دبلوماسي

*مايدفع للتفاؤل ولو بمقدار (حبة خردل) في الاحداث التي جرت ، في قنصلية دولة السودان بجدة ، والتي جاءت على لسان المهندس التاي ،هو تكوين لجنة رفيعة المستوى وسفرها الى موقع الحدث للتحري والتقصي والمعرفة ،ثم طرح المخرجات للراي العام الذي تابع ب(غضب بالغ )الحادثة وفق ماخطه يراع المهندس التاي ،الذي لاناقة له ولاجمل ،في (حبك) قصة ،من خياله ، عما حدث داخل القنصلية ، كما انه قطعا ماكان يبحث عن فكرة، كتابة مسلسل درامي ،يجني من ورائه شهرة او جاها .
*ماحدث داخل القنصلية ، وعلى ضوء ماسرده المهندس التاي ، سابقة لم يذكر التاريخ ،شبيها ولامثيلا،ولانظيرا لها طوال الوجود الدبلوماسي ،السوداني ،منذ ترحال الرعيل الاول من سفراء بلادي ،في كل المدن والمرافىء ، والارصفة والعواصم ،والتي استدرت هوى بعضهم ،فكتب في تلك المدن،مايشبه المعلقات ، اشعارا تفيض عذوبه وبلاغة وفصاحة ، وجناسا وطباقا وتوريه ومقابله ،،عكست الوجدان السوداني الصافي ،الملىء بالسماحة والطيبة والندى والجمال ،الذي لم يشوب قاموس (معاملاته الرفيعة) حوادث ضرب وخنق ولي اذرعة ، بل كانت اوراقه ،بيضاء من غير سوء ،لم ينقش فيها ،غير احترام الذات ،واحترام الغير أ،واحترام العمل واحترام الزمن ،لم تخدشه وعود كاذبه لمواطن في اي رقعة خارجية ، ولم تتمدد مساحات الانتظار على نوافذ السفارات المعنية ، ورغم البعثات القليله انذاك ، الا ان احترام المواطن ،كان راس رمح العلاقات التي تفرضها اللحظه ،التي يطلب فيها الفرد انسياب حقه ،في تعديل اسم ،او استخراج جواز سفر او تجديده ،او غيره من الخدمات ، الواجب على السفارة تقديمها ،ليس منه ولا هديه ، بل واحدة من الحقوق المنصوص عليها بالدستور والقانون،ويجب كفلها بلا ادنى تقطيب للجبين ، او اجابات (باردة) او نظرة تنم عن الشذر والاحتقار ،لذلك توجت هامات سفراء الوطن القدامى ،بيتجان الصدق والامانه وقول الحق ، فمنحهم ذلك مكانه في نفس كل مواطن ،عبر القارات يوما ما ….
* اليوم تكسو الطقس سحائب القلق والتوتر ،وتعلوها امواج الانتظار والترقب لمعرفة الحقائق مجردة من غير لون او زيف …. تتجه الانظار ، الى لفافات الورق الموجودة بيد كل فرد ، في لجنة التقصي عن الاحداث …يامل الجميع في شفافية تدفق المعلومات ،كيفما حدثت وعندما حدثت ، ووفق ماجرت ، بلا تمييز لاحد ،ولا احد فوق قانون المحاسبة ،ولامحاسبة ل (صغار الموظفين ) ولا موظف كبير يتم ابعاده ، عن دائرة الحدث ،ب (تغييب متعمد ) وعذرمستهلك ،انه كان يؤدي واجبه بعيدا!!!!
