شيوخ الإفك والضلال ? التطرف الدينى فى عهد الانقاذ – 2

داهمت المخابرات المركزية الامريكية (CIA)مدعومه بقوة خاصة من قوات مشاة البحرية الامريكية ( المارينز) مبنى تابعا لمنظمة الدعوة الاسلامية بضاحية الرياض فى اوخر العام 1993. هذا المبنى عمل فيه شرف الدين منسق عملية مسجد انصار السنه ، وصلت القوات فى الساعات الاولى من الصباح (وهنضبت) وقبضت على رجال الامن المكلفين بحراسة المبنى واقتادتهم الى داخل المبنى ، وقلبوا المبنى راسا على عقب بحثا عن اية ادلة تطمئن الادراة الامريكية فى واشنطون ، بان نظام السودان الجديد لا يدعم الارهاب . مكثوا فى المكتب زهاء نصف الساعة بحثوا خلالها فى كل شئ لكنهم لم يعثروا على ما يشير الى ان للنظام الجديد نية في التعاون مع الارهاب.. كانت هناك خرئط وكتب عن مشاريع ، وعملات اجنبية و سودانية . وجدوا ما يشير الى ان النظام السودانى يتلقى دعما لوجستينا وماديا وفكريا من نظام ما فى المنطقة ، إلا أن ذلك لم يكن محل اهتمام الادراة الامريكية فى واشنطون التي كان اهتمامها منصب على أمر آخر. غادرت القوة العسكرية المبنى بعد نصف ساعة كانت كفيله بان تجعل شخصا ما جوار مبنى منظمة الدعوة الاسلامية انذاك يفتح نافذته المطلة على المبنى ويراقب ويرصد ويسجل الوقائع، فى ذهنه على اقل تقدير، حتى يحين الوقت لكتابتها واخراج الحقائق إلى النور .
المخابرات المصرية من جانبها فسرت ماوجدته حليفتها الامريكية فى مبنى منظمة الدعوة الاسلامية مؤشرا على بداية استثمارات عربية في السودان الجديد ، وان مصر ستحصل وقتها على فوائد من ذلك التعاون التجارى الاقتصادى العربى الاسلامى . ركب الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك، والعهدة على الراوى وتوجه الى الولايات المتحدة الامريكية ليطمئـن الادارة الامريكية على أن لا علاقة للانقاذ بالارهاب.. بالرغم ان العام 1991 شهد وصول ارتال من المقاتلين العرب الى العاصمة الخرطوم حيث سكن عدد كبير منهم فى حى الواحة بكوبر ثم لحق بهم بعد ذلك اشخاص كان مجرد ذكر اسمائهم فى مدينة القاهرة يجعلك عرضة للاعتقال أو على الأقل وتحرش الأمن بك فى شوارع وازقت القاهرة ؟ فهل كان ايمن الظواهرى والشيخ عمر عبد الرحمن وغيرهم مستسثمرين عرب ؟ هل كان بن لادن مسجل فى دفاتر المخابرات المصرية على انه تاجر ! ام ارهابى
شهد العام 1994 احداث دراماتيكية غريبة على الساحة السياسية السودانية حيث ان اطلق مسلحون النار فى مسجد انصار السنه المحمدية لتكون تلك هي البداية الحقيقية للتطرف الدينى فى السودان.
بعدها بايام اختفى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى المرحوم محمد ابرهيم نقد .كان قد صرح مرة الى صحفى خليجى عندما سالة لماذا لم تختفى او تهرب مع الذين اختفوا من باطن الارض مثل المرحوم عبد الله الصافى عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربى الاشتركى ومحرر صحيفة الهدف الذى مات فجأة بسبب مرض الم به فى المنزل الامن . اجاب نقد على سؤال الصحفى بالاتى ان عمرى تعدى الستين عام وقضيت نصفة مختبئا والنصف الاخر فى السجون انا لن اختبيء هذه المرة وقرارى هو ان ابقى واتحمل كل التبعات المتعلقة بهذا القرار اى انه يعنى كان مستعدا للعودة الى المعتقلات فى اى لحظة.
