طموح السيف لا يخشى الهاً ..!

تناسلت الازمات، واستنسخت الكوارث, وإشتعلت البلاد أو ماتبقى منها حرباً ضروساً، وفساداً مبثوثا، بفضل سياسة المؤتمر الوطني وحركته الاسلامية، وبالعقلية الامنية الفاشية، المتقاصرة البصر والبصيرة. لقد سعت الانقاذ منذ وقوعها الفاجع، عام النكبة وشهر (الجراد)، الي تثبيت اركان حكمها الجائر بالحديد والنار، على جماجم واشلاء المواطنين البسطاء، فبسطت شوكتها بشتى الطرق وبكافة الاساليب القمعية، وبصورة غير مسبوقة في البطش والتنكيل بالمعارضين، فبعد إحتلال الدولة السودانية في يونيو من عام الف وتسعمائة وتسعة وثمانون، من القرن الميلادي المتصرم، قا مت الانقاذ بعمليات قطع جائر لواحات الابداع الخضر ، وقضت علي النماء المنور، وقضمت النوار، ودهست الاغصان،
كبعير وابل مرج، جرفت فسائل لإبداع (المُبتقة)،وحطمت التعليم، وأفسدت الاعلام، وشوهت الثقافة، وعطلت الحياة المدنية، واججت الحروب، وفصلت الجنوب، وايقظت القبلية، وأحيت العنصرية، ومن رحم المصائب تولدت الكوارث، الشريعة قدو، قدو، والجامعات مخدرات،
واوقدت نيران الحروب ونقضت العهود ،” والتهليل وضربة اسرائيل، و سندس الزراعية وليالي الحلمية، والإبادة الجماعية والمحكمة الجنائية، البكور وبنات الحور، إمبراطورية الجوكية والمدينة الرياضية
الخال الرئاسي واليخت الرئاسي، النفرة والنهضة واللهفة، إختلاسات الاوقاف وأكل مال الله، حليفة الزور،ومحاكم الجور، بيع الرصيد وشيوخ المسيد، الجوع ولحس الكوع، الحركة الشعبية /شمال واللعب بالنار، الحلو، وغشاني ياعمدة، الانتنوف والموت المنفوش، عمارة تقع وإستراحت محارب، الحشرة الشعبية والكذبة الرئاسية، والقائمة حبلي, بالمآسي والمخازي التي استمرت زهاء ربع قرن من الزمان ومازالت حلقاتها مستحكمة بصنوف شتى من الرعب وعدم الاطمئنان، من ما تفعله اجهزة الطاغية، التي احالت الوطن لنوافذ ليل مظلم مسجور، في هذا الجو المشحون والمسكون هموم، ينادي منادي كأنه ناعي بدعوى لدستور مقدس باللاهوت، لنعيد صناعة الطاغوت. الدستور ليست بضاعة معروضة يتكسب منها تجار الدين، في بازار الملهوفين، الدستور عقد إجتماعي، إستقر في ضمير ووجدان الامم المتقدمة لعقود خلت حتي وإن لم يكن مكتوبا، (كبريطانيا) مثلاً، ورسخ لقيم الحريات، والاعتراف بلآخر، إثنياً، ودينياً، وفكرياً
وضمن العدالة والمساواة لكافة فئات البشر، مما جعل بلادهم مستقرة ومتقدمة ومتحضرة ومتمدنة، بشكل لاينكره حتي المكابر، وملاذاً آمناً لكل من تعرض للإضطهاد في وطنه الاصلي
من كل صوب حدب،
كهنوت الدستور الديني:
الخرطوم (رويترز) – قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم السبت ان دستور السودان الجديد سيكون اسلاميا بنسبة مئة في المئة ليكون مثالا للدول المجاورة والتي شهدت بعضها فوز احزاب دينية بالسلطة بعد انتفاضات شعبية
ليست هنالك دولة قديماً او حديثاً تنسب وجودها وشريعيتها الي الله تعالي وإن قوانينها هي قوانين الله، ولكن في الاصل ليس شيء من قسطاط السماء تحقق او يتحقق إنه شعار يرفع لذر الرماد في العيون وتضليل الناس وخداعهم لإخضاعهم بهالة التقديس ورهبة اللآهوت، وكما قال:الشاعر المفكر الفيلسوف المتأمل ابوالعلاء المعري، في وصف السلطة وفتنتها، وصلفها وعنجهيتها.
أغَيّاً باتَ يَفْعَلُ أم رَشادا جَهولٌ بالمَناسِكِ ليس يَدري
ولا يَرجو القِيامَةَ والمَعادا طَموحُ السّيفِ لا يخْشَى إلهاً
ويَمْنَحُ قَوْتَ مُهْجَتِهِ الجَوادا ويَغْبِقُ أهْلَهُ لبَنَ الصّفايا
ويُحْسِنُ عن حرائِبِهِ الذِّيادا يَذودُ سَخاؤُهَ الأذْوادَ عنه
