ثقافة وآداب، وفنون

من دومة ود حامد بكرمكول إعلان الفائزين بجائزة الطيب صالح لإبداع الروائى

كرمكول : محمد اسماعيل -أمنية مكاوي

عقدت جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي بالتعاون مع مركز عبد الكريم ميرغني مؤتمراً صحفياً بكرمكول الولاية الشمالية للإعلان عن الجائزة في دورتها التاسعة عشر.

وأكد الأستاذ سليمان محمد إبراهيم في كلمة مجلس أمناء مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي أن الاحتفال بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي بمسقط راسه لها دلالة عميقة، واعترف بالبيئة التي ألهمته إبداعاً ونثراً وغناء. وقال سليمان إن جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي برعاية مركز عبد الكريم ميرغني بدأت دورتها الأولى العام 2002 والآن في دورتها التاسعة عشر وتزامناً مع الجائزة تأسس مؤتمر الرواية في دورته السابعة عشر.  وأشار إلى أن الاحتفال تزامن مع مناسبة جليلة ويوم مميز ومختلف عن الأعوام السابقة وهو 21 أكتوبر موضحًا ان رمزية الاحتفال في هذا اليوم والبلاد تشهد مواكب ضخمة لتعزيز الديمقراطية وترسيخ حرية الإبداع.

وأبان أن الجائزة أظهرت كتّاب جدد، وأضافت ورفدت المكتبة بالعديد من الكتب حيث رصدت أكثر من عشرين رواية مطبوعة.

وقال إن نقل الجائزة لكرمكول بمبادرة من أسرة الطيب صالح ودور مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي ينطلق من محبة إنسان المنطقة ومجتمعها للطيب صالح، لافتاً أن الجائزة شهدت عدة أشكال من الرعاية رغم أنها رمزية لكنها مثمرة، حيث شارك في الدعم بنك الخرطوم والبركة ومصرف الادخار وعدد من الخيرين، أملاً أن يتم دعم الجائزة؛ وذلك للقيمة التي يتمتع بها الكاتب الطيب صالح للسودانيين. وقدم الدكتور مصطفى الصاوي تقرير لجان المحكمين، وقال إنه تم فحص العديد من النصوص من عدد من الكتاب، مشيرًا إلى أن الروايات التي قدمت (24) وفحصت وقدمت وفق أرقامها التشفيرية. وأعلن الصاوي أن لجنة المحكمين رأت أن تمنح الجائزة والشهادات التقديرية لجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي لكل من عبد الرحيم حمد النيل لروايته (كتدرائية سبتمبر) وإسراء الأمين محمد لروايتها (الخارج من معطف غوغول) نال محمد الأمين مصطفى محمد لروايته (مال قلبي) الجائزة الأولى.

مشاهدات عن قرب :

في نقلة جديدة استقبلت  كرمكول جائزة الطيب صالح  للإبداع الروائي فى دورتها  الدورة التاسعة عشر. وظلت خلال ثمانية عشر عاماً تقام  في مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي ‏بامدرمان وتعتبر هذه نقطة تحول في مسيرة الجائزة لأنه تم تقديمها في كرمكول مسقط رأس الأديب الطيب صالح

وسط نخلة على الجدول :

وقال هشام بشير صالح نيابة عن أسرة الطيب صالح.. إن الزخم الذي تعيشه منطقة كرمكول تم بفضل محبة السودانيين للطيب صالح، مشيرًا إلى أن أهل كرمكول بذلوا مجهوداً مقدراً لإنجاح هذه المبادرة، وهبوا كرجل واحد مقدماً شكره لأبناء كرمكول بولاية الخرطوم ولجنة التغيير والخدمات بالمنطقة الذين ذللوا الصعاب وجعلوا المستحيل ممكناً .

كما شهدت منطقة كرمكول بالولاية الشمالية انطلاق الحفل المسائى

وأحيا الحفل الفنان بابكر البرصة في ليلته الأولى وسط حضور مبهج واجتمع العاشقين من معجبي الروائي صالح ومحبي أغنية الطمبور، وقد كان لحفل عرس الزين لون مختلف .

نقل الجائزة :

وقال البروف محمد المهدي بشرى، كنت غير متحمس لنقل الجائزة إلى كرمكول  لكن بعد وصولي عرفت  الحكمة في نقل الحائزة و أيقنت أنه كان ذلك قراراً صحيحاً من أجل إنسان المنطقة ثقافياً واجتماعياً ..

