجموعات خطتها التخريبية بدخول بيوت المواطنين والاستقرار فيها وتحويلها إلى سكن وأيضا مهاجمة بعض المستشفيات تنفيذا لخطة الاستخبارات العسكرية، ذلك أن الدعم السريع التي تسيطر على كافة المقار الحكومية ومقار الجيش ليست بحاجة إلى تحويل مستشفيات إلى مقرات عسكرية، ولكن هذه المجموعات تعمل وفق خطة لتشويه قوات الدعم السريع. وقامت الاستخبارات العسكرية بإحضار عيسى المسيح وعناصره من دارفور، وهو شخص معروف في ولاية شمال دارفور، يقود مجموعة روعت سكان تلك الولاية لسنوات.

وتم توفير زي الدعم السريع للمسيح ومجموعته التي تمركزت في مزارع بغرب أم درمان، وحولوها إلى موقع لنقل المسروقات من عربات المدنيين وكسر البنوك والمحال التجارية وبإشراف مباشر من ضابط الاستخبارات العسكرية أبوبكر ود العسيلات، الذي خدم في شمال دارفور لسنوات وعلى علاقة وطيدة بهذه المجموعة.

وطاردت قوات الدعم السريع المسيح واشتبكت مع مجموعته في أكثر من موقع وقبضت على أربعة من حراسه الشخصيين، لكنه أفلت وما زالت المطاردة جارية وما زال هؤلاء ينفذون الهجمات وبإشراف كامل من استخبارات الجيش، وهناك عدد من أفراد الاستخبارات العسكرية منتحلي صفة القوات معتقلون لدى الدعم السريع، وقد سجلوا اعترافات موثقة وأرشدوا على من يشرفون عليهم من ضباط الجيش.

وفي محاولة من قبلها لوقف هذه الأعمال في الخرطوم، كونت الدعم السريع قوة لحماية المدنيين والممتلكات وضبط التفلتات العسكرية، وهي قوة تعمل بتوجيه من قيادة قوات الدعم السريع. وقد أصدرت قيادة القوات أوامر حاسمة لهذه القوة للقضاء على كافة مظاهر النهب والسرقات وضبط المجرمين وإخراجهم من البيوت والقبض عليهم ومحاسبتهم.

ويرى متابعون أن قوات الدعم السريع ليس من مصلحتها الانخراط في أعمال نهب أو سلب أو مهاجمة مستشفيات، حيث تدرك أن ذلك سيفقدها الحاضنة الشعبية، لاسيما وهي المسيطرة حاليا على الأرض في الخرطوم.

‫22 تعليقات

    1. فعلا الإعلام والمخابرات الموالية للمجرمين شغالة بصورة مبالغ فيها. يجادلون عنهم في الحياة الدنيا بكل ما في وسعهم. فاليجادلوا عنهم يوم القيامة ويتحملوا اوزار القتل والاغتصاب والدمار

    1. منشور ركيك ينفع ينافس في مسابقات كتابة الروايات و القصص القصيرة
      تبا لك يا كاتب المنشور

  1. هو الدعم السريع محتاج لتشويه سمعته؟ الحمدلله الشعب عرف الجنجويد علي حقيقتهم حقد ونهب وسرقه واغتصاب ومرتزقه بالتالي سمعته اصلا ملوثه

    1. ياداب عرفتوا الجنجويد علي حقيقتهم لان رأس السوط وصلك؟!!!! ما 15 سنة كانوا بعملوا في اخوانا في دارفور اسوأ مما بعملوه الان في الخرطوم!!!1 حسبنا الله ونعم

      1. كلامك صاح يا الهلباوي كنا نتفرج من بعيد ونسمع بالأهوال تحدث في دارفور حتى انتقلت للخرطوم ، اصلا كاتب المقال لا يعرف أن الجنجويد وموسى هلال وحرس الحدود والدعم السريع كلهم كيان واحد وإن كانوا إختلفوا فيما بعد وبعدين المتمردين منتشرين في الخرطوم بكاملها لماذا لم يحموا البيوت وممتلكات الناس والمرافق والمصانع في مناطق سيطرتهم وهم يؤكدون بانهم يسيطرون على 80% من الخرطوم الكبرى ، هذا من ناحية ومن ناحية تانية شهادات الناس وشهود العيان ضد الدعم السريع بالكوم والجميع يعرف من هم الدعم السريع ولا تخطئهم العين

  2. سبحاان الله ,, كيف لقوة مسيطرة على الارض ولا يمكنها القبض عليهم ام مطاردتهم او منعهم بالقيام بهذه الاعمال

  3. يعنى حميدتي واخوه عبدالرحيم كونو جنود الدعم السريع من موظفين تم تسريحهم من بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة…

  4. ليست صحيفة بريطانية دي صحيفة اماراتية تصدر في لندن ما عشان ننساق بالخلا يا ناس الراكوبة

  5. غايتو محتاجين لادلة وبراهين واعترافات عشان تمسحوا الصورة العالقة في اذهان الناس والمصيبة في ناس محسوبين معاكم بيهللوا للحاصل بدل يستنكروا وينبهوا للضرر المتوقع. .