حادثة اخرى غريبة حدثة وكانت تشير الى ان نقد كان يختبر جهاز امن الترابى كان هذا عندما ذهب المرحوم نقد للعزاء فى فقيد الوطن والعالم العمالى المرحوم ابراهيم زكريا الذى شغل منصب رئيس اتحاد عمال العالم وكان يقيم بمنطقة الديم جنوب حينها صاحبت نقد سيارة رجال الامن الى باب سرداق العزاء وتمت إحاطة المنزل بقوة واخرى واحيط الشارع بقوة مماثلة وطرد المعزين وجلس مكانهم افراد حهاز الامن بالرغم من ذلك عاد نقد راجلا الى منزلة بعد سبع ساعات قضها بعيدا عن اعين جهاز الامن ، اتصلة الدورية التى كانت تحيط منزل نقد بباقى الدوريات التابع لها والتى كانت تراقب نقد ساعة دخوله سرداق العزاء اتصلت بهم وطلبت منهم العودة لان نقد عاد الى المنزل ، راسالة كانت بسيطة وواضحة لجهاز الامن والقوى الوطنية ان بامكان اى شخص سودانى الاختفاء من اعين جهاز الامن داخل العاصمة القومية ولن يشعر به احدا ؟
سبع ساعات فى حساب المعارضة السودانية غير كافية للاطاح بالانقاذ لكنها فى نظر الانقاذ نصف ساعة من الحراك الجماهيرى المدعوم بقوات الشعب المسلحة زمن كافى لفرار اصغر انقاذى من السودان ،
حادثة مسجد انصار السنه المحمدية فى العام 1994 كانت كفيلة بان تجعل المخابرات الامريكية تشعر بان السودان يدخل مرحلة جديدة من الصراعات المسلحة (الصراع الدينى فى السودان) لان الانقاذيين هم من حولوا اطول حرب فى افريقيا بعد تمرد لحمابة عسكرية فى توريت الى حرب جهادية اسلامية مقدسة ، هكذا فقط اصبحت الادراة الامريكية تضع نشاطات الانقاذ الارهابية المتزايدة يوما بعد يوم فى خانة نشاطات ارهابية محتملة مستقبلا ! ردت الانقاذ جميل الرئيس المصرى حسنى مبارك بتثبت دعائم الحكم الرشيد فى السودان وضرب حركة ضبابط رمضان بمحاولة اغتياله فى اديس ابابا 1995 فبهت الذى كفر امام العالم ومنذ ذلك اليوم خرجت مصر من الملف السودانى الى يومنا هذا !
الانقاذيون يسلمون عليك باليمنى ويخفون السكين فى اليسرى ،
حادثة مسجد انصار السنة كانت كفيلة بان تجعل نقد يختفى عن الانظار عقد من الزمان ،الحزب الشيوعى السودانى كان يعلم بخطورة الانقاذيين منذ حادثة كلية التربية بجامعة الخرطوم حينما نهض طالبا وتحدث بما لا يليق بحق السيدة عائشة رضي الله عنها فرأت جبهة الميثاق الاسلامي وحلفاؤها أن فرصة ذهبية اتيحت لهم للتخلص من الحزب الشيوعي ونوابه المنتخبين في البرلمان.
نعم اختفى نقد فجاة فى صبيحة الثامن عشر من فبراير 1994 بالرغم من أن أجهزة الامن كانت تحيط بمنزله احاطة الانصار بالخرطوم عندما احتمى بها غردون باشا .
تعود نقد أن يستيقظ باكرا وبعد أن يصلي الفجر يمارس تمارينه الرياية في حديقة المنزل وذلك بشهادة رجال الأمن الذين كانوا يقومون بمراقبة حرمته وتسجيل حتى أدق التفاصيل حول من يدخل ومن يخرج . وفيما كان رجال الأمن يقومون بالمراقبة كانت هناك خلية أمنية تابعة للحزب الشيوعي السوداني تقوم بدورها بمراقبتهم وتشرف على وضع وتنفيذ خطة فى تنفيذ خطة الاختفاة الغامضة والغريبة التي فاجأت اجهزة امن الترابى.
إذا كان هذا هو حل أجهزة أمن نظام الانقاذ وهو في عنفوانه فما بالكم الآن . الانقاذيون يعرفون هذه الحقيقة جيدا ويدركون أن الجبهة الثورية قادرة في اية لحظة تريد أن تصل اليهم حتى داخل مكاتبهم المحصنة.
عندما تهب الخرطوم ومدن السودان الأخرى فى ساعة واحدة (ساعة الصفر ) كم من الوقت يا ترى باستطاعة الفريق محمد عطا واطفال أنابيبه أن يصمدوا.
عامر جابر
[email][email protected][/email]