الخلاوي .. سجن البراءة المجهول

#أكتفي_بذلك
قبل أن أتقيأ حديثي هذا ربطت أحزمة التأهب لكمية الشتائم والسباب الذي سيصيبني، وكأنما الحديث حول بعض القضايا في مجتمعنا يعتبر جزء من الشرك بالله، بل الشرك بالعادات والتقاليد والأعراف التي تمنعنا من طرق أيٍ من تلك القضايا بسبب حجج راسخة بأنها خلوتنا الفاضلة التي نشتكي فيها من ضنك العيش وعدد من الفظائع التي باتت تظهر للعيان، وفقط نتصدى لها بالمبررات تحت تأثير مخدر الوهم الذي نعيش فيه.. نحن الأفضل .. نحن شعب الله المختار نحن ونحن ونحن.. حتى وإن كنا بحجم هذه الأوهام من منا دون خطيئة.. خطيئة ترتكب في حق الوطن – تلك الكذبة التي نتبناها ? وخطيئة في حق من حولنا وخطيئة أيضا مع أنفسنا وعقولنا العقيمة التي لا تستوعب ولا تبتكر سوى المبررات والمخدرات التي تصيب عقولنا بأننا مازلنا.. وفي الحقيقة نحن في أسفل سافلين.
“المكية” .. هل تعرفون ما هي؟ عبارة عن حديد مقوس يتم ربط الأطفال به في أرجلهم أول ما يأتون بهم للخلوة حتى لا يتمكنوا من الهرب وأيضا تعتبر جزء من العقاب في حالة ارتكاب أي خطأ، “المكية” وبلا شك لا تستخدم في كل الخلاوي بل في معظمها، تلك البؤر التي تنتشر بشكل مخيف في #السودان دون أي رقابة من الدولة أو حتى الإعلام لم يتطرق لما يحدث داخل بعض هذه الخلاوي التي تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب والعنف بكل أنواعه بحجة التهذيب والتأديب وتحفيظ القرآن.
هذا الرابط [url]https://goo.gl/KDMsAL[/url] وغيره من مقاطع الفيديو على “youtube” أقوى دليل على الكوارث الإنسانية التي تحدث في تلك الخلاوي التي تنتشر فيها الأمراض الخطيرة والممارسات اللاإنسانية من اغتصاب وقهر وعلاقات بين أبناء الجنس الواحد بسبب خلط أعمار متعددة في الأطفال في مكان واحد، ناهيك عن الاضطهاد الذي يًمارس في حق هؤلاء الأطفال من أشخاص داخل هذه الخلاوي، الرعاية الصحية فيها معدومة وأبسط الحقوق داخل أسوار هذه السجون معدومة.
لا نرفض تحفيظ القرآن لكن يجب أن يكون وفق أسس تعليمية وتربوية تمكن هؤلاء الأطفال الاستفادة من القرآن لينعكس على حياتهم الشخصية.. مهما كانت عظمة القرآن إذا تم تحفظيه بهذه الطرق البشعة فلن تخرج هذه الخلاوي شيوخاً بل وحوشاً سيمارسون نفس الاضطهاد الذي تجرعوه، أينما وجدوا الفرصة.. القرآن الكريم الذي يُحفظ لهؤلاء الصغار من أشخاص غير مختصين ولا علاقة لهم بالتربية والتعليم بالكاد سيلقنونه لهؤلاء الأطفال بتشدد وطريقة لن تخرج لنا سوى إرهابين.. إضافة لأمراض الصوفية التي تصيبهم.
يجب أن نتعامل مع القضية بشيء من الأهمية ونحمل أنفسنا حق التوعية وتصحيح المسار لبعض أرباب الأسر الذين يظنون بأن الخلوة أو المسيد هو المكان الآمن والأنفع ليخرج لو رجلاً كامل الوعي والنضج والإدراك وحتى “الرجولة”.
لا أريد أن أطيل عليكم الثرثرة.. فقط أذهبوا للخلاوي في شرق النيل وغيرها وتعايشوا مع هؤلاء الأطفال واستمعوا لهم .. قليل من الذي ستجدونه هو أن أغلب الأطفال أتوا بهم ذويهم دون رضاهم، وكل الأطفال يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية كغيرهم – أن كانوا يعيشون كما يجب -.
وأكتفي بذلك
اتفق معك تماما واذا كان هناك مسئولا يخاف الله لاوقف هذا العبث فورا وحفظ لاطفالنا عقولهم وكرامتهم ورجولتهم حتى يعيشوا حياة طبيعية كغيرهم من اطفال العالم . حفظ لقرآن ليس واجبا بل هو مزية يسعى لها الانسان بمحض ارادته في اثناء حياته الطبيعية بين البشر .
الشكر كله لك سيدي على طرقك لهذا الموضوع (الدامي)، والشكر موصول للأستاذة (أسماء جمعة) والاستاذة (سلمى التيجاني) اللتين ا كتبتا فيه سطورا” من نار قبل أسبوع ، مما جعلني أسكب دموعا” من حميم وأنا أقرأ ما كتبتاه، وقد كان لي تعليق عليهما أود إعادته تعقيبا” على موضوعك.
