مقالات وآراء

تداعي قحت ووعود الرهان

د. الطيب النقر

ليس ينبغي أن ننسى قبل أن نحكم على الخطوة التي اتخذها المكون العسكري في حزم وجد، دون أدنى خشية من تبعاتها، أن نلتفت إلى قوى الحرية والتغيير، التي أبرمت أصول التبعية وعقودها، وحاذت على أمثلة الخزاية وحدودها، تلك القوى التي لم تطع مطلقاً منذ أفول عهد الإنقاذ الممعن في السوء، الرأي الثاقب، والصواب الأصيل، ولم تتمسك بغير الهوى الغالب، والجرم الدخيل، فهي خلاف التشرذم الذي كان أقصى ما يمكن أن تفعله نظير ثورة هادرة لم تكن من كسب يدها، لم نجدها قط تتوخى هذه الخصال التي يحبها الناس، ويحبها أفراد شعبها على وجه الخصوص، فمضت تمهد لينبوع المعاصي، وتهلل لأصل السيئات والفجور، واضعة نظاماً يلتحم بالغرب في نزقه ومجونه، ولولا أن قطع عليها المكون العسكري بثورته التصحيحية تلك صحيح عزمها، لمضت تلك القوى في سعيها وكدحها حتى تتوافق معطيات الثقافة السودانية وتعابيرها الإسلامية، مع ثقافة الإباحية والتهتك، ولظللنا نحن مع حالة الانفصال هذه، وفي حالة هيمنة العهر على مجريات الحياة، حتى ينفخ إسرافيل في الصور، ويعجل الناس بعدها لملاقاة رب العباد.
إن الغاية التي ينشدها الغرب هو إعاقة هذه الشعوب عن التمسك بأهداب دينها، وأن تظل عالقة في مواطن البأس، ومتاهات التخلف، تستنفذ وسعها، وتستغرق جهدها، فيما يقيم أودها، ويدفع عنها غائلة الغرث والجوع، فلا همم رفيعة، أو اختراعات بديعة، تطوف في خلدها، وألاّ يجد ساستها وقرومها صدراً رحباً، واستعداداً فذاً، لغير الخلاف، لأجل ذلك لا تظفر شعوبنا بشيء، أو لا تكاد تظفر بشيء، سوى أن تجزع جزعاً شديداً لغياب من تتعصب له عن الساحة، وتنسى أنها تحمل شكاتها المتصلة الخالدة وهي الفقر والجهل والمرض، وأن الحاكم الذي أزاحته يد المقادير لم يرغب في شيء أشد الرغبة غير أن يباشر مهام حكمه، وأن يمضي في هذا الحكم الذي لا يأمر فيه بمعروف، أو ينهى عن منكر، حتى تنتاشه يد المنون، وتطويه الغبراء، وقوى الحرية والتغيير لم تكن تأبه لسخط الشعب أو رضاه، بقدر اهتمامها أن تحاور وتقصي الخصوم، من أجل أن تبقى في مناصبها القيادية. إذن شعار قحت ودافعها تمحور حول رسم تلك الزخارف الباهرة، والخطوط المدهشة، التي ترغب الناس في الفساد، وتحيلهم عن الركض من أجل الاستحواذ على صولجان الحكم، وإزاء هذه الغاية أبصرنا تلك الخلافات العنيفة بين الأحزاب السياسية والكيانات التي تشكّلت منها “أكذوبة قحت” حتى تمخض عن هذا الكم الهائل من الصراعات والخلافات العميقة بين أطيافها المتعددة، والتي كانت بمثابة أول دليل ناصع على تهافتها على السلطة، هيمنة أحزاب صغيرة ضئيلة على مراكز القرار فيها، ونفضت يدها عن مناصرتها وتأييدها أحزاب عريقة وتجمعات هي من أشعلت أوار الثورة، مثل تجمع المهنيين، والحزب الشيوعي الذي لم يكتفي بالابتعاد بل أعلن أن من أهم أجندته هو العمل على إسقاطها، كما نجد أن أقزام قحت تكالبوا على حزب الأمة وأجهضوا كلما