في فداسي.. للحريق بقية !!

حسن وراق

@ ما تزال كارثة فداسي ترمي بظلالها فوق المشهد السياسي علي نطاق حزب المؤتمر الحاكم خاصة بعد الاحداث التي انتهت بمغادرة والي الجزيرة محمد طاهر أيلا والوفد المرافق له سردق العزاء في مسجد قرية فداسي عقب زلة لسان وزير الصحة التي لم تصادف رضاء و قبول أهل فداسي الذين ثارت ثائرتهم لتنتهي بهتافات تحمل عبارات الطرد القاسية لوفد الوالي . ارادت القيادة المركزية لحزب المؤتمر الوطني أن تحتوي آثار زيارة الوالي السالبة ففكرت في إقامة حفل تأبين شهداء الحريق في فداسي والذي تفاجأ به أهل القرية يوم الجمعة الماضية رغم تشريف قيادات من المركز جاءوا خصيصا لتقديم العزاء بعد إنتهاء ايام و ليالي المأتم وبعد أن طوي الفراش في مسجد القرية الذي اعيدت اليه صيوانات العزاء و لكن هذه المرة لاستقبال وفد المركز الذين استشعروا خطورة تلك الهتافات و التي يخشي ان تشكل موقفا من حكومة المؤتمر الوطني هنالك.
@ وفد المركز لحزب المؤتمر الحاكم تخلف عنه نائب رئيس الجمهورية حسبو عبدالرحمن الذي أعلن عن حضوره المفترض علي رأس الوفد الذي تشكل من والي الجزيرة السابق الدكتور محمد يوسف وزير الصناعة الحالي والسميح الصديق المسئول المركزي لشئون الولايات بحزب المؤتمر الوطني بالاضافة الي الدكتور أم بلي عبدالله العجب الذي خاطب الحفل نيابة عن القيادة المركزية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالإضافة الي نائب رئيس الحزب بالولاية تاي الله أحمد فضل الله بينما شكل الوالي الاسبق البروفيسور الزبير بشير طه حضورا بصفته الشخصية .في الوقت الذي شاركت الحركة الاتحادية بوفد لتقديم العزاء لم يحضر غيرهم ، أي وفد يمثل أي حزب او حركة سياسية . كل مظاهر حفل التأبين تؤكد علي أنه إتسم بالعجلة وعدم التحضير المسبق ، الأمر الذي إستشعره مواطنو القرية الذين ارتسمت في وجوههم علامات إستفهام لا تخطئها العين بينما لا تخل من بعض الاستنكارات التي نطق بها عقب الحفل الذي كان عبارة عن تجمع لقيادات الحزب و الاجهزة الامنية في المركز والولاية .
@ المتحدث الرسمي بأسم قرية فداسي الدكتور الطاهر أحمد الدرديري المتخصص في علم الحديث خاطب الحفل بطريقة جاذبة بلغة جاهرة بالرصانة والادب ولكنه أثار عدم الرضاء وسط الحضور و من بعض أهل القرية الذين يؤمنون بأن لكل مقام مقال لم يلتزم به دكتور الدرديري الذي وكما قال ، أنه يحمل تكليف من بعض أهل القرية ليتقدم بمطالب تتلخص في تحسين شبكة المياه و الكهرباء وتحريك نقطة العبور الي شمال القرية التي تقع في نطاق محلية مدني الكبري . الذين اعترضوا علي طرح مطالب القرية في هذه المناسبة الحزينة يبررون ذلك بأنها تقلل من هيبة الحزن و تضعف شأن الكارثة سيما و أن المقام مقام حزن وليس إنتهاز الحدث ليصبح حركة مطلبية بالاضافة الي أنه لا يوجد ضمن الحضور من يمثل حكومة الولاية بغياب الوالي محمد طاهر أيلا أو من يمثله . ما يؤخذ علي حديث ممثل القرية ،أنه أثار قضية تمثل لغم مخبوء يؤثر علي التعايش السلمي بين من اسماءهم ب (الضيوف) و وجودهم الغير مقنن لمواطني قرية الوحدة دار السلام (الكمبو) المجاور علي حساب الخطة الاسكانية لمستحقي قرية فداسي . كلمة ممثل قرية الوحدة دار السلام المقتضبة ألمحت إلي أن هنالك قضية لمواطنين ظلوا لأكثر من 35 عاما يعيشون في الجوار الامر الذي يتطلب حكمة في معالجة وجود هؤلاء المواطنين . حفل التأبين الذي حرص عليه حزب المؤتمر، نكأ جراحات ما كان لها تنكأ ومطالب ما كان لها أن تقدم في ذلك المقام المهيب .
@ يا أيلا ..أرجع للزمن مرة و فضها سيرة لمهرجان لن يحضره الرئيس !!

[email][email protected][/email]