
ياسر عرمان عريس اتفاق جوبا هنأ النائب الاول حميدتي الذي نجح في الوصول لمرحلة التوقيع ، وحيا معه وفده المشارك من المجلس السيادي وحكومات جنوب السودان والامارات وتشاد للدور الكبير الذي لعبوه في التوفيق بين الأطراف .
مالفت نظري أن ياسر عرمان لم يأت مطلقا على سيرة رئيس الدولة ولا حكومتنا المدنية لابخير ولا بشر بالرغم من أن الاتفاق سيحمله إلى رحابها وزيرا للخارجية أو رئيسا للمجلس التشريعي كما كشفت بعض التسريبات ، ربما لأن حكومتنا المدنية بدلا من أن تمسك بملف السلام وتصل به لنهايات سعيدة ، تركت أمره للعسكر ، غير أن حميدتي نجح في هذا الإمتحان العسير ووصل إلى هذه النقطة التاريخية التي نأمل فيها إسكات البندقية إلى الأبد .
توقيع الإتفاق دون شك خطوة جبارة ، ولكن تنفيذ الاتفاق دون مشكلات هو المحك الحقيقي الذي سيحدد مستقبل سودان الثورة ، وتطبيق هذا الاتفاق بالذات بعدما ينضم عبدالواحد والحلو ويكملان ماتبقى منه ، سيكون آخر ستار يتم إسداله على معضلة أساسية من معضلات البلاد وستبدأ فترة التنمية الحقيقية .
معايير دمج قوات الحركات في القوات المسلحة يجب أن تكون قياسية تتناسب مع سمعة وعراقة وحرفية قواتنا المسلحة وقوانينها العسكرية ، فتهافتنا لتوقيع السلام يجب أن لاينسينا المواصفات التي نريد بها بناء أجهزتنا السيادية ، كما يجب تنبيه الحركات الموقعة لحقيقة أن أعلى ميزانية في سودان الثورة ستكون للصحة والتعليم والخدمات وليس الأجهزة العسكرية كما السابق ، لأن تأكيد هذه النقطة سيقلل كثيرا من حدة الصراع حول الجيش ، كما أن الانقلابات العسكرية لن تكون على الاطلاق وسيلة للجلوس على كرسي الحكم مهما بلغت الحاجة لذلك ، فدولة القانون دفع الشعب مهرها دماءا ولازال مستعدا لدفع المزيد رغم مايعانيه من ضوائق مختلفة .
تجمّع المهنيين الذي تحالف مع الحركات لاندري كيف سيتم احتساب نصيبه من عدد الكراسي التي تمت محاصصتها باتفاقيات سابقة ، هل ستكون ضمن كراسي الجبهة الثورية أم سيتم خصمها من حصة قحت ؟؟ ، وهل سيتم استفتاء الشعب في وثيقة السلام حتى تكون ملزمة للأبد ، أم أنها ستكون ككل اتفاقات الحكومة الانتقالية التي يسمع الشعب عن بعضها من تسريبات إعلامية ، ومعظمها سريّ لم يقدر الله للشعب أن يعرف تفاصيلها بعد .
ومثلما حدث مع رموز النظام المخلوع ، سيأتي الجيل الذي سيحاسب من يخطيء اليوم ، والسعيد من يرى في غيره والشقي من يرى في نفسه ، فماحدث لرموز النظام السابق بالرغم من امتعاض الرأي العام حول مايصاحبه من جرجرة ، إلا أنه يجب أن يجعل كل مسؤول يراجع نفسه عشرات المرات قبل أن يقدم على شيء يخصّ الوطن والمواطنين ، ولكن قادتنا حتى الآن ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم وعلى عقولهم غشاوة ، وعليهم الانتباه قبل أن يبلغ السيل زباه .
وقد بلغت
عبدالدين سلامه [email protected]
