صرنا لا نصدق انفسنا

عندما قمت بكتابة الموضوع الاخير عن دار الرياضة في امدرمان ، بدات استعيد الزكريات . ورجعت الي بوست قديم بدأه الكاتب رضا وكانت فيه مناشدة لي بالمشاركة . وشارك صديق الموج وحسين ملاسي وابو حسين وبلدي يا حبوب و صلاح يوسف وتاج السر حسن . ساستعين ببعض معلوماتهم ، لهم الشكر . وكدت ان لا اصدق اننا قد عشنا ذالك الزمن السمح . ولقبح الدنيا وقبح الانقاذ وما اتت به الانقاذ من لؤم وحقد مريض ، صرنا لا نصدق انفسنا. ونكذب ذاكرتنا وما عشنا .
اقتباس
الدخول الي الدار كانت له طقوسه و عاداته ، فلكل المشجعين مكان معين . و اهل المورده كانوا في جنوب الدار بزعامة اسطي نقش بقامته الفارعه جدا و هو اسطي مواسير في شركة النور يتكلم و يكج عينه اليسري .
و الغرض في المحل الاول الاختلاط بالناس و المزاح و المناكفه . عثمان طه كان يتنقل بين كل الاماكن حتي المصطبه الوسطي و لا يدفع لدخول الدار و يخرج عاده بعدة جنيهات من الدار لانه يفرض اتاوة علي المقتدرين و من لم يتوفر عنده يذهب له عثمان طه في المكتب . و كما ذكر الاخ صلاح فقد بدأ عثمان طه حياته كعربجي الا انه امتلك سيارة تاكسي فيما بعد ، شارك في الدفع اعيان امدرمان و منهم الرجل الكريم عبدالله خليل رئيس الوزراء . عثمان طه اشتهر بجمله ( ده غلط ) و عندما صار هنالك برنامج في الاذاعه السودانيه بعنوان ( ده غلط ) احتج عثمان طه و ذهب الي العم متولي عيد مدير الاذاعه الاول و انتهي الامر بان امر له طلعت فريد بمبلغ .
اهمية دار الرياضه امدرمان ان المشجعين و المتمرسين الكبار كانوا يحكمون علي اللاعب الناشئ و يصدرون حكمهم الذي لم يكن يخيب ابدا
كما كانوا يشيرون لنجاعة تغيير خانة اللاعب .
السر السفيه كان ينتظر مجموعة الرباطاب ممثله في عبدالرحيم الشيخ ود النخيل و الطيب سعد الفكي و الشنقيطي ابراهيم بدري و ابن عمتنا بابكر مخير و عثمان بدري و يقول باعلي صوته مرحبا بهم ( اهلا ..اهلا …اولاد ربـــــــــــــاط ) ثم يصمت قليلا و يضيف ( الجزمه ) . و عندما هو مشغول بالكرتله لم يرد علي الطيب سعد فشتمه الطيب الذي صار رئيسا لنادي الربيع ، كالعاده فاكتفي السر بان رفع يديه للسماء قائلا ( اللهم لك الحمد و الشكر لانك لم تجعل رزقي في خرم ابره ) . فاخي الطيب كان خياطا في زقاق الصابرين سوق الشوام
احد الرواد قال للسر الذي كان جناينيا في جامعة الخرطوم ,, عشرين سنة في الجامعة … متاوقة ساكت كان مفروض تتخرج ,, وضحك الناس . فقال السر ,, انت كمان شنو مقابل صلب الحصان اليوم كله . دركسونك حبل وبنزينك هورد وفراملك هيس . تلقط في القراد ذي بتاع الكبانية ,,
نهاية اقتباس
نقش مر بمنزل احد الاسر التي صارت علي غير عادة امدرمان تاتي بالسواري لحراسة اعراسهم . في تلك المرة ، كانت البوابة مفتوحة واهل الدرا جلوس بسبب مأتم . فتوقف طلب وقال لهم ,, والليلة وين السواري ؟ ,,
عندما يدخل عثمان طه يصرخ الجميع هورد هورد . وهذا الصوت يطلقه العربجي لحث الحصان علي السير او يصيحون سبعين تمانين . وتلك كانت نمرة مرسيدس حمد النيل ضيف الله ، رئيس اركان الجيش السوداني كان يحضر عثمان طه لدار الرياضة وعثمان يجلس في الخلف ، وكأن اللواء حمد النيل هم السائق الاجير . ولحمد النيل ابن اسمه عثمان طه . ولعثمان طه ابن اسمه حمد النيل . وهما اقران طفوله وجيران في فريق ريد .
