ماحك جلدك مثل ظفرك يا شعبي المغبون !

ماحك جلدك مثل ظفرك يا شعبي المغبون !

محمد عبد الله برقاوي ..
[email][email protected][/email]

الى متى يدمي فينا ذلك الجرح البغيض ويستعر فيما تبقى من أخضر جسد وطننا المتقلص في مقابل يابسه المجدب، وقد انتقل بنا السجال من مربع الكر والفر الطويل في حدوده القديمة الى مرحلة ربما تكون أطول على أمتداد حدود دولتين لا يفصل بينهما في حقيقة الامر الا ذلك الخط الوهمي في خيال سياسيينا الجدد المريض في كلا الطرفين !

هما نظامان تلبسهما جنون البقاء حكاما ولا يهم ان كان الثمن فناء شعبين مغلوبين ، فلم يعد أمامنا الا الانقلاب على شرورهما الساعية الى تشتت ترابهما تناثرا في حرب التراشق الحمقاء التي لا طائل منها ، ولن تحل تعقيد ات معادلات سلامهما الزائف على طاولة التسويات الساذجة الا انتفاضات العقل الجمعي للوعي الجماهيرى المغيب في عمليات الحل و الربط على مدى عقود من استقلال السودان الناقص الذي كان موحدا حتى الأمس القريب ،فبات يجثو على نطع التقطيع تحت سيوف الخطل و المطامع والتزمت والحقد العنصرى والفقر والجوع والضياع !

وهاهي دبابيس الحقد اللا هبة تنطلق من جديد ترسلها شررا عيون أصحاب الفتن ، لتفجّر ما بدأ في الأفق وكأنه بالونات سلام طارت فوق سماء الأمل البصيص وان كانت معبأة بهواء الصدور الساخن!

وتفتّر معها ابتسامات التفاؤل في العيون وترتد الى الحلوق عبرة علقمية مرة ، وينتشي بالمقابل فوران السموم في عروق مروجي الحروب ويهللون ويكبرون لتفّجر المصائب التي يسعدهم أن تساق اليها خطى البلدين الى مالا نهاية!
فنظام البشير ذلك الصقر العجوز المحلق وفق رياح غيبوبته ، لا زال مطلوبا منه المزيد من تفقيس دويلات أخرى وفقا لمتطلبات المدربين في لعبة الأمم وهو ينفذ ذلك دون وعي في اندفاع الثور الهائج على منظر الدماء !
وطائر سلفا كير ذلك العصفور المغرور بحداثة أجنحته ،يطير الى غمامات الغد المجهول السوداء مدفوعا الى الأعلى بأبخرة البراكين التي لا يعلم متى وفي أي فوهاتها ايخطط له معلموه نهاية رحلة الاقدام على الانتحار والسقوط في حريقها !

وبين خيبة ذلك الصقر المجهدالخائف ، ويفاعة وطيش
عصفور النارالشقي، يتجدد شقاء السودان في كلا جناحيه بجراح لطالما نخرت في اللحم ومست العظام ، والأسوأ منها ، هو استمرار آفة الصمت على لعب الفريقين بكرات اللهب التي أتت على ماضي الوطن الكبير ولن تبقي في حائط مستقبله القاتم المسدود منفذا للخروج الى آفاق النماء والاستقرار ان هما بقيا !

فالى متي ذلك الصمت يا شعبنا الذي كان واحد ا فأضحي شعبين ونخشي أن يصبح شعوبا وقبائل لا تحيا للتعارف ، وانما للتناحر!
يا قاتلهما الله من نظامين مجرمين ودحر من والاهما في ركب خراب الوطن الذي نأمل انه لازال عامرا بنخوة شعبه الذي سيتحرك في اتجاه اصلاح الأمور بيديه ، من منطلق (ماحك جلدك مثل ظفرك) أعانه المولى الحامي.. والمستعان ..
وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. “هما نظامان تلبسهما جنون البقاء حكاما ولا يهم ان كان الثمن فناء شعبين مغلوبين”……… لقد اصبت كبد الحقيقة …. اغلبية الشعب السوداني مقتنعة بسوء حكومة الخرطوم … ولكن من يقنع المتعاطفين (من اهل الشمال) مع سلفا كير وزمرته بسوء حكومة الجنوب وعدوانيتها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..