قبيلة غندور ..!

عبد الباقى الظافر!

لم يجد والي شرق دارفور غير أن يلزم الصمت في ذاك اليوم.. عشرون من دستوريي ولايته تقدموا باستقالاتهم من الحكومة والبرلمان.. هؤلاء الغاضبون جمعوا استقالتهم (صرة في خيط) وسلموها إلى السيد ناظر قبيلة المعاليا.. آخرون كانت لهم وظائف اتحادية هؤلاء اكتفوا بمقاطعة الولاية.. فيما نادت بعض النخب بتقرير مصير القبيلة في ولاية منفصلة باسم ولاية البترول.. الوالي الأسبق لشرق دارفور عبد الحميد كاشا لم يجد خياراً غير أن يمهر استقالته ويعود إلى ممارسة الزراعة في القضارف بعد أن تم تصنيفه عرقياً.

أمس الأول أطلق البروفيسور إبراهيم غندور نكتة لها دلالات سياسية.. البروفيسور الذي كان ينادي أعضاء حزبه بالنأي عن العصبية والقبلية ضحك قائلاً “ما تقولوا الزول دا حلبي ساكت ما عندو قبيلة”.. بعد النكتة كشف غندور أنه ينتمي إلى أكبر قبيلة في السودان.. المثال الذي أراد به نائب رئيس الحزب الحاكم محاربة المد القبلي كانت فيه دعوة مغلفة بحسن النية حينما أفاد بأنه ابن أكبر قبيلة في السودان.

حينما وصلت الإنقاذ إلى سدة الحكم كانت الناس لا تتذكر قبائلها إلا في (قولة خير) حينما يربط حبل المصاهرة بين أسرتين ليس بينهما سابق معرفة.. بل من طرائف الأقدار أن رئيس الجمهورية ونائبه الشهيد الزبير محمد صالح وعراب المشروع حسن الترابي كانوا من عشيرة عرقية واحدة.. ولأن الصفوف- وقتها- لم تكن تتمايز بالقبائل لم ينتبه لهذا التصنيف أحد.

ماذا حدث لنا كمجتمع حتى باتت القبائل تفرقنا- أرباً أرباً، ومن قبل كانت القبيلة مكوناً اجتماعيًا مسالماً.. الواقع أن مشروع الحركة الإسلامية في إصابة السلطة والتمكين انتبه إلى تكوين السودان القبلي.. امتطى المشروع ظهر القبيلة، وزوّج رموزه من بيوت كبيرة.. كما استهدف الإسلاميون في حملات التجنيد أبناء زعماء العشائر.. حينما سقطت بين أيديهم ثمرة السلطة استمروا في تسيس القبائل.. نال نظار القبائل لقب أمراء بمخصصات.. حتى التكوينات القبلية وصلتها أصابع الحكام الجدد بالتفتيت، وخلع قادة، وتنصيب آخرين.. هذه الجرعة السياسية أفسدت الطبيعة القبلية المسالمة.

أسوأ ما صنعته الإنقاذ كان في تغييب الديمقراطية.. بحظر الأحزاب، ومحاربة الطوائف، ارتد الناس إلى عصبيات قبلية.. بدل أن ينافس الحزب الحاكم الأحزاب المحكومة تحول التنافس إلى حلبة المؤتمر الوطني.. بما إن المشروع سمته الفكرية واحدة، بدأت رموز الحزب تتنافس فيما بينها مسنودة على إرث القبيلة.. صار مجلس الوزراء مجلس أعيان يضم ممثلي القبائل نتيجةً للمحاصصة التي تجاوزت القبائل إلى العشائر والأفخاذ.

في تقديري المطلوب بإلحاح تفكيك سلاح القبيلة.. لن يحدث هذا إلا بمزيد من ديمقراطية المجتمع المصحوب بهندسة تيسر من سبل التواصل بين مختلف تكوينات السودان.. إلى وقت قريب كان الوصول إلى القاهرة أيسر من الوصول إلى الفاشر.. حينما يكتشف الفرد المسكون بالتعصب أن حدود الدنيا تتجاوز محيط القبيلة.. وأن مصالح المواطن تكون عند شواطئ المصلحة لا منابع القبيلة عندها سيعود إلى الوطن أمنه وعافيته.

فضلاً عزيزي القارئ لا تسأل عند نهاية هذا المقال عن أكبر قبيلة في السودان.. رئيس وزراء أثيوبيا الحالي من عشيرة صغيرة لا يمكن النظر إليها بالعين المجردة.

التيار

تعليق واحد

  1. الشئ المؤسف المتعلمين
    والمهاجرين في أوروبا والعالم
    المتحضر أصابتهم عدوي العنصريه
    مثلا ،،،في هولندا السودانيين أكثر عنصريه
    النوبيين كوم والدارفوريين كوم والجعليين كوم
    ولو،،،قابلته أي سوداني لأول مره بعد السلام أول سؤال
    قبيلتك شنو؟ ألا تكفي أنا سوداني لا حول ولا،،،قوه إلا بالله
    منتهي التشرزم .