وقال سليمان محمد  إبراهيم؛ إن نقل الجائزة إلى مسقط رأس أديبنا الكبير الطيب صالح..يعتبر نقلة كبيرة وتشكيل رمزية ثقافة مهمة، وقد كنا نرى بعض شخوص روايته تحوم حولنا.. وأكد المواطن يحيى حمد السيد في تصريح ل (اليوم التالي) أن الطيب صالح في شبابه أحب النيل الخالد الذي كان يجلس على ضفافه من الصباح الباكر حتى الضحى، وأن نقل هذه الجائزة يعزز من إثبات الثقافة في المنطقة كرمكول ..

أوراق مؤتمر الرواية على نخلة على الجدول :

شهدت ساقية المشاوي جد الطيب صالح وشهدت ظلال نخيلها تقديم أوراق مؤتمر الرواية العلمية، قدم الدكتور مصطفى الصاوي ورقة بعنوان (التجريب فى الرواية السودانية)، هدفت الورقة إلى رواية عبد الماجد عليش التى وسمها ب(الخرطوم ٥٦) وأكد الصاوي أن هذه الدراسة تمثل فى تبيان كيفية اشتغال التجريب على النص، مشيراً إلى أن عليش بدايات التجريب لديه بدأ فى نصوصه القصصية على مستوى تداخل الأشكال الأدبية ..

وفى محور الرواية وتداخل الأجناس، استعرض محمد خلف الله سليمان تداخل الأجناس الأدبية والإبداعية وهو موضوع آثار العديد من الدراسات. وخلص خلف الله إلى القول إن تداخل الأجناس أصبح مصدر ثراء وقوة لكل جنس، وهو تأكيد لاغتنائها بالتجارب الإنسانية .

أما الناقد عزالدين فقد قدم ورقة بعنوان(المحكي السير وخصوصية الساردة الانا فى الرواية السودانية) مركزاً على ثلاث كاتبات آمنة الفضل . ناهد قرناص. غادة عبد العزيز

مؤكدًا ظهور العديد من الأصوات النسائية السودانية، ويرى أنها ظاهرة حميدة، حيث وجدت الرواية السودانية فرصتها وحريتها فى كتابة ذاتها وقضايا جنسها والمرأة التى تمثلها بالأصالة وليس بوكالة الرجل الكاتب عنها..

الناقد عامر حسين غاص فى عوالم الراحل عيسى الحلو بورقة بعنوان (نسيان مالم يحدث الروائى عيسى الحلو ) يقول إن تقرأ لعيسى الحلو فأنت تقرأ ماهو مختلف ومتجدد ومتجاوز السائد فى ساحة السرد . مضيفًا أن عيسى الحلو انعكس وعيه الجمال وفكره السردي على كتابته وشخصيته، وظل فى ارتباط طويل مع مشروعه السردي وأشكال وصور يجمعها بمهارة فى بوتقة تخييل .

فى ورقة بين روايتى حكاية مدينة واحدة وعرق محبة للحسن البكري..قدم ابوطالب محمد. يرى أن هاتين روايتين أهمت بالتاريخ ودراسة خطابه ومغازله. فالروايتان تعاملتا مع التاريخ من وجهة نظر جديدة أي حاورتا مادته التاريخية فى سياق معاصر يختلف فى بنيتيها. ولاحظ الناقد ابوطالب أن التاريخ فيهما شمل قضايا سياسية واقتصادية وهوية وثقافة . كما تقاربت البنية الشكلية في الروايتين من خلال فكرة الراوي العليم.

كما قدمت الدكتورة نعمات كرم الله ورقة حول رواية عمر الصائم (مال خضر)

عادل سعد أشار فى ورقته إلى رواية (زيدان الزقزاق)

ب. محمد المهدي بشرى

شاي الصباح على النيل :

استمتع كل الحضور من الكتاب والمثقفين بمشاهدة لحظات شروق الشمس من بين ثنايا (دومة ود حامد) على شاطىء كرمكول .وهي منطقة حسب وقصص وحكايات أهالي المنطقة أنها كانت مكان الدومة.

وفى هذه اللحظات المفعمة بشروق الشمس لاحت لنا شخصيات الطيب صالح الروائية..مثل الطاهر ود الرواسي ومصطفى سعيد ومحيميد والزين.

ثم تناول الجميع شاى الصباح على أنغام طمنبور الفنان حافظ عباس.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..