إنشاء وتعبئته سد النهضة هل يؤثر سلبا على مصر والسودان ؟
المهندس / سلمان إسماعيل بخيت على
تنص اتفاقية عام 1959 على ان مياه النيل يجب ان تكون من حصة مصر والسودان حصرا، ولكن دولا أخرى كاثيوبيا وغيرها من الدول الافريقية المشاطئة تطعن في شرعية ذلك الاتفاق قائلة إنه أبرم ابان الحقبة الاستعمارية التي لم يكن فيها للدول الافريقية رأي في أمورها الداخلية.
هل قيام سد النهضة يشكل مخاطر لمصر والسودان بسبب نقصان حصتيهما من مياه النيل الأزرق ؟
الإجابة : نعم
ولكن تأتى المخاطر بدرجة اقل بالنسبة للسودان ، لوجود مخزون جوفى كبير ومياه سطحية ناتجة عن هطول الأمطار داخل الأراضى السودانية ، بينما مصر تعتمد كليا على مياه نهر النيل التى تشكل مياه النيل الأزرق مابين 80% الى 85% من مياهه .
السؤال : هل إنشاء سد النهضة وتعبئته بمياه النيل الأزرق يؤثر على مصر ؟
الجواب : نعم ، مصر ستتأثر بنقص فى كمية المياه ، بالإضافة لنقص فى كمية العكورة التى تشتمل على المخصبات الزراعية نتيجة للترسبات الضخمة التى تحدث فى بحيرة سد النهضة وهذه تؤثر على مصر والسودان .
كيف ؟ أنظر للمعادلة أدناه
Manning’s Equation:
One the most commonly used equations governing Open Channel Flow is known as the Mannings’s Equation. It was introduced by the Irish Engineer Robert Manning in 1889 as an alternative to the Chezy Equation. The Mannings equation is an empirical equation that applies to uniform flow in open channels and is a function of the channel velocity, flow area and channel slope.
Where:
Q = Flow Rate, (ft3/s)
v = Velocity, (ft/s)
A = Flow Area, (ft2)
n = Manning’s Roughness Coefficient
R = Hydraulic Radius, (ft)
S = Channel Slope, (ft/ft)
المعادلة الموضحة أعلاه تبين أن كمية تدفق المياه Q تزداد بزيادة سرعة جريان المياه V
فتعالوا نلقى نظرة على المناسيب فوق سطح البحر بالمتر
المنسوب عند خروج النهر من بحيرة تانا عند بلدة بحر دار الأثيوبية 1794 متر فوق سطح البحر
المنسوب عند موقع سد النهضة 527 متر فوق سطح البحر
المنسوب عند موقع سد الروصيرص ( الدمازين ) بالسودان 463 متر فوق سطح البحر
البعد الرأسى بين بلدة بحر دار الأثيوبية والدمازين السودانية = 1794 – 463 = 1331 متر
البعد الرأسى بين بلدة بحر دار الأثيوبية والأسكندرية المصرية = 1794 – صفر = 1794 متر
بعد إكتمال بناء سد النهضة وتعبئته سيكون منسوب نقطة إنطلاق المياه 527 متر وليس 1794
وبالتالى البعد الرأسى سينخفض بدرجة كبيرة وحيث أن حجم المياه المتدفقة بالوادى والتى ستصل لمصر سوف ستنخفض بنسبة كبيرة جدا ولا أريد أن أكون متشائما لأقول أن نفس كمية المياه التى تدخل الأراضى المصرية اليوم قد تحتاج لـ 5 الى 7 أيام وهذا يؤثر جدا على المزارع فى الريف المصرى أضف الى ذلك أن هذا المزارع قد تضرر كثيرا من حجز السد العالى للغرين المخصب ولم يعد الفلاح المصرى يزرع أرضه مرتين وثلاثة كما فى الماضى ولا نود أن نستبق الحوادث فدعونا ننتظر لنرى إن كان فى العمر بقية
آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه
جزء كبير من بحيرة السد العالي مقام على أرض سودانية و ذلك يعني أن كل قطرة من مياه النيل تدخل مصر عبر بوابات السد العالي. كيف يتأثر الفلاح المصري من تأخر المياه أدنى النهر (downstream) للسد ذي التخزين القرني؟
إذا كان المزارع المصري قد تضرر كثيرا من حجز السد العالى للغرين المخصب فما هو الطارئ بهذا الخصوص بعد قيام سد النهضة ؟ اللهم إلا إن كنت تقصد نقصان كمية ترسبات الأطماء في بحيرة سد الوصيرص و بالتالي سد مروي و السد العالي
الاثار السلبية لسد النهضة قتلها المصريون بحثاً في سعيهم لتحقيق أكبر فوائد ممكنة من الأزمة و لإستقطاب و الحصول علي أي دعم مادي دولي ممكن. بعض هذه الدراسات المستفيضة و المنفذة من قبل بيوت خبرة مرموقة، ممولة من الأمم المتحدة. من هذه الدراسات ما هو متعلق بدولتي المصب معاً و هنا تكون معظم الاثار السالبة على القرى و المناطق السودانية فهكذا يستفيد المصريون و يشاركون السودان في الدعم الأممي المستهدف.
نسبة لتعدد مصادر مياه النيل الكبير مثل النيل الابيض والانهر الموسمية للنيل الازرق مثل نهر الدندر والرهد ونهر القاش وباقي الخيران كما ان هناك نهر عطبرة فلن يتأثر نصيب مصر كثيرا بإنشاء وملئ سد النهضة ولا حتى نصيب السودان سيتأثر بذلك. المعروف ان فيضان الانيل الازرق العارم يجبر السودان على فتح سدوده حتى يمر الطمي والدبش الذي يحمله النيل الازرق من اعالي الحبشة وستتلف البوابات اذا لم تفتح وربما تطفح المياه من فوق الخزانات اذا انقفلت بوابات التصريف العليا او ما يعرف بالهويس بالطمي والدبش التراكم عليها وربما تنجم عن ذلك بعض الكوارث…
اما سد النهضة سؤثر سلبا على مصر والسودان في حالة واحدة وهي اذا تحطم من نفسه نتيجة هزة ارضية او قامت مصر بضربة عسكرية خارقة ودمرته فسيكون تأثير السلبي كالتالي…
السيناريو المخيف ان سد النهضة يقع في اعلى الهضبة الاثيوبية على ارتفاع عالي من سطح البحر يليه خزان الروصيرص ثم خزان سنار ثم سد مروي يليه السد العالي وخزان اسوان انتهاءاً بالقناطر الخيرية في مصر وكل هذه السدود تقع بالتتابع على مجرى النيل وتحتفظ بمخزون هائل من المياه فاذا لا قدر الله وانكسر سد النهضة من نفسه نتيجة عوامل طبيعية او قامت مصر بضربه فستطلق كل سعته التخزينية المقدرة بــ74 مليار متر مكعب دفعة واحدة فيحدث ما يشبه طوفان سيدنا نوح من الاعالي الحبشية ويتجه نحو سدود السودان وكلها تقريبا منتهية الصلاحية وسوف لن تصمد امام الطوفان وستنهار واحدا واحدا مضيفة المزيد من المياه للطوفان وسيخرج السيل العرم من مجرى النيل ليجرف كل مدن السودان الوقعة على ضفتي النيل الازرق ونهر النيل ثم يتجه الطوفان شمالا فيمسح السد العالي وسد اصوان مضيفا المزيد من المياه وحيث ان 90% من المدن المصرية تقع على مجري النيل فستصبح اثرا بعد عين وحينها سيقول العالم كانت هنا مدن مصرية….. !!