ولا أدري أي تخلف ما زلنا نرزح تحته نحن معشر السودانيين ، وأي عصر نعيش فيه، ونحن الذين ندعي بأننا أصل الحضارة، وأننا أمة الأمجاد والماضي العريق التليد، وهل كتب علينا أن نعيش في هذا الماضي (البليد) والعالم حولنا (يغز السير غزا”) في دروب العلم والنور والمعرفة ؟، وإلا فبالله عليكم ما هو الداعي للإحتفاظ بنظام تعليمي موازي للتعليم الذي تعارف عليه كل العالم.
لقد كانت الخلاوي فيما مضى نظاما” أوجده ساداتنا الصوفية الكرام بنظر ثاقب وإلهام ديني صافي لتدريس علوم الدين ومنها حفظ القرآن الكريم، وقد قدموا للأمة السودانية معروفا” كبيرا” وأناروا دياجير الجهل وحفظوا الدين ، في وقت لم تكن المدرسة قد ظهرت بمفهومها الحديث.
أما الآن وقد عم التعليم النظامي كل بقاع المعمورة ، فإن وجود نظام الخلاوي يعتبر جريمة في حق أولئك البؤساء التعساء من الأطفال الفقراء حد الجوع الذين يرتادون تلك الخلاوي ، أو بالأحرى تلك (البلاوي)، حيث يضريون (ضرب غرائب الإبل) ويعذبون (عذاب الهون) وتحطم براءتهم بمعاول الإرهاب والجهل والتشفي من أجل أن يحفظوا كلاما” لا يدركون معناه، ولا يستشعرون مقاصده، هذا غير ما يجدونه من معيشة قاسية في المأكل والمشرب والمسكن لا يستحقها حتى الحيوان البهيم، فيخرجون معتوهين عقليا” معاقين جسديا” ونفسيا” ، لا يسهمون في يناء وطنهم ولا يقدمون إلا ما مروا به من تجارب انتقاما” من أجيال قد يسوقها حظها العاثر لنفس المصير .
إن المرء ليتسائل بكل حسرة: لماذا دائما” هم الفقراء المكتوب عليهم دخول (البلاوي) لحفظ القرآن الكريم؟ هل صار حفظ القرآن عذابا” يضاف لما يعانونه من عذابات؟ والا فقل لي بربك: هل يوجد في تلك الخلاوي طفل وراؤه والدان مستنيران أو ميسوران ؟؟
والسؤال يجر السؤال: هل نحن بحاجة لتحفيظ القرآن الكريم للصبية في هذا العصر ؟ أم أننا بحاجة لدراسة الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك، وما اليها من علوم نسهم بها في الحضارة البشرية بدلا” من إضاعة الوقت فيما لا فائدة منه؟؟؟ بل إني أقول أن تعليم الصبية الحدادة والنجارة والميكانيكا أفضل لهم ولأسرهم من تحفيظهم القرآن الكريم.
نحن في هذا العصر لسنا بحاجة لحفظة القرآن الكريم ، ويمكن لأي شخص ان يشتري بعشرين جنيها” شريحة” في حجم الابهام تحتوي كل القرآن مقروءا” ومجودا” بأعذب الأصوات التي يحب، ولسنا بحاجة لعلماء الذين حيث أن الكل بات يعرف ماله وما عليه من أمور دينه، وبمكنك وأنت مستلق على ظهرك أن تستفي (جوجل) في أي أمر يشكل عليك، وسيفتيك على المذاهب الأربع لتأخذ منها ما تطمئن نفسك إليه
إن ما أضافه السيد كاتب المقال من وصف يدمي القلوب لصنوف التعذيب والإضطهاد الذي يعانيه هؤلاء الأطفال البؤساء يجعل من الواجب على كل ذي مروءة أن يساهم ما وسعته المساهمة في رفع الحيف عنهم والوقوف بكل ما يملك لوقف إغتيال البراءة في نفوسهم.
إنني أضم صوتي دون خوف لمن ينادي بإلغاء نظام (البلاوي) هذا، وأخذ الأطفال لمدارس تليق بآدميتهم، وحتى في ظل هذه الحكومة العاجزة عن كل شيئ، يصبح الإبقاء على ذلك النظام التعليمي البائس جريمة في عنق كل من يملك القدرة على إزاحة طوبة من بنائه التعيس ولا يفعل عن ذلك.
لكم الشكر ساداتنا الصوفية الأطهار على ما قدمتموه لأهلكم ولدينكم فيما مضى، أما الآن فنسألكم إقفال تلك الخلاوي ودرء الضياع والقهر والعذاب عن أولئك البوساء،، إفعلوها سادتي وستؤجرون مرتين.
اتفق معك تماما واذا كان هناك مسئولا يخاف الله لاوقف هذا العبث فورا وحفظ لاطفالنا عقولهم وكرامتهم ورجولتهم حتى يعيشوا حياة طبيعية كغيرهم من اطفال العالم . حفظ لقرآن ليس واجبا بل هو مزية يسعى لها الانسان بمحض ارادته في اثناء حياته الطبيعية بين البشر .
