مقالات سياسية

دبلوماسية (لِعب العيال!)..!

عثمان شبونة

* البداية كانت بليغة بسقوط خيمة الاحتفال بذلك المعبر الذي صدعوا به الرؤوس منذ سنوات وكأنه (قناة بنما!)، فقد زرته سنة 2009م وشكا مواطنون من تغول المصريين على الحدود (السائبة) التي توغلوا فيها قرابة 30 كيلومتر وقيل أزيَد من ذلك بكثير (ربما تربو الكيلومترات عن المئة!).. وكتبت ذلك وقتئذ.. ثم عدنا بغبننا على عذابات تلك اللافتة التي تلفحها الريح: (رمال أرقِين الذّهب.. تشكو من ذَهَبْ)..! في تلك الفيافي المهملة تشعر بأخلاط من مشاعر؛ ما بين عزة التراب وذلة المسؤول الرسمي الذي تكون غايته القصوى كلمة (افتتاح!)… افتتاح أي شيء ولو باباً خشبياً بلا مبنى في الخلاء الموحش..! استحضرتُ أبيات شاعر عربي ذات معنىً طاعن في الحال؛ حينما تكون النفس صغيرة “تتشابى” للسفاسف الآنية والشخصية، بينما الأرض ضائعة برملها الذي هو أغلى من الماس:
تلك البلاد إذا قلتَ: اسمها وطن
لا يفهمون ودون الفهم أطماعُ
يا بائع الأرض لم تحفل بعاقبة
ولا تعلّمت أن الخصمَ خدّاعُ
وغرّك الذهب اللمّاع تحرزه
إن السراب كما تدريه لمّاعُ
فكِّر بموتك في أرض نشأت بها
واترك لقبرك أرضاً طولها باعُ
* بلاغة الشعر حتماً بعيدة من عقول تغمض عن الحقيقة.. وكان افتتاح معبر “اشكيت” مناسبة لتأكيد أن الدبلوماسية عندنا (عك!) و(مزاج!) ليس إلاّ..! فقد ورد في مؤتمر صحفي على لسان مدير إدارة القنصليات والمغتربين أن السودان متمسك بحقه في (حلايب!).. وأنها سودانية.. إلى آخر الكلام (المطلوق) وقال: (مشكلة حلايب موجودة منذ القدم ولكنها لم توقف العلاقة بين مصر والسودان)..!
* بالأسلوب الهروبي الذي تخصص فيه (إعلامهم وصحفيوهم) أراد الرجل أن يخبرنا بالتاريخ وليس الحاضر الذي (نحن أبناؤه في الحزن النبيل!) الحاضر الذي جعل منه دبلوماسياً مع جيش جرار لا يستطيع المواجهة القطعية دون الحاجة إلى حشر (العلاقة الأزلية!) في الموضوع.. وكأن المشكلة الموجودة (منذ القِدم!) تبرير كافٍ لأن تكون الدبلوماسية والسلطة كلها بلا “عدة وعتاد” لتحرير الأرض التي يقول عنها الرجل (سودانية).. بينما هي تتمصر على مرأى من وجوههم المهللة للمؤتمرات الاستهلاكية التي لا طعم فيها سوى (حلوى المال العام).. وتوالت الأسطوانة في المؤتمر من آخرين… كأن افتتاح (شارع زلط) مهما كانت أهميته، بحاجة إلى مؤتمر في (المركز السوداني للخدمات الصحفية!!) لتكون النتيجة اجترار للمصالح المشتركة و(سبل دعمها وتطويرها!!).. أنت يا هذا لديك تاريخ (ينقرض) فماذا يعني (الأسفلت) في وجود النيل والفضاء..؟! والثمن (واحد) كما سنعلم لاحقاً..!
* الملاحظة المهمة أن الحديث عن حلايب في ألسنة من نسميهم دبلوماسيين حديث (موسمي) أو هو أشبه بمجاملة عابرة تنتهي بانتهاء المناسبة..! وكذا الحال مع سياسيين حدود ملذاتهم وترابهم هي (الخرطوم)..! وبينما أكتب تأتيني أصوات مواطنين (من هناك!) تفيد بأن الجمارك في معبر أشكيت الذي اُفتتح حديثاً فرضت رسوماً أساسية وقدرها “1500” جنيه سوداني لأية سيارة خاصة تريد العبور إلى مصر.. ومن العجب أن السلطات المصرية لا تتحصل أية رسوم ..! هذا صوت أهل الأرض..!!
* مساكين أهل الأرض.. ألم يدروا أن حكومتنا تفتح جيبها بالمرصاد (للمصاريف!) في كل شبر؟! فلولا الرسوم لما كان (أشكيت)..! دعكم من العلاقات الأزلية؛ فهي ليست بحاجة إلى معبر..! هل لدينا معبر نحو (الصين)؟!
* المهم.. إن انتظار الدبلوماسية (التي نراها) للدفع بملف حلايب للأمام؛ سيكون مثل انتظار نجاح والي الخرطوم في (فصل الخريف) الابتدائي..!!
أعوذ بالله
ـــــــــــــــــــــ
الأخبار

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بكينا على وطن حتى جفت الدموع. ثم ماذا بعد؟
    على الشباب تكوين خلايا المقاومة في الاحياء و تحضير الملتوف لحماية المظاهرات القادمة.حمايتها من الجنجويد و كلاب الامن، لانهم لن يستطبعوا تحريك الجيش لفقدان الثفة.

  2. ومتوهج لهب جمرو
    وطن غالي
    نجومو تلالي في العالي
    مكان الفرد تتقدم
    قيادتنا الجماعية ِ
    مكان السجن مستشفى
    مكان المنفى كلية
    مكان الأسرى وردية
    مكان الحسرة أغنية
    مكان الطلقة عصفورة
    تحلق حول نافورة
    تمازج شفع الروضة
    حنبنيهو
    البنحلم بيهو يوماتي

    ااااخخخخخخخخ عليك يا وطن ح يجى اليوم الذى ننتقم لك فيه ونرجع وطن كامل حدادى مدادى

  3. انا محتجة علي عنوان المقال ما في اي علاقة او تشابه بين سياسات الحكومة ولعب العيال والصورة المصاحبة للمقال يدل علي ما قلت شوف العيال ديل بيلعبوا كيف بي فهم وبيخططوا كيف لعب العيال عنده فوائد كثيرة للطفل وكمان أهم ميزة فيه البراءة . وبما انه الفهم والتخطيط والفايدة والبراءة معدومة في سياسات الحكومة يبقي الشبه معدوم

  4. دبلوماسية سرجى مرجى فجاة وبدون مقدمات اكتشفت انو المراكز الثقافية الايرانيه بتنشر التشيع لا الشيوعيه وده فى حد ذاته مهدد امنى لدولة المشروع الحضارى والتى تحكمنا بقوات الجنجويد المسلحة بالعتاد الايرانى ولان المهدد الامنى جاءت طلائعه بتوالى السرقات الليليه لكبار المسعوليين المعسولين ومع الحصار الاقتصادى الخانق بمنع المعاملات المصرفيه مع دول الخليج وانسداد الافق فكان لا بد ان نبلع موضوع حلايب بكوز من الفزلكة التاريخيه ونتغزل فى شلوخ حلايب السودانية حتى وان رقصت عشره بلدى اما شارع زلط اشيكيت فده منفذ جديد لاستحلاب جيب من تسول له نفسه استجلاب نفايات الصناعة المصريه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..