* الواجب الوحيد ،الذي نعرف انه يجب ان يتم هو ، تقديم الخدمة بكل اريحية مع استقبال بوجه (هاش وباش) ،فواجهات السفارات ودبلوماسييها وموظفيها ، يتم وفق معايير بالغة الدقة ،يمر الجميع بعدها عبر اختبارات ،يصعب اجتياز بعضها ،الا بشق الانفس ( غايتو دا البعرفو زماااان لكن هسه اصبحت تلعب الواسطه دورا مهما في تعيين ابن فلان وبنت علان وقريبة فرتكان ) والدليل (الحراك السالب ) تجاه (طلب اوراق جواز الكتروني لطفله صغيرة في جدة )!!!!
*تزداد في عيني (غرابة ) ماحدث ،كونها وصفت انها صدرت من واجهة السودان في الخارج… مواعين التمثيل الدبلوماسي ….نوافذ الدوله في البلد المضيف ….وياوجعي …..!!
*همسة
توارت خلف بيتها الكبير ….
خوفا من عاصفات الزمان ….
في فضائه العريض …نامت امنيات غائبة ….
وذكرى رغم فوات الاوان …..
مسكين اسعد التاي .. اخيراً سوف تقوم اللجنة بإدانته حتى الثمالة ولا نتوقع ان تقوم اللجنة بإدانة القنصلية او السفير او رجال الامن وفي النهاية سوف يقع الظلم كما هو واقع على جميع السودانيين بالسودان فسوف يمتد الظلم الى الخارج.. وسوف يكون التاي في قائمة الممنوعين من السفر الى بلاده او الخروج منها ان هو دخل اليها وسوف يظل ملاحقاً من قبل السلطان الامنية في كلا الحالتين في حالة انه طلع براءة او طلع مداناً ..
لا ادري لماذا كونت وزارة الخارجية اللجنة من اساسه ؟ ولماذا انفعلت بهذا الحدث كل هذا الانفعال مع العلم ان الكثير من الحوادث المماثلة حصلت في السودان ولم تنفعل الحكومة لها ربما ان في الامر سر اكبر من طاقتنا ان نعرفه..
وبغض النظر عن الهدف من تكوين اللجنة ولكن سيكون للجنة اثارها السلبية على مراجعي السفارة او القنصلية ولا نعتقد ان تكون اللجنة في صالح المواطن الغلبان المسكين بالخارج اطلاقا واتوقع ان يخرج من اللجنة قرارات مجحفة في حق السودانيين المقيمين بالخارج ومراجعة السفارات والقنصليات..
الوفد خرج من وزارة الخارجية ويبحث عن قضية تخصها والوفد سوف يقيم ضيوفاً على الذين سوف يسألهم ويحقق معهم سوف يحقق معهم نهارا ويذهبون مع بعضهم البعض يأكلون طعام الغداء في مائدة واحدة وسيضحكون ويأكلون ويشربون ويذهبون الى العمرة مع بعضهم البعض وسيقوم المتهمون بخدمتها من الاستقبال في المطار حتى وداعهم في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة؟ كما ان افراد الوفد والمتهمين تجمعهم ملة واحدة وحزب واحد.. فهل ننتظر ان يكون القرار في صالح المهندس اسعد التاي لا اعتقد…
إن الذين ينتظرون قرارات اللجنة ونتيجة التحقيق عليهم ان يتوقعوا الاسواء والأنكى والاشد ولظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع الحسام المهند.
اما الهشاشة والبشاشة في التعامل مع القنصلية دي انسيها خالص فنحن نذهب لمراجعة السفارة متوقعين اسوأ المعاملة لذلك نبلع الكثير من الكلمات ونتجرع كثير من المرارات لأن ردك عليهم او تبرمكم او اظهار الضيق في وجههم من الممكن ان يؤدي الى ايقاف المعاملة ولن يتجد قنصلا او سفيرا او مسئولا يقف في موازرتكم او يبرد لك بطنا وكل ذلك في سبيل مغادرة المكان باسرع ما يمكن اما صور المعاملة السيئة وضيقة الخلق والتكشير والنهرزة فهذه اكثر من ان تحصى او تعد… بس قولي يا لطيف..
