
أسامة ضي النعيم
لا الوم الزعامات المصرية منذ عام ١٩٥٢م ، مصلحة مصر عندهم مقدمة علي مصلحة اي بلد اخر ، أعلنها السادات حيث قال انه يتحالف مع الشيطان من اجل مصر ، أوقف الحرب مع إسرائيل بطلب أمريكي لحقن دماء شباب مصر ، ذلك حق مشروع ان تظل مياه النيل أيضا تجري تحت أقدام حاكم مصر منذ أن نادي فرعون مناداته عن الانهار تجري تحت قدميه ، سطرها المولى عز وجل قرأنا يتلي في سورة الزخرف (أية ٥١) ، مصلحة مصر تتقدم في كل عنوان عمل تشرع فيه مصر ، هو حق ينافحون عنه بالاسنان والاظافر ،
عند العقل المصري قناعة بان النيل (بتاعهم) ، حق مصري خالص وجنوب الوادي اي أرض السودان هو مجري النيل ليكمل مشواره ليصل لأصحاب الحق في مصر ، من اجل ذلك دافعت مصر في عام ١٩٢٤م ووقفت ضد تقديم ضمان بمبلغ ثلاثة ملايين جنيه إسترليني لبناء خزان سنار في السودان ، تباري أعضاء البرلمان المصري في خطب عصماء وأوقفوا التمويل ، قام البرلمان الانجليزي بالموافقة على تمويل بناءالخزان من الخزينة البريطانية.
تتكرر اليوم محاولات حاكم مصر لضمان حصة تحددها مصر لحاجتها من مياه النيل الازرق ، بناء سد النهضة الاثيوبي يمثل حجر عثرة في تحقيق مصر لامنها المائي ، السودان ونظام الحكم فيه ، وبحسب رؤية حاكم مصر ، يجب أن يكون طوع بنان المخابرات المصرية التي تدير ملف السودان منذ عهد الصاغ صلاح سالم وسامي شرف وعبد الحكيم عامر وعمر سليمان الي عباس كامل حاليا ، رئیس حكومة سوداني يتجرأ بالاعتراض على ما تفعله المخابرات المصرية في السودان ، يجب أن يذهب بأمر المخابرات المصرية (يذهب البواب) ، ذلك الكرت الأحمر رفعه عباس كامل محذرا البرهان ومشددا على ضرورة ذهاب د. حمدوك بعيدا عن رئاسة الحكومة السودانية.
راعي الحلال في حمرة الوز بديار الكبابيش يعرف جيدا أطماع مصر ، المعرفة أتته من التعامل مع الداخل المصري عبر درب الربعين،.
الحرب الان تقضي على الأخضر واليابس في السودان ، يراقبها الجانب المصري عبر مخابراته ، كلما لاح بريق او ضوء في منبر من منابر التفاوض لقرب الوصول لاتفاق ، (نقزت) المخابرات المصرية ببديل لذلك المنبر ، اعادة صناعة العجل ، تدعو فورا جيشها من أردول ومبارك الفاضل ، والتوم هجم وبقية النطيحة والموقوذة في كتلتهم غير الديمقراطية ، وتجهز المخابرات ملعبا مخالفا لبدء تفاوض لا من حيث انتهى المنبر في جدةاو جوبا ، لا بل تأسيس أجندة جديدة بلاعبين جدد عينهم على رشي توزعها المخابرات المصرية او تحمل عليهم مقاطع فاضحة ابتزاز وتسخيرا.
برغم ذلك ، نقول ان المخابرات المصرية ومن ورائها حاكم مصر ، لايلامون، ذلك حقهم في ابقاء حاكم الجرءالجنوبي من مجري النيل في حالة عدم وعي لضمان انسياب مياه النيل لسقيا مائة وعشرة ملايين نسمة وأراضي زراعية تنتج لهم القمح والشعير والثوم. اللوم يقع على بعض نخبة السودان ، يرون في الحصول على شقة في قلب القاهرة تقدم لهم هدية من الجواد عباس كامل ، كافية ثمنا لاعادة منابر التفاوض عبر منبر (لكن) في القاهرة كلما لاحت بوادر حل للمشكل السوداني.
الحل بيد حاكم السودان ، تنتظره أيضا قضايا تمس الامن القومي للسودان ، إيقاف الحرب تأتي أولوية ، تضميد الجراح التي أصابت كل اهل السودان وقطع سيلان الخطاب العنصري والدعوة للانفصال التي يستسهلها البعض الذين فصلوا جنوب السودان من قبل ، سد النهضة وحصة السودان من مياه النيل وقواعد ملء السد وبروتوكول إدارة التحكم حسبما يهم الجانب السوداني، الاتفاقات التجارية مع مصر وضرورة تقنينها وتصحيح مبدأ الحريات الاربعة اذ يتمتع به المصري الذي يعيش في أرض السودان ويحرم السوداني الذي يعيش في مصر من حق مماثل.
مكان المحادثات بورتسودان العاصمة البديلة او مدينة عطبرة التي تتمتع بتحصينات أكثر امنا والزمان كان بالأمس قبل اليوم والغد فالسودان بلادا وعبادا يجب التواضع وخلع النعلين عند محرابه احتراما واجلالا
وتقبلوا أطيب تحياتي
