مقالات سياسية

خروج السودان من دول العالم الثالث

يوسف السندي

تقبع بلادنا في مستنقع دول العالم الثالث، دول الفقر والجهل والتخلف، هذه حقيقة يجب أن يعترف بها الجميع، فالمطلوب ان نعرف أين نحن بالضبط حتى يمكننا أن نتشجع ونعمل لننهض، المطلوب ان نبطل (النفخة الكضابة) التي يتظاهر بها الكثير منا وكأننا دولة عظمى.

الفرنسي ألفريد سوفيه اول من وصف دول العالم الثالث، قال ان الدولة لكي تصنف ضمن دول العالم الثالث فيجب أن تتصف بصفات محددة ابرزها: الفقر، إرتفاع عدد المواليد والسكان في وسط فقير، ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن تفشي الأوبئة والأمراض، الاعتماد على المنح والدعم من الدول الأخرى الكبرى، البعد عن النشاط الصناعي المنتج والعيش على النشاط الرعوي، عدم الاستقرار السياسي وغياب الكفاءات والخبرات، تفشي الأمية وشيوع الهجرة إلى المدن، تضخم الديون وارتفاعها، الافتقار إلى الاكتفاء الذاتي الاقتصادي، اللجوء إلى تصدير المواد الخام والاولية الموجودة في اراضيها، وضعف المبادرة والمثابرة في السكان .

للاسف جميع الصفات أعلاه منطبقة على بلادنا، والمؤسف انها صفات مترابطة يؤدي بعضها إلى بعض، وبالتالي لا يمكن معالجة سبب واحد وتجاهل الأسباب الاخرى، ولا يمكن معالجتها بالترتيب هدف بعد هدف، ففي الحالتين أعلاه ستنتكس الأهداف المحققة اولا في الفترة التي يتم الالتفات إلى غيرها، لذلك الطريقة الصحيحة هي العمل على جميع الأهداف في نفس الوقت، هذه الطريقة ستجعل الجهد المحرز في تحقيق هدف واحد يعزز ويدفع نسبة تحقيق اهداف اخرى. فقط مشكلة هذه الطريقة هي انها تتطلب جهودا ضخمة وجبارة، تتطلب أتيام عمل متعددة تنشط في هارموني وانسجام لإنجاز الأهداف وتحقيقها، وهو ما قد يمثل تحدي في بلادنا في ظل وجود خلافات وتناطح بين السياسيين تدمر اي هارموني ممكن.

ثورة ديسمبر هي الخطوة الأولى التي مهدت للشعب فرصة ان يتحرر من قبضة الشمولية ومن الاضطراب السياسي الذي أدخلت فيه الإنقاذ بلادنا، رغم مجيء حكومة انتقالية قومية الا ان الاستقرار السياسي مازال بعيدا عن التحقق ومازالت الخلافات والفتن والقلاقل موجودة في السودان.

لا يمكننا تحقيق هدف الاستقرار السياسي بمعزل عن تحقيق الأهداف الاخرى، المقاربة الخاطئة التي ينخرط فيها الكثيرين ظنا منهم انها الطريقة الصحيحة للنهوض، هي الانغماس في تحقيق الهدف السياسي وتجاهل الأهداف الاخرى، وهذا ما جعل السودان ناجحا في تحقيق الأهداف السياسية بصورة متكررة ( الثورات) وفاشلا في النهوض بالبلد، مما قاد لانتكاسة في الأهداف السياسية المحققة بحدوث الانقلابات.

كيف سيحدث استقرار سياسي في بلد أمي جاهل؟ كيف سيتحقق الاستقرار السياسي في ظل انهيار الاقتصاد وارتفاع التضخم وضعف الإنتاج؟ كيف يحدث استقرار سياسي في بلد عبارة عن مكب نفايات؟ بلد مليء بكل الأوبئة والامراض المستوطنة الناتجة عن سوء نظافة البيئة وسوء التغذية؟ كيف يحدث استقرار سياسي والجميع يتجه نحو المدن التي اكتظت بكل باحث عن مجد هلامي؟

الخطة الشاملة للحكومة التي تستهدف معالجة الأزمات المركبة والمترابطة في سياق متصل، هي الطريقة الأنسب لمعالجة الاختلالات في بلادنا، الاختلالات التي سحبتنا للخلف إلى مستنقع دول العالم الثالث، وإن كان ثمة هدف يجب العمل عليه بجدية أكثر ضمن هذه الأهداف فهو تحفيز ورفع روح المبادرة والمثابرة في السكان، فتحقيق هذه ستمكن جميع الاتيام من العمل المبادر والمثابر والدؤوب في متابعة الاهداف حتى تحقيقها.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. (تحفيز ورفع روح المبادرة والمثابرة في السكان، فتحقيق هذه ستمكن جميع الاتيام من العمل المبادر والمثابر والدؤوب في متابعة الاهداف حتى تحقيقها.)..وقبل دا ..فكونا من سيرة الكيزان..خلو القانون يشتغل ..الناس تقدم أفكار منطقية قابلة للتنفيذ من أجل البناء والتطوير..فكونا من علمانية وقرف..ومغالطات منذ الستينات..الناس دايرة تشتغل وتعيش…النقة دي ماف الا في السودان.. .عشان كدا الناس هاجرت..طفشت.. امارات ..سعودية بريطانيا امريكا..اي مكان لا..نقة.. لاوجع دماغ ..والناس نجحت وطورت البلد من حيث المباني والعمران..وشغالين..واي مواطن يلقا فرصة لأستراليا لأمريكا لأوروبا..بتخارج.. ..ويعيش مسلم ووفق تعاليم الشريعة الاسلامية ..حتي في اكل اللحوم…بياكل من .منتجات.حلال..خاصة بالذبح على الطريقة الاسلامية..وينشر الإسلام.. ويكون مفيد للناس دنيا ودين…

  2. بعدنا عن الدين و عدم التفافنا حول مشايخنا و تحقيق مقاصدهم هو الكارثة الكبرى التى احلت بالسودان.
    فالرعيل الاول الذى التف حول المهدى دانت له اراضى السودان بالاغتصابات السمحة ، ورغم ان الله ابتلاهم بعدها بالمجاعة الا انهم صبروا ايمانا و احتسابا ،
    فكانوا الجسر الذى عبرت فوقه ذرية الامام المهدى ، لتقود البلاد عبر التمكين الى شعاع الحضارة السودانية الباذخة اليوم ،
    فكانت الكلاكلة صنقعت و اللفة و غيرها جنوبا و ثورات ام درمان شمالا ، و تراءت المغبشة عيانا فى سوق ام دفسوا و الحجر الصحى جمب ميدان رماية الدبابات.
    وهاهى سياسات وزير المالية المؤسس ، تعد لبنات اكبر تضخم فى العالم ليفوق ما رموا له الكفار بفنزويلا.
    و لن ينقذ السودان الا المسيح متمما لهدى المهدى ، حيث ينشد الشعب اشواقه بانتظاره قائلين:
    انتظرتوا لما ماجه قمت زرته.
    و ان كنت ارى استحسانا للقياه انشاد : خدوه صفقة جوه قلبى ليه شفقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..