نخسر نحن.!

تحكي الواقعة..أن والياً عُين على ولاية وسطية، فحينما وصل إلى هناك لتسلم مهامه، بما في ذلك، السيارات ومكان الإقامة من الوالي الذي سبقه، تفاجأ بعدد مقدر من العاملين في منزل الوالي السابق، فأخذ يسأل واحد تلو الآخر، فوجد من مهنته (جنايني) ثم (سوّاق) ثم (سوّاق الأسرة) ثم (صفرجي) ثم (حلّاق)..الخ.
واصل الوالي الجديد تجواله، وفي كل مرة يسأل وكل مرة يظهر له عامل جديد، فطرح على أحد العاملين سؤاله الذي بدأ به جولته، ماذا تعمل، ما مهنتك؟ فأجابه العامل (أنا حلّاق الوالي) فظن الوالي الجديد، أنه يكذب، فرد عليه خدعته قائلاً (الحلّاق لاقيته قبيل) فأجابه (الحلّاق 2) أن الأول الذي قابله مسؤول من حلاقة (الرأس)، أما أنا فمسؤول من حلاقة (الشنب والدقن)…ليتضح أن هناك عدد (2) حلّاق للوالي.
حزب المؤتمر الوطني، يعز عليه أن يخسر التجاني السيسي، الرئيس السابق للسلطة الإقليمية لدارفور، الحزب الحاكم، الذي يوزع (الكيكة) وفقاً لتقديراته ومعاييره، يعتقد أن السيسي لا يُمكن خسارته لأجل منصب، ما يعني، أن كل من غضب أو غاضب، سوف يُخلق له منصباً، إذا ما حاز على شهادة حسن السير والسلوك التي يمنحها الحزب الحاكم.
بعيداً عن (السيرة الذاتية) للتجاني السيسي، أو حاتم السر، مثل هذا الخطاب الذي يتبناه المؤتمر الوطني تجاه فكرة المشاركة، يضع الأولولية إرضاء من يجلس على المنصب، وليس الأولوية مدى حاجتنا للمنصب.
الآن هناك صراع حول مناصب نواب رئيس الوزراء، ولأن الأمر غير قابل للتطبيق في الوزارات..يسهل تطبيقه هنا، حيث يظل الباب مفتوحاً لكل من يغضب أو يغاضب، يُمكن ?وفي سبيل الترضية- أن يسمي الحزب الحاكم (10) نواب لرئيس الوزراء.
في السابق، كان أمر تشكيل الحكومات لا يخرج بهذا الشكل المنزوع عنه الحياء الوطني، لكن الآن، أصبح القتال على المناصب منقول على الهواء مباشرة..يجري هذا السباق المؤسف، بينما الإسهالات المائية تحصد حصادها في ولاية النيل الأبيض، وموجات النزوح في دارفور لا تتوقف، وهجمات المسلحين على العزل لا تتوقف.
المواطن هو الخاسر، المواطن يخسر مرتين، مرة بتحمله نفقات الحكومة التي تعمل على إرضاء حلفائها مهما كان الثمن، ويخسرة مرة أخرى، بتحمل نفقات ضيوف حكومته..والحزب الحاكم لا يريد خسارة حلفائه مهما كلف الأمر، والأمر في النهاية لا يعدو مجرد (إجلاس) على كراسي السلطة، والأزمة مستمرة..أزمتنا تبدو أكبر مما نراه في الواقع.




شكرا استاذة…مقاااااااال زي السم
شكرا ليك ايتها الرائعة مقالتك دائما في الصميم
شكرا ليك ايتها الرائعة مقالتك دائما في الصميم