آلام العيد في وجع السودان : الارض يرثها العباد السفاحين

انتي رمضان لن لم تنتهي سياسة سفك الدماء ، رغم ان الشهر حسن الموروث الاسلامي شهر عبادة وتقوي والتبتل الي رب السماء ، هو شهر يكثر الحديث ان التوجه الي العبادة والدعاء الي الاله بالمغفرة وتقبل التقوي والعمل الحسن ، وغفر الذنوب السابقة واللاحقة ، لكن من يقول هذا علنا يفعل النيقض في الخفاء ، تقبت ايام علي نهاية الشهر ، تجدد الموت المجاني والقتل الرخيص بين حدود ولا يتين قي غرب السودان هي جنوبها وشرقها ، جرح ومات العشرات بين الطرفين ، هذه هي العادة التي جرت وما زالت تجري في دارفور الجريحة منذ 12 عاما ، فالسلطة في الخرطوم يعجبها مشهد الدماء المتناثرة علي الارض الدارفورية ، لا رغبة لها ان تقوم بشئ ، لانها في الحقيقة هي من تقود النيران للاستفادة من الصراع الدائر ، لانه يضمن لها سلطة البقاء علي الحكم ، والنساء ترمل والاطفال يتوجون علي عروش اليتم الاسلامي الانقاذي .
الموت ثقافة وسياسة للحكومة ما دام الموت لم يزور الولايات التي الاخري هي امنة من غزوات الجنجويد وحرق القري ، والبعيدة عن قصف طائرات الانتينوف والقاء القنابل العنقودية ، مادام الموت بعيدا عن هذه الولايات ومثلث الارباتايد (العنصري) لن تجد من يبكي عليكي يا جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور ، نعم هناك من ينادون دوما بايقاف الحرب علي المدنيين ، هذه خطوات جميلة ، هل تجد كلماتهم وتعبيراتهم ومناشداتهم واحاديث من يستمع اليها ، بالطبع لا ، هم قاموا بما يستطيعون فقط القيام به ، ولا احد يجبرهم علي القيام بمعجزة وقف الحروب المدمرة ، ان السلطة القابضة في يد انبياء القتلة وسفاحي اسلام المشروع الحضاري ، كل ما جاء به الي البلاد ان يتم الايقاع بها في شهوة الموت المستمر ، هي الدائرة المنتج لها من اصول فقه العنف في اسلام الشريعة ، ويجب حسب المزعومة ان الارض يرثها العباد السفاحين ، ومن هم دون سياسة التفاهة المعروفة عليهم الذهاب الي خنادق التعذيب ، لانها مكتوب عليهم ان يموتوا اما بغضب سماوي او بغضب من ورثة الموت المتأصل في فقه المشروع الحضاري .
السياسة السودانية الرسمية في هذه الاوقات هي واضحة الخطوات علي الجميع ان يتقهقر ، والحياة للابقي والاقوي ، اذا هم يقولون هذا سرا ، فليموت الهبانية والرزيقات في الولايتين ، ما الضير في ذلك ، لان الموتي من الطرفين هم خارج المثلث (الحمدوي) ، مادامت الاتفاقيات تنتهي في ذات الوقت الذي توقع فيه ، ثم تجدد سياسة الموت مرة اخري ، الخرطوم في قمة نشوة المريض بالسادية ذلك الذي يفرح ويبتسم لصراخ الاخرين ، ويراه نوع من فقه الضرورة ،ما دام يعزز بقاء دولة الاله وبعدها الخلافة الاسلامية بالضرورة يجب ان تمر عبر جسور الجثث ومحطات البكاء ، وكتب العزاء لو اقتضي الامر ذلك ، اذا فلا فاجع اذا مات المئات من المعاليا والرزيقات ، ثم الرزيقات والهبانية ، او المسيرية ببطونها ، لا فرق بالنسبة للخرطوم في عهد حكم المؤتمر الوطني الحاكم الان ، واعوانه من الحالمين بدولة وهم الشريعة ، لم تبدأ دولة الشريعة الي الان ، رغم البقاء علي الكرسي 26 عاما ، قد تتحقق في الخمسية القادمة ، واولئك الداعون الي الحوار مع الحكومة لن ترتفع اصواتهم ان الحرب عليها ان تنتهي ويعود الاستقرار ، وترتفع الاصوات اعلي متظاهرة مطالبة الحكومة المصرية بالغاء عقوبة الاعدام علي الرئيس السابق الاخواني محمد مرسي ، واطلاق سراحه وبقية الاخوة من طائفة الاخوان خلف القبضان ، والتظاهر امام السفارة المصرية تنديدا بالهجمة غير المنطقية علي الاخوان في مصر.
