أخبار السودان

أزهري التجاني رئيس قطاع التنظيم بـ?الوطني?: (1-2) صمت ?الوطني? عن مرشحه للرئاسة لا يعني أن الحزب ليس لديه رأي!

أنا أقول إن المعارضة المسلحة والممانعين فوتوا بغيابهم عن الحوار فرصة ثمينة
الزمن أزف والمدة طالت على السودان ومعاناته

حوار ? آدم محمد أحمد عمر
منذ أن عاد د.أزهري التجاني رئيساً لقطاع التنظيم، ظل الرجل صامتا على الرغم من العواصف التي واجهها وهو لم يتوهط جيدا في كرسي القطاع الأكثر سخونة من بين أجهزة الحزب الأخرى، فالكثير من المشكلات اندلعت في الولايات التي (ولعت اللمبة الحمراء)، لكن يبدو أن خبرة الرجل وتجاربه القديمة تسعفه لصنع مركب نجاة من الغرق في بحر الحزب وخلافات وتفلتات عضويته المنشرة، وإن كان أزهري تجاوز مرحلة صراعات ولايات الجزيرة والبحر الأحمر وجنوب دارفور، إلا أن ما تبقى من ولايات يعتبره أزهري شخصياً في (وضع الصامت)، وهذا وفقا للرجل أخطر من المشكلات الظاهرة.
في هذا الحوار التقينا أزهري في مقر التنظيم الكائن بالطائف ووضعنا أمامه الكثير من أسئلة الراهن، التي ركزنا فيها على أوضاع الحزب تنظيميا وقدرته على حسم التفلتات ووضع قطاره التنظيمي في مساره الصحيح، فضلا عن الانتخابات المقبلة وكيف يختار مرشحيه على مستوى الولاة ومنصب الرئيس الذي يدور جدل واسع بشأنه، وما هي رؤيته للمستقبل السياسي والتنظيمي.
? ندلف أولاً إلى 2020، خاصة وأن نتائج الحوار أقرت أن تكون انتخابات حرة ونزيهة ويشارك فيها الجميع، هل يمكن أن تؤثر المشكلات داخل المؤتمر الوطني في أداء الحزب والمنافسة المرتقبة؟
لديّ نظرة لـ 2020 على المستوى الحزبي والعام، ولديّ قناعة تامة بأن الأساس بالنسبة للسودان لابد أن يقتنع الجميع على أن الطريق إلى الاستقرار والأمن والسلام والتنمية في السودان يقوم على آلية التنافس عبر الانتخابات النزيهة والحرة للحصول على تبادل سلمي للسلطة، هذه نقطة جوهرية أدعو كل القوى السياسية بما فيها الممانعة أنه لا يوجد حل للسودان للسير ناحية الاستقرار إلا اعتماد أسلوب الانتخابات الحرة، المؤتمر الوطني أقر باستخدام أسلوب انتخابات حرة وهو يتحمل المسؤولية الأكبر في تهيئة الأجواء السياسية، وأن تأتي الانتخابات حرة، أنا أفتكر أن هذا الخط قطع شوطا طويلا جدا.
# لكن هنالك أحزاباً ممانعة وما تزال تدعو لإسقاط النظام؟
غالبية قوى الساحة السياسية اعتمدت على فكرة اعتماد المنافسة السلمية عبر الانتخابات.. صحيح هناك أحزاب ممانعة، لكن أكاد أجزم أن الأحزاب الممانعة القاسم المشترك بينها هو غلبة التوجه اليساري فيها، وهذا أصبح هاجسا لهذه القوى أن تنخرط في الحوار السياسي والإصلاح، لكن نقول لهذه المجموعات إن هذه المرحلة قد تجاوزناها بعيدا في المؤتمر الوطني، والآن أقوى شريك لنا هو الحزب الشيوعي، ولم نعد ننظر إلى الأشياء بتلك الطريقة.
? حزبكم نفسه يُواجه بتحديات كبيرة في الانتخابات المقبلة؟
أكبر أجندتي التي أعمل فيها الآن هي إحياء رسالة الحزب، تجويد ملف العضوية بطريقة قوية ومنضبطة، أفتكر بهذه الأدوات لا يوجد تحدٍّ اسمه 2020 أمام الحزب، سندخل الانتخابات بطريقة عادلة جدا مع الأحزاب الأخرى ومطمئنون على قدرتنا لخوض المنافسة، وأفتكر أن التحدي للمؤتمر الوطني ليس الانتخابات، بل ما بعدها، لأن التحدي يمكن في أدواته الفعالة، كيف يطور ويرفع من أدائه وفكره، أكبر تحدٍّ أمامنا هو تحديث الحزب ودفعه بطاقات أكبر.
# أنتم حزب حاكم ألا يشغلكم مستقبل البلد أيضاً؟
التحدي الثاني الذي شغلني وأعمل عليه هو تحديث الدولة التي تشكل أداء للسودانيين، وتغذيتها بقيم العدالة والمساواة والديمقراطية والمؤسسية، هذه تجعلها دولة حديثة في قدراتها.
# ليس بعيداً عن دعوتك للممانعين بالانضمام، هناك حديث لمالك عقار يدعو فيه الأحزاب إلى التحوط للانتخابات وتشكيل جبهة مشتركة للعمل حولها؟
أنظر إلى الحديث من زاوية شخص واحد اسمه مالك عقار.. مسألة الديمقراطية والانتخابات تنفع فيها الأفعال أكثر من الأقوال، تجربتنا في القوى الممانعة تطلق باستمرار بعض التصريحات الموجبة لكن لا تتبعها بأفعال جيدة، أنا استمعت إلى تصريح عقار بالطريقة الطبيعية، قلت مرحبا به ترحيبا واسعا، لكن الزمن أزف والمدة طالت على السودان ومعاناته، والأفضل أن ننخرط مباشرة في أشياء عملية وجهتها أن نمضي نحو الحلول السلمية وإيقاف الحرب وتحقيق السلام وفتح الباب واسعا للاستقرار السياسي والطريق إلى التنمية.
