سائقو “ترحال” والركاب .. حكايات المدينة والناس

الخرطوم : الراكوبة
اعتاد سائقو سيارات الأجرة في العاصمة الخرطوم الاستماع إلى أحاديث أنواع مختلفة من الناس، فالبعض يبث لهم همومه، وآخرون يطرحون القضايا العامة، في وقت يبرع فيه السائقون في مراقبة تصرفات الركاب الغريبة منها والعادية والتقصي حولها.
كل هذه الأحداث مكنت السائقين من التكيف مع أهواء الزبائن وأصبحو ملمين بالحياة العامة ثقافياً واجتماعياً.
خدمة جديدة
في شوارع الخرطوم ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة تسمع نداء : “ترحال” أو ترتفع يد لاستدعاء سيارة أجرة، وتجوب العاصمة عربات الليموزين المكيفة بمختلف أنواعها وطبيعة خدماتها، ودشنت عدد كبير من الشركات مثل (ترحال، ليمون، رحال، co) وغيرها خدمة جديدة في منظومة النقل، من خلال طرح “تطبيق” يتيح لمستخدمي الهواتف الذكية طلب سيارة أجرة، بحيث يتم توجيه سائقي السيارات لتنفيذ الرحلات لقاء نسبة من تعرفة الأجرة تستقطعها الشركة من السائق،وسرعان ما حظيت هذه الخدمة بانتشار كبير.
الخدمة الجديدة قضت تماماً على إمبراطورية (التاكسي) في الخرطوم.
طرائف ونوادر
يدور حديث بين الراكب وسائقو سيارات الأجرة بصورة يومية، ويبقى التفاعل ما بين الطرفين عند أعلى حد.
يستمع السائقين يومياً الى العديد من القصص، منها الواقعية والغريبة، ويعملون في بعض الأحيان لحل المشاكل، وأحياناً للمواساة في المصائب.
قصص الركاب
يقول خالد أمبدة – سائق في شرق النيل لـ (الراكوبة) : سائقو سيارات الأجرة مستمعون جيدون لهموم الناس، ويستحيل أن يركب معك شخص ولا يقص عليك حياته الخاصة أو قضايا الراهن السياسي والاقتصادي في البلاد.
ويضيف : هناك زبائن يظلوا صامتين ولا يتحدثون، لكنهم يتصرفون بغرابة أحياناً أثناء المشوار من وإلى.
وتابع : البعض يتحدث مع نفسه، وآخرون يبدو عليهم القلق وطيف ثالث تجده متوتر ولا يتقبل الزحمة وبطء حركة السير في الطرقات.
تخوف من التصرفات
أما الصادق حامد – سائق بمنطقة وسط الخرطوم فيقول لـ (الراكوبة) : بحكم عملنا اليومي نقابل إعداد كبيرة من الناس ونتجاذب معهم أطراف الحديث عن الراهن اليومي في الحياة السودانية.
وأضاف : هناك من “يرتاح لك ويثق فيك” ليحدثك عن همومه الخاصة ومشاكله، وعلى طول نتعاطف مع هؤلاء ونحاول التخفيف عنهم.
وتابع : يأتي البعض بتصرفات غريبة اثناء “المشوار” وأحياناً تحس أنه هذا الشخص قد يكون مصاب بـ (الجنون) أو ما شابه لينتابك الخوف من تصرفاته.
ظاهرة قديمة
من جهة أخري يرى الشيخ الشريف – سائق ترحال إن الظاهرة قديمة منذ زمن (التكاسة) على حد قوله.
وأشار إلى أن طبيعة الشعب السوداني السمحة في حسن التعامل بين الناس قادت لأن تكون هناك أريحية بين السائقين والزبائن وحكي كافة التفاصيل المتعلقة بالحياة اليومية.
وارجع “الشيخ” تصرفات الزبائن الغريبة إلى ظروف الحياة الضاغطة التي تمر بها البلاد.
وأشار إلى أن الحوار في كثير من المرات يكون شيقاً ويقود إلى تفاهمات مهمة تعين الجانبين.
أما .. وبعدين؟
أها .. وبعدين؟