خيط العنكبوت

نمريات

*قضايا التعليم العام كثيرة ومتنوعة ومتشعبة وصعب جدا وضع حلول اسعافية لها الان لان سواءاتها انكشفت قبل هذا الزمن بكثير ولم يستطع احد ان يسترها او يحاول ذلك فالتعليم في بلادي لم يعد هو الرسالةصاحبة المضمون بل اصبح تلقينا فقط وترديد لكلمات فقدت النكهة والطعم وحتى المعلم لم يعد له ذاك البريق القديم اما الطالب فلقد فقد اراضيه وملاعبه عندما كانت المدرسة (كوكتيل تعليمي) يضم العلم والتربية والاخلاق والتدريب والرحلات الاستكشافية .

*محاولات الاصلاح الان لن تقدم حلولا ذات ثقل عملي للنهوض ثانية بالمؤسسة التعليمية في بلدي واذا افترضنا انها ستدفع ببضع سنتمترات الى الامام فانها تحتاج هنا للمال السخي من اجل تغيير الوجه الكالح للتعليم في السودان وهنا تبدو العقدة اكبر بكتير على قطعها بمنشار الحديث والمؤتمرات اذ ستصبح في محفظة وزارة المالية والاخيرة لاتجود بمالها لتعليم ! فهناك قنوات اهم وتستحق وفق رؤيتها المالية ! لذلك سيبقى اصلاح التعليم توصيات على ورق وحضور كامل داخل غرف النقاش وحتى هذه الغرف اذا غاب عنها او سقط اسم احد الخبراء المعروفين في بلادي فان المؤتمر (خاسر جدا) .

*وجهات نظر كثيرة اجتمعت حول نقطة اتفاق واحدة وهي انهيار مؤسسات التعليم في بلدي ولابد من الجراحة العاجلة لكن وللاسف كل من صعد المنصة في مؤتمر عام او خاص لم يستطع طيلة السنوات الماضية ان يضع بصمه ايجابية حقيقية في سجل التعليم ولم يجتهد في تقديم خبراء بلادي الى مراكز صنع القرار التعليمي ليعود للتعليم ألقه القديم وللمنهج نكهته الاصيلة ..

*كثرت المواعين التعليمية فوهن الحبل الذي يربط بينها وهي فكرة لم تكن قديما في بلدي ، شاب التعليم التصنيف وهي بدعة لم يالفها السلم التعليمي ، تعددت المواد المفروضة على الطالب وفق سياسات (حشو) تتعلق بسياسات دولة لم يعد للتعليم عندها وزن ذهبي فاصبحت وزارة (هبة) لمن يستطع فقط تسيير جسدها المتهالك كما هو .

*جوانب التقصير كثيرة ويصعب معها ايضا لملمة الجراح النازفة العميقة الان فلقد خرجت اجيال كثيرة الى ساحات العمل ولم تنهل من عتاقي التعليم شيئا لانه افتقد للوهج ومد المعارف للطالب فكان مستوى الاختبار في مؤسسات التوظيف متدن جدا وغير فاعل فظهرت (الواسطة ) التي قصمت ظهر التعليم والتوظيف معا وبات (اللعن) من نصيب المؤسسات التعليمية في بلدي .

*المعلم الذي عمل في ظروف صعبة ومعقدة قديما كان عاشقا للمهنةيجوب بعلمه كل مدن السودان على ظهر الحمار احيانا وراجلا في فصل الخريف زاده حب الوطن وتبليغ الرسالة ونشرها حتى حدود الشمس ومازال هؤلاء موجودين في دنيا الاحياء وان تقدم العمر بهم فالعقول مازالت متقدة وقادرة على العطاء والتفكير وطرح الحلول ويكفي مانقرأه على صفحات الصحف من من مقترحات عن سند ودعم التعليم باطروحات ورؤى ومعالجات تخدم القطاع التعليمي وتحث على الرجوع الى السلم القديم ولكن وزارة التربيه والتعليم تصم اذنيها تماما عن حلول ترد لسلتها وتتمسك بخيط العنكبوت !!

*همسة

وتظل ايامي رمادية اللون …

تظللها الغيوم ..تحجب الرؤيه …

اوقد قنديلي القديم …

اتبين خطاي ..ولكن …

متى تهون….؟؟

اخلاص نمر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..