مقالات وآراء سياسية

زلزال وثيقتين

معمر حسن محمد نور

 

المؤكد ان زلزالا عنيفا يضرب بلادنا وتتواصل ارتداداته محليا واقليميا ودوليا. واسباب هذا الزلزال هما وثيقتان. فالحكومة قد اعتمدت تعديلات في الوثيقة الدستورية تباينت ردود الفعل نحوها واغلبها الرفض من القوى المدنية التي تقف اصلا في معارضتها.وقد برزت في الهجوم على ممثل الامين العام للامم المتحدة رمطان العمامرة حيث ابدى تفهما لها.

اما الوثيقة الثانية فهي ما اطلق عليها اسم ميثاق تأسيس بواسطة الدعم السريع وحلفاء عسكريين ومدنيين في نيروبي وهي ذات آثار لا ينكرها الا غافل. وتوقيعها في نيروبي ودفاع الحكومة الكينية عنها رغم ما يدور في برلمانها وتغريدة وليم روتو عن اتصاله مع وزير الخارجية الامريكي يوضح انها لم تكن لتتجرأ بفعل ذلك لولا انها اعطيت ضوءا اخضر دوليا. نحاول ادناه رصد الاثار الداخلية والاقليمية والدولية.

داخليا ، ادت وثيقة نيروبي الى انشقاقات في تقدم وحزب الامة والاتحادي الاصل وترك عبد العزيز الحلو وصندل والهادي ادريس والطاهر حجر منطقة الحياد للاصطفاف معها .. كل ذلك فرض حقائق عسكرية لا يمكن اغفالها باضافة اعداد ضحمة من قوات المشاة الى التحالف مع الحديث عن امتلاك الدعم السريع لمنظومات دفاع جوي وما فلت من صندل بوجود طائرات رابضة في اثيوبيا ما اضطر مادبو الى لكزه كونه كشفها. هذا علاوة على استخدام الدعم السريع لسلاح مدفعية في العاصمة القومية والفاشر ما يفيد بأننا اما جيش كامل بكل افرعه. وقد كان الاثر واضحا في نحريك الميدان من الطرفين في كل المحاور. هذا الى جانب حديث كل من الوثيقتين عن تعيين رئيس وزراء وحكومة مدنية.

اما خارجيا فقد ادى ذلك الى حراك ديللوماسي محموم عبر السلك الديللوماسي السوداني ووفد تأسيس الى اوربا وامريكا. واصبحت دول المحيط العربي والاقليمي تبرز ردود افعالها مثل بيانات مصر والسعودية والجزائر وقطر والكويت الرافضة لحكومة موازية ما يعني تأييدها للحكومة. وربما تصطف معها دول افريقية كانت قد تبنت موقفا في الاتحاد الافريقي متعاطفا مع الحكومة.

عليه فنحن امام رمضان ساخن على الارض. وكل ما يمكن ان يغير في المعادلات يتمثل في مكاسب كبيرة في الميدان مثل السيطرة على ولايات ومقدرة الحكومات المدنية المزمع تكوينها في تحقيق اهدافها المعلنة. لان المواقف الدولية تحكمها المصالح لدى كل طرف.

ندولا نملك الا ان ندعو الله حفظ الابرياء من آثار الحرب وهداية المحتكمين الى السلاح الى صوت العقل.

وحفظ الله السودان

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..