استفتاء دارفور وزعم البشير

قام المجرم عمر البشير بزيارات الى كل ولايات دارفور ليبشر المجتمع الدولى ببشارة في غاية من الزيف والكذب الحكومي ان دارفور استعادت صحة الامن والاستقرار ، ولم يابه بزيارة واحدة لكل معسكرات النزوح في الاقليم الدارفوري ، كان الهدف واضحا من بدايته ، هو التمهيد للاستفتاء الذي بدا يوم الاثنين الحادى عشر من ابريل الحالى وينتهى فى الثالث عشر من نفس الشهر ، ويقول فى حوار اجرته معه اذاعة البى بى سي انه قضي علي التمرد فى جبل مرة يعنى حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد احمد النور الذي رفض الجلوس للتفاوض مع حكومة المؤتمر الوطني منذ اتفاقية ابوجا التى مر عليها عقد من الزمن ، ويضيف مابقى من حركات دارفور باتت تقاتل كمرتزقة فى ليبيا ، وهذا قول خطير جدا ، وتبرير غير موضوعى ، الحكومة الليبية منذ فترة تصرح ان الخرطوم تقدم دعما لوجستيا للحركة الاسلامية التى لا يعترف بها المجتمع الدولى ..
ان الاستفتاء الاداري فى دارفور حتما سيحدد وضعية الاقليم الادارية اما ان تبقي بشكلها الحالي كولايات او تعود كاقليم كما كانت في السابق ، ويتمسك نظام البشير ان الاستفتاء جزء من اتفاقية الدوحة وكأن الدوحة تناولت فقط الاستفتاء وحده ، دون استكمال العملية السلمية وعودة النازحين الى مناطقهم الاصلية والتعويضات الفردية والجماعية وحل اشكاليات الاراضى (الحواكير) التى استوطنها وافدين جدد من خارج السودان ، وكيف يكون الاستفتاء ناجحا ،وكل جراحات الحرب لم تعالج ، رغم تدفق حركات موقعة كالسلام شبيهة بالكلاب الضالة التى لا تعرف الى اين تتجه ، وحتي النظام لا يعترف بها الا من اجل المتاجرة السياسية وخداع المجتمع الدولى والاقليمي انظروا ان حركات دارفور كل يوم تنشطر وتنقسم وهي ليست موحدة علي راي واحد ، كيف لها تفاوض الحكومة ؟ الجميع يدرك من يشتري افراد لا يهمهم الا المناصب ، ومن وقعوا الدوحة قبل الانتخابات الاخيرة انشطروا الى فريقين كل منهما يسيء الى الاخر الرفقاء السابقين عندما وقعوا الدوحة ..
ان استفتاء دارفور سيزيد الجراحات الموجودة التي لم تعالج حتي الان ، وسيعكس الاستفتاء وجها قبليا ، ويجعل كل مكون ينكفيء علي نفسه ، وربما يعادي من يجاوره ، بحجة الحصص الناتجة من استفتاء دارفور المزعوم ، ومن اول بوادر الاحتجاج علي ذلك خروج نازحي معسكر كلمة رفضا لزيارة البشير الي دارفور ،وفي اول يوم خرج طلاب جامعة الفاشر احتجاجا علي قيام الاستفتاء في يومه الاول ، وبررت الحكومة لهذا الخروج علي انه احتجاج متعلق بالاوضاع داخل الجامعة وليس له علاقة بالاستفتاء البتة ، ان رفض زيارة البشير معسكرات النزوح هو دليل علي ان الاغلبية النازحة رافضة لزيارة للاقليم الغربي ، وهو استطاع ان يحشد مرتزقة يدعمون زيارته المشبوهة ومعروفة النوايا مسبقا ، وكيف لمجموعات شردت بامر من البشير ان ترحب به علي هذا الشكل المزيف ..
الخطوة القادمة وستذهب بالاقليم الدارفوري الي واجهة من المواجهات الجديدة بين المكونات كما قلت لم تندمل جراحاتها بعد ، وستعقد وضعية الادارة للحكم علب اساس قبلي واثني ، في وقت مضي شهدت ولاية شرق دارفور التي صعنها البشير نفسه صراع قبلي دموي ، والحكومة لم تستفي اهل دارفور ، عندما انشات شرق دارفور ووسط دارفور ، ولماذا لا تطالب مكونات اثنية اخري بولايات لها علي نفس المنطق ؟، ان الاستفتاء سيجلب مزيدا من الفوضي علي الفوضي الموجودة اصلا ..
فى الصميم يا استاذ اسحق
فى الصميم يا استاذ اسحق