مقالات وآراء سياسية

جامعة الفاشر تستغيث

د.عبد الرحمن فضل أحمد

سلطة القانون التي  يجب أن نتحاكم إليها تسقط تحت إطارات سيارات قوات الدعم السريع ذات الدفع الرباعيّ عندما أقتحم أفراد من الدعم السريع مدججيين بالسلاح أبواب جامعة الفاشر واعتقال الدكتور/مجدي مانيس من بيته في قلب حرم الجامعة، ولحقا به(أ.جلابي-صلاح)  في صبيحة السبت السابع من سبتمبر الجاري،  ولعمري تلك سابقة لم تحدث حتّي في زمن تغلي فيه دارفور حرباً وصراعاً، وهذا مؤشّرٌ ينذر بتهديدٍ أمنيّ  لكلّ من بجامعة الفاشر أو غيرها…ولعلّ الدافع وراء هذا الاعتقال وانتهاك حرم الجامعة هو الوقفة الاحتجاجيّة التي نظّمها نفرُ من أساتذة وموظفي وعمال الجامعة إثر معلومات تشير إلي  تخطيط أراضي تتبع للجامعة لمنفعة أطراف متعددة من ضمنها ضباط في الدعم السريع، علماً بأنّ الأرض تتبع للجامعة وقد رفض -قبل بضع سنوات -طلب من إدارة الجامعة حينها لإسكان الأساتذة والعاملين بالجامعة في الأرض المشار إليها ،ولكن أطرافاً في الولاية استغلّت غياب المؤسسات عقب سقوط البشير للتصرف في الأراضي دون رقيب أو شفافيّة، وهي خطة تمّ طبخها في سريّة وكتمان، وربما تفاهمات تمّت بين وزارة التخطيط العمراني بالولاية ممثلة في مديرها العام ووزيرها المكّلف( أ .الماحي) ووالي الولاية المكلّف وقائد الغربية اللواء ركن(خوجلي) ؛لإنّ خطة كهذة لا يمكن أن تصل إلي مرحلة متقّدمة(مرحلة الكروكي) دون تنسيق بين رأس الولاية والوزارة، وفي فاشر السلطان همس كثير يدور حول الخطة والجهات المستفيدة(الوالي/الجامعة/الدعم السريع/كبار الوزارة،كعادتهم) وقصور من الأحلام بُنيت على على أساس تلك الخطة.
أمّا لبّ القضّية فهي تلك الفئة من أفراد الدعم السريع التي تركت مهامها التي من أجلها التحقت بالدعم السريع، وتغوّلت على مهام وواجبات الشرطة، فأعطت نفسها حقّ الاعتقال، وزد على ذلك دخولها حرم الجامعة دون علم الإدارة ممثلة في نائب مديرها، والسؤال الملحّ هل هذه الفئة تصرفت بناءً على أوامر من قيادتها العليا، أم أنّها تصرّفت من تلقاء نفسها لأن مصالحها ذهبت أدراج الريح أمام تلك الاحتجاجيّة؟ ولو أن الدكتور مجدي أساء للدعم السريع حسب زعمهم كان يفترض تحريك إجراءات جنائيّة ضده بالبينات والنيابة هي التي تقرر أمر اعتقاله من عدمه وإذا فعلتم ذلك لكسبتم الجامعة واحترمتم استاذها وعاملها وموظفها ولكن وا أسفي قد اسأتم لقيادتكم العليا وللوطن…
ومما يدعو للغرابة  طلب أولئك من الجامعة الاعتذار، ولكن ما هكذا تورد الإبل وعلى نفسها جنت براقش ، فأنتم الذين تعتذروا بإساءتكم للمؤسسة بدخولكم دون استئذان ويجب أن تستأذنوا من باب الاحترام للجامعة والعادات والتقاليد ،أما تدخل داراً وتعتقل من فيها فليس من واجباتك.
نحن لا نريد إعتذار فحسب وإنّما نناشد القيادة العليا لقوات الدعم السريع توقيف هؤلاء الأفراد ومحاسبتهم محاسبة عاجلة وعادلة وفق القانون، والتعهد بألّا تتكرر مثل هذه التصرفات المسيئة للقانون وللقوات المسلحة في أيّة مؤسسة من مؤسسات الدولة .
وفي فيما يختص بالمخطط وأراضي الجامعة  فإنّ نوايا عبثية، ومحاولات فساد  تحوم حولها لا محالة، والأمر يحتاج إلى تدخل الجهات العليا لانصاف جامعة الفاشر.

د.عبد الرحمن فضل أحمد

جامعة الفاشر

[email protected]

تعليق واحد

  1. الجنرال حميدتي انصف دار فور ممثلة في جامعاتها بدعمك السخي لمن يستحق ومن لا يستحق وكلنا امل في دعمك السخي حتى تعود دارفور منارة للعلم وليس كما هو مشاع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..