أنجزه الإمام الصادق المهدي رحمه الله، وحكومة الإنقاذ التي لم تقيم من دولة المشروع الحضاري مجتمعاً يحكمه العدل، ويسوده التكافل، نجد بالمقابل أن حكومة قحت قد ضاقت ذرعاً بالحريات فلم تتحها إلاّ بمقدار، وبمقدار ضئيل، كما أنها استعرضت منظومة الكيانات السياسية فطوقت وحاربت كل حزب ينادي بتنظيم المجتمع وفق مبادئ الشريعة، ورداً بالأمر إلى الغرب، واتكالاً في كل أحوالها عليه، أوقعت نفسها في مشارع السيوف، ومراتع الحتوف، حينما أتعبت نفسها وأتعبت الناس لتجاوز الفضيلة إلى الرذيلة، ومن طور القصد والاعتدال إلى معرة الخنا والابتذال، فوقعت على اتفاقيات تشرعن تلك المساحات الواسعة من الممارسات اللاأخلاقية، والتي تتنافى مع الدين والفطرة السليمة، مشيرة إلى أن رحلة صعودها من أجل اكتساب العالم المتحضر يستدعي منها اتخاذ تلك الخطوة، وشاركتها الأنظمة المتماهية مع الغرب هذا الرضا، وشاطرتها دول البغي والاستبداد هذا الرضاء والإعجاب أيضا، لأجل ذلك رأينا دولاً عظمي تلاقي السيد حمدوك ودول أخرى تلح في ملاقاته، لأنه اخترق لهم هو زمرته مراحل لم يكن من اليسير اختراقها، لأجل ذلك لابد للغرب أن يتخذ التدابير المطلوبة التي تمكن لهذا الرجل، وتجعل منه النموذج المبتغى في الحكام الذي يدفعون إلى سدة الحكم من أجل زوال الدين وانهاك الشعوب، ويعد السيد حمدوك مادة صريحة ترفض المشروع الإسلامي، ويرحب بديمقراطية ومناهج متعددة الوجهات والمرجعيات دون قيد أو شرط، والدول الغربية التي يعنيها تنحية الأصل وهو الدين، همست في أذنه هو ورئيس المجلس السيادي الفريق البرهان الذي خطرات مشاعره، ونزعات خواطره، تشرئب للرئاسة وتتعلق بها،  أشارت عليهم النظم الإمبريالية بالتطبيع مع الكيان الغاصب الذي لم يدع حاكماً عربياً أو فئة أو جزباً، إلا ودعته لمحاربة الأصولية الإسلامية، والتطبيع معها والتغاضي عن الأوضاع الموروثة، ونسيان القضية الفلسطينية الذي ما زال إيقاعها ينبض في أفئدة الشعوب، وكم كان مؤسفاً أن يتنكر قائداً لعقيدته العسكرية التي ألقمته بغض إسرائيل منذ أول ليلة أمضاها في كليته الحربية بوادي سيدنا، ليت شعري كيف نسى الفريق البرهان أن هذا الكيان البغيض الذي لا يغفل العالم عن إحصاء جرائره، وتعديد جرائمه، في حق الشعب الفلسطيني والأمة العربية جمعاء هو من كدّر صفو شعبه، وضرب مصانعه الحربية في هدأة الليل، ننظر إلى تلطف العدو لدولة عربية تقود ذمام التطبيع وتعلي من شأنه فلا نحتار، ولكن نقع في بيداء الحيرة حينما يرضخ فارساً من فرسان الجيش السوداني لم يوفق في بسطه وقبضه، وحلّه وعقده، إلا حينما غير وبدل المشهد السياسي وأعاق نمو قحت ورقيها، نندهش حقاً حينما ينخرط الفريق البرهان في وشائج مع الصهاينة الأوغاد، ويبرر أن غايته التي ينشدها هي النهوض والرفعة لشعبه، هل شعبك الذي تبتغي رفعته خولك لاتخاذ هذه الخطوة؟ وهل هو سعيداً بها؟ راضياً عنها؟ وما الذي نجم عن هذا التطبيع العريض المخزي؟ هل يعيش السودان في رفاهية ودعة آلان بسبب موادعته للصهاينة وانحرافه عن دول الضد؟ ما هذا البؤس في التفكير؟ إن على ركن الدولة وعضدها ألا يهاب الجيوش الزائدة العدد، والجموع الوافرة المدد، ولقد شاهدنا أكذوبة الجيش الذي لا يقهر وهو يترنح أمام صواريخ فصيل من فصائل الجهاد في فلسطين، كما أبصرنا خيباته وهزائمه عام 2006 وعتاد حزب الله يدك حصونه ومدنه.
