وزراء الحكومة (شالوك ولا جوك جوك) وتقبل الله القيام والتهجد

وزراء الحكومة (شالوك ولا جوك جوك) وتقبل الله القيام والتهجد
جمال على حسن
[email protected]
كان أنس مابعد المعايدة وتبادل التهاني بيني وبين أحد الأصدقاء من الدستوريين الولائيين كان يدور هذا الأنس حول ملاحظة مهمة هي حالة التعطل التي يشهدها دولاب العمل التنفيذي في الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات المختلفة بسبب إرهاصات التعديل الوزاري هذه الأيام وكنت حين أمر بمسجد السيدة السنهوري بشارع الستين في الساعات الاولى من الصباح والمح حشود (البرادو) والفارهات تخنق ممر الاسفلت العريض هناك اواخر الشهر الكريم اقول (ماشاء الله تبارك الله) ثم تدهمني سيرة التشكيل الوزاري الوشيك فاستغفرالله العظيم الذي لايعلم سواه بما في النفوس ..
ولكن الاهم والابين من الشكوك هي الحقيقة البائنة التي تقول ان تاخير اعلان التشكيل الوزاري او تعديلات مابعد الانفصال تجعل جميع الوزارء والمسئولين في حالة من (الجهجهة النفسية) التي تؤثر سلبا وبشكل كبير على أداء معظمهم لمهامه التنفيذية الموكلة له ..
انهم يترقبون هلال التشكيل الوزاري لعله يلوح فجأة ويريحهم بنبأ اكيد ينهي قلق السؤال المؤرق (قاعد وللا شايلني ..؟) ثم (موديني ويييييين) خاصة بعد سابقة قوش التي لن يكون هناك بعدها شخص كبير على (التقريش) او الإقالة ..
ولكن وبالعودة الى فارهات السيدة السنهوري لابد لي من ممارسة الحيرة عبر تساؤلات مشروعة متى سمعتم اخر مرة بمسئول انقاذي يتحدث عن المشروع الحضاري والمسيرة القاصدة وحبل الله المتين ..؟
الا تلاحظون معي ان (الجماعة بطلوا الكلام الزي دا خالص) مع ان المتوقع بعد الانفصال ان ترتفع نبرة العودة الى تلك اللغة باعتبار ان موانعها السياسية قد زالت ودواعي تخفيفها وتخفيض صوتها قد انتفت ..؟ ام ان الاستراتيجية قد تغيرت ودخلت الدولة الاسلامية الانقاذية في حالة اعتكاف بمسجد السيدة السنهوري او مسجد النور او مسجد القصر الجمهوري ..!
وكنت قد لبيت دعوة كريمة من الوزيرة المتحمسة والنشطة سناء حمد العوض في حفل تدشين البوم السودان الذي يمثل اول البوم رسمي للسودان منذ السبعينيات وهو عمل كبير وانجاز مقدر والتفاتة مهمة من وزارة الاعلام في توقيت دقيق وحساس من عمر البلاد ..
المهم انني كنا قد استمتعنا بتلك الامسية التي جمعت عددا مختارا من الصحفيين والفنانين بحضور حاشد من الوزراء بالقاعة الرئاسية بقاعة الصداقة وكان يجلس بجواري الصديق اللدود بكري المدني وخلال الحفل وارتفاع حالة الطرب قلت لبكري هل ترى في هذا الحفل اية اشارة تؤكد للتاريخ انه قد اقيم في عهد الانقاذ ..؟!! فكان رد الاستاذ بكري ان اجواء هذا الحفل تجعله بالنسبة له اشبه باعمال الاتحاد الاشتراكي في عهد مايو ..!!
نعم لقد كان هذا الحفل خاليا تماما من اية ادبيات انقاذية في الانشاد والشعر والغناء رغم الحضور الرسمي الطاغي ونوعية الحدث ..
هذه الاشياء كلها تمثل بالنسبة لي مؤشرات مهمة اورؤوس اقلام لتدوين مسودة التنبؤ بملامح المرحلة القادمة ورجالها..رغم حشود الفارهات في ملمات الكبار..