جالوص نمر

والشيء بالشيء يُذكر كنا طلاباً في المرحلة الثانوية في زمن لا تلفزيون فيه، وداخلية المدرسة الثانوية بها راديو عام واحد فقط وبعض من أجهزة راديو خاصة. كنا ننام مبكرين بمقاييس هذا الزمان. في ليلة من ليالي عام 1970م تقريباً وفي منتصف الليل أو بعده جاء مدير المدرسة ود المجذوب رحمه الله للداخلية وأيقظ كل طلاب الداخلية لينقل لهم خبراً قال فيه إن الفلسطينيين قتلوا الملك حسين وذهب إلى منزله، ودار نقاش طويل وتحليل لما وراء الخبر. أصبحنا الصباح ووجد الخبر ليس صحيحاً وهو من نسج خيال المدير، وسألناه لماذا فعل ذلك. قال: كل يوم تأكلوا وتنوموا حركوا أنفسكم بنقاش.
تذكرت هذه الواقعة يوم حضرت ندوة بطيبة برس نظمتها جماعة «إعلام للجميع» يوم الأحد بعنوان «تكنولوجيا البناء بالجالوص» المتحدث الرئيس فيها الاستشاري المعماري الدكتور عثمان محمد الخير وعقب عليه د. محمد حسين حامد ود. الفاضل علي آدم وم. علي الزبير وأداروا نقاشاً علمياً طويلاً ومفيداً في قاعات المحاضرات. وطافوا بنا على تجارب عالمية في فرنسا وفي إيران وفي أمريكا القاسم المشترك فيها البناء بالجالوص أو التراب مرة مخلوط بجبس ومرة مخلوط بأسمنت ومرات معبأ في أنابيب ومرات مدموكاً أي مضغوطاً ومرات مرشوش بأسمنت وأخرى بالزبالة ومن نموذج لنموذج والسوق يقول لهم لم أسمع بما تقولون يا غرباء.
أعقب ذلك نقاش الإعلاميين والحضور الذي زينه شرف الدين بانقا بواقعيته المريحة التي تلخصت في أن القضية كيف تبني سكناً آمناً رخيصاً للفقراء وكل الذي قيل لا يحل المشكلة وهو سكن للأغنياء، وقال شرف أما الحديث عن البيئة والتلوث فهذا شأن أوربي وأمريكي نحن لا نشارك فيه بما يستحق العلاج.
يوم جاء دوري قلت متذكراً حادثة أستاذنا ود المجذوب أعلاها الحمد لله أن وجدنا للمحافظ نمر ما نشكره عليه أن حرك كل هذا الحراك بجملة واحدة «سنمنع البناء بالجالوص» قالها معتمد الخرطوم بعد السيول والأمطار وذهب ونام كما نام ود المجذوب، وردحت الصحف وهاج العلماء وانتفض السياسيون وراجعت البنوك والصناديق حساباتها ونمر قرر ولم ينتظر دراسةً ولا رأياً آخر ولا حتى ورشة ولا اجتماعاً مع مستشاريه. اللهم أمتني قبل أن أرى هذا النمر حاكماً على السودان.
الحديث عن البناء التقليدي أو الحديث هو شأن اقتصادي بحت لا يمكن أن يسكن الأغنياء في بيوت الجالوص ولا القطاطي لأنها باردة صيفاً، فهم سيسكنون هذه المباني الأسمنتية وقادرون على تكييفها. والفقراء لا قدرة لهم وسيبنون هذه البيوت التي على قدر ما في جيوبهم ويدخلون تحت سقفها محتملين كل سلبياتها، كل ذلك في غياب الخطط الإسكانية والاقتصادية المدروسة التي تمنع الهجرة إلى المدن لا بل الهجرة للخرطوم بعد أن أصبحت المدينة الوحيدة في السودان.
وألفت نظر الذين منعوا الكمائن على النيل وهو أمر تم بعد دراسة ألفتهم لأطنان من الطمي على ترع مشروع الجزيرة فليبحث الباحثون كيف الاستفادة منها؟؟ زراعةً أو بناءًَ.
خلاصة الأمر على المسؤولين أن يقللوا كلامهم ويضبطوا جملهم ولا يرهقوا العلماء والكتاب والإعلام بكلام غير مدروس، وجاء عفو الخاطر في لحظة سلطة زائلة. المجتمع يجب أن يكون هو الأقوى.
[email][email protected][/email]
هو عمر نمر أتولد واتربي وترعرع في بيت زباله في رفاعه. … الله يرحم ابوه حماره ماعندوا
المشكلة الحقيقية مش بيت جالوص او اسمنت..المشكلة في اهدار موارد البلد دون مراعاة لمستقبل الاجيال القادمة..يعني مفروض يتم تخصيص اراضي لعامة المواطنين لأننا جميعا اصبحنا غير قادرين على اي نوع من البناء واصبحت الارض سلعة ومخزن للعملة..الحل في تشييد عمارات شعبية وبيع الشقق بالتقسيط للموظفين والعمال واحداث نقلة في السلوك بما يتناسب مع المتغيرات..الحوش الكبييير يتعذر الوصول اليه حاليا..