  2. يا ريت نصل الان الى ما وصلت اليه اثيوبيا… الدولة التي ساعدها السودان على الوقوف على قدميها..

    قابلت مثقف وسياسي من منطقة اوغادين التي كانت تطالب في يوما من الايام من الانفصال من اثيوبيا والتي كانت تطالب ايضا في يوم من الايام اما بالانفصال من اثيوبيا او الانضمام الى الصومال قابلته وتناقشته معه كثير واثنى خيرا كثير جدا على الرئيسي الاثيوبي الراحل ملس زيناوي ووصفه بانه حاكم مستنير وعادل جدا وانه ساوى بين القوميات والقبائل الموجودة في اثيوبيا واشاع روح الديمقراطية في المجتمع وكان ضد التمكين بسبب القبيلة او العرق او العصبية او الدين.

    وبرغم ان ناس اوغادين مسلمين الا انهم قالوا لا يمنع ان يحكمنا ملس زيناوي لعدة دورات ودورات .. ومن شدة تأثره وثناءه خيرا على الرجل رأيت دمعة تغيب وتتختفي من داخل مقلة عينه..

    امثال هؤلاء الرجال تُزرف عليهم الدموع لأنه عرف ان اساس الحكم العدل فأجتهد في العدل… وعرف ان اساس الحكم الاقتصاد فزاد من استثمارات البلاد الاقتصادية والسياحية حيث ان اثيوبيا تتمتع بثاني افضل طيران مدني وعسكري في القارة الافريقة والرابعة سياحيا ونسبة اشغال فنادقها تكاد تكون مية في المية على مدار العام

    وقد ورد العام الماضي ان الخطوط البحرية الاثيوبية بلغت ارباحها حوالى 150 مليون دولار لاحظ ارباحها وهي دولة لا تطل على البحر وتعمل سفنها من ميناء مستأجر من جيبوتي ولها حوالى 12 باخرة تجوب البحار … لا اقارن بين السودان ولا بين رئيس السودان ولا بين روح القبيلة المنتنة ولكن ياظافر ان ما ينتظره الشعب من الانقاذ ومن حكومة الكيزان اسوأ بكثير مما حصل

    بس نتمى ان يتوقف الامر الى هذا الحد فإن ابناء الكيزان وابناء الطبقة الحاكمة عندما يمسكون على تلابيب السلطة فسوف ترى العجب العجاب وعندها يتمنى السودان الا يكون سودانيا او مسلماً … حتما سيورث نافع ابنه وعلى عثمان طه ابنه وسوف تكون وراثة وملك عضوض بمساعدة رجال الامن الاوفيا للعصبة ذو البأس …ان القادم اسوا واسواء بنسأل الله السلامة

    وسوف تحكم الجبهة القومية الاسلامية الخمسة سنوات القادمة بالصح بالكضب لأن العالم الغربي يريدهم ان يحكموا

    العالم الغربي يريد حكومات امثال حكومة السودان وداعش في العراق والجبهات المقاتلة في سورية والعالم الغربي هو الذي يطيل امد هذه الحكومات لانه يدعمها سراً ولانه يدعم حكومتها الخفية المخفية .. لان امثال الحكومة السودانية هي التي تحقق له ما يريد بسياسة خذ وهات والعصا والجزرة وسياسة اضغط وخفف وارفع ونزل والغرب يعلم ان الكيزان طائفة سلطوية تريد السلطة بأي ثمن وتريد التمتع بالحياة الدنيا باسم الدين ولا يهمهم حتى لو اصبحت حدود السودان ولاية الخرطوم فقط..

  3. انت بتسمي الزبير محمد صالح مجرم الانقلابات وقاتل ضباط رمضان شهيد؟؟؟؟
    وعندما حظرت الانقاذ الاحزاب وغيرها الم تكن انت من مؤيديها منافق واحد

  4. مجرم الذى أحدث هذا المرض فى صفوف شعبنا الذى مان معافى تماما حتى الأمس القريب قبل أن أن يجخل علينا الميكيافليون الجدد من النافذة فى الثلاثين من يونيو 1989 فى مدرسة ملكال الوسطى الذى تلقيت فيها تعليمى فى المرحلة المتوسكة كان استاذى محمد الغالى ينادينى باسم قبيلتى كنوع من دعابة الأب مع ابنه فيقول لى قم جاوب يا الشكرى وذات يوم انتفضت وقلت له لماذا تنادينى بالشكرى من بين كل الفصل . اجاب استاذى الفاضل وعلى قسماته الوضيئة كيف اناديك قلت له نادينى بعلى السودانى – تبسم استاذى الكبير فى رضا ظاهر ! لاحظوا اننى كنت صبيا فى المرحلة المتوسطة . لقد قتلونا بهذا المرض الخبيت . شكرا استاذ الظافر

  5. قبل اﻻنفصال اكبر قبيلة الدينكا

    اﻵن ربما حسب التأثير اﻻقتصادي و العدد الشايقية لكن معظم السودانيين يتعاملون معهم بحساسية لاعتبارات تاريخية

  6. اتعجب لهذا المدعوا عبد الظافر عن ماذا تتحدث ومن تريد ان تقنع بان القبلية والجهوية لم تكن موجودة قبل هذه العصابة التي سيطرت علي البلاد بطرق عنصرية يا سيد عندما تحاول ان تناقش عقولنا ناقشها بعقلانية يا اخي نحن في زمن العولمة والجميع صار يعلم ويعرف حقوقة بلد من الاستقلال وحتي اليوم تحكمها مجموعات محددة تمتلك المال والسلاح والقلم والبقية لا حظ لها ولانصيب فباختصار يا عبد الظافر عندما أطالب بحقوقي لا تنعتني بالعنصرية فأنا مثلك واللة ما في عنصريين في السودان اكتر من رقيق بني العباس شبيهي الرجال

  7. مشكلة السودان الأساسية ( الكيزان ) الأخوان المتأسلمون لأنهم يفهمون ( جزئيا ) لعد فوات الأوان .
    أتعجب جدا لأمثال كاتب هذا المقال وكاتب أخر يدعى عثمان ميرغنى وغيره يسمى حسين خوجلى وأنا أذكر تمجيدهم لهذا النظام المعتدى قصير النظر …
    أمثال هؤلاء لا يمكن القبول بما يكتبون لأنهم منافقون

  8. من اكبر قبيلة قال غندور وكمان حلبي

    ولونه ذي قعر الحلة.ومادام هو بقلب في

    البعر وجنت على نفسها براقش لابد لنا ان

    ترجعه لاصله عشان تاني يفتح عينه الزول ده

    يا جماعة (عب كواهلة) من امه لابوه.معليش

    ياغندور تعيش وتاخد غيرها.

  9. ياناس مافى حد مولود من كلب كلنا من ادم وحواء القبليه هى سبب كثير من المشاكل وقير البعد عن الزواج والامراض المصاحبه ليه كل الناس تحاول ان تتميز بالقبليه كل واحد يكفى انو سوادانى وشارب من نهر النيل العظيم يكفى مانلناه من القبليه …. المشكله بعد الانفصال اخوانا الجنوبين اخدو معاهم اسواء حاجه هى القبليهوبدو يتعصبو لمن يفقدو كل البشر بعدين يفكرو …

  10. طبعا يا جماعة القبول من الله و السودانيين بطبعهم انطباعيين و بحبوا التصنيف
    مثﻻ بنلقى معظم السودانيين بيتكيفوا للجعليين و الحلفاويين و نفس الناس ديل ما بحبوا يتعاملوا مع الشوايقة رغم انو اﻻخﻻق دي حاجة فردية

  11. الرئيس والزبير والعراب ليسوا من عشيرة واحدة جمعتهم السلطة وتاذي الوطن انها محنة النخب ومحنة المشروع الحضاري والتمسك بالسلطة باي وسيلة حتي لو كانت وسيلة بورقيبه القبيلة

  12. الديموقراطية في الهند اتت في كثير من المرات بحكام من اقليات فريئسها ابو الكلام من اقلية المسلمين ومرة رئيس وزرائها من السيخ وهم اقلية ايضا

  13. يا ظافر سنتقدم حين تسمي الاشياء بمسمياتها لايمكن ان تسمي علي كرتي الحرامي بانه كان ثريا
    قبل ان يصبح وزيرا للخارجية وهو الذي لم يكن يملك شيئا قبل الانقاذ لماذا تدلس
    الجميع يعلم ان نخبة شمال الخرطوم لايعتبرون اي ناس من بقية السودان بشر بل يعتبرونهم
    عبيد عليهم السمع والطاعة وفي ظني المفاصلة نفسها مع الترابي لم تكن سوي معركة في هذه
    الحرب ويشمل ذلك حتي اقليم الجزيرة فهم في نظر هذه النخبة اما فلاتة او عرب جزيرة وطبعا
    هذا تهجين الغريب ان بقية اقاليم السودان اصبحت علي قناعة انها عرقيا اقل او دون شمال الخرطوم

  14. قبل الانفصال كانت الدينكا هى اكبر قبيله ، اما الان فان الدناقله هى اكبر واعرق قبائل السودان ، علما بان النوبه ( شمال وغرب) هم اقدم واعرق حضارات الدنيا ، والبقيه عرب مستعربه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..