الذهاب الي الدار لم يكن فقط لمشاهدة المباراة. الغرض الاول كان التفاعل ومقابلة الاعداء الاحباب . والكل يعرف الجميع ولكل مشاهد مكانه المفضل . وتبدأ الحفلة قبل فتح البوابة . ويحتمي الرواد الدائمون بظل حائط المنازل غرب الدار . ومن تلك المنازل منزل العم دفع الله شبيكة والد الشاعر الدكتور علي شبيكة . وهو جار وصديق المنلوجست والفكاهي بلبل او عبد الكريم . وكان قد الف المنلوجات والكثير من نكات السودان . واشتهر بنكات اشمعنا . مثل قملتين في شنب ابوك قول اشمعني . عاملين جر حبل . او نكات ب ,, الزمة ,, شايف الراجل الماشي ده ؟ عنده بيت بعشرين الف جنيه . بالزمة ؟ لا بالطوب الاحمر . ولان بلبل كان يسكن بالقرب من الدار فكان من المداومين . ولكن اختطفه السرطان في 1964 .
من المنازل المواجهة للدار منزل آل الله جابو والعم حسن نجيلة وآل الخانجي وآل رستم ومحلات عبد الغني لتعليم قيادة السيارات . وكان للعم الدرديري القاضي ورئيس مجلس السيادة غرفة خشبية علي سطح منزله الفاخر من الجهة الجنوبية من حائط الدار .
وبالقرب من الدار سكن ظريف امدرمان طيب الله ثراه ابراهيم الشيخ ود النخيل . وواصل شقيقه عبد الرحيم المشوار وهم خيلان الثلاثي الرائع مصطفي النقر ومحمد والفاتح النقر . وابن عمهم الوجيه الصناعي يوسف بدر القطب الموردابي . وهومن اخطرني بوفاة احد الرائعين الاخ مارقيت حارس مرمي الموردة الاسطوري طيب الله ثراه .
وتبدا المناكفات خارج الدار ولها طقوس واسس . ولا يغضب اي انسان. وقد يسالون بعد الدخول عن اسم الفرق المشتركة . وبعض الشخصيات لا تدفع ابدا منهم بلبل رحمة الله عليه وعثمان طه .
المنزل المواجه لركن الدايات كان مركز الحزب الجمهوري الاشتراكي. وبعد ان تقلص دور الحزب كان والدي يصر علي دفع مصاريف الدارالي ان توفاه الله . وكان حمزة المسئول عن الدار . وكان اول من يظهر بالطاوله الكبيرة وجرادل الليمون. ويظهر جبريل رجل المرور لتنظيم السير وهو مبتسم . ويحييه الجميع ويتبادلون معة المزاح والقفشات . وليس هنالك خوف او حقد علي بوليس الحركة . فابو داؤود يعتبر شخصية وطنية . وجبريل هو عم الاستاذة تماضر شيخ الدين وابناء الاستاذ المربي الكبير شيخ الدين . وهم عصبة تفاخر بهم امدرمات الدنيا . وكان جبريل طيب الله ثراه يتواجد في صينية مكي ود عروسة . وهؤلاء الرائعون لم يسمعوا بالرشوة وابتذاذ الناس .
ويقف مريخ بقامته الطويلة امام عربته . وعربته تحوي الجرم وحب القرع والفول والحمص . وبعد نهاية الكره . يدفع بالعربة الي سينما الوطنيه , ويجلس في مقهي يوسف الفكي ليحتسي كوبا من الشاي , وهو في انتظار الدور الاول . ومع بداية الدور الثاني يدفع بالعربة نحو الموردة . وهو سعيد كأحد اعلام امدرمان يحترمه ويحبه الجميع . ويتواصل مع المعا رف .
