تلاشي الدولة!!

شمائل النور

الأسبوع الماضي، اضطرت شرطة جنوب دارفور إلى إخلاء أحد أكبر أقسامها، بعد ما تعرّضت لضغوطٍ من قوات الدعم السريع، ووفقاً لـ ?سودان تربيون?، أصدر مدير الشرطة توجيهات بالانتقال إلى مَقرٍ آخر، بعد ما أمهلت قوات الدعم السريع، الشرطة (48) ساعة لمُغادرة المبنى الذي يقع ضمن أراضٍ اشتراها قائد الدعم السريع.

مدير الشرطة اتخذ الإجراء السريع، خوفاً من الاحتكاك مع قوات الدعم السريع.. ترد الأنباء في كل مرة عن احتكاكات هنا وهناك بين هذه القوات وتلك، وتصل في بعض الأحيان إلى اشتباكات، والأمر كلُّه يبدو واضحاً أنّه خارج السيطرة على النحو الذي لا يصدقه كثيرون.

ظلت التصريحات الرسمية على مدى سنوات، تتحدّث عن فرض هيبة الدولة في إقليم دارفور، والذي لا جدال فيه أنّ دارفور خارج سيطرة الدولة، بينما تحت سيطرة المليشيات والقبائل بإحكام.

أفرزت سنوات الحرب والدم واقعاً سيئاً في دارفور، عطفاً على فقدان عشرات الآلاف من الأرواح والدمار الذي لَحِقَ بكل الإقليم، خرج كل الإقليم عن سَيطرة الدولة حتى بعد انحسار العمليّات العسكريّة بين الحكومة والحركات، التي أعلنت الحكومة مراراً أنّها انتهت.

الأسوأ من الصراع المُسلّح بين الحكومة والحركات المُسلّحة، وهذا من المُؤكّد سوف تحسمه تسوية سياسية ليست بعيدة، لكن المَحك، كيف تُعيد الدولة فرض هيبتها، وتنتزع السَّيطرة من المليشيات الحليفة للحكومة والتي سَاندتها في القتال منذ تفجُّر الأوضاع.

ثُمّ هل أصبحت قوات الدعم السريع تشتري وتبيع باسمها مستقلةً عن الجيش، ألم تتبع للقوات المُسلّحة بعد إجازة قانونها مطلع العام.

مَن يزور دارفور ويتعمّق في قراءة الوضع، سوف يخلص إلى سُؤالٍ كَبيرٍ، كيف تنتزع الحكومة سَيطرتها من هذه المليشيات والقبائل التي دَعمتها وقاتلت لها لنحو (14) عاماً.. هذه المجموعات بمُختلف مُسمّياتها ترى في نفسها الدولة ولا سُلطة تعلو عليها، وهي لا تَعترف بحكومة ولا بغيرها، فقط تعترف بقوة السلاح.

هؤلاء يَستمدون قُوتهم وثقتهم من أنّهم يُقاتلون نيابةً عن الحكومة، بل يعتقدون بشكلٍ جازمٍ أنّ بقاء الحكومة طيلة هذه السنوات ما بعد حرب دارفور، بفضلهم هم.

انتشار السلاح في دارفور، كَمَا وصفه والي شمال دارفور في حواره مع (التيار) قبل أيامٍ أصبح مثل (النبلة) كل طفل حامله، وأقرّ بالعجز الرسمي في السيطرة على هذا الوضع.. لكن إنْ كَانَ جبل من الذهب خارج سيطرة الدولة، والشركات التي تعمل فيه لا تمر عبر وزارة المعادن، فكيف يصبح الحديث عن فرض هيبة الدولة منطقياً..؟

لن نستغرب إذا خرجت مجموعة مُسلّحة وأمهلت سُكّان دارفور أياماً لإخلائها، بحجة أنّها اشترت الأرض.

التيار

تعليق واحد

  1. قوات الدعم السريع كما يحلوا لهم تسميتها … ما هي الا. قوات لحماية أسرة البشير و أسرته من بطش الشعب في حال الانتفاضة.
    تاخد سندها و حريتها و جبروتها من البشير و في إشارة واضحة يتخوف البشير من قائد لهذه القوة بعد ان أصبحت مليشيا تتكون من الآلاف أفرادها .
    وقطعاً هذا يجعل موقف البشير في وضع ضعف أمامها ، و لذا نجده يصيغ لها المبررات تحسبا من غدرها به.

