أيلا والعَشَاء الأخير !!

@ من الآن فصاعدا ستتجه جميع الانظار نحو ولاية الجزيرة التي تتربع علي قمة احداث جسيمة ، كل التوقعات تشير الي أن هنالك تغييرات جذرية ، مفاجئة ستقلب كل الموازين علي شاكلة إعادة تعيين قوش مديرا عاما لجهاز الأمن و المخابرات الأمر الذي يؤكد أن حركة التغيير ستكون شاملة في مرحلة شن الحرب علي القطط السمان التي تعج بهم اجهزة الدولة التنفيذية من وزراء و ولاة و معتمدين ، ظنوا أنهم في منأى عن المساءلة و المحاسبة بعد أن إستغلوا مواقعهم لتراكم الثروات عبرالعمولات و الرشاء و ريع شركاتهم الخاصة التي تملكها زوجاتهم و اولادهم و ابناء شقيقاتهم . كل المعلومات المؤكدة تشير الي أن فساد منسوبي الحكومة هو الاخطر و الاكثر استشراء ولابد من مواجهته لدرء المشاكل التي افرزتها الازمة الاقتصادية الراهنة بإعلان الحرب علي الفساد وجز رؤوس اركانه لأن افراد هذا الشعب لا يملكون حتي ما يقيم أودهم وكل الثروة في ايدي اركان النظام .
@ اليوم الخميس بداية التغيير في ولاية الجزيرة تتزامن مع زيارة النائب الاول الفريق بكري حسن صالح المسئول عن ملف إصلاح الدولة الذي اصطدم بالدولة العميقة و مخالب القطط السمان و (سندكالية ) لصوص المال العام من النافذين واصحاب الحظوة الذين جففوا موارد البلاد و اكثروا فيها الفساد . زيارة النائب الاول المسئول سياسيا عن الجزيرة تأتي دائما في مثل هذه الايام إذ تتزامن مع التحضير لزراعة عروة الصيف الي جانب الوقوف علي الزراعة الشتوية و الاستعدادات التي يتطلبها الحصاد . حكومة صاحب الدكتوراه الفخرية محمد طاهر أيلا تنتهز دائما زيارة النائب الاول و تروج لها و كأنه يأتي خصيصا لحضور مهرجان الصفقة و الرقيص الذي يسمي مجازا بمهرجان السياحة و التسوق .
@ ضربة البداية للتغيير الجاد لابد أن تبدأ بهذا المهرجان (المسخرة) الذي يستغرق 3 اشهر بالتمام و الكمال في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة و اهل الجزيرة لم يجنوا منه غير (خوتة) الدماغ و غثاء (المغنين المطاليق) و الصرف البذخي و الظروف المنتفخة بالاموال التي أولي بها توفير الدعم و العلاج لمرضي السرطان ومستشفي الكلي و حفر ألآبار لمياه الشرب في ابوقوتة وتحفيز الأطباء النواب الذين توقفوا عن العمل لعدم موافقة حكومة صاحب الدكتوراه الفخرية بصرف حوافزهم و معظمهم بدون وظائف و دعم شرطة الولاية . الحجة التي يتعلل بها أيلا أن ميزانية هذه المهرجان من الجهد الشعبي وليس الخزينة العامة و حتي هذا الدعم الشعبي لابد أن يتم الكشف عنه بالتفاصيل لأن هذا الايلا لو كان جالسا في داره بسواكن ، سنكات أو ترب هدل هل كان هذا الدعم الشعبي سينزل عليه؟ الكل يدرك أن الاموال التي يعتبرها دعم شعبي هي أموال الغلابي من العمال الذين وصل الي قمة قيادتهم في غفلة ،(الجهل النشط) و (الفاقد التربوي) الذين أقاموا العمارات مثني وثلاث في مدني و الخرطوم والشركات و الاموال الترليونية التي قوامها متأخرات العاملين بالولاية و الاستقطاعات المتزايدة من الرواتب الضعيفة للعاملين و المعلمين ولا نتحدث عن 3 مليارات جنيه تبرع بها المدعو كمال النقر من اموال 3577 عامل لهذه المهرجانات التي تستمر 3 اشهر لإطالة عمر الفساد والنهب بدون عائد لخزينة الدولة .
@ كل المؤشرات المنطقية في ولاية الجزيرة لا تذهب لصالح صاحب الدكتوراه الفخرية الذي انتفخ ، طغي و تجبر وظن أنه (الأعلي) ، بعد كلمات المجاملة التي خصها به الرئيس تحفيزا لمزيد من البذل و العطاء وهو بذلك يظن بأنه خدع الرئيس الذي يعرف عنه كل صغيرة و كبيرة و كان يمد له مدا حتي يصبح عظة و عبرة . بعد استدعائه عقب ازمة نواب الأطباء التي لم تحسم بعد ، عاد أيلا آسفا حزينا و محبطا كالذي (فَاته بص السَّيْرَة) علاوة علي أن خاصة الذين قربهم اليه بدأوا يفكون في (صُرَتِه) و يرمون (طوبته) خاصة ذلك الانتهازي المستميت ضراوة في الدفاع عنه وهو يحضر(اليوم) لضربة (خم رماد أيلا) حتي يأحذ (آخر إيدو) بغية التصديق له علي بمشروع زراعي في شرق الجزيرة أما عامله في مشروع الجزيرة تنفس الصعداء قائلا ( الراجل دا فلّس بي ) أما بتاع الري في اتحاد العمال قالها صريحة بأن (الزول دا مابشبع داير طوالي فلوس فلوس) . كل ذلك أصبح شبه مؤكد بأن أيلا ربما غادر قبل تناوله العشاء الاخير وقد تراكمت مشاكل الولاية من لدن تقرير المراجع العام وحل التشريعي وارتفاع صوت المعارضة الداخلية في الحزب و ما تمخض من تجمع (ميثاق أهل الجزيرة) الذي بإعلانه تُحرر شهادة وفاة المؤتمر الوطني بالجزيرة سيما و أن الفترة المقبلة تنطوي علي إعادة بناء الحزب الذي دمره أيلا في سبيل أن ينفرد برأيه ويحكم الجزيرة مفردا ولعل تقرير الدكتور محمد يوسف كبر الذي زار الولاية مؤخرا وحضر شوري الحزب يحمل كل حيثيات رحيل أيلا لتقديمها للمكتب القيادي اليوم والدوام لله و زمان ، قلنا الجزيرة ليست كالبحر الاحمر التي غادرها أيلا بكل هدوء ولهذا يطمح في الرجوع و ما أحلي الرجوع اليها لو التاريخ أعاد نفسه ثانية .
[email protected]