واولاد الفكي ثلاثة كانت بدايتهم عند العم احمد خير صاحب المقهي عند باب السينما . وهو والد القانوني الكبير صديق احمد خير الرحمة للجميع . والعم احمد خير كان يقول مفتخرا . ان ستة من وزراء حكومة الاستقلال ,, قاموا من قهوته ,,. وفي قهوة يوسف الفكي
لا يصفق غير الغريب . والتصفيق مرفوض لانها قهوة الصفوة .ولان طلبات كل الزبائن معروفة .
اسم مريخ الحقيقي الذي اختفي هو عبد الرحمن . وكما اوردت في حكاوي امدرمان هو انني امتلآت فخرا، عندما افسحت لمريخ وهو يتقدم لحلقة الزكر في حولية الادريسي في الموردة . وحياني باسمي . وكان ذالك بمثابة وسام . وكان مريخ يسير وكانه يترنح بسبب دفعه للعربة لعشرات السنين . كان لطيفا ودودا قليل الكلام .
اولاد الدالي من العرضة كانوا يبيعون التسالي داخل الدار احدهم حمزة وهو احمر اللون يرتدي الرداء وشقيقة يرتدي الجلابية . والبيع من القفة عن طريق الغمت من اليد لليد . وقد تزيد الكمية او تقل حسب المشتري . وظهر الضنقلاوي بشلوخه المميزة . وينادي انا ماشي انا خلاس ماشي . وكان البعض يرد عليه ماتغور ياخي .او ,, نعمل ليك شنو ؟ وهو يردد انا خلاص ماشي .
باجوري كان رجل السواري الذي يمتطي الحصان ويعرفه الجميع . وعندما يستتب الامن ، يدخل الدار ويقابله الناس بالتحية والصفقة والهتاف وهو يرفع يديه محييا عشاقه وجماهيره . واهل المصطبات المناكفون ومن عرفوه لعشرات السنين يهتفون له . باجوري غرق …. واقف مرق . ويعطيهم ظهره ويعطيهم نفس الحركات بيديه التي تبادلوها في ايام الطفولة .
وفي الحفل الذي اقيم تكريما لابن امدرمان المحافظ الذي خرج فقيرا من المحافظة ،ابن العم مهدي مصطفي الهادي ، كان باجوري يسير مع اعضاء مجلس قيادة الثورة ابو القاسم محمد ابراهيم الذي سكن علي بعد خطوات من الدار وزين العابدين محمد احمد عبد القادر.. الملازمين . فصرخ السر السفيه في غريمه باجوري ,, ياباجوري ,, الكلب البوليسي جابوه قبل سنتين دلوكت بقي شاويش وانت ماعندك شريط بعد 30 سنة ,, فقام ابو القاسم الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية بترقية باجوري .
الاخ صلاح يوسف فال انه شارك في الكرتلة . وقطع المشط . وبدا السر في الصياح الكسبان صلاح الفرشة .. صلاح الفرشة . وهندما ظهرت الكرتلة الثانية لاحظ صلاح انه لا يوجد مشط بل فرشة . فلفت نظر السر لانه الرابح ، وانه كان يحسب ان الصورة لمشط . فبدأ السر في الصياح ,,, شوفوا ابو صلعة ده يعني من ميه حاجة ما لقا يقطع الا الفرشة ويقول مشط . يعني لازم الحاجة العندو منها مركب نقص ,,. فاضطرصلاح يوسف ان يقول له انه متنازل عن صناديق البنسون الثلاثة ، ليضمن صمته .
عندما كتبت عن البوليس وكيف كنا نعتبرهم ابطالنا . وكيف حزنت امدرمان لمقتل الشاويش ميرغني في حوادث اول مارس . واحترام حتي كبار المجرمين للصول درار ,,شنب الروب ,, كتبت عن رجل السواري بين . وتداخل معي الاخ مالك وزكر انه كان يبيع الماءامام دار الرياضة . وعندما كان بين يطارد احد المشاغبين اندلق الماء . وبعد نهاية المباراة سأل بين عن منزل الصبي الذي فقد الماء المثلج . وذهب معتذرا . ولكن والدة مالك رفضت التعويض . وصار بين الذي احبته كل امدرمان يذهب الي منزل مالك ليعطيه العيدية . امدرمان كرمت بين عندما تقاعد بحفل لائق . اين نحن الآن من زبانية الانقاذ . ولهذا لم نعد نصدق ما عشناه . ولم تعد نصدق انفسنا .