صغار النفوس
حلفوا بالله كاذبين
أحاطوا بصناع القرار
و أعدوا مذابح أعدائهم….
و الشرفاء..
الذين أضحوا فى زمرة الشقاء
تدثروا بأمانى الصبا
حملوا كومة أوراقهم
و امتطوا المراكب
كثيرا بلا شراع
و لا ذوا بالمنافى..غصصهم فى الحلوق
تماما كما فعل الصحابة
ما يؤكد التفاؤل بل و يعتبر حادثة جدة نشازا” يجب بتره و يتر مروجى أمثاله من الممارسات الأدارية القديمة و القبيحة.. هو وجود كادر متميز و واعى.. عال الأدراك و مرهف الحس فى أروقة الخارجية السودانية,,السودان لا يزال بخير.. رغم المآسى المخيمة عليه منذ ردح من الزمان
نعم .. السودان بخير و ضمير الأمة لا يمكن أن يموت..
الدخان قد يعمى الأبصار برهة من الزمن.. لكنه لا يعمى.. و لا يذهب بالبصيرة
قبل مدة كانت غلظة جامعى الجبايات تسد الأفاق و على كل لسان..
بصبر المواطن السودانى و كفاحه اليومى ضدها.. لم تتلاشى الظاهرة فحسب.. بل أضطرت الحكومة على أنشاء لجنة قومية لمكافحتها..و كان للمواطن و الأعلام الشجاع دور لا يمكن إغفاله فى تحقيق ذلك الأنتصار.. الفساد.. المحسوبية.. التسيب, الأهمال كل هذه المثالب هى مجال معترك يومى فى حياتنا و منتدياتنا و إعلامنا الحر
تأكدوا معى أنه سوف يأتى اليوم الذى يتمنى فيه كل من إمتدت يده للمال الحرام..خاصة العام منه أو لم تلده أمه.. و سوف يأتى لا محالة اليوم الذى ينتصف فيه أدنى من ظلم من أشد أو أقوى الظلمة..هذه دروس التاريخ و عبر الأزمنة و وعد الله الذى لا يكذب..
أنظروا الى تجربة جنوب أفريقيا.. بعد ثلاثمائة عام من الذل و القتل خارج القانون و التمييز العنصرى..صار أمام كل من أرتكب مظلمة إما أن يقر بها و ينال عفو المظلوم.. أو يقف ذليلا” أمام قضاة ممن ظلمهم من “الأهالى”
و محاكم نورنبيرج لا زالت منعقدة منذ العام 1945 بعد أن هزم النازيون و تبددت دولتهم
ما وزن دولة الظلم الحالية أمام دولة ألمانيا النازية التى إجتمعت أوروبا بأسرها تشد من أذرها أمريكا لحربها؟ ما و زن الأمن السودانى أمام “الجيستابو”الذى حول كل ألمانيا و بولندا و النمسا و فرنسا الى مجال عملياته و وظف 2500000 كادر..بينهم علماء ونبلاء ..دولة الظلم ساعة.. و دولة العل الى قيام الساعة.. و كلما دنت ساعة أى نظام تكاثرت فضائحه..ثورة حتى النصر
لان الان العمل الديبلوماسى السودانى يرتكز على الولاء للسلطة واغلبية الديبلوماسيين هم من الكوادر السطية للمؤتمر الوطنى وليس لهم علاقة بالديبلوماسية لذلك هذا التصرف غير غريب عليهم
في زمن الإنقاذ تحولت الديبلوماسية إلي بلطجة يسبب الخلفية الأمنية لكوادر الولاء فحولوا السفارات إلي ( زفارات ) تبا للعهد الإنقاذي الردئ .
في زمن الإنقاذ تحولت الديبلوماسية إلي بلطجة يسبب الخلفية الأمنية لكوادر الولاء فحولوا السفارات إلي ( زفارات ) تبا للعهد الإنقاذي الردئ .