ذكريات الموت و الحياة ( قرية التكينه)

في جوف الظلام النداء لي وحدي هذا لعمري صوتآ افتقدته كثيرا ، سرت حافيآ ملبيآ الدعاء ، الموت و الحياه أمران متشابهان هم يعيشون تحت الأرض ونحن فوقها ، ذكرياتهم ما زالت تراود خواطرنا من حين لاخر ، رحلوا باجسادهم وبقيت تفاصيل حياتهم تطاردنا قبورهم لها اصوات سياحه في تاريخ القريه ، الزمان والرياح افسدا شكل القبور اصبحت الارض مسطحه ولاشي يثبت ان هذه الارض مقبره الا بضع قبور متراميه علي مسافات متباعده عن بعضها البعض ، في هذا الظلام احس و كانني اسير في صحراء ، تصورت شكل الموت فسالت دموع عينيئ خوفآ لا خوفاً من الموت بل خوفآ علي فراق من احبهم فلم يعد في قلبي مساحه للفراق والبعاد .
وصلت الدار المقصوده جلست علي حافة القبر ابكي طويلاً عيناي فاضتا من تباريح السنين كم تمنيت ان يعطينا القدر و قت اطول ان تمنحنا الدنيا فرصه لان نتعرف على بعضنا اكثر ، جلست صامتا مطاطي راسي حينآ من الزمن حتي اتاني صوتها عذبآ : إنهض يا ولدي لا وقت للبكاء ماذا يبقي من الرجل حين يكثر في البكاء ، قلت لها : أنها دموع الفقدان ي امي وما بيد الرجل شي ليفعله انها اقدارنا كتبت علينا كخطي نمشيها ونمشيها باليقين والرضا ، لقد نضجت يا ولدي واصبحت رجل ومعالم الزمن مرسومه علي وجهك كيف حالك وكيف حال القريه والقبيله ، لقد تغير الزمان ي أمي أصبحت الناس وجوهها مهمومه كل شخص يركض خلف رزقه لقد انعمت علينا الدنيا برجال قاماتهم مرفوعة الي ما فوق كل رجل فيهم يحمل قلب مية رجل ، قالت لي : وماذا أنت فاعل في هذه الدنيا ؟ ، ما يفعله جميع البشر لدي حلمي اسعى خلفه .
*كانت التكينه كعادتها صامته في هذا الوقت من الليل الا من صوت نباح الكلاب وصياح ديك من وقت لآخر ، لابد للشمس ان تشرق سنصبح اقمار الضواحي ، سنهدم ونبني من جديد ستقام الافراح و تزغرد النساء ، فالأرض تدور والزمان يتغير يجب ان نترك تاريخ اجدادنا و أسلافنا جانبا ونصبح غدوه لانفسنا فلا شي يدوم الي الابد غير النجاح ان تصنع لنفسك تاريخ يستحق ان يحكى ؛ كانت كل هذه الأفكار تدور في رأسي عن نفسي وعن الحياة ، وكنت اسمعها وكانها تقول لي ” إنما الحياة الدنيا متاع الغرور ” لقد خدعتك الدنيا يا ولدي و تزينت لك ببهرجها و جمالها حتي ظنتت انك تعيش أبدا ، انظر الينا جيداً يا ولدي وانت تكاد لا ترانا هذا قبر رجل حكم علي الناس حينآ من الزمن ، وهنا يرقد عالم خدم الامه بعلمه ، وهنا من كان يعيش حياة الرفاهيه والترف انظر الينا جميعا ياهداك الله كلنا تحت التراب من زرع الخير ولد له فراخا تطير بالسرور وهنا يجزا بمثله ، ومن زرع الشر حصد له اشجار من الحسره والندم وهنا يجزا بمثله أيضاً ، فلا تكن انت والزمان علي نفسك يا ولدي اغمض عن الدنيا عينيك وول عنها قلبك واياك ان تهلكك كما اهلكت من قبلك ، انظر الي مساكننا كيف عراها من ظلم نفسه ، الظلم حولك يا ولدي فتجنبه ، قلت لها عن اي ظلم تتحدثين ؟ هل انتي في الجنه ام النار ؟ قالت : نصف روحي في الجنه و نصفها الاخر في النار ، الا تنظر كيف استباحت الكلاب قبورنا ، فهذا قبر هدم علي ساكنه ، وهنا يرعي راعي غنم بماشيته ، صبي يعارك صبي آخر ، اطفال يلعبون كرة القدم وكأن ارضنا عباره عن حقل كبير لممارسة نشاطاتهم و هوياتهم ، شاب مراهق يغازل حبيبته علي الهاتف بعض القبور اصبحت شوارع للماره ، وحتي في الشهر الكريم تكون بيوتنا مقاعد تجلسون عليها وتتبادلون سمر الحديث ما هذا يا ولدي عن اي نجاح تتحدثون ، عن اي نهضة ونفرة تخبرني يا ولدي كيف علي شخص يسمي نفسه رجلاً ياطا علي قبر امه بنعليه ، لماذا تتركون الكلاب تنام علي قبورنا ، لم تكن ارضنا يوما مرعي لغنم ، اي جيل انتم اتعتقدون ان الله غافلا عما تعملون وان الموت عنكم ببعيد حاسبو انفسكم قبل ان تدخلو دائرة الحساب فلا شي يدوم للابد فكل من عليها فأن ولايبقي الا وجه العزيز الجبار .*
كان حديثها ينزل علي مسمعي كدوي انفجار ، وانا وحدي خلفي وامامي اللا وجود عظامي تتداخل في بعضها البعض لا هواء ولا طاقة شمس ظلام يبتلع كل شي حفره صغيره لا يتجاوز طولها ذراعين و عرضها نصف الذراع ، لا شك إذا انه القبر انا قد مت الآن وحياتي قد اكتملت ، ولا يربطني بالدنيا الا ضوء ضئيل اخر النفق ادركت في ما بعد انها اعمالي في طريقها لتعرض علي ، وصوت كان مداه بعيداً بعيداً جدآً بدا يتضح الآن صوت ينادي حي على الفلاح .. حي علي الفلاح .. انه صوت اب هدره مؤذن مسجد حاج عوض الله هذا الصوت اعادني للحياه انا لم امت انا ما زلت اتنفس ، فالفلاح يناديني وفرصه اخيره لاغير من نفسي واعمالي حتي اتلقاها بافضل وجه واجمل صوره وانا في تلك الحفره التي ولابد لي من ان أزورها تارة أخرى لكن في الحقيقه لا في الخيال.
كانت كلماتنا الأخيره كالبحر في مده و جزره تدعوني لأقف وشي في أعماق نفسي يدعوني لاستمر فما زال في العمر بقيه ، فالفلاح في الاخره يمر من هنا من هنا الطريق للجنه ان تساهم في الخير ان تخدم اهلك وبلدك ، ان تغض الأذى عن الطريق ان تساعد في المعروف ان نبني لغد افضل ، سنحيا يا امي سنحيا بالسيف والقلم ؛ وداعاً أيتها الجميله و جنات الخلد موعدنا
*يزيد عوض الله العمده*
[email][email protected][/email]
شكرا يزيد علي ماكتبت
فعلا المقابر عندنا في السودان لاحرمة لها
كوره وشارع وغنم ترعي وناس تتونس وتكاد
تكون ممسوحة الا قبرا به لافتة حديد تبينه
لابد من الاهتمام بها لابد من
رعايتها لابد من الوقوف عليها
غالبية المقابر مهملة كما السودان المنهار
شكرا يزيد علي ماكتبت
فعلا المقابر عندنا في السودان لاحرمة لها
كوره وشارع وغنم ترعي وناس تتونس وتكاد
تكون ممسوحة الا قبرا به لافتة حديد تبينه
لابد من الاهتمام بها لابد من
رعايتها لابد من الوقوف عليها
غالبية المقابر مهملة كما السودان المنهار