بقي أن نقول أن السيد حمدوك رئيس الوزراء المعزول لم يقدم الأكفاء، ولم يعجل بالأمناء، ولم يستثمر إجماع الناس عليه، واستبشارهم بمقدمه بعد ثورة ظافرة، كما أنه لم يقيم صلاته مع الجيش بالشكل الذي يجعل الجيش يحرص عليه، فقد أنجته القوات المسلحة من عدة دواهي وعقابيل، ولكنه لم ينشد غير استئصالها وهيكلتها، وهو في ذلك ينفذ ما طلبته منه دول يعنيها أن تحيط بالسودان الخطب والملمات، ويعني حمدوك وطائفته أن يغالي الغرب في حبهم، ويلحوا في مدحهم، وبما أن هناك أقلام تنفر من أن تقول غير الحق، نقول أن المشاكسة بين المكون العسكري والمدني دفع جهات يعنيها أن تسعى بكل السبل المتاحة لفشل المكون المدني، وتفانت أن تبدع في تعجيزه، وتعظم من مظاهر فشله، هذه الجهات كانت ترتعب إذا غير الشعب نظرته إلى قحت ورأيها فيها، ومن أكبر الشواهد على ذلك الرخاء الذي حدث بعد أن غاب نجم قحت المعتكر عن سماء السودان، ومظاهر الذهول التي سيطرت على الجميع بمشاهدة أسعار السلع التموينية وهي تتهاوى وتنزل من برجها العاجي، ولكن كل هذه المظاهر والسمات لن تغير رأينا المترف الأنيق، وأن ما حدث لا يمكن أن نطلق عليه انقلاباً، بل هي ثورة تصحيحية لخطل كان سائداً، فالانقلاب يقوض حكومة منتخبة، ويعطل جلسات البرلمان و العمل بالدستور، وليس لقحت ولا للمكون العسكري غير وثيقة واهية متداعية يجدداها كل مرة يسفر فيها وجه جديد، ولم يتعاهدا على نصوصها بالحفظ والصون، كما أن قحت لم تسعى جادة في استكمال البناء السياسي بتكوين المجلس التشريعي، نود أن ننوه في خاتمة هذا المقال أن العسف والظلم وتقييد الحريات، ظل قائماً حتى في عهد حكومة الحرية والتغيير، فالاعتقالات تتم دون أدنى مسوغ قانوني، وفصل أبرياء لا تربطهم أدنى شائبة بالنظام السابق، حدثاً أضحى من الظواهر التي لا تثير الدهشة والغرابة، كما أن جحيم الغلاء الذي طحن بكلكله الملايين في عهد الإنقاذ، ظلّ يمسخهم ويشوههم في عهد الحرية والتغيير.
ما علينا فعله الآن أن ننظر للفريق البرهان بعين الشك والربية، لا بعين الرضاء والاستحسان، وأن نمضي في متابعة المعطيات التي ذكرها في خطابه الذي عدد فيه أسباب إزاحته لقحت، ويظل الشعب في نشاطه الثوري المتشوق للانعتاق من الظلم، فإذا أوفى الفريق البرهان بما وعد، وشكل حكومة التكنوقراط التي تمضي بسفينة السودان التي أزرى بها الأصاغر إلى بر الأمان فبها ونعم، وإذا تاق الفريق أول البرهان لمصير يشابه مصير المشير البشير، فإن الكثير من جموع الشعب السوداني تتحرق لتحقيق هذه الأمنية.
[email protected]
كوالالمبور- ماليزيا