كان للناس مواقع معينة . ويحترم الآخرون هذه الحواكير . احدالاغراب احتل مكان السر . فوقف السر امام الغريب . وسال عن الفرق المتنافسة . وعندما اعلموه بالاسماء قال والسواح ديل ليه بيجونا هني . وكان يقصد من اخذ مكانه .الاخ كبسون تميز بطوله المميز جدا . وكان يرتدي كسكتة . ويركب عجلته من والي الخرطوم والسرج مرفوع لآخر سنتيمتر. كان يجلس في البلكونة اليسري في سينما الوطنية.ويجلس في الصف الاول ويسند كتفه علي حائط غرفة المكنة . وعندما يجلس احد الغرباء في مكانه . يقف بالقرب من الشخص . ويتكفل الآخرون باخبار الشخص باخلاء المقعد .
كانت لنا سيارتان فولفو في امدرمان وتعبنا ايجاد قطع الغيار . وطلب مني شقيقي الشنقيطي الهاب الي شركة الروبي ومقابلة الفاضل . وقابلني زميل الطفولة اورول. ولم اجمع بين الفاضل واورول . لان اورول طغت علي اسم الفاضل . وهو احد اولاد العاتي الاربعة . وفردة الشنقيطي. واولاد العاتي لعب ثلاثة منهم للموردة في نفس الوقت ….. الفاضل وعز الدين والتاج . عباس العاتي كان لاعب كرة كذالك .
الموردة لم تتوفر لها الاموال التي توفرت للهلال والمريخ . كانوا يقاتلون بايمان . والتاج كان يطالب المسئول المالي بالمصاريف . وبما ان التاج لايرفع نظره حتي وهو في الميدان، قال له المسئول …. انت طوالي بتعاين في الواطا ما لقيت ليك قروش واقعة علشان تريحني . اللاعب الذي ينظر الي ارض كانوا يصرخون له في الدار وفي الليق … لسه كايس الفريني ز والفريني عملة صغيرة من الفضة تساوي قرشين .
الاخ عوض فرطوق الذي كان مدربا في الامارات . عرف بفرطوق بسب اهازيج الاطفال يا فرطوق صنقع فوق . عوض هو شقيق الكابتن اسامة اغا الذي لعب للزمالك . وهو هلالابي كامل الدسم . اجبر للعب للمريخ لان والده من المؤسسين لنادي المريخ قبل ان ينقصل الهلالاب عن المريخ. وكونوا فريق عباس . الذي كان خلفه عباس جلادي او عباس حبيب الله . ونادي المريخ الاول كان منزل آل الاغا .
ويفتح شرقا في شارع المسالمة . واضطر الاخ اسامة للعب للمريج .
من الرواد كان العم المربي محمد توم التجاني . وله لسان سليط . ولقد اغضب نميري فلقد قال لمن ساله عن نتيجة الاجتماع فقال . اداني فارغة واديتو مقدودة. وبلغ الكلام لجعفر . كان لايحبذ التعليم المصري . وعندما واجهه مسئولي جامعة الفرع قال لهم متظاهرا بعدم المعرفة . …. انحنا بنكون مشغولين كل اليوم في الوزارة . لكن يوم تعالوا نجتمع بالمساء ونحل كل المشاكل . وعندما قالوا له انهم مشغولون في المساء لان الدراسة في المساء . قال مستغربا … حياتنا دي كلها ما سمعنا بي تعليم بالليل الا تعليم العروس . ويمكن تخيل تعليقاته في الدار من هذا المنطلق .
من ناس الدار البعاتي الذي ياتي وهو منطط عيونه وله عضلات وينظر الي الناس بغضب . ويصرخ واي البعاتي جاكم . خريستو ابيض اللون بشعر مميز. عبد الكريم الزبير يدخل بالشعر وبعضه مرتجل . ووردي سائق التاكسي ، وود مالك العملاق يحمل الجرايد وقصاصات الجرايد. وكاك .. كاك كانت تقابل كاك بائع الدجاج في السوق .
