
قبل سنواتٍ خَلَوْنَ , كنتَ بدردش مع أسامة ;( دار المصورات ) .. على واتساب .ف اتضح إنو هو في اللحظة ديك داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب .!. ف قلتَ ليهو ; عليك الله شوف لي الجنس الآخَر لسيمون دي بوفوار .رجع لي بعد دقائق وقال إنو الكتاب موجود في المعرض لكن غالي .بحوالي ما يعادل 200 دولار أو حاجة كده .قلتَ ليهو ; جَلِّي يا أصلي.
بعد الكلام ده بحوالي شهر .وفجراً ، والمصلين طالعين من المساجد ، اتلاقينا أنا وأستاذ موسى جنب مكتبة عبد العظيم بجوار الكلوزيوم .فقال ;
كأنَّنا شواهِدٌ قديمة
تعيشُ عُمْرَها
كي تُؤَرًِّخ الهزيمة
فقلتَ ليهو ; ده كلام الفيتوري رُبَّما ،ولو يصدُقُ ظنِّي .وهو شاعِرٌ لا شك، وفيلسوفٌ شاعِرٌ بلا ريب .وبعدين هناك الشاعر هاينريش هايني .عاصر هيجل وشوبنهاور من فوق ، وصاحب ماركس وإنجلز من تحت .وفي سنة 1848م أُصيب بسُل النخاع الشوكي ، وانطرح على فراش الموت مشلولاً شبه أعمى مدة ثماني سنوات ، كتبَ فيها معظم مؤلفاته ، وقالَ ; إنَّه خلال هذه السنوات الثمانية كانَ يسمع تساقُط قطرات خفيفة رتيبة ، ويسمع كيف تنمو ثروات الأغنياء ،ويتخلَّل ذلك النُمُو أَنَّاتُ الفقراء .وأحياناً يُصَلْصِل شئٌ ما أشْبَه بسِكِّينٍ تُشْحَذ .وأردْتُ ذات يوم أن أنشر في صحيفة , هامبورغر كوريسبوندنيت , : ( أنَّ زوجتي العزيزة وضعت طفلة جميلة جمال الحُرِيَّة .). فتناولَ السيد الدكتور هوفمان قلم الحبر وشطب كلمة ” الحُرِيَّة “. وها أنذا أموت ولستُ أدري لِمَ شَطَبَ هوفمان كَلِمة “الحُرِيَّة ” .
اتحرّكنا أنا وموسى العظيم لغاية ما وصلنا الزنكية في موقف جبرة القديم. فشربنا كباية كباية ، ورجعنا الكمبوني .وبدأ موسى يطلِّع الكتب ويفرشها . أثناء ما كده ، جا واحِد شايل ليهو كتب في كيس كبير وسخان ،وداير يبيعهم . وغرضه الأوَّل والنهائي إنو داير يخش ليهو في كباية اصطباحية .موسى كان مشغول بترتيب الكتب ، ف قُمتَ فتحْتَ الكيس .ألقى ليك فيهو ضمن كتب كتيرة .. The Second Sex .. الجزئين . موسى أداهو في باقي الكتب مجتمعة 30 جنيه .!. وقال لي أديهو في الجنس الآخَر . الجزءين. 10 جنيه. ف أديتو 20 بدل 10 . استلمها وانصرف في حال سبيلو ، ولسانه يلهج بالشُكر والثناء الجميل .!!.
في يوم الفلسفة العالمي ، أرى واعتقد أنَّ ما أرى صحيحاً ، أن لا شئَ في هذا الكون يعدل كتاباً جَيِّداً ، إلا خمرٌ جَيِّدة أوِ اِمْرَأَةٌ جميلة .
“شُكْرِي”
شكرى عبد القيوم
