نجوى سلطان: الغناء الخفيف قريب من القلب

جمعت الفنانة نجوى سلطان هذا الصيف بين نوعين من الغناء الإنساني الهادف الذي يحمل رسالة كما أغنية ‘عيشا عيشا’ التي تدعو الشباب للإبتعاد عن المخدرات. وأغنية ‘حضرة جنابو’ التي تميزت بالهضامة والتي وجدت الكثير من الترحيب في كافة الحفلات التي أحيتها خلال هذا الصيف.
مع نجوى سلطان كان هذا الحوار:
ظهرت هذا الصيف بأغنية’عيشا عيشا’ كيف راودتك الفكرة لإبعاد الشباب عن المخدرات؟
ـ أردتها رسالة يسمعها الشباب ويشعرون من خلالها بالفرح وهذا ما لباه الشاعر والملحن جهاد فرح. رغبت بالإبتعاد عن كلمات تحذر من الموت وتشبه ورقة النعي. رغبت بمحاربة الموت بالحياة. وقلت للشباب: عيشا الدني حلوة شو بدك بهالبلوة.. لو جربتا بتفرح مرة..من بعدا راح تبكي سنين.. لا يا خيي لا تجربها بتقضي عمرك حزين. هي رسالة تخترق الأذن والقلب بفرح وليس بحزن كما هي إيقاعية وشعبية وجميلة الوقع على الأذن. ويمكن أن يرقص الشباب على إيقاع هذه الأغنية حتى في أعياد ميلادهم وحفلاتهم الخاصة.
وكيف أطلقت الأغنية على نطاق واسع؟
ـ تمت دعوتي لإفتتاح ملعب رياضي في إحدى البلدات اللبنانية. وقد ربطت الرياضة بمكافحة المخدرات. ومن يمارس الرياضة ليس له أن يقارب المخدرات مطلقاً لأنها تدمر صحته.
ما هي ردة فعل الشباب على هذه الأغنية؟
ـ فظيعة جداً. هم يغنون معي ويرقصون. كانوا في الملعب بالمئات ومن كافة الأعمار. حتى أني كررت الأغنية أربع مرات بطلب من الشباب، فحفظوها وغنوها معي وبمفردهم كذلك. وهذا المشهد تكرر مرة ثانية في فعاليات مستشفى الساحل في بيروت وفي يوم مكافحة المخدرات التي شاركت فيه مع الزميل راغب علامة الذي أثنى كثيراً على الأغنية.
بعد ‘بو سمرا’ جاءت أغنية ‘حضرة جنابو’ تركزين على النوع المرح في الغناء لماذا هذه الإختيارات؟
ـ هذا النوع من الغناء خفيف ولطيف وقريب إلى القلب، كما أنه محبوب ومطلوب من جميع الناس. بو سمرا أغنية مميزة بلهجتها الشامية بعد أن سبق وغنيت كافة الألوان من مصري، خليجي وبدوي. لأول مرة أقارب اللهجة الشامية بأغنية بو سمرا ومن خلالها حققت النجاح الكبير. جمهوري الذي فرح بهذه الأغنية طلب أن أكرر هذا النوع من الغناء وهذا النسق، ولهذا اخترت أغنية حضرة جنابو القريبة نسبياً من بو سمرا.
هل على الدوام أنت من يقدم الأفكار للشاعر؟
ـ قد يحدث ذلك في بعض الأحيان كما في أغنية عيشا عيشا، وقد يطلب مني الملحن سماع أغنية جاهزة لديه. تعب معي الملحن حتى أقنعني بأن أغنية أبو سمرا تليق بي، وقد ترددت كثيراً قبل غنائها. وحالياً أنا مغرمة بهذه الأغنية وبقوة. بشكل عام لي رغبة وانجذاب نحو التنويع في الغناء، أحب البحث عن أنماط لم يسبق أن غنيتها. فقد غنيت يا ستي يا ختيارة، اللي بحبو دا وغيرها. والأهم أن أغنياتي لا تتشابه. وهكذا كانت أغنيات مالي مالو، ومن ثم أسطوانة إحساس، وأغنية الدانة والدندانة البدوية. كما أن أغنية اللي بحبو دا نالت جائزة أوسكار من مهرجان القاهرة للأغنية العربية. واللي بحبو دا من الأغنيات التي لا يمكن أن تغيب عن ريبرتواري في الحفلات. كما أن الأغنية بحد ذاتها كان وجهها خير على الأسطوانة التي حملت الإسم نفسه.