سينا كان مجموعة متكامله . حكي لي دكتور ابراهيم بدري
ان الجناح في فريق شمبات كان يدخل كثيرا لوسط الميدان . وبدا سينا في توجيههه . والجناح لا يهتم . فصار يقول … خليك هني مع التقنت … ماتفك التقنت .. امسك التقنت . والتقنت والترس والانقاية والكجريب والسراب هي تقسيمات الحواشة . فغضب احد المشجعين والذي لا يعرف روح الدار , وطلب من سينا ان يطالعه . وسينه والجميع يضحكون ومشجع شمبات يزداد غضبا . وسينا يقول له … اطالعك وين ؟؟ وهو فضل خلا ، الاراضي كلها باعوها وسكنوها لحد كردفان . وعندما انتهت المباراة شاهد المشجع مدرب شمبات وادارة شمبات يهرعون لسينا ويحتضنونه . وعرف ان سينا كان احد فرسان الكرة . وكان يلقب بالخواجه.
صديق سينا القائمقام الزين حسن كان موردابيا ومنزلهم يفتح علي الدايات من الحائط الشمالي . وبينه وبين سينا مناكفات .اشتكي الزين حسن من احد اهل الاقاليم لانه لم يصل بالرغم من وصف المنزل . والزين حسن قد عمل في الاقاليم وكان حاكما عسكريا لكردفان . فقال له سينا ما صار يردد …. تقول ليه يبتظرك تحت ,, ضد ,, والقصد هو التخته السوداء خارج الدار ، التي يكتب فيها بالطبشير اسم الفريق و,, ضد ,,الفريق الآخر . وضد,,, مكتوبة بالبوهية . والجميع يعرفون دار الرياضة .
عندما لعب فريق الزومة اتي معهم الفنان اليمني واعضاء اللجنة . وكالعادة اشتبك الرباطاب مع جيرانهم الشايقية . ووصف الرباطاب بالعطشجية ، وكماسرة القطار وبياعين الجردقة . وعندما يتعرض مرمي الزومة لهجمة يصرخ الرباطاب ,,, الزومي .. الزومي مزنوقي . الزومي مزنوقي … ويقولون للشايقية شلوخكم لا ورا ورقيصكم لا ورا وكورتكم لا ورا . . وبعد المباراة تواصل الجميع وذهب البعض لمنازل من كانوا يهاجمونهم قبل قليل . هكذا هي الدار .
كما اوردت ، فان طلب كان من يحمل الحقيبة لاسعاف المصاب . وكان دوكة حارس البوابة يقوم بذالك العمل في غيابه . وكان يطوف الدار ويحافظ علي النظام ، مثل برمبل مفتش امدرمان البريطاني . وفار كان من يقطع التذاكر . وتأخرل زواجه . وكانت هنالك مباراة لصالح زواجه . واقيم حفل في مباني الادارة ومدرسة الحكام ، في الجزء الجنوبي من الدار ز والفنانان كانا الشفيع وعبد الدافع عثمان . فقال السر السفيه ، والصبحية بي بن بتي . وبت بتي هي البصيرة المشهورة في امدرمان . والشفيع كان قد فقد يده اليسري في حادث سير , وفقد عبد الدافع ساقة بواسطة ترام الموردة . الرحمة للجميع .
كنا ندخل الدار باستمرارفي النصف الاخير من الشوط الثاني . وكان شقيقي ايمان في التانية عشر ومصاب بمرض الكورة والمريخ . وقال احد الرجال لايمان . انت جيت هني . انا احسن ازح من قدامك . ايمان كان يقفز ويتشنج ويشوت الهواء . ايمان زامل صديقه تاج السر حسن في القاهرة . والتاج ,, هلالابي مرضان. والتاج كان من المفروض ان يكون من العيبة العالميين . واكبر ,, مرضان ,, كان الاستاذ حسن الذي كان القنصل الثقافي في بون وغرب اوربا . كان يذهب الي الخلاء اثناء مباريات المريخ . ويعود الي النادي . واذا شاهد العلم مرفوعا يدخل النادي سعيدا كطفل في يوم عيد . والا ذهب محموما الي منزله وتغطي .
حسب سجلات الفيفا فان المريخ قد نفذ عملا خارقا لعدم تعرضه للخسارة لموسم كامل . وكنت افكر ان تلك السنة كانت اسعد سنة لاستاذ حسن. وهو رجل مهذب متواضع. لا يملك الانسان الا ان يحترمه .
