الهند بعيون سودانية (1)

عمر عثمان
الحديث عن الهند وتقدمها وتطورها وضرورة خلق شراكات واسعة معها خصوصا في مجال التنمية البشرية اولا وهي لم تقصر في هذا الجانب تماماً رغم حالة الجحود التي تمارسها حكوماتنا واهتماماتها بدول ظلت علي الدوام خصماً علينا وسبباً اساسياً في كل حروباتنا الداخلية وخصوماتنا المتكررة ، بل سبباً في انفصال جزء عزيز علينا ويسعى بعضها الان في سبيل الحفاظ على امتيازاتها ومصالحها لانفصال اجزاء اخري من وطننا.
بينما ظلت الهند القادرة بعيدة كل البعد عن كل ما يمس أمن وسلامة ووحدة وطننا ، تعمل جاهدة في القيام بأدوار قد تبدو خفية ولكن نتائجها تظهر على الدوام في المجال الانساني والاهتمام بالانسان وتعليمنا ” كيف نصطاد السمك” دون ان تمنحنا سمكة واحدة وتاخذ اضعافها كما تفعل بعض الدول التي لا تمنحنا سوى الرصاص والعتاد العسكري لنقتل بعضنا البعض وهو الراهن الذي نعيشه.
قد سبقني عشرات الآلاف من السودانيين للدراسة او العلاج او التجارة في الهند قد تبدو رؤيتهم للأشياء بغير ما رأيت وقد يبدو حديثي اليهم مكرر ولا يضيف اليهم شيئا ، رغم ذلك اري انه لزاماً علي ان اكتب واكتب ما رأيته وما احسسته من تجربة هندية حقيقية يجب ان نحتزي بها.
فالهند تشبه السودان في كل شئ بدءا من حركات الاستقلال ومناهضة الحكم البريطاني حتي اسقاط الاستعمار والاستقلال التام الذي تم في العام 1947م , أي قبل استقلال السودان عن الحكم البريطاني بسنوات قليلة وهو ما يشير الي الكفاح المشترك كل في ارضه ، مرورا بالتعدد الاثني والثقافي والديني وظل هذا التعدد نعمة علي الهند دون ان يكون له اثر سلبي في احداث اقتتال او صراع يقود لحروب بين ابناء الوطن الواحد فاحترموا التنوع وأسسوا لقبول الاخر بمختلف تبايناته ، ليشكل ارضية ثابتة بل مهدا وروحا ونموذجا للديمقراطية انطلقت بعدها الهند في تاسيس دولة قوية ناهضة تتطور يوم بعد يوم وتقدم للعالم النماذج في كل شئ ، بينما ظلت بنادقنا مصوبة لبعضنا البعض ، دينيا وثقافيا وعرقيا تستخدمها محاور الشر في تمرير اجندتها وهو الامر الذي حصنت الهند نفسها منه تماماً.
ساتناول في سلسة مقالات كيفية تقديم الهند للنموذج الأمثل في العالم شتي المجالات التقنية والاقتصادية والسياسية والبحث العلمي بصورة تدفعنا دفعاً للاتجاه نحو تحقيق شراكات حقيقية مع الهند وفتح البلاد للشراكات الهندية المتطورة في هذه المجالات ، بعد اسقاط الانقلاب العسكري فالهند الديمقراطية لا يمكن ان تتعامل مع نظام فاشئ قائم علي جماجم الشهداء ، وغير مستعدة للتعامل مع حكومة لم تأتي بها صناديق الاقتراع من حيث المبدأ الذي قامت عليه ، فالانتخابات النزيهة وصناديق الاقتراع هي تحكم الهند بشروط ومعايير قاسية لامجال فيها للتلاعب والفساد ، اذ تشكل مفوضية الانتخابات المستقلة عظم الظهر الذي تقوم عليه جميع تقف امامه مستويات الحكم لتقدم كتابها باحترام واجلال ومن هنا نبدأ.
تقول الهند لم تشهد حروب او اقتتال بعد الاستقلال. هل نسيت الحروب التى ادت لانفصال باكستان اولا و بنغلادش ثانيا؟. الهند شهدت و تشهد مذابح كثيرة ضد المسلمين على أيدي الهندوس إضافة للتناحر نتيجة نظام الكاست (cast system ). الهند ليست نموذج يحتذى به. السودان له خصوصيته.
اكيد انك.درست فى الهند على الرقم من مقالك جيدة فى الموضوع لكن يحتذى تكتبها ( نحتزى) فهى غير مقبولة لكن لا ألومك فحتى الذين درسوا فى السودان لايفرقون مابين ذا( ضنب) وزا زرع !
قصدت مخصوص ان اكتر لك على ( الرقم ) بدلا عن ( الرغم ) … الاغرب لم يلتفت لها أحدا