أنت فنانة تصل من خلال أغنياتها إلى حيث تريد وجمهورها كبير فما الذي أخذك إلى عروض الأزياء في العام الماضي؟ هل هي الرغبة بالتجريب؟
ـ لا شيء يمنع من أن يتجدد الفنان ويجرب خطوات جديدة في حياته الفنية.عروض الأزياء لم يجذبني. هي فكرة أعطتني أياها كلوديا شيفير عندما إلتقيتها في حفل في دبي. قدموني إليها كفنانة لبنانية، وكان إطراؤها وثناؤها لافتان عني. وهي توجهت لي بالسؤال لماذا لا تجمعين بين الغناء وعروض الأزياء؟ وعلى ما يبدو لفتتها قامتي. ومع مرور الزمن وحين كنت أحي حفلاً خاصاً بسيدات المجتمع في أبو ظبي، وكان ذلك بحضور مصممة الأزياء الإماراتية منى المنصوري، فإذا بهذه المصممة تقترح أن تعد لي أثواباً خاصة بعيد سان فالنتان ومنها ثوب زفاف يجمع بين المناسبتين. وفي هذه اللحظة عدت إلى ملاحظة كلوديا شيفير وأعطيت موافقتي المباشرة شرط أن يترافق عرض الأزياء مع الغناء. كما كان شرطي الأهم أن أقوم بهذه الخطوة لمرة واحدة فقط. وهذا ما حصل حيث إرتديت ثوب زفاف من وحي عيد سان فالنتان وكان جميلاً جداً، وغنيت أغنية ‘عندي عليك إحتجاج’ ذات الإيقاع الخليجي. هذه كل الحكاية في عرض الأزياء.
إلى عروض الأزياء إرتبط إسمك بإسم الكاتب البرازيلي باولو كويللو هل هي محاولة تقرب منه أم لديك كفنانة نوعاً من الحشرية الثقافية؟
ـ لست من النوع الذي يدعي الثقافة أو من النوع الذي يدعي ما ليس له. وهنا أتحدث عن نفسي ولا علاقة لي بغيري. فأنا عندما إلتقيت الكاتب البرازيلي باولو كويللو في دبي أهداني كتابه ‘الكيميائي’ فقرأته. ولم يكن هذا هو اللقاء الوحيد معه بل تكررت اللقاءات. وصار بيننا مشروع تمثيل لم يتم تنفيذه بعد لأن أحداثاً كثيرة حصلت. باولو كويللو وعدني بأني سوف أمثل في هذا الفيلم الذي تمت كتابة السيناريو الخاص به من خلال كتابه ‘الكيميائي’. كويللو وجد في شخصي وشكلي ما يجمع بين الشرق والغرب. وعندما شاهد فيديو كليب ‘الدانة والدندانة’ زادت قناعته بي لتمثيل هذا الفيلم الذي يحكي قصة امرأة بدوية. والفيلم سيتم تصويره بين المغرب والأردن ودبي وإسبانيا.
هل تركت الثورات المشتعلة في أكثر من بلد عربي انعكاساً سلبياً على حيويتك الفنية؟
ـ بكل تأكيد. هو واقع مؤثر جداً وعلى الجميع. رغم الحدود بين بلد عربي وآخر أرى أننا كشعوب مرتبطين أحدنا بالآخر. الحياة يجب أن تستمر، لكن دون شك هو أمر مؤسف أن نرى الضحايا يسقطون. وأملنا أن يعم السلام كل الوطن العربي. الفنان يبقى على تواصل مع جمهوره لكن بنطاق محدود. ليس لنا في مثل هذه الأحوال أن نقدم على إنتاجات كبيرة، بل نسير بحذر شديد. لكن يستحيل على الفنان أن يهمل فنه حتى في مثل هذه الظروف لأن الناس تنساه. ا
هل يراودك الإحباط أحياناً نتيجة تفاقم الأحداث؟
ـ لا أنكر بأني شديدة التأثر بمشاهد الدم وهذا يؤرقني ويمنع عن عيني النوم، لست من النوع القادر على متابعة شاشات التلفزة بكل العنف الذي تحمله هذه الأيام.
هل تحاولين الإبتعاد عن شاشة التلفزيون؟
ـ في أكثر الأحيان نعم. ليس لنا سوى الصلاة للشعوب المعذبة والمتعبة من أجل أن يسود السلام والوئام.

القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..