ضريبة الجراد المضافة

كيف لا
حينما تُفاجؤنا الآفات في كل مرة يكون منظرنا بين الأمم ، مُضحكاً من شدة الألم . والآفة التي نتمنى أن تكون الأخيرة هي آفة الجراد التي ضربت الولاية الشمالية في موعدٍ سنوي تعلمه أسراب الجراد بالفطرة وتضبط عليه ساعتها منذ تحركها في شهري نوفمبر وديسمبر ولا تعلمه وزارة الزراعة بالخبرة . وبمثل مغافلته لإدارة وقاية النباتات والمحاصيل فعل الجراد بالمواطنين الذين ينتظرون حصاد زراعتهم وكفاف أرزاقهم التي جفت منابعها إلا من بعض محاصيل يقوون بها أجسادهم ويبيعون ما تبقى منها ليسدّ الحاجة ولو إلى حين .
لم يقل محمد أحمد المسكين أنّ هذا الجراد هو ضريبة طبيعية مضافة فرضتها الحكومة بإهمالها لتوفير المبيدات وتقصيرها عن الاستعداد لزحف الجراد ، ليس لأنّ محمد أحمد لا يؤمن بنظرية المؤامرة ولكن لأنّه رغم كل ما به من آلام كذلك فهو يحمل آمالاً عِراض بأن يجيء اليوم الذي تحترم فيه الحكومة إنسانيته بأن تعترف له بتقصيرها . وأن تمتلك الشجاعة اللازمة لتقول له إنها حين أعيتها الحيلة وضلت بها الوسيلة للوصول إليه وإلى زرعه المنتظر تركته هباءً للجراد . كما يتمنى أن تحترم عقله وألا تلقي بتهم الكوارث الطبيعية المدعومة بالإهمال ، جزافاً على الدول الجارة التي زعموا أنّ الجراد مرّ بها وبعلمها بل هي التي أرسلته وسلّحته ليخوض معركة القضاء على زرع السودان أخضره ويابسه وحرثه ونسله نيابة عنها . ولم تكتفِ بذلك بل ألبسته ثوب عميلٍ لأعداء الأمة السودانية تم تجنيده وتدريبه ليقوم بالمهمة العدوانية . كم هو مسكين هذا الجراد ، وكم هي مسيطرة هذه النظرية على أذهان مسئولينا وبشكل لم يسلم منها إنسٌ ولا جانٌ ولا دواب ، وحتى الحشرات في رحلتها ودورتها الطبيعية !
أكاد أجزم أنّه لو ألمّت آفة الجراد هذه بدولة أخرى غير السودان ? مع أنّ هذا مستبعدٌ بعد تطوّر كيفية مكافحته والاستعداد له ? لقال عنه نفس أصحاب نظرية المؤامرة أنّه جندٌ من جنود الله أرسلها لفساد في الأرض . أو قالوا تأثراً برواية الأصمعي عن إعرابي حكى ذات مرة :
مرّ الجراد على زرعي فقلت له *** ألمم بخير ولا تلمم بإفساد
فقال منهم عظيم فوق سنبلة *** إنا على سفر لا بد من زاد
إنا جنود لربِّ العرش مرسلة *** منّا حصيدٌ ومنّا غيرُ حصَّادِ
بعد كل ما سمعت عن مؤامرة الجراد ، بتُّ أشفق على هذه المخلوقات التي يمكن أن نعتبر فتكها ومنذ هذا التاريخ لا يعادل شيئاً مقابل الحملة الإعلامية الشعواء التي يقودها مسؤولون كبار تنكيلاً بها . وأتوقع أن يبحث الجراد المسكين عن رجل شهم وذي مروءة مثل مدلج بن سويد الطائي المسمى بمُجير الجراد والذي يُضرب به المثل فيقال: “أحمى من مجير الجراد” ، وذلك نزولاً عند قصته الشهيرة وهي كما حكي الكلبي أنه خلا ذات يوم في خيمته فاذا هو بقوم من طي ومعهم أوعيتهم، فقال: ماخطبكم؟ قالوا: جرادٌ وقع بفنائك فجئنا لنأخذه فركب فرسه وأخذ رمحه وقال: “والله لا يتعرّض له أحدٌ منكم إلا قتلته، أيكون الجراد في جواري ثم تريدون أخذه، ولم يزل يحرسه حتى حميت عليه الشمس فطار، فقال: شأنكم الآن به فقد تحوّل عن جواري” .
(عن صحيفة الخرطوم)
[email][email protected][/email]
قالو في سرب موجه بي الأقمار.جاي. وورا هو وطاويط ديجتال
الدول التي دخلها الجراد بعد السودان و مروراً به ( السعودية ، مصر ) استطاعت أن تقضي عليه و تتحكم فيه بينما لا زال يتوالد و يتكاثر في أراضي السودان ، ماذا تتوقعين من وزير و مسؤولين مشغولين بمشاريعم الخاصة و ما فاضين لشغل الحكومة ؟
الاستاذه الفضلي مني
اين الاستراتيجيه الربع قرنيه و التي مضي عليها الان ربع قرن ؟؟ الا تشمل هذه الاستراتيحيه اسراب الجراد التي
زارتنا الف مرة خلال هذه المدة؟؟؟؟ عندما نسمع عن الحكومه اللالكترونيه و صناعة الطائرات بدون طيار و منظومة الدفاع الجوي يظن المرء ان البلد فيها دولة و مسئولين و لكن عندما تخترق اسرائيل اكثر من مرة مجالنا
الجوي و تنتهك السياده الوطنيه ويقول المسئولون بانهم يحتفظوا بحق الرد في المكان و الزمان المناسبين نكتشف ان من يحكمونا فشلوا في الرد علي اي معتد تجرأ و احتل ارضا او اخترق حدودنا و سماواتها و الغريب ان كل قوي البطش التي يمتلكها النظام الغاشم موجهه الي الداخل , الي المعارضه المدنيه و المسلحة و تنازلوا عن السياده الوطنيه , تركوا حلايب و شلاتين و الفشقة و سمحوا لاسرائيل بتكرار انتهاكاتها و قتلها للمواطنين داخل بلادهم
عصابه بهذا المستوي من الانحطاط ترتجين منهم الرأفة بمحمد احمد المغلوب علي امره؟؟؟
ارجو ان نستفيد من قدراتك الذهنيه الرفيعه لتميطي اللثام و تكشفي خبايا و اسرار الطغمة ذات البأس التي خربت البلد و لم تبقي شيئا غير اسمه؟؟؟