الشكر كله لك سيدي على طرقك لهذا الموضوع (الدامي)، والشكر موصول للأستاذة (أسماء جمعة) والاستاذة (سلمى التيجاني) اللتين ا كتبتا فيه سطورا” من نار قبل أسبوع ، مما جعلني أسكب دموعا” من حميم وأنا أقرأ ما كتبتاه، وقد كان لي تعليق عليهما أود إعادته تعقيبا” على موضوعك.
ولا أدري أي تخلف ما زلنا نرزح تحته نحن معشر السودانيين ، وأي عصر نعيش فيه، ونحن الذين ندعي بأننا أصل الحضارة، وأننا أمة الأمجاد والماضي العريق التليد، وهل كتب علينا أن نعيش في هذا الماضي (البليد) والعالم حولنا (يغز السير غزا”) في دروب العلم والنور والمعرفة ؟، وإلا فبالله عليكم ما هو الداعي للإحتفاظ بنظام تعليمي موازي للتعليم الذي تعارف عليه كل العالم.
لقد كانت الخلاوي فيما مضى نظاما” أوجده ساداتنا الصوفية الكرام بنظر ثاقب وإلهام ديني صافي لتدريس علوم الدين ومنها حفظ القرآن الكريم، وقد قدموا للأمة السودانية معروفا” كبيرا” وأناروا دياجير الجهل وحفظوا الدين ، في وقت لم تكن المدرسة قد ظهرت بمفهومها الحديث.
أما الآن وقد عم التعليم النظامي كل بقاع المعمورة ، فإن وجود نظام الخلاوي يعتبر جريمة في حق أولئك البؤساء التعساء من الأطفال الفقراء حد الجوع الذين يرتادون تلك الخلاوي ، أو بالأحرى تلك (البلاوي)، حيث يضريون (ضرب غرائب الإبل) ويعذبون (عذاب الهون) وتحطم براءتهم بمعاول الإرهاب والجهل والتشفي من أجل أن يحفظوا كلاما” لا يدركون معناه، ولا يستشعرون مقاصده، هذا غير ما يجدونه من معيشة قاسية في المأكل والمشرب والمسكن لا يستحقها حتى الحيوان البهيم، فيخرجون معتوهين عقليا” معاقين جسديا” ونفسيا” ، لا يسهمون في يناء وطنهم ولا يقدمون إلا ما مروا به من تجارب انتقاما” من أجيال قد يسوقها حظها العاثر لنفس المصير .
إن المرء ليتسائل بكل حسرة: لماذا دائما” هم الفقراء المكتوب عليهم دخول (البلاوي) لحفظ القرآن الكريم؟ هل صار حفظ القرآن عذابا” يضاف لما يعانونه من عذابات؟ والا فقل لي بربك: هل يوجد في تلك الخلاوي طفل وراؤه والدان مستنيران أو ميسوران ؟؟
والسؤال يجر السؤال: هل نحن بحاجة لتحفيظ القرآن الكريم للصبية في هذا العصر ؟ أم أننا بحاجة لدراسة الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك، وما اليها من علوم نسهم بها في الحضارة البشرية بدلا” من إضاعة الوقت فيما لا فائدة منه؟؟؟ بل إني أقول أن تعليم الصبية الحدادة والنجارة والميكانيكا أفضل لهم ولأسرهم من تحفيظهم القرآن الكريم.
نحن في هذا العصر لسنا بحاجة لحفظة القرآن الكريم ، ويمكن لأي شخص ان يشتري بعشرين جنيها” شريحة” في حجم الابهام تحتوي كل القرآن مقروءا” ومجودا” بأعذب الأصوات التي يحب، ولسنا بحاجة لعلماء الذين حيث أن الكل بات يعرف ماله وما عليه من أمور دينه، وبمكنك وأنت مستلق على ظهرك أن تستفي (جوجل) في أي أمر يشكل عليك، وسيفتيك على المذاهب الأربع لتأخذ منها ما تطمئن نفسك إليه
إن ما أضافه السيد كاتب المقال من وصف يدمي القلوب لصنوف التعذيب والإضطهاد الذي يعانيه هؤلاء الأطفال البؤساء يجعل من الواجب على كل ذي مروءة أن يساهم ما وسعته المساهمة في رفع الحيف عنهم والوقوف بكل ما يملك لوقف إغتيال البراءة في نفوسهم.
إنني أضم صوتي دون خوف لمن ينادي بإلغاء نظام (البلاوي) هذا، وأخذ الأطفال لمدارس تليق بآدميتهم، وحتى في ظل هذه الحكومة العاجزة عن كل شيئ، يصبح الإبقاء على ذلك النظام التعليمي البائس جريمة في عنق كل من يملك القدرة على إزاحة طوبة من بنائه التعيس ولا يفعل عن ذلك.
لكم الشكر ساداتنا الصوفية الأطهار على ما قدمتموه لأهلكم ولدينكم فيما مضى، أما الآن فنسألكم إقفال تلك الخلاوي ودرء الضياع والقهر والعذاب عن أولئك البوساء،، إفعلوها سادتي وستؤجرون مرتين.