‫6 تعليقات

  1. ديل دكاترة بجيبوهم من وين … والبديهم الدكتورة منو وفي شنو … يلف ويدور ويرجع للدين … نفس مكنات الكيزان القديمة .. طبعا بيكتب من ماليزيا … وليه الراكوبة بتنشر خربطات المهوسيين وفتن الكيزان … يا ناس الراكوبة نحن حاسبكم معانا مش مع الخيانة

  2. الواحد كان مفتكر أن ما يسمون بإخوان السودان وبعد سقوطهم المدوي وكراهية الشعب وإنخداعهم فيهم أن يذهبوا ويعملوا مراجعات ويروا لماذا سقطوا أخلاقيا” بعد أن كانوا يتصدرون لستة إتحادات الجامعات لكن هيهات ..يا أخي من الذي سقط في ميزان الأخلاق هل هم ما يسمون “باسلاميين” أم قحط؟ يا أجي أهل الإنقاذ لم يفشلوا إداريا” في حكم السودان بل فشلوا أخلاقيا كذلك ..أما خفي أعظم ..

    ألم تقرأ ما كتبه أخوكم بروف تيجاني عبد القادر والمرحوم الطيب زين العابدين فيكم قبل سنوات؟ ألم يشككzol تيجاني في “إستهاد” محمود شريف؟ طيب يا سيدي إذا كان شخص في مقام بروف تيجاني بعتقد انكم بتصفوا بعض تاني الكلام في أخلاقيات الناس التانيين وعلمانيتم طعمها شنو؟ أيهما أشد علي الله قتل النفس أم شرب الخمر أو أي من الأشياء” التي تمسكوها علي ناس حمدوك؟ افهموا الدين بصورة صحيحة يا أخي ..يا أيها الذي تنصب نفسك “إسلامي” أنا خالتك مزاهر والله والله كنت في نفس تنظيمك هذا في يوم من الأيام لكن لما أتت الإنقاذ لم أري غير النفاق ونهب أموال الغلابا والزواج مثني وثلاث وثالثة الأثافي أنهم استباحوا أموال الوطن لذويهم وزوجاتهم أمشي شوف القصور ألفي حي الراقي لو ما عارف حاجة .. ولمن قالت “كع” بالله فللي علي تركيا بالله ديل رجال؟ وصيتي لكم امش شوفوا وقعتو الوقعة الشينة دي كلها ليه ؟ خلوا الناس الثانيين في حالهم شوفوا ليه بقيتو أكتر حزب مكروه ليه؟ كده أحسن لكم من المكابره وإدعاء الطهارة

  3. الواحد كان مفتكر أن ما يسمون بإخوان السودان وبعد سقوطهم المدوي وكراهية الشعب وإنخداعهم فيهم أن يذهبوا ويعملوا مراجعات ويروا لماذا سقطوا أخلاقيا” بعد أن كانوا يتصدرون لستة إتحادات الجامعات لكن هيهات ..يا أخي من الذي سقط في ميزان الأخلاق هل هم ما يسمون “باسلاميين” أم قحط؟ يا أجي أهل الإنقاذ لم يفشلوا إداريا” في حكم السودان بل فشلوا أخلاقيا كذلك ..أما خفي أعظم ..

    ألم تقرأ ما كتبه أخوكم بروف تيجاني عبد القادر والمرحوم الطيب زين العابدين فيكم قبل سنوات؟ ألم يشكك تيجاني في “إستشهاد” محمود شريف؟ طيب يا سيدي إذا كان شخص في مقام بروف تيجاني بعتقد انكم بتصفوا بعض تاني الكلام في أخلاقيات الناس التانيين وعلمانيتم طعمها شنو؟ أيهما أشد علي الله قتل النفس أم شرب الخمر أو أي من الأشياء” التي تمسكوها علي ناس حمدوك؟ افهموا الدين بصورة صحيحة يا أخي ..يا أيها الذي تنصب نفسك “إسلامي” أنا خالتك مزاهر والله والله كنت في نفس تنظيمك هذا في يوم من الأيام لكن لما أتت الإنقاذ لم أري غير النفاق ونهب أموال الغلابا والزواج مثني وثلاث وثالثة الأثافي أنهم استباحوا أموال الوطن لذويهم وزوجاتهم أمشي شوف القصور ألفي حي الراقي لو ما عارف حاجة .. ولمن قالت “كع” بالله فللي علي تركيا بالله ديل رجال؟ وصيتي لكم امش شوفوا وقعتو الوقعة الشينة دي كلها ليه ؟ خلوا الناس الثانيين في حالهم شوفوا ليه بقيتو أكتر حزب مكروه ليه؟ كده أحسن لكم من المكابره وإدعاء الطهارة