  2. الحكومة تريد ان تفرض واقعا جديدا في دارفور باقامة سلطة قبلية مسلحة حتى الاسنان من القبائل المستعربة التابعة للحكومة … و لما فشلت الحكومة في خلق كيان عروبي مسيطر من القبائل لجأت الى خلق واقع جديد يتحكم فيه قائد مليشيا تابع للحكومة يقمع دارفور بالحديد و النار و لا يتورع عن ارتكاب اي جريمة في سبيل الاحتفاظ على سلطته فوجدت في حميدتي ذلك الشخص فجمع جيشا من اخلاط مجرمين و قطاع طرق من افراد من قبائل الحدود و من خارج الحدود و دعمته الحكومة دعما غير محدود و اطلقت يده في دارفور فامتلك الاراضي و مناجم الذهب و مناطق التعدين و اصبح يبتز السلطة لتحقق له ما يتمناه من احلام و طموح شخصي يغطي بها على نقصه فاشترط على الحكومة منحه رتبة عسكرية فانعمت عليه الحكومة بالرتب حتى اصبح فريقا دون علم او مؤهل و سمعنا انه ايضا منح درجة الدكتوراه ! حميدتي يريد ان يصبح سلطانا على دارفور و السلطة ليس لديها مانع اذا ضمنت ولاؤه لها و لكن المرتزقة لا امان لهم … بعد ان شاف حميدتي الخرطوم و تعلم لبس البدل الافرنجي بدل الكدمول فغالبا طموحه الجديد سيكون حول الخرطوم حيث الراحة و التكييف و القصور الفخيمة و السيارات الفارهة و ” الحريم” الجميلات و لن يرجع للصحارى و القفار و ركوب التاتشر … ستكون دارفور حديقته الخلفية التي يجمع منها الثروات … دار حديث قبل فترة عن علاقته بطه الدلاهة و عن محاولة انقلابية قد يكون مشاركا فيها … طبعا حتى لو صدق ذلك فلن يستطيع احد محاولته .. مليشيا حميدتي الآن اقوى من الجيش الذي شلعته الانقاذ!

  3. اعملى حسابك ياشمائل . الله يستر عليك . كل ماتقولينه معلوم للجميع . قبل كدا الناس ديل لحسوا الصادق المهدى كلامه واعتذر لهم صاغرا . احسن جبل الذهب يكون تحت يد القبائل ولمنفعتها بذلا من ان تاخذه وداد وعائلة بشة مع ان الصحيح ان الذهب وغيره هو ملك الشعب السودانى وحده .

  4. قوات الدعم السريع كما يحلوا لهم تسميتها … ما هي الا. قوات لحماية أسرة البشير و أسرته من بطش الشعب في حال الانتفاضة.
    تاخد سندها و حريتها و جبروتها من البشير و في إشارة واضحة يتخوف البشير من قائد لهذه القوة بعد ان أصبحت مليشيا تتكون من الآلاف أفرادها .
    وقطعاً هذا يجعل موقف البشير في وضع ضعف أمامها ، و لذا نجده يصيغ لها المبررات تحسبا من غدرها به.

  5. الحكومة تريد ان تفرض واقعا جديدا في دارفور باقامة سلطة قبلية مسلحة حتى الاسنان من القبائل المستعربة التابعة للحكومة … و لما فشلت الحكومة في خلق كيان عروبي مسيطر من القبائل لجأت الى خلق واقع جديد يتحكم فيه قائد مليشيا تابع للحكومة يقمع دارفور بالحديد و النار و لا يتورع عن ارتكاب اي جريمة في سبيل الاحتفاظ على سلطته فوجدت في حميدتي ذلك الشخص فجمع جيشا من اخلاط مجرمين و قطاع طرق من افراد من قبائل الحدود و من خارج الحدود و دعمته الحكومة دعما غير محدود و اطلقت يده في دارفور فامتلك الاراضي و مناجم الذهب و مناطق التعدين و اصبح يبتز السلطة لتحقق له ما يتمناه من احلام و طموح شخصي يغطي بها على نقصه فاشترط على الحكومة منحه رتبة عسكرية فانعمت عليه الحكومة بالرتب حتى اصبح فريقا دون علم او مؤهل و سمعنا انه ايضا منح درجة الدكتوراه ! حميدتي يريد ان يصبح سلطانا على دارفور و السلطة ليس لديها مانع اذا ضمنت ولاؤه لها و لكن المرتزقة لا امان لهم … بعد ان شاف حميدتي الخرطوم و تعلم لبس البدل الافرنجي بدل الكدمول فغالبا طموحه الجديد سيكون حول الخرطوم حيث الراحة و التكييف و القصور الفخيمة و السيارات الفارهة و ” الحريم” الجميلات و لن يرجع للصحارى و القفار و ركوب التاتشر … ستكون دارفور حديقته الخلفية التي يجمع منها الثروات … دار حديث قبل فترة عن علاقته بطه الدلاهة و عن محاولة انقلابية قد يكون مشاركا فيها … طبعا حتى لو صدق ذلك فلن يستطيع احد محاولته .. مليشيا حميدتي الآن اقوى من الجيش الذي شلعته الانقاذ!

  6. اعملى حسابك ياشمائل . الله يستر عليك . كل ماتقولينه معلوم للجميع . قبل كدا الناس ديل لحسوا الصادق المهدى كلامه واعتذر لهم صاغرا . احسن جبل الذهب يكون تحت يد القبائل ولمنفعتها بذلا من ان تاخذه وداد وعائلة بشة مع ان الصحيح ان الذهب وغيره هو ملك الشعب السودانى وحده .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..