الولاء كان مهما جدا ولم يكن اللاعب يفكر في الفلوس . ولقد قابلت الاخ الصوفي في دكلن قايد اليمني في الهاشماب. وكان يشتكي لانه حضر للمنزل وجد ان مسئول من نادي الموردة قد ترك له 30 جنيها . وهو قد رفض ان يوقع للهلال ب 60 جنيها . وانه لا يفكر في الفلوس . وحاول شقيقي الشنقيطي ان يطيب جاطره . رضا في موضوعة المنشور ذكر ان احد اللا عبين تلقي كيلو باسطة . وآخر طلب عجلة رالي . والحقيقة ان اللاعب لم يكن يتوقع اي شئ , صفيحة حارس الموردة وقع كباية شاي . في نهاية التسعينات . كان منزلنا مليئا بالزوار وايمان يحتد مع لاعب رفض ان يوقع للمريخ بدون ان يقبض . زطلبوا مني ان اشرح للاعب كيف كان الناس يخلصون لناديهم .
التحية للكابت علي سيد احمد الذي اتي من كوستي . واخلص للموردة وقاتل بشراسة لتصل الموردة الي النهائي . تلك كانت الروح الرياضية .
[email][email protected][/email]
سرد ممتع متعك الله بالصحه والعافيه ولكن يا استاذ لم تذكر شئا عن المرحوم الخزين الذي كان يعلن عن المباريات بمكبر صوت يدوي.
نادي المريخ الأول
لم يكن منزل العم يوسف الأغا رحمة الله عليه بل كان منزل محمد موسى ابسام خلف منزل الأغا وبما أني من أبناء المسالمة ودخلت كثيراً هذا المنزل فقد لاحظت اكثر من مرة فاتورة الكهربا مازالت بأسم نادي المريخ حتى بداية الثمانينات عموماً متعك الله بالصحة والعافية ياأخ بدري لهذا السرد الجميل الممتع
الموردة بتلعب ……. ياحلبل هذا الهتاف . أين الموردة اليوم؟؟؟؟؟ رأيك شنو ياشوقى؟؟؟؟؟
العم مريخ يا أخ شوقى هو والد الطيار المخضرم بسودانير الأخ الكابتن عزالدين وبعدها عمل الأخ عزالدين بالخطوط الكويتيه وعاد للسودان بعد الغزو العراقى.
أما الكابتن عبدالحميد حدربى طيب الله ثراه هو تقريبا دفعة عزالدين مريخ وحدربى من رواد الدار المداومين وكلما يجى داخل ناس السر السفيه والوسيله و عيسى دهب كلهم بصوت واحد تقول لى الطياره فيها بورى ومن هنا اصبحت قوله شائعه.
يا سلام يا سلام مت تلك الايام
العم العزيز (او الجد لو ماعندك مانع) شوقي بدري، اعلم انك تكتب من الذاكرة الجميلة المحسود عليها، لكن ياخي تكتبالمسؤول المالي لنادي الموردة ؟ وكت تنسي تنسي الطيب حسن الطيب هاشم، اخو الزين حسن ، واظرف ظرفاء الهاشماب وامدرمان، لم التقه لفارق مرور الوقت، لكن سمعت من نوادره الكثير.
حين ذكرت في مقالك غرفة الدرديري الخشبية طافت بذاكرتي تلك المباراة التي شهدتها من هناك ذات عصر ضجرنا فيه من المذاكرة، قلت حينها لصديقي حفيد الرجل العظيم : جدك كان عامل فيها قاضي ورءيس مجلس سيادة وبحضر كور دار الرياضة ملح ..كننا ،ايام الدراسة الجامعية ، حين تقترب الامتحانات (ننزنق) في تلكم الغرفة وننكب علي الاوراق والامتخانات القديمة. طفت بي فس عالم الذكري ياعمنا.
خريستو، و كيف قابل عزاء رواد الدار حين توفت والدته وذهبوا للعزاء ، حين رفعوا اياديهم بالفاتحة ففاجءهم بذات الحركة التي يرد بها عليهم في دار الرياضة فانفجر الصيوان ضحكا.