فالشكر اجزله والتقدير اوفره موصولان لك انت اهلهما يا استاذ ألأجيال يااحمد يا مصطفى بعد ان تكون التحيات اعطرها قد انداحت منى اليك وتنزل السلام عليك؟ ياخى اعدت الى الأذهان ذكرى ذلك الرجل الفريد .. معلم ألأجيال ,, احمد المجدوب ألأمين…. رحمه الله فى اعلى عليين وجعل الفردوس ألأعلى مقرا له ومقاما مع من سبقوه او لحقوا به من كرام المعلمين ألأخيار.. يقينى انه كان من المعلمين الذين سبقوا زمانهم .. اينما حط الرحال قائدا للعملية التربويه ترك من البصمات وألآثار الخالدات الباقيات فى ابعاد اللانهائيه واغوار ألأبديه اوفرها وارسخها.. تلا كتاب الله و احسن الصلاة .. والصلة بينه وبين ربه .. والصلات بينه وبين اصدقائه ومعارفه من رفاق دربه وزملاء مهنته وطلابه وطالباته وغيرهم من عامة الناس.. احب التعليم واخلص واوفى وفاءا له منقطع النظير..انشد ألأشعار واطلق الطرف والنوادر وفوق هذا وذاك اكرم واحسن وفادة كل من كانت له به صلة رحم وقربى …
يحكى عنه انه عندما كان فى قسم اللغة العربيه (التى كان من اساطينها وسابرى اغوارها) فى بخت التربيه كان يطلب من معلمى اللغة العربيه بالمدارس الوسطى وهم بين يديه تحت التدريب ويناشدهم ان يرفقوا بطلابهم ” ما تدرسوهم المراثى فى الحصص ألأوائل من اليوم الدراسى ان وقعت لكم حصص اللغة العربيه فى الصباح ,, ما تكسروا قلوب الطلاب وتحزتوهم وتنكدوا عليهم من اول الصباح .. خلّولم صباحهم مشرق مليء بألأمل” .. بس يا حسره فى احدى رحلاته التقويميه “التفتيشيه” وجد واحدا من المعلمين من اولئك الذين اوصاهم بتجنب تدريس قصائد الرثاء فى الصباح (لحظه العاثر) يدرس قصيدة ابن الرومى فى رثاء اوسط صبيتهاللى مطلعها”بكاؤكما يشفى وان كان لا يجدى00فجودا فقداودى نظيركماعندى” المعلم المسكين كان من المصابين فى صغره بالرمد الربيعى الذى ترك اثارا سالبه على احدى عينيه التى تبدو اصغر من التانيه اللى برضها كان عليها شيء من “حتى” ..ود المجدوب مرق من الفصل فى حاله من أنفعال .. ما قدر يننظر.. نادى المدرس خارج الفصل وقال ليه..” يا فلان انا ما قتلكم فى بخت الرضا ما تكسروا قلوب ألأولاد من الصباح .. انا الماعندى اولاد وبنات كسرت قلبى” .. المعلم رد عليه: يا استاذ القصيده من عيون الشعر وعجبتنى!! حدّق ود المجدوب فى وجه ألأستاذ وقال ليه: القصيده دى قبل ان تكون من عيون الشعر هى من “عيونك انت”.. وشال شنطتو وغادر المدرسه.. رحم الله ود المجدوب..
والله نحن من ما كنا عيال وشفع عشنا وسط الطين والطمى والاطماء والجالوووووووووووووص
حتى قببنافى العيلفووووووووووووووووون مبنية من الطين والجالوص
ده الشىء الخلانى امشى لقايت احراش الجنوب مع الغلمان عشان اعرف سر مقاومة بيوت الجنوبين شنو للامطار والطين والطمى والاطماء والعيكورة
اسحق فضل
فنى مساحة بدرجة مهندس
“أصبحنا الصباح ووجد الخبر ليس صحيحاً وهو من نسج خيال المدير، وسألناه لماذا فعل ذلك. قال: كل يوم تأكلوا وتنوموا حركوا أنفسكم بنقاش.”
ياسلام عليك ياكاتب الانتباهة بتاعت ود مصطفى دلوكة والله لقد ذكرتنا بقطار الليل البسوقو الان
اسحق فضل من نواحى وضواحى العيلفون
عن عمال الطين والطمى والاطماء والعيكورة
وعن اولاد الجزيرة باعة المويه والهتش بشارع المك نمر
اسحق فضل
هههههههههههههههه