لكل مغترب ومغتربة، لا تخذلوا شعبكم في ثورته الظافرة..!

لكل مغترب ومغتربة، لا تخذلوا شعبكم في ثورته الظافرة..!

الطيب الزين
[email][email protected][/email]

إليكم، يا من تعبتم وواجهتم كل أشكال التحديات والصعوبات، في سبيل أن تعينوا الزوجة والأطفال، والأم والأب، والأخ والأخت، إليكم يا من ضحيتم بحقكم في أن تعيشوا مع أهلكم، وأسركم، وأصدقائكم وزملائكم، في رحاب الوطن، الذي حولته الأنظمة الدكتاتورية، الفاسدة والمستبدة، لاسيما طغمة الإنقاذ، الى جحيم طارد، ففضلتم الغربة والأغتراب، على العودة لوطن يحكمه الأغراب، ممثلين في عصابة الإنقاذ المجرمة، التي لا تجهلونها ولا تجهلون جرائمها، لكن الواجب يتقضي التذكير، في هذه الأيام المباركة، التي تشهد ثورة الشعب، وما حلّ بالشعب السوداني، طوال الثلاثة وعشرين عاماً الماضية من حكمها، التي أذاقت فيها الشعب السوداني، كل صنوف العذاب والمعاناة، حيث كانت أكثر الأنظمة الدكتاتورية وإجراماً وفتكاً بالشعب، تحت شعارات الدين.. وإستخفافاً به، عكستها تصرفات وتصريحات رموز حزبها الفاسد، حزب المؤتمر اللاوطني الذين سخروا بالشعب السوداني في أكثر من مكان ومناسبة، ولعل آخرها وصف رئيس النظام عمر البشير، للثائرين، بشذاذ الآفاق..! بعد أن سخّروا كل موارد البلاد، لسحق الشعب وتدميره. ولو ألقى كل واحد منكم نظرة لخيرات البلاد وخصوبه أراضيها، التي أصبحت أرض يباب، بل مستنقعات من الأمراض والفساد، ومزارع للألغام التي خلفت ملايين الضحايا، كون النظام، والمرتطبين به، لا يفكرون إلا في إنفسهم، لذلك نسوا حقوق الشعب والوطن. بل طغوا وأفسدوا في الأرض، مما جعل من جرائمهم أكبر من أن تُمحى من ذاكرة السودانيين، وذاكرة كل إنسان يتألم لمعاناة أخيه في الإنسانية، ومهما حاول المرء التذكير بها فلن يفلح، لأن جرائمهم هي أكثر من أن تُعد.
جرائم هذه العصابة يعرفها الكثير، وسيتكشف الكثير من الفضائح والجرائم، بعد سقوطها الذي أصبح مسألة وقت لا أكثر. كما سقطت نظم دول الجوار في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن. لذا علينا مسؤولية وطنية كبيرة، تتمثل في دعم الثورة التي إنطلقت، من خلال تكوين لجان دعم الثورة، كما فعل من قبل مغتربي الدول التي أنجرت التغيير. لذا فأن وقفنا إرسال التحويلات للسودان لمدة شهر، أو شهرين، رغم صعوبة ذلك على البعض، لكن للضرورة أحكام، الأمر الذي سيكون له الأثر الواضح على النظام، وإن كان لابد من التحويل، فليكن لدعم الثورة والثوار، لأنه مهما حولنا، فتحويلاتنا لن تحقق غرضها، ما لم يرحل هذا النظام، الذي وظفها في السابق، وسيوظفها الآن، لقمع أخواننا وأخواتنا وزملائنا المنتفضين ضده، وضد سياساته التي أقعدت السودان، وأفقرت شعبه.
لذا دعونا نكون عوناً ودعماً، لشعبنا وليس عونا وسنداً لنظام، جاء للسلطة بلا شرعية، ومارس الحكم بلا قيم ولا أخلاق ولا معرفة أو علم، لذلك وقف حائراً، بعد ثلاثة وعشرين عاماً في الحكم، كما وقف حمار الشيخ في العقبة.
لذلك لا تستهينوا بالتحويلات التي تحولونها للأهل والأسر في السودان، فالنظام الفاسد، سيحولها الى سلاح لقهر الشعب، كما وظف ضعاف النفوس والإنتهازيين، والكُتاب المنافقين، للدفاع عرشه، والعملاء لحراسة مصالحه وإمتيازاته، على حساب الوطن والشعب، الذي ملأ شوارع العاصمة والمدن والأحياء والقرى هذه الأيام، مردداً، يا خرطوم، ثوري ثوري، لن يحكمنا لص كافوري..! وكما قال الشاعر: وللأوطان في دم كل حر يد سلفت، ودين مستحق..! لذلك عليكم أن لا تخذلوا شعبكم في معركة الحرية والكرامة، حتى نعبر معاً، نحو الضفة الأخرى من النهر، حيث الحرية للجميع، والسيادة للشعب، وبناء دولة العدل والقانون تحمي الأرواح، وتحترم الحقوق..!
الطيب الزين