رايت خريستو مرة واحدة في الدار، طفلا صغيرا كنت بصحبة الوالد، عصر امدرماني امتزج فيه المطر بالكتاحة.
واصل ياعم شوقي، لا تصحح ولا تلتفت، يكفيك انك تمارس التدوين و تسجل حكايا يسمعها الناس في الفراشات (فراش البكا) و حفلات الغداء و تتنتهي بانتهاء الجلسة دونما تدوين او تمحيص، فلتكتب، ولنترك التصحيح والتدقيق حينا الان. لك المحبة والاحترام
عمر ( الاعمش) الذي كان اتحادويا علي السكين بمدني كان مهووسا بلاعب الاهلي الفلتة (سيد مصطفي) ولا يري له مثيلا في العالم . قال ان صديق منزول الذي كان يتحكم في التشكيلة حاربه بشراسة ولم يكن يضمنه في التشكيلة اغلب المباريات . يوما اتي سليمان فارس وخاطب صديق بلهجنه المصرية : النهار دا لاعبين مع الموردة يا معلم رد ضديق : وبعدين ؟ فصرخ سليمان : لابعدين ولا قبلين ! تحط سيد وتشطب كلو ! الموردة يا حبيبي مش لعب عيال !
سرد في غاية الجمال والبداعة … ذكرتني .. ذكرتني (عثمان حسين) أيام الزمن الجميل يا شوقي وطقوس الدخول إلى دار الرياضة. ياحبذا أن تذكر حجات الفول والتسالي والأهم طبلية التبش بالشطة التي يغمس فيها نصف السودان كدارينهم :-)
ندعو أن تعود أيام مثل تلك الذكريات النبيلة وكم جميلة وأحبابنا وين الليل وفي كل ليلة.
تحياتي لك وربنا يجمعنا في ساعة خير.
لك التحية والاحترام استاذ شوقي علي هذه الدررالتاريخية واتمني ان يرحل بني كوز ويعود هذا الزمن الجميل الذي نسمع به منكم .
الأخ شوقي بدري
شكرا على الكم الهائل من الحكايا والمعلومات التي تجترها من الذاكرة رغم البعد عن الوطن والزمن البعيد الذي تستدعيه بنجاح. لقد أشار أحد المعلقين إلى إغفالك ذكر الطيب حسن وكان ردك أنك لم تكن متأكدا مع أنك أوردت طرفة عن أولاد العاتي وبالذات التاج إذا قلت (والتاج كان يطالب المسئول المالي بالمصاريف . وبما ان التاج لايرفع نظره حتي وهو في الميدان، قال له المسئول …. انت طوالي بتعاين في الواطا ما لقيت ليك قروش واقعة علشان تريحني) فللمعلومية إن ذلك المسئول هو الطيب حسن سكرتير نادي الموردة في إحدى الدورات وشكرا.
تحياتي وشكرا على سرعة الرد. أنا لست أب دربين أنما هو صديقي وقريبي مصطفى عبد السيد المحامي كما أوردت أنا في مقال سابق. والقصة هي إنني دعوت مصطفى لعشاء وسمر مع أصدقائي في بانت شرق وكعادة الناس يتعرفون على بعض فقال الأول إنه أبو كاب والثاني ود الشول والثالث الرخ والرابع راجوفة والخامس كلب الحر والسادس حيوان أجيب وعندما جاء دور مصطفى قال لهم إنه مصطفى أب دربين ومعلوم أن مصطفى أب دربين كان أحد أشهر الحرامية في بحري وكان يربط فردة الحذاء تحت رجله باتجاه معاكس حتى يربك القصاص فلا يعرف اتجاه سيره.
لك كل التقدير والود أستاذنا شوقى …
ما أجمل ذلك الزمن الذى تكتب عنه وماأجمل ناسه حتى بلطجيته كانوا مهذبين و كان فيهم نبل وحياء..لكننا فى زمن التتار سمعنا من حكامه ووزرائه العجيب من السباب والشتائم حتى صرنا لانصدق هل هؤلاء أعضاء حكومة أم شلة بلطجية؟؟؟؟ العياذ بالله….
أحييك ياعم شوقي علي سردك الجميل وحكاويك الأجمل وعلي ذاكرتك الأكثر جمالا . أرجو ان تحدثنا عن ختم الغول لو أمكن .