إتحاد الكُتّاب السودانيين: أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض!.

ما حدث ضد إتحاد الكُتّاب السودانيين ، من إغلاق إدارى ، يُظهر بجلاء الغطرسة والعنجهيّة الأمنيّة والتعسف الحكومى فى إغلاق المؤسسات الفاعلة ، التى التى تحترم إستقلاليتها و برامجها وأهدافها ورسالتها ورؤيتها ، ولا ترهن نفسها للسلطة الحاكمة ، وترفض أن تأتمر بأمرها وتنتهى بنواهيها ، وهذا هو مربط الفرس !. وسيرة إتحاد الكُتّاب السودانيين فى مراحل تأسيسه المُختلفة ، تقف شاهداً على عطائه وكسبه ، وإلتزامه جانب الكلمة الحُرّة ، والموقف المُستقل ، وهذا ما يُغيظ الأنظمة الإستبداديّة ، التى تسعى دوماً لتدجين المُبدعين ومؤسساتهم ، عبر الترغيب والترهيب ، وإلّا فإنّ الإستهداف الذى ينتهى بالإغلاق الإدارى ، يبقى هو المصير المحتوم !.
الطريقة التى تمّ بها إغلاق الإتحاد ، والكلمات القليلة التى صيغ بها القرار ، تنم عن ضعف السلطات الإداريّة ، وعجزها البنيوى ، فى ( إخراج ) الأوامر الأمنيّة التى تصلها من جهاز الأمن ، للتنفيذ الفورى والعاجل ، ولهذا تكتفى بنقل القرار الأمنى ، بأقصر وأقرب الطُرق ، دون تكبُّد مشاق البحث فى إيجاد المُبرّرات التى تسند عليها خطوتها ، و ( قرارها ) ، وهذا فى حد ذاته ، منقصة كُبرى ، تؤكّد أنّ السلطات الإداريّة ، بكل مُسمّياتها ، ليست سوى أذرع أمنية ، تُنفّذ القرارات الأمنيّة،ولا تملك سوى السمع والطاعة ، لأولى الأمر الأمنيين !.
واضح أنّ إغلاق إتحاد الكُتّاب ، لم يأت كقرار معزول ، ومُنعزل عن السياق الذى تمضى فيه الدولة البوليسيّة ، بمواصلة سياساتها الرامية إلى تجفيف منابر الوعى ، والمعرفة ، و التنوير ، بغرض ” تمكين ” الفكر الظلامى ، وتكريس الرؤى الآحاديّة ، والجهل ، وثقافة العنف المعنوى والمادى فى المجتمع ، فقد سبق ذلك ، إغلاق مراكز ومنظمات مُجتمع مدنى ومنظمات حقوق إنسان ، بسيناريوهات مُشابهة أو مُغايرة ، وهذا ، وذاك ، سيمضى – حتماً – بالبلاد ، وبالمُجتمع السودانى ، إلى المزيد من التخبُّط والأزمات المُسلّحة ،التى ستُعجّل بإلغاء السودان ( الفضل ) عبر التشظّى ، والإنهيار والفناء ، لأنّ إستهداف إلغاء ( العُقول ) ، لهو أخطر و ” أثقل ” بكثير من إستهداف ( البطون ) ، وهذا ما يجب الإنتباه له ، ومُقاومته ، بكل السُبل المُتاحة ، وعلينا – جميعاً – إعمال العقل والتفكير الجمعى ، فى البحث الجاد والمُستمر ، عن أنجع الطُرق ، والوسائل ، والقنوات السالكة ، للإبقاء على وصول رسالة الفكر والمعرفة والتنوير والإبداع ، للناس أجمعين ، حتّى فى حالة إغلاق المؤسسات قسراً ، لأنّ الإنحناء ، والإستسلام للأمر الواقع ، يتناقض – تماماً – مع رسالة الإبداع والمُبدعين ، ودروهم فى التغيير.. فلنبدأ التفكير ، فى المُقاومة ، لإنتزاع الحقوق.

بقى أن نُذكّ ونُعيد التذكير ، على الذين يظنُّون إنّ إغلاق إتحاد الكتاب شأن يخصّه هو وحده ، ولا يعنيهم فى شىء ، ولن تدور عليهم الدوائر ، عليهم مراجعة أطباء العيون والأمراض العقلية ، وكذلك ننصحهم – صادقين – بإعادة قراءة الحكمة المعروفة ” أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض “… وأرجو أن يبدّلوا ” الأسد ” بحيوان آخر هو ” الذئب ” ، لأنّ غابة حكم الإنقاذ ، قضى فيها على الأسود منذ أيّام وسنوات ” التمكين” الأولى ، فصارت الغابة تُحكم بمجموعة من الذئاب ، وبدهاء ” ثعلبى معروف…فيا كُتّاب ومُبدعى السودان ، ويا نُشطاء حرية التفكير والضمير والصحافة والتعبير وحقوق الإنسان إنتبهوا… ويا منظمات المجتمع المدنى السودانية ، إتّحدى ! .

فيصل الباقر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا فيصل الباقر كنا قايلين مقالك حيكون حول تقاعس أتحاد على إبراهيم عن مناصرة بقية المراكز التي أغلقت وتقديمه أضعف الإيمان في مناصرتهم – بيان شجب – فإذا هو يلحق بالثور الأبيض _ حيدر ولا محمود محمد طه – لكنك جبتها مقلوبة!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..