  6. خلاصة المقال ده نعتبر ان قوات الدعم السريع بريئة من الحصل فى الخرطوم …والمفروض مانصدق الائشاعات البقولها فيها.
    المقال بكون كتبو واحد زلنطحنى من مستشارى الدعم الكمية الظهروا فى الايام دى… وفى الاخر هم عبارة حنفة لصوص ابناء زنا

  7. :He that “troubleth” his own house
    ;Shall inherit the wind
    ;Shall be as unable to keep and enjoy what he gets as a man is to hold the wind in his fist, or to feed and satisfy himself with it
    .He shall be brought to poverty
    “!Death to “Kizan” wickedness”

  8. – من أروع و اقوي مسلسلات رمضان ٢٠٢٤ …
    – المشكلة الان من سيقوم بالإنتاج و بتمويلها، الصِراع بين الناقصين شُفع زايد و ابو مُنشار ….
    – التمثيل سيقوم به فريق سوداني قوي علي مستوى عال من العمالة و الخيانة أبرزهم القحاطه و المواهيم المتهاونين و عطالة بيوت الفحل و الختمية و ايتام الشيوعيه و البعثية ….
    – تأكد ان السيناريو سيكتبه ابناء المنكوس بابنائه السودان .،،
    – الإخراج مخابرات العالم …..

    بالله عليكم منو البيصدق هذا السخف ؟ عموماً القحاحيط و من تبِعهم مِن القطعان مليون في المئة حيعيشوا الدور…

  9. لا نقول الا ما يرضي الله حسبنا الله ونعم الوكيل في يهود العرب
    ومن دار في حلفهم

  10. الشينة منكورة
    لن ينسى اهل السودان ما قام به الدعم السريع من قتل وترويع ونهب واغتصاب
    محاولات تجميل الصورة مثيرة للسخرية والضحك

  11. يا جماعة استخبارات الجيش السوداني ليسو ملائكة رحمة، واغلب ضباط الاستخبارات مجرمو حرب
    خاصه الذين خدموا في الجنوب ومناطق العمليات ،،كثيرون كانوا يتفاخرون باعمالهم الوحشية،، هذه هي الحرب
    وليس تدنيس سمعة العدو بأسوأ من القتل،، نهب البنوك ،تدمير المصانع، مهاجمة السفارات ونهبها ،تراخي الجيش
    الذي يدور في الخرطوم الان حرب قذرة بكل ما تحمله الكلمة،، والطرف الاخر في الحرب وهم الكيزان، لا اخلاق لهم البتة
    والدين مجرد مطية، ميكافيليون يجعلون ميكافيلي يتململ في قبره،، وأسوأ ما فعلته هذه الحرب هو تأطير الكراهية، خلق صورة لوجه العدو،، الان القتلة والسفاحون من الطرفين من يحدد سير المعارك ولا عزاء للعزل،، والآن الشعب بين النار والنار، بين الخراء والخراء،، عسكرية غاشمة وافتراس وحشي،، معركة الكلب الافريقي،، وفي كل الأحوال،، على المواطن ان يتسلح لمواجهة اتيلا الهوني او هولاكو المغولي،، عسكرية بس هذه بعض الأصوات التي تعوي ومسلسل تجريم الاحزاب، كل الاحزاب ما عدا حزب الكيزان،، قناة طيبة، سودان نت، الانصرافي، وبعض الحانقين المغفلين،، الكل يسعى لإعداد الشعب لتقبل فكرة المنقذ العسكرى والدقن الرحيمة

  12. بغض النظر عن المقال وأهدافه لكن حقيقة الدعم السريع لا يعقل ان يدخل في كهذا ازدوجية خاصةً وان موسي هلال طليقا ،، وما تقوم ب الاستخبارات العسكرية من تعيين جواسيس ومخربين من حرس الحدود تصرف طبيعي وتنافسي في الحرب المحارب يستخدم كل طرف المعينات لتكسبه الحرب الجيش قوته الوحيدة غالبية الشعب في صفه وهذا ما يحاول السيطرة عليه ولكنها اداه جبانة لانها تزيد المعاناة الشعب وزيادة الضحايا ،،، البرهان وحميدتي كفاكم قتلا خافوا اللهً وتجنبوا حملا ع اكتافكم وليس لكم طاقة به غدا عند الوقوف امام الله للمرافعة والسؤال

  13. كلهم جنجويد وكلهم عندنا واحد ومهما حاولتوا تجملوا صورتهم شعارنا الجنجويد ينحل ومافي مليشية بتحكم دولة …وطظ في الامارات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..