مرحلة اللعب على بيضة الإتحادي وحجر الأمة .. !

مامن شكٍ أن السودان هو واحد من دول المنطقة التي عرفت الديمقراطية مبكراً وإن كانت في شكلها الخارجي بما يتناقض مع المضمون الحقيقي لها الذي ينبني على المؤسسية الصحيحة التي كان من الطبيعي و المفترض أن تقود أحزابها لاسيما ذات الثقل الجماهيري الأفقي .. وأعني تحديداً حزبي الأمة و الإتحادي الديمقراطي وفي كل مراحل تشكلهما إئتلافاً وانقساماً بالقدر الذي طعن في مسيرة الحياة السياسية والوطنية المتعثرة منذ الإستقلال !
وليس ذلك بالطبع هو نوع من تبرئة ساحة الأحزاب العقدية الآخرى التي دلفت الى الساحة السياسية لاحقاً و تمددت فيها عمودياً وسط القطاعات المثقفة فصعدت على منصات العمل النقابي بشقيه الزراعي والعمالي وأقتحمت فصول الطلاب في المراحل الثانوية ومدرجاتهم الجامعية .
وهي كلها منظومة مع تفاوت الأدوار وتباعد الأهداف الذاتية قعدت بالسودان الحديث في دائرة الجحيم الثلاثية الأبعاد .. طائفياً و عقدياً وعسكرياً !
ولكن قياساً الى قبح الأقوال و شائن الأفعال و تكلس الحكم الذي طال وأستطال فإن حكم التحالف الإسلامي العسكري الحالي هو الذي يتحمل أكبر الأوزار ومآلات السوء التي سلبت لحم الوطن وضربت في عظمه !
الان تباينت الخطوط ولا مكان للذين يقفون في المنطقة الرمادية .. فإما أن تكون في صف الوطن ضد هذا النظام الذي يسعى الى بيع بقية ترابه وإما أن تقرع معه الجرس في مناقصة البيع ولا نقول المزاد لان الخسارة هي العائد الكبير الذي يدفعه هذا الشعب وقد تاه عقودا من الزمان في لعبة الحكم السخيفة التي يحاول الإسلاميون والعسكر الآن إسدال ستارتها على فصلها الآخير لصالحهم إقصاءً للكل ، وهم يركزون على كسب مرحلة اللعب ببيضة الإتحادي التي فقست عدة فراخ بدون مناقيروقد إبتعدت عن دجاجتها العجوز التي سلمت جناحيها ورقبتها لسكين الجزار بثمنٍ بخس .. !
ومن ثم اللعب على تفتيت بقية حجر حزب الأمة الذي ذاب طويلاً في مياه المواقف الدافئة لقيادته على طنجرة النظام الذي يسعى الى الخلاص مما تبقى منه بعد أن إستنكف زعيمه مهادنة تلك الحلة القذرة !
وهو ما يجعل مثقفي الحزبين رجالاً ونساءاً من الوطنيين أمام تحدي إنتزاع كيانيهما من قبضة الرجل الواحد والبيت المقدس والسجادة التاريخية والحصانة الطائفية.. ليصبحا في كنف الجماعية المؤسسية التي ترسم مع بقية الفعاليات صورة لخارطة الوطن القادم على دروب الأمل المنشود وإن طال فيها المسير..!
فزعيميهما بات أحدهما .. خارج شبكة العقلانية السياسية بل والوطنية كلها!
والآخرأصبح بقاء الحزب رهيناً بشخصه وهو مطارد بالشوك الذي رفض أن يجره من قبل على جلد البشير حينما رمته الجنائية في يد الشعب السوداني .. وهاهو الرجل أي الرئيس يرد التحية بأحسن منها جراً لذلك الغصن في جلد غريمه الودود واللدود في ذات الوقت !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. امنجي بمعنى الكلمة

    جداد الالكتروني جديد وكبار

    بس جمع الأمة القومي ومؤسساته بحزب مثل الاتحادي حرام عليك ومساواة زعيم ومفكر وسياسي مع اخر لا يعرف كوعه من بوعه حرام عليك

    بس الجداد اكثر من دا بسوي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..