تابت..حتى ولو

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ أن ظهرت التقارير التي تتحدث عن الاغتصاب الجماعي في تابت..تتناقل الكرة بين أرجل المؤيدين لحدوث الواقعة من المعارضين والمنظمات الدولية وأرجل النظام الناكر لحدوث الواقعة جملة وتفصيلاً ..وبقدر ما استغلت المعارضة الواقعة كإضافة جديدة لجرائم الحرب المتكررة من قبل النظام..بقدرما كان إنكار النظام محاولة لإلصاق تهمة الكذب والتزوير على الحركات المعارضة وراديو دبنقا الذي أورد الواقعة..ليكون هذا الوصم بالكذب ديدناً يقلل من مصداقية المعارضين في أي واقعة قادمة.
وحيث أننا كنا تلقينا الخبر مصدومين من هول الواقعة ..خاصة وان منع النظام لبعثة اليوناميد من دخولها في القرية لإجراء تحقيق مستقل في البداية ثم السماح للبعثة لاحقاً بعد مرور تسعة أيام كما تقول الرواية.بوجود جنود.وقد بررت الخارجية السودانية وجود الجنود للحراسة كما تنص الاتفاقية حسب إفادتها .. في حين اعتبرت الناطقة المستقيلة باسم اليوناميد عائشة البصري وجود الجنود إسقاطا لشرط السرية كشرط أساسي من شروط التحقيق ..ما جعلها تذهب ابعد من ذلك إلى المطالبة بالتحقيق مع البعثة نفسها..حيث أن إثبات الوقائع بعد أسبوعين سيكون صعباً..وإن البعثة تتعرض لضغوط مختلفة من المنظمات الدولية والنظام ..
كل ما سبق يجعل انتظار نتائج أي تحقيق مستقل في القرية او اليوناميد أمراً تقتضيه حيادية النظرة في أمر الاغتصاب الجماعي..إلا أن كل ذلك لا يمنع من طرح أسئلة في غاية الأهمية فيما لا يختلف الطرفان عليه..أو فيما هو ثابت فعلاً..
أولها عن شكوى الرجل الذي رفعها إلى قائد الحامية أن ابنته حبلى من جندي ذكره بالاسم في قوته.. ألا تلقي هذه الواقعة أضواء كاشفة على العلاقة عالية الحساسية بين القرية ومعسكر الجيش ؟ وما هو دور القيادة في النأي بالقوة التي يشرف عليها من مثل هذه المزالق ؟ فإذا مثلت الفتاة نفسها في حالة إقدامها علي هذه الفعلة على سبيل الافتراض..فهل يمثل الجندي نفسه ؟ وأين الحديث عن رسالية القوات المسلحة في دولة المشروع الحضاري!!؟ خاصة في ظل الصور المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي عن صحن النيكل الذي يخلط الجنود فيه الخضراء مع الحمراء؟
وننتقل من ثم إلى الجندي مثار الشكوى..الذي اختفى بسلاحه ..ما جعل القوة تبحث عنه داخل القرية بحصارها وتفتيشها..ومنها خرجت الاتهامات ..فإذا كان النظام والحامية قد استخدما شيخاً من شيوخ القرية للظهور أمام أجهزة التصوير ونفي واقعة الاغتصاب..واثبات أن القرية ترفل في نعيم الراحة والأمن ..ألم يكن من الأوفق استخدام نفس الشيخ إن صحت إفادته وجعلته موضع ثقة النظام ..في معرفة مكان الجندي في القرية ؟ أوكلما اختفى جندي في قرية مجاورة للجيش ..تقوم القوة بكردنتها وتفتيشها..أم أن في الأمر ما هو مسكوت عنه ؟
كل ما سبق يجعل من وجود روايات الاغتصاب أمراً متوقعاً في بيئة ملائمة تماماً لانتشارها..ما يجعل مسئولية الجيش أو القوات النظامية في البعد عن المزالق أكبر من أي طرف في هذه القضية..لكن الأهم ..التعجيل بإيقاف الحرب ..وتوفير أجواء حرية الإعلام حتى تكون مثل هذه الاتهامات ..معرضة لأضوائه الكاشفة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حقاً لا بواكي على دارفور و ما يدور فيها ، على العموم تحليل يتسم بالموضوعية و العمق و ننشد من يجيب على هذه التساؤلات الصريحة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..