# لكن تصريح ?عقار? يصدر عن رجل لا يزال يقود حركة مسلحة؟
أشعر بأن خطى القوى الممانعة بما فيها عقار ما تزال متباطئة.. أنا أقول إن المعارضة المسلحة والممانعين فوتوا بغيابهم عن الحوار فرصة ثمينة جدا، على أنفسهم وعلى المجتمع السوداني، أقول لمالك عقار: ليتك اندمجت بمثل هذا الحديث قبلا في الحوار وساهمت في الحوار السياسي، وأنا أقول لا زال هناك زمن، ومن الأفضل أن تسارع القوى السياسية الممانعة للمشاركة وأن لا يأتوا متأخرين ويلوموا الآخرين، الآن المؤتمر الوطني لا يصنع الحياة السياسية وحده.. فحوله قوى سياسية ضخمة وأعداد كبيرة من الحركات التي تحولت نحو الحوار، ويساهمون من خلال حكومة الوفاق في بناء المرحلة السياسية الجديدة, فليس كافيا أن تجلس بعيدا متكئا على سلاحك وتقول أنا مع الانتخابات، من الأفضل أن تضع السلاح وتركب الوسائل التي تلحقك بسفينة الحوار والسلام.
# بالنسبة لاختيار مرشحي الحزب في الانتخابات المقبلة لمناصب الولاة.. كيف يمكن أن يختار الحزب المرشحين؟ بعد أن أقرت نتائج الحوار العودة إلى الانتخابات بدلاً من التعيين، وهل يمكن أن تعودوا إلى النظام القديم، مرشح من الولاية أم النظام الجديد مرشح من خارج الولاية؟
مخرجات الحوار تمثل لنا التزاما أخلاقيا دون كلام.. كل ما اتفقنا فيه مع القوى السياسية التزام أخلاقي في المؤتمر الوطني وسنمضي فيه جميعا أو نتركه جميعا، ليس لنا أي مساحة لتبديل الرأي في مخرجات الحوار الوطني، نعمل جاهدين بنيات صادقة لتنفيذ المخرجات.
# تحديداً ماذا عن مسألة انتخاب الولاية؟
انتخاب الولاة أحد مخرجات الحوار ولابد أن يكون، بعدها المؤتمر الوطني لديه ترتيبات خاصة والمجال أمامه مفتوح في أن ينفذ انتخاب الولاة بالطريقة التي تمكنه من أن يكون لديه وجود فعال في الولايات، قطعاً لن نرمي بتجاربنا السابقة عرض البحر وفي نفس الوقت لن نكرر التجارب الخاطئة، أقول لك بطريقة صريحة جدا، لدينا داخل الاتصال التنظيمي مهمة أساسية جدا هي مراجعة اللوائح والنظم التي تحكم بناءنا الداخلي حتى نتيح منافسة حقيقية وعملا شفافا في انتخاب الولاة، كذلك لدينا مخطط جاهز لإقامة ورش في هذه المسائل، قطعا نحن في كل عملنا لا نريد للمجتمعات المحلية في الولايات بأسباب الانتخابات أن تصل إلى انقسام مجتمعي، ملف الانتخابات لدينا فيه نقاط حمراء كثيرة جدا نعمل لمعالجتها.
# لمَ لا يبدي المؤتمر الوطني رأياً رسمياً حتى الآن حول مرشحه لرئاسة الجمهورية من واقع أن مؤسساته لديها آجال ومواقيت، ولكن الملاحظة أن هناك تداعياً من جهات أخرى وفعاليات مجتمع مدني لإعادة ترشيح المشير عمر البشير مجدداً.. كيف يكون الوضع بالنسبة لكم؟
أنا شخصياً أعتقد أن التداعي عفوي بترشيح الرئيس من قطاعات اجتماعية واسعة في المجتمع بالنسبة للمؤتمر الوطني، هذا أمر إيجابي لأنه رئيس الحزب وقمته القيادية، قطعاً أن يتحرك المجتمع بتدافع اجتماعي بحت لترشيح الأخ الرئيس إلى انتخابات 2020 فيه إيجابيات، لأن الرئيس لا يمثل نفسه يمثل الحزب وتجربته الطويلة، أما كلمة الحزب فبعض الناس يقولون إن الحزب تأخر في طرح المسألة لكن هذه تكييفها التنظيمي واضح جدا، أن الحزب لديه مؤسسات بآجال وتخرج منها القرارات، إذا سألت لماذا لم يتحدث الحزب حتى الآن؟، أقول هذا لا يعني أن المؤتمر الوطني ليس لديه رأي في المسألة بل الرأي موجود لكن هذه الأشياء يتبلور فيها الرأي داخل المكتب القيادي ومجلس الشورى ويخرج أخيرا في المؤتمر العام، كل هذه المؤسسات تمضي في إطار بناء من أجل إفراز حاجة طبيعية، خاصة وأن الانتخابات لديها أبعاد محلية وعالمية على الأقل أن هذه المجتمعات تشعر أن ترشيح الرئيس جاء من القطاعات.

اليوم التالي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..