نتسائل كم؟ من الدماء سفكت باسم الله،” فالترق منا الدماء او ترق منهم دماء، اوترق كل الدماء” بيد أحمد هارون ،الوالي بالتزوير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وصاحب العبارة النازية الشهيرة، وبإسم الله الحي الذي لايموت… ” أمسح….أكسح…قشو..ما تجيبوا حي”- خوفً من العبء الإداري اي والله حياة المخلوق المكرم من الخالق اصبحت تسبب عبء إداري علي الطاغية الصغير. احمد هارون ولكن القصاص آتٍ من كل كركور كسر، ومن كل زرع بعثر.
أما البشير مجرم الحرب المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، إعترف بعظمة لسانه بإنه قاتل لعشره الف فقط من الأنفس لاغير، وبسم الله الحي القيوم!! في دارفور المنكوبة، و أما ماذكره للترابي، منسوبا له بخصوص حرائر دارفور، مستحسناً شرفا لعنصرية الاغتصاب، هل يمكن أن يكون هذا المخلوق سويا؟، وهل يمكن لمثل هكذا إنسان ان يكون معتنقاَ حتي للآت والعزى ومنات من المعتقدات؟؟
(وقال البشير “يقولون ان ثمة اكثر من 200 الف شخص قتلوا في دارفور، اننا نؤكد ان هذا الرقم غير صحيح وان كل احصاءاتنا حتى الآن في ما يتعلق بعدد الاشخاص الذين قتلوا في المعارك بين الجيش والمتمردين او بين المتمردين والقبائل المختلفة او بين القبائل، تظهر ان رقم القتلى لا يتجاوز 9000
وكم من الاعراض هتكت وكم من الآبار عطلت، وكم من القصور شيدت؟من اموال اليتامي والمساكين والمهمشين، تحت مبرر شريعة السماء السمحاء، بالطبع لايمكن الاجابة علي هذا السؤال السهل والصعب والمرعب؟ والحاكم بأمر الله يرنا ما يرى، ويفعل مايشاء بغير رقابة أوحساب ، يحي ويميت كالنمرود، وبحق الملوك الالهي يبيع الصكوك، ما دام مدعوماً ومسنوداً بفتوى علماء السلطان ،والفتوى تحت الطلب، وطوع البنان،وتوصيل حتى البلاط من فئة من يدعون العلم وينسبونه لأنفسهم، ويتكسبون من بازاره، وينتفعون من ريعه، ولهم جُعل من عرق المهمشين، ومال اليتامى وحق المساكين، ونصيب ابناء السبيل، ويلعقون من دماء الشعب المنهوب، ولا يخشون الهاً. أما المؤمنون حقاً بحقوق شعوبهم وقضايا المحرومين الواقفين في صف الجوع الكافر، والجوع ابو الكفار، ما دام الصف الآخر ساجد من ثقل الاوزار، فهؤلاء المناضلين من أجل العدالة، والإنصاف، وبسط الحريات، وإستواء قسط الميزان ، بمواقفهم الصلبة، في صف الحق، يساقون لبيوت الاشباح، السجون والمعتقلات ويظل الجدل، وإحتلال الدولة بإسم الدين، والتمكين ونفي الآخر ،ثم العنصرية الاليغارشية اللآهوتية، حتى داخل التنظيم الحاكم ،ثم سيطرة حكم الفرد، وديكتورية الحاكم بأمر الله وصراع الاخوه الاعداء في جمهورية الحاكم بامر السماء، بين السائحون الواهمون، الغائبون المغيبون، والناهبون المنبتون، و ممارسة صلاة تغيب الوعي, والهروب بالدعوات المردودات، لحرام المأكل، وحرام المشرب، حرام الملبس، ومن يزرع الرياح يحصد العواصف، يقول الشاعر الثائر السليط أيمن ابو الشعر:
يقترب وجه الساحر مني…. وجه رئيس التحقبق ….
فاهتف ما اسهل أن تدهن وجهك بالاصباغ ، ولكنك لن تخدعني
في أي مكان لايقف النسر بأعلي القمة …. أو ترتع فيه الغربان…
سيظل الذئب عدو الحمل ….ويبقي السجان هو السجان

تعليق واحد

  1. جَهولٌ بالمَناسِكِ ليس يَدري ### أغَيّاً باتَ يَفْعَلُ أم رَشادا
    طَموحُ السّيفِ لا يخْشَى إلهاً ### ولا يَرجو القِيامَةَ والمَعادا
    ويَغْبِقُ أهْلَهُ لبَنَ الصّفايا ### ويَمْنَحُ قَوْتَ مُهْجَتِهِ الجَوادا
    يَذودُ سَخاؤُهَ الأذْوادَ عنه ### ويُحْسِنُ عن حرائِبِهِ الذِّيادا

    thank you

  2. شكراً كثيرا الانصاري الغضب الساطع أتي من كل هامش آتي، الموت الدم لكلاب الامن، ماشين ماشين تجار الدين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..