آمان الخرطوم

قواسم مشتركة

يقول عز من قائل (الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) فالأمن هو من أفضل النعم للإنسان فبه يأمن على نفسه وعرضه وماله ووطنه وكل شيء وبالرغم من التطور والتقدم الذى وصلت اليه الدول الغربية إلا أن الكثير من عواصمها لا تأمن فيه على نفسك ومالك فيمكن أن يتم السطو عليك فى وضح النهار ويسلب ما تملك وقد تتعرض لخطر جسدي يصل الى الموت لا نذهب بعيدا ففي دول افريقية مجاورة لاداعي لذكر اسمها تخطر سلطاتها الزائرين بأن لا يتجولوا ليلا وهي غير مسؤولة عن حياتهم. هكذا حال الكثير من العواصم فى العالم المترامي الاطراف لكن الأمن الذى ننعم به فى عاصمتنا (الخرطوم ) والحمد لله يفتقده الكثيرون ويتمنون لو أن يحصلوا عليه ولو بشرائه بالأموال فالمجتمع السوداني عرف عنه بساطته وعدم كرهه للأجانب وأصبح قبله للكثير من مواطني الدول المجاورة بل كما تقول الاحصائيات إن 40% من سكان الخرطوم أجانب وهم الأكثر عرضة للاعتداءات دائما.
ونعمة الأمن التى ننعم بها بالرغم من انتشار الفقر الذى وصل الى مراحل متقدمة قد تقوض هذا الأمن يجب ان لا نغفل هذا الجانب فالجوع كافر والبطون الخاوية قد تتحول الى قنابل موقوتة فالجائع الذى لا يجد ما يسد به رمقه يمكن أن يسرق ويمكن أن ينهب ويمكن أن يقتل وحتى لا نضطر الى وقف تنفيذ الحدود كما فعل أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب عندما أوقف تطبيق الحدود فى عام الرمادة عندما وصل الضنك والجوع بالناس مبلغه اضطر الخليفة العادل لإلقاء حد السرقة فعلى الدولة أن تجد حلول لكل هذه الاشكاليات التى يمكن أن تهدد أمن الدولة.
لنجعل من الأمن الذى نتمتع به ثقافة فى تعاملنا فتحدثك بأدب وصوت منخفض هو أمن وتعاملك مع صاحب البقالة والكمساري وأنت تقود سيارتك فى الطريق العام هو أمن، وأنت تسلم فى الطريق حتى على من لا تعرفه هو أمن. لنجعل من الأمن الذى نتمتع به فى عاصمتنا وان استثينا عددا من الولايات التى تشهد نزاعات مسلحة فى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان لا تؤثر على هذا الأمن الذى ظلننا نفاخر به دول عظمى مثل لندن فقد كنت حضورا فى احتفال إقامة جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج على شرف قافلة طبية سيرتها جمعية سلامات الطبية الخيرية للأطباء السودانيين ببريطانيا وايرلندا والتى تقام سنويا بالسودان وتسهدف فى كل عام ولاية من الولايات وكان بمصاحبة الأطباء السودانيين مجموعة من الأطباء والطبيبات البريطانيين عبروا عن إعجابهم بالسودان وقالوا إن الأمن الذى وجدوه فى الخرطوم وفى شمال كردفان التى زاروها ضمن القافلة الطبية لا يوجد حتى فى لندن بالرغم من الإعلام العالمي الذي دائما ما يعكس صورة سالبة عن السودان فارتبط فى ذهن الكثيرين بالحروب والمجاعات والكوارث فنحن فى حاجة أن نصحح ما يقال عنا فى الإعلام العالمي وهذا ما سنتطرق له فى أحاديث لاحقة إن شاء الله.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله يا استاذ بكري كلامك حقيقي
    تنمني مزيدا من الامن والاستقرار
    للسودان كله
    امنياتي لك بالتوفيق
    ومزيدا من المقالات في الراكوبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..