مفهوم الحزب الجديد: هل تصبح احزابنا رسما دارسا على جدار التاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم
زورق الحقيقة
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
عبر السنين تغير مفهوم الحزب السياسي ونوعه واهدافه وطريقة عمله، فالأحزاب السياسية تتقسم الى عدة انواع مختلفة حسب الموقع الفكري والجغرافي والتاريخي.
فكرة انشاء حزب تقوم على ضرورات موضوعية للتعبير عن افكار محددة للوصول للحكم بالتعبير عن افكار ومنظومات سياسية تعبر عن مصالح مجموعات وجماعات مصالح بالاضافة لاحزاب الايديولوجية الاممية التي لا جغرافيا لها.
فيمكن تقسيم الاحزاب الى:
احزاب وطنية ديمقراطية تعبر عن مشروع سياسي داخل وطن واحد
احزاب اممية عابرة للقارات وتعبر عن ايديولوجيا لكل الانسانية وتستند على فكرة مثل الشيوعية
الاحزاب الدينية التي تعبر عن دين محدد وتاخذ تعاليمها السياسية كبرنامج من الدين وانزاله منزل السياسة او التعالي به لمرتبة المتعالي بعضها محلي واغلبها عابر للقارات كالاخوان المسلمين والجهاد وغيرها .
مفهوم الحزب تطور كثيرا من شكله التقليدي فمثلا الاحزاب اليسارية واحزاب الصفوة تعتمد على القبضة التنظيمية الحديدية او ما يسمى بالديمقراطية المركزية حيث تخضع الفئات الدنيا الى الفئات العليا تنظيميا وتنظيما ومركزية التفكير مع مناقشة محددة للكوادر الاقل تراتبية تنظيمية واحيانا تصب الافكار من اعلى الى اسفل صبا.
الاحزاب الامريكية والاوروبية الديمقراطية وخاصة التقليدية منها مثل الجمهوري والديمقراطي الامريكي تعتمد على ولاء قطاعات محدودة بنسبة تقل عن ٢٠ بالمائة من عدد الناخبين ولكن بافكارها تجذب ناخبين جدد يصوتون على قضايا محددة مثل الاجهاض في الجمهوري او تحديد حد ادني للاجور عند الديمقراطيين وهكذا.
استطاعت الاحزاب تطوير نفسها تنظيميا وسياسيا وفكريا واصبحت تعتمد على مراكز دراسات ترفدها بالافكار والافكار ذات الشعبية بين شريحة محددة من الناخبين ويقوم الحزب والقيادة بتبنيها لانها سوف تجلب ناخبين وفي اطار اتجاه الاجيال الجديدة لعدم التسييس وعدم التقيد بفكرة محددة وولاءهم فقط للقضايا التي تهمهم مثلا قروض الطلاب والجنوح نحو افكار اشتراكية لدى الناخبين الشباب المؤيدين لبيرني ساندرز المرشح الديمقراطي الرئاسي السابق.
ما دفعني لكتابة هذا المقال لتحفيز التفكير ومناقشة انفتاح الاحزاب على افكار جديدة وجماهير جديدة وتحديد ماهية الاحزاب وحتى تجلب دماء جديدة تعبر عن التجديد لانه بلا تجديد سوف يحدث التبديد وايضا لتصحيح مفهوم الحزب حيث يظن البعض ان الحزب عبارة نقطة بوليس للافكار وللتنظيم حيث يجب ادخال كل من يقول برأي يخالف المركز في سجن التنظيم المركزي الحديدي وسجن كل الافكار والرؤى في مركزية الحزب وقيادته واي رأي مخالف يجب بتره وفصل من يقول به عملا وقولا وتنظيما وفي بالهم فكرة الحزب الهتلري النازي المركزي الذي يمجد الفرد القائد الابوي ويصبح زعيم الحزب هو الاب وروح قدس المنظمة الحزبية وتصبح المنظمة الحزبية مشلولة تعمل بقشور ديمقراطية شكلية والقرار يكون محتكر مركزيا.
لتطوير احزابنا اطرح بعص الافكار واولها تجميع الاحزاب حول رؤى تعبر عن مصالح فئات عبر ائتلافات لمجموعة احزاب صغيرة تحت حزب كبير بافكار وهيكل جديد وحتى تكون ائتلافات انتخابية مثلا حزب الامة يمكنه تطوير والعمل مع مجموعة نداء السودان وتحويله لجسم ائتلافي انتخابي يعبر عن مصالح تلك المجموعات ويتنازل الجميع لانشاء هيكل ومنظمة حزبية ائتلافية لا مركزية فاذا تعذر ذلك يمكن ان ينفتح الحزب على نفسه اولا بتجميع كل فسيفساء احزاب الامة والقيادات التي لزمت منازلها والتحالف مع القيادات المحلية والطرق الصوفية والتجانية واتحادات المزارعين والرعاة والعمال وغيرهم وحتى يضمن الحصول على عدد معقول في الانتخابات القادمة.
ايصا يمكنه الاتفاق مع الاحزاب الاتحادية مثلا في المناطق التي لا يفوز فيها اتحاديين كالنيل الابيض ان يصوتوا لحزب الأمة وان يصوت اعضاء حزب الامة للاتحادي في المناطق التي لا يفوزون فيها في بعض دوائر الاتحادي المعروفة.
ويمكن انشاء خريطة انتخابية وخلق مرونة تنظيمية تستوعب اكبر قدر من الناخبين على طريقة الاحزاب الجديدة ويمكن انشاء مركز انتخابي للمعلومات والتحليل او مركز دراسات او التعاون مع مركز دراسات في احدى الجامعات من اجل التطوير رالتدريب ورفد الحزب بالافكار والرؤى.
فنحن في عصر موت الايديولوجية وقيام احزاب تعبر عن رؤى محددة لتجذب اكبر عدد من الناخبين والانفتاح على الناخبين الشباب الذين لا يصوتون على الطريقة التقليدية وبانتشار التعليم والانترنت والميديا الحديثة فقد تكون وعي للاجيال الجديدة يحتاج لطريقة عمل جديدة وسط الاحزاب او سوف تكون نهايتها على يد الانترنت اذا ظلت الاحزاب اسيرة للقديم.
ايضا اهمية اللامركزية الحزبية واعطاء سلطة للولايات والتقليل من المركزية المقيتة والقاتلة للابداع ولروح العمل فمثلا موضوع الولاة يمكن عقد انتخابات حزبية بنظام الكوكاس الامريكي اي التجمعات الحزبية في كل حي وقرية ومدينة في منزل او في نادي وكل مجموعة تتكتل في زاوية مع مرشحها وبرنامجه وتصوت لمرشحها بهذه الطريقة البسيطة وقليلة التكاليف والفائز يكون هو مرشح الحزب حتى نقفل باب تعدد المرشحين ونضمن فوز المرشح وشعبيته. وايضا يمكن الانفتاح واعطاء فرصة لمن يريد ان يأتلف مع الحزب مثل الولاة او النواب المستقلين والفكرة خلق مرونة حزبية باستراتيجية جديدة وتفكير جديد يعتمد الانفتاح على الاخر سواء تنظيمات صغيرة او مستقلين او طرق صوفية او اي جماعة تود الدفاع عن مصالح مجموعتها.
فهذه مجرد افكار عامة لتحفيز التفكير لبناء الحزب الجديد وكما نرى في اوروبا بروز احزاب جديدة تعتمد الشعبوية فبرغم تخلف الفكرة والا انها نجحت تنظيميا وانتخابيا وايضا في اسرائيل تتم ائتلافات مكنت ناتنياهو الاستمرار كرئيس وزراء لفترة طويلة وخلق استقرار الى حد ما مقارنة بحكومات شامير ورابين. بعد ذلك كتابة برنامج الحزب من اسفل لاعلى ومن قضايا جماهير الحزب والمجموعات المؤتلفة معه والامر يتطلب مرونة وتنازل وطرد الابوية والاحتكار لتحالف الاسر التاريخية والقبيلة والجهوية والتياراتية للقرارات الحزبية وكتابة دساتير حديثة يلتزم بها والانتقال لمرحلة الحزب الحديث بالمؤسسية الكاملة وقيام منظمة حزبية تعمل باسس الادارة الحديثة. المهم اتمنى ان نلقي المزيد من الضوء على مفهوم الحزب الجديد فهل تعي احزابنا الدرس او تصبح رسما دارسا على جدار تاريخ السياسة السودانية.
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
[email protected]
تحياتي أستاذ ابوهريرة زين العابدين:
مقال جميل ذو افكار نيرة من خارج الصندوق, و هذا ماتحتاجه الاحزاب السودانية .
كنت قد كتبت في نفس الموضوع مقالا بالراكوبة بعنوان (نحو تطوير مقترح الصادق المهدي لاعادة هيكلة قوى التغيير لتصبح دعوة لانشاء حزب جامع لكل مكونات الحرية و التغيير !) تجده في هذا الرابط:
https://www.alrakoba.net/31392334/%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%87/
مودتي و إحترامي لكم .
الموضوع جيد يا استاذ، بارك الله فيك .. لكن والله إسمك يغيظ.. يا جماعة دا ما اسم ، دا كنية، زي ما تقول أبو حسن و لا أبو محمد.. الكنية عادة جاهلية و استمرت في الاسلام و بدأت تتسرب لينا من العرب (مع الأسف)، نرجع و نقول أن إسمك خطأ.. يعني إنت ما عندك اسم و الكنية دي خاصة بشحص (معين) هو أبو هريرة الصحابي راوي الأحاديث المعروف.. سماه الرسول بهذه الكنية في حادثة معينة كما يعلم الجميع، و أبو هريرة دا شخص (واحد)، و محدد و لا يمكن السطو على كنية خاصة بشخص معين و جعلها إسم عديل كدا لشخص آخر. نحن السودانيين عندنا عبط، تلقى الواحد يسمي ولده خالد بن الوليد (حتة واحدة)، عمر بن الخطاب، أبو دجانة، عبد الرحمن بن عوف. أبو ذر الغفاري، و أخيراً جمال عبد الناصر ، معمر القذافي او عبد السلام جلود..(هنالك ممثل بهذا الإسم)… شئ مضحك . أنا أعلم أن ذلك يكون تيمناً بشخص معين……(رغم أني لا أفهم معنى هذه الكلمة، و ما الفائدة من هذا التيمن). يا سيدي أكرر لك أنت لا تحمل إسماً حتى الأن … روح وزارة الداخلية و أختار إسم صحيح.. علي، أحمد، عبد الله، حسن واحد..حسنين…محمد واحد محمدين المهم يكون عندك إسم… في واحد تلقاه مولود في الكلاكلة أبوه يسموه البغدادي..
الاحزاب تعبر عن مصالح شراٸح وفٸات وطبقات اجتماعیة موضوعیةولیست ترکیبات هندسیة فی خیال جامح نرکبها ونرسمها حسب رغباتنا الذاتیة.اما انت یا عزوز فیبدو انك من السفسطاٸین الجدد!
(((ايصا يمكنه الاتفاق مع الاحزاب الاتحادية مثلا في المناطق التي لا يفوز فيها اتحاديين كالنيل الابيض ان يصوتوا لحزب الأمة وان يصوت اعضاء حزب الامة للاتحادي في المناطق التي لا يفوزون فيها في بعض دوائر الاتحادي المعروفة)))
تقصد أن تتحالف الطائفية قبل الانتخابات بدلاً من الائتلاف بعدها على نتيجة الانتخابات؟! بئس الفكرة وبؤسها كونها من داخل السحارة القديمة فكما الاختلاف وارد مع الائتلاف البَعدي فهو وارد في الاتفاق الانتخابي القبلي
وفي النهاية هل هذا تحريض للأحزاب الطائفية على التحالف ضد الأحزاب الأخرى؟ طيب دي ما المشكلة القديمة المعتادة والفرق المتوقع في هذه المرة سيكون استعجال الانقلاب العسكري الذي كان يقع نتيجة للمارسة الفعلية للحكم بعد الفوز بالانتخابات وأنت بهذه الفكرة تريد أن يقع الانقلاب أثناء العملية الانتخابية بمباركة وتحريض الأحزاب الصغيرة المتحالف ضدها!