    1. خالتي مزاهر كيف حالك وأتمنى انك تكوني بخير..أنا الطيب يا خالة كاتب المقال ومتفق معاك في كل شيء قلتيه..الحقيقة يا خالتي الإنقاذ جرائمها لا تحصى ولا تعد ويكفي تجزئة السودان ومأساة دارفور وأنا بدوري يا ما كتبتا عن الجرائم والفساد دا في الانتباهة وغيرها ولما كانت تعتذر الانتباه عن نشر المقالات خوفا من مقص الرقيب أو نقمة السلطة كنت بنشرها في سودانيز أون لاين و الراكوبة وسودانايل وخلافها.. أنا عارف إن الإنقاذ كانت متخذة الدين مطية لتحقيق متاع زائل بس كنا بنجتهد بفكرنا المنخوب ورأينا المجدب لاصلاح ما يمكن إصلاحه وصدقيني قحت هي امتداد لمسيرة الإنقاذ المعوجة وأكتر ما نبغضها فيه محاربتها للدين وحرصها على تمييعه وارتهانها للغرب وتكالبها على المناصب وعدم اهتمامها بالبسطاء وماش الناس وأنا زي ما راضي عن قحت فالمقابل برضو ما من أنصار البرهان والالتفاف على الحكم وعودة الحرس القديم أنا من دعاة أن تتولى جماعة لا لون سياسي لها ذمام الأمور في بلدنا المنكوب تعزز من قيم الديمقراطية وتهتم بواقع الناس.. بعدين الأحزاب الإسلامية واليسارية لم تهتم غير التمكين وخدمة أجندتها والاستمرار في السلطة رعم فشلها الذريع حتى المؤتمر السوداني الذي استبشرنا خيرا فيه خيب آمالنا وطلع ما في فرق بينه وبين غيره من الأحزاب. ربنا يصلح الحال يا خالة ويقيض لهذا البلد من يحرص على رفعته ورفاهية أهله.
      الطيب النقر

      1. الشكر لك علي مداخلتك وإذا كنت مصلحا”وكان مقالك من باب الإصلاح وليس من باب التخفي وراء إخفاقات قحط كما يفعل الكثيرون من اخوانك فلك العتبي حتي ترضي إذا كان في حديثي أي سوء فهم لكلامك ..لازلت أعتقد أن يهجر ما تبقي من إخوتك المصلحين كثرة نقد الفترة الإنتقالية وأن يلتفتوا لأنفسهم ويروا لماذا كان ما كان …بدلا” عن ذلك يريدون أن يزالوا عملهم القديم وكان شيئا” لم يكن

        بل يجتمعون تحت الأرض كي ينصبوا غندور أمينا” عاما” !! ويأتي علي كرتي بحقيبة المال وهاك يا فلان وادو علان وتستمر عملية شراء الذمم كما كانت.. وهذا يفسر حديثهم عن الإنتخابات فهي تعني عندهم المال وحينما تاتي الإنتخابات سوفو يري الجميع شراء الذمم علي أعلي مستوياته وإلا فمن الذي سيقدم أمثالهم كي يحكمونا مرة أخري؟ ..الآن هم تحت الأرض ويرأسهم علي كرتي؟ اتخيل تنظيم كان فيه خيار المؤهلين الاكفاء ذوي الأخلاق ينتهي به المقام أن يرأسه علي كرتي وغندور ..ولا أحد يعلم من أين ومن وما هي شرعيتهم أصلا غير المليارات التي تعج بها حسابات بنوكهم ..بالله عليك ناس جادين وعندهم ذرة من ورع بنصبوا علي كرتي أميرا” عليهم؟؟ ألم يكن من الأحري أن يسألوه من أين أتي باموال فندق قصر الصداقة أولا قبل أن يبقي أميرا لحركة تدعي أنها إسلامية؟.. الإنقاذ انتهت من تنظيم يسمي “بالإسلاميين” في السودان وهذا من عمل أيدي المصلحيين فيهم كذلك لانهم تركوا الأمور في أيدي السفلة منهم ..”.اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة” ولما إنتقل الحال وزال الملك يريد هؤلاء أن نناصرهم أنا وانت وغيرنا من الأبرياء تحت دعوي أن “الإسلام محارب ونصرة الشريعة ” …بكل نفاق وحديث عن شريعة لم يراها أحد حينما كانوا يحكمون .. فيا أخي نصيحتي لك ولغيرك لا تضع يدك في أيديهم ابدا”..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..