هذه الوقفات من طوائف احزاب المركز ذات التوجه الاسلامي لم تمتلك نفس المصداقية للخروج تطالب الحكومة بوقف الحرب في المناطق الثلاث ، الا عبر الصحف ، هذا يعتبر فقه مجاملة ، او التنديد ضد الحكومة بالسماح للاغاثة بالدخول الي المنطقتين ، مع وقف تسليح المليشيات العربية في دارفور ، ولا تخرج بعد المنبر الاسبوعي في كل جمعة ترتفع اصواتها بوقف القتل في الفترات الاخيرة بين القبائل العربية في دارفور ، وهذا لن يحدث اطلاقا ان تخرج مظاهرة من هذه الاحزاب المتبنية للفكر الارهابي الاسلامي ان تصرح بذلك ، لان الموت ما زال بعيد المنال عن مناطقهم واهاليهم ، لان من لم يتذوق سياسة التهجير القسري ، قد لا يصدق ان هناك من يموت يوميا اما بالطيران العسكري ، او رصاص الجنجويد ، ولن يصدق ان طيران اسلام المشروع الحضاري يرمي قنابلهم اسبوعيا او قل يوميا في جبال النوبة ، وهذا لا يشار اليه في الصحف اليومية ، هذه المناطق يجب عدم الاهتمام بها ، لان سكانها خارج دائرة الاهتمام الانساني . لكن منظمات دولية واقليمية تكشف كل يوم عن الذي يدور من تدمير مخطط له في جبال النوبة ، وحرق متعمد للمزارع ، هي سياسة التجويع اما الخضوع للخرطوم او الموت جوعا ، رغم ذلك ان الامل ما زال وحده هو سيد الموقف في هذه المناطق الثلاث ،ثم تهجير في النيل الازرق ، لبناء مطار عسكري ، ومنه تحمل الطائرات قنابلها للقضاء علي ما تبقي من بشر ، جاء رمضان وفتح العيد ذراعه من جديد للموت في كل ولايات دارفور ، من لم يمت في شهر رمضان ، مات ايام العيد ، فالموت في كل الحالتين لا تغيره الشهور ولا المواسم والاعياد من فظاعته شيئا ، والمجرم الرئاسي يقتل ثم يذهب الي بيت الاله (المكاوي) ، لادراكه ان كل سيئاته ستمحي اذا وقف طالبا من الرب ان يغفر له ، لانه قتل 10 الف دارفور فقط ،وليس 300 الف انساني دارفوري كما قالت منظمات الكفر والالحاد الصهيونية ، هم اطلقوا عليها ذلك ، اليس هذا مشروع اسلامي غريب وجديد علي البشرية يقف القاتل امام الاله متضرعا للشكر علي الصحة التي انتقم فيها علي الاعداء ، قد يغفر له لانه نفذ ما جاء حرفيا ، وللموتي السودانيين في سبتمبر وبورتسودان وشهداء رمضان وطلاب العيلفون ، وكجبار العذاب الابدي الدائم ، ببساطة تعاليم الرب يجب ان لا تجاوز ، فهذا حسب فقه الانتهازيين الدينيين معصية ،والمعصية لا تغفر ، لكن القتل قد